مقابلة مع السفير الفلسطيني في اليونسكو
مقابلة مع السفير الفلسطيني في اليونسكو
نشر موقع جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية مقابلة مع السفير الفلسطيني لدى اليونسكو إلياس صنبر مع صحيفة الشرق اللبنانية الناطقة بالفرنسية حول رفع علم فلسطين في هذه المنظمة. في ما يلي نص المقابلة:
الشرق: لماذا جاء انتصار فلسطين في اليونسكو أسرع وأقوى من انتصارها في منظمة الأمم المتحدة؟
الياس صنبر: لن أقول أسهل بل أقول مختلف، لأن العملية مختلفة، وهي أن نصبح دولة بعضوية كاملة في اليونسكو، وقد أخذنا طريقا غير مباشر لتحقيق هذا الهدف، وقد تم اتهامنا "بوضع العربة أمام الحصان" و"الخدعة" بطلب إدراج المواقع الأثرية الفلسطينية في التراث العالمي للبشرية، وكان السؤال المطروح هو: كيف يمكن تسجيل مواقع تعود لدولة غير عضو في الأمم المتحدة، وكيف يمكنها أن تسعى إلى تسجيل هذه المواقع؟ لقد ذهبنا في اتجاهين معا، الأول هو تسجيل المواقع والثاني أن نصبح دولة بعضوية كاملة، والتي كان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد تقدم بها إلى الأمم المتحدة عام 1989 بطلب رسمي، ولكن المنظمة كانت في سبات عميق، هذه المرة كان لنا مشروع مختلف تماما، وهو طلب العضوية والتحرك فورا نحو التصويت.
الشرق:ما الذي يحدد نتيجة التصويت المتوقعة إلى حد ما؟
الياس صنبر: هناك ثلاثة عناصر لعبت دورا مهما في التصويت لقبول فلسطين:
- هناك معطى لا جدال فيه ودليل عالمي وإجماع شبه كامل حتى داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الوضع الفلسطيني لا يمكن أي يستمر على هذا النحو، ومعظم دول العالم لا تتردد في اجتياز هذه الخطوة، ورفض كل الضغوط؛ الفلسطينيون كسائر الشعوب لهم الحق في (المعاملة بالمثل).
-ما فعلناه هو المماطلة قليلا، خوفا من اعتبار طلبنا هروبا من عملية السلام من قبل العديد من الدول الصديقة، وبالتالي قد نفقد دعمهم. ولكن كان واضحا أن سياسة نتنياهو تعرقل أية مفاوضات جادة بشكل واضح ويقطع الطريق نحو الاعتراف.
-البعد الثقافي لليونسكو الذي لا يمكن إنكاره أثر على القيادة السياسية في التصويت، وسهل قرار العديد من الدول الأعضاء.
الشرق: هل قبول فلسطين في اليونسكو يسهل القبول في الأمم المتحدة أم سيصعبه كثيرا؟
الياس صنبر: برأيي على صعيد الإجراءات فإنه لا هذه ولا تلك الأطروحة غير قانونية، ولم يكن التصويت على الطلب هو سبب تعنت بعض الأعضاء في مجلس الأمن ولا سبب في الموقف العدائي الواضح من الولايات المتحدة. للعلم إن اليونسكو هي منظمة من منظمات الأمم المتحدة.
الشرق: كيف يكون انضمامكم إلى اليونسكو مهما للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتطوير موارد شعبكم؟
الياس صنبر: هذا الدور مهم جدا، لأن فلسطين من الآن فصاعدا ستصبح طرفا في جميع الاتفاقيات، ليس فقط تلك التي تتعلق بالتراث، ولكن كل ما يتعلق بالحاضر والمستقبل والثقافة والحفاظ على المواقع الأثرية وإعادة الممتلكات المسروقة، ويمكن لفلسطين أن تستفيد من برامج التعليم في مجال العلوم.
كما أن تسجيل موقع في اتفاقية التراث العالمي كان بحاجة إلى تقديم طلب في غاية التعقيد لقسم التراث، وبعد تقارير البعثات التقنية والدراسة المعمقة، وبعد المناقشة قررت المنظمة ضم الموقع إلى قائمة التراث العالمي. وبعد التسجيل يجب على الدولة الحفاظ على الموقع وعدم تشويهه، وفلسطين الآن أصبح لديها قائمة طويلة من المواقع التي تعتبرها اليونسكو" قيمة عالمية استثنائية".
الشرق: ما هي الميزات التي يكتسبها الموقع الذي يتم إضافته للقائمة؟
الياس صنبر: يكتسب عالميته. يتسع نطاق السياحة فيه. يعود بالفائدة على الميزانية، يتم تصنيفه ضمن الممتلكات التي تتم حمايتها من الطقس ومن أية ممارسات غير مدروسة وطائشة. باختصار فإن الحماية هي المفهوم الأساسي.
الشرق: كيف تتعلق قضية القدس بهذا الأمر بشكل خاص؟
الياس صنبر: منذ عام 1981، تم تسجيل البلدة القديمة في القدس (داخل الجدار) على قائمة "التراث العالمي المهدد بالخطر". وكان ذلك بناء على طلب من الرئيس ياسر عرفات إلى الملك حسين بتسجيل القدس على قائمة التراث الأردني،
بالإضافة إلى أن إسرائيل لديها سياسة الضم، وأنها لا تحترم أي من قواعد التراث في القدس، وتنتهك كل الاتفاقيات وتبقى صماء اتجاه كل القرارات التي نجحنا بالفعل في إجراء تصويت عليها في إطار المجلس التنفيذي لليونسكو.
الشرق: هل يؤثر هذا الاعتراف على إسرائيل والصهيونية بشكل خاص؟
الياس صنبر: على المستوى الرمزي كالقانون الدولي، فقد تحولت فلسطين من موضع (الأراضي المتنازع عليها) إلى دولة تتضمن كل المقومات؛ شعب وثقافة لهذا الشعب وحدود وعاصمة.
الشرق: هل تستطيع تلخيص رهانات هذا النصر في عدة كلمات؟
الياس صنبر: كما قلت سابقا لقد انتقلنا من موضع (الأراضي المتنازع عليها)، إلى دولة ذات سيادة. ومن الآن فصاعدا أصبحنا دولة لها حق التصويت وتوقيع الاتفاقات الدولية التي تتعلق بالثقافة الدولية. في النهاية فإن الحصانة القضائية والتقنية للحفاظ على مواقعنا الطبيعية والتاريخية قد تم تحديدها بالتأكيد. وأريد القول أن مشاعر الشعب الفلسطيني الممزوجة بالدموع والفرح قد عبرت عن الترحيب بهذه البداية بالانتقال إلى الوضع الطبيعي بعد أن تم حرمانهم منه لمدة طويلة وبشكل غير عادل.<hr>