في هــــــــــذا الملف:
- نائب البشير يكشف عن تعديل وزاري وشيك ويؤكد: الرئيس لا يرغب بالترشح للرئاسة
- تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر في السودان
- مسؤولون سودانيون يطلبون مساعدة الاتحاد الاوروبي لمكافحة الاتجار بالبشر
- مواجهات عنيفة في دارفور بين المتمردين والجيش السوداني
- وفد أوروبي يتفقد الأوضاع بشرق السودان
- أزمة جبال النوبة تتفاقم وقد تطلب حق «تقرير المصير»
- تقرير - السودان | الظروف الصعبة دفعت السودانيّين نحو تجارة العملة
نائب البشير يكشف عن تعديل وزاري وشيك ويؤكد: الرئيس لا يرغب بالترشح للرئاسة
المصدر: القدس العربي
كشف علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير أن الأخير لا يرغب في الاستمرار في الحكم والترشح لولاية رئاسية جديدة، لكنه أوضح أن القرار النهائي بيد حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
كما كشف في مقابلة مع قناة (الجزيرة) أن تعديلا وزاريا مرتقبا سيعلن عنه خلال الأسبوعين القادمين، لافتا إلى أن التعديل الوزاري بلغ مراحله النهائية وأنه سيكون كبيرا بالنسبة للحزب الحاكم باعتباره يمثل الأغلبية.
وأضاف طه أن هناك استعدادا لإشراك أكبر قدر من القوى السياسية، مشيرا إلى أن الحكومة القادمة ستتولى ملفات السلام والانتخابات القادمة.
وبخصوص الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها السودان على خلفية الزيادات في أسعار المحروقات، قال طه إنها جاءت نتيجة المعالجات التي تقوم بها الحكومة لإصلاح الاختلالات بعد انفصال الجنوب الذي ذهب بـ80% من مداخيل الدولة، موضحا أن الإجراءات الأخيرة ترمي لإعادة التوازن بين متطلبات المواطنين والموارد التي تتوفر للدولة، وقال طه إن هناك تحقيقات قضائية لتحديد المسؤولية الجنائية عن أحداث القتل.
واعتبر طه أن الاستفتاء الذي أجري مؤخرا في منطقة أبيي “مرفوض وليس له أثر قانوني أو سياسي لأنه يتنافى مع بروتوكول المنطقة الذي يشير إلى وجود مجموعتين من السكان هما عشائر الدينكا نقوك وعشائر المسيرية، ولكنه أعرب عن التزام حكومته بإجراء استفتاء في المنطقة وفق ما ينص عليه البروتوكول”.
تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر في السودان
المصدر: سكاي نيوز
طلب حاكم ولاية سودانية حدودية مع إريتريا الأربعاء، المساعدة من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإتجار بالبشر، وذلك بعد مقتل مئات المهاجرين الإريتريين في مطلع أكتوبر في غرق زورق قبالة السواحل الإيطالية.
وقال والي ولاية كسلا محمد يوسف آدم لسفراء دول في الاتحاد الاوروبي خلال زيارة قاموا بها إلى هذه المنطقة الواقعة شرق السودان "نواجه مجموعات إجرامية منظمة"، وأضاف مخاطبا السفراء "نحتاج إلى مساعدتكم في هذا الخصوص".
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، يصل 1800 لاجىء وطالب لجوء شهريا إلى شرق السودان هربا من النظام الأريتري.
وبسبب الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه المنطقة فإن المهاجرين غالبا ما يواصلون رحلتهم التي إما أن تتوقف في الخرطوم أو تكمل باتجاه مصر أو إسرائيل أو أوروبا، وقال سفير الاتحاد الاوروبي توما اوليكني "هذا حقا مجال نريد التعاون فيه مع السودان ومع كل الدول المجاورة".
أما سفير إيطاليا ارماندو باروكو فشدد على أهمية "التعاون مع السلطات السودانية لوقف عمليات تهريب المهاجرين"، علما بأن قوات الأمن الإيطالية ونظيرتها السودانية أجرتا محادثات حول سبل التعاون في هذا المجال ويتوقع أن يبرم الطرفان اتفاقا بهذا الشأن قريبا.
وفي 3 أكتوبر قضى أكثر من 350 مهاجرا غير شرعي معظمهم من الإريتريين عندما غرق الزورق الذي كان ينقلهم إلى أوروبا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وفي أبريل نددت منظمة العفو الدولية بتعرض مهاجرين إريتريين للخطف في السودان على أيدي عصابات نقلتهم لاحقا الى شبه جزيرة سيناء حيث طلب من ذويهم دفع فديات مالية لاطلاق سراحهم في حين تعرض المختطفون للضرب والاغتصاب والقتل أحيانا.
مسؤولون سودانيون يطلبون مساعدة الاتحاد الاوروبي لمكافحة الاتجار بالبشر
المصدر: فرانس برس
طلب حاكم ولاية سودانية حدودية مع اريتريا امس الاربعاء المساعدة من الاتحاد الاوروبي لمكافحة الاتجار بالبشر، وذلك بعد مقتل مئات المهاجرين الاريتريين في مطلع تشرين الاول/ اكتوبر في غرق زورق قبالة السواحل الايطالية.
وقال والي ولاية كسلا محمد يوسف آدم لسفراء دول في الاتحاد الاوروبي خلال زيارة قاموا بها الى هذه المنطقة الواقعة شرق السودان "نواجه مجموعات (اجرامية) منظمة". واضاف مخاطبا السفراء "نحتاج الى مساعدتكم في هذا الخصوص".
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، يصل 1800 لاجىء وطالب لجوء شهريا الى شرق السودان هربا من النظام الاريتري الاستبدادي.
وبسبب الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه المنطقة فإن المهاجرين غالبا ما يواصلون رحلتهم التي اما ان تتوقف في الخرطوم او تكمل باتجاه مصر او اسرائيل او اوروبا.
وقال سفير الاتحاد الاوروبي توما اوليكني "هذا حقا مجال نريد التعاون فيه مع السودان ومع كل الدول المجاورة".
اما سفير ايطالي ارماندو باروكو فشدد على اهمية "التعاون مع السلطات السودانية لوقف عمليات تهريب المهاجرين"، علما بأن قوات الامن الايطالية ونظيرتها السودانية اجرت محادثات حول سبل التعاون في هذا المجال ويتوقع ان يبرم الطرفان اتفاقا بهذا الشأن قريبا.
وفي 3 تشرين الاول قضى اكثر من 350 مهاجرا غير شرعي معظمهم من الاريتريين عندما غرق الزورق الذي كان ينقلهم الى اوروبا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الايطالية.
وحتى اولئك الذين لا يركبون البحر للهجرة الى اوروبا فهم ليسوا في مأمن من الخطر.
وفي نيسان/ ابريل نددت منظمة العفو الدولية بتعرض مهاجرين اريتريين للخطف في السودان على ايدي عصابات نقلتهم لاحقا الى شبه جزيرة سيناء حيث طلب من ذويهم دفع فديات مالية لاطلاق سراحهم في حين تعرض المختطفون للضرب والاغتصاب والقتل احيانا.
وبحسب سفير الاتحاد الاوروبي فإنه منذ 2006 حين تم توقيع اتفاق سلام انهى تمردا محليا في ولاية كسلا، قدم الاتحاد الاوروبي ما مجموعه 57 مليون يورو من المساعدات لهذه الولاية لتنمية مجالات التعليم والصحة والزراعة فيها، مضيفا ان الاتحاد رصد 24 مليون دولار اخرى من المساعدات لهذه الولاية للعامين المقبلين.
مواجهات عنيفة في دارفور بين المتمردين والجيش السوداني
المصدر: القدس العربي
تصاعدت المواجهات بين أطراف النزاع في إقليم دارفور غرب السودان أمس، إذ أعلنت ثلاث مجموعات متمردة أنها هاجمت قوة من الجيش السوداني وقتلت 200 من عناصره واستولت على سيارات وأسلحة ومعدات متطورة، غير أن الجيش نفى ذلك مؤكداً هزيمة المتمردين ومقتل 20 منهم. وقال آدم صالح أبكر الناطق باسم «حركة تحرير السودان» التي يتزعمها مني أركو مناوي في بيان، إن قوة من حركته بالاشتراك مع فصيلين بقيادة محمد عبدالسلام (طرادة) وعلي كاربينو، تمكنت من تدمير قوة من الجيش السوداني و 150 آلية عسكرية في منطقة شرق جبل مرة في ولاية جنوب دارفور. وأضاف: «كبدت المقاومة الثورية قوات النظام الحاكم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بلغت أكثر من 200 قتيل من القوات الحكومية ومليشيات متحالفة معها، إضافةً إلى الاستيلاء على 25 سيارة عسكرية بكامل عتادها». وأوضح أنهم استولوا على 20 سيارة من طراز «لاندكروزر» وخمس شاحنات محملة بالأسلحة الخفيفة والمدافع.
ونفى الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد هذه المزاعم، وقال لـ «الحياة» إن قوة من الجيش تصدت لمجموعة من المتمردين هاجمتها في شرق جبل مرة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، موضحاً أن المتمردين فقدوا 20 قتيلاً بينهم ثلاثة قياديين.
على صعيد آخر، بدأ وفد لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي زيارةً لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان أمس، بعد أيام على الاستفتاء الأحادي الجانب الذي نظمته قبيلة «دينكا نقوك».
ويجري الوفد الأفريقي خلال زيارته التي تستمر يومين، محادثات منفصلة مع ممثلي قبيتلي المسيرية العربية و «دينكا نقوك» الأفريقية لتهدئة الأوضاع في المنطقة وتجاوز التوتر الذي رافق الاستفتاء.
وفد أوروبي يتفقد الأوضاع بشرق السودان
المصدر: النيلين
يزور وفد بعثة الاتحاد الأوروبي بالسودان برئاسة توماس يوليشني، وعضوية سفراء فرنسا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا، السويد، والمملكة المتحدة بالخرطوم، يوم الأربعاء شرق السودان، إظهاراً للتضامن الأوروبي تجاه السودان، وتأكيداً لدعم الاتحاد لاتفاق الشرق الموقع في أسمرا.
وقال بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي بالخرطوم، يوم الثلاثاء، إن الوفد سيناقش قضايا التعاون في مجالات الحد من الفقر، والأمن الغذائي والصحة والتعليم، فضلاً عن قضايا التهريب والإتجار بالبشر، ودور المنظمات الدولية في شرق السودان .
وتشمل الزيارة ولايتي كسلا والبحر الأحمر. ومن المقرر أن يقف خلالها الوفد على مستوى التقدم والتنمية التي نفذت في ولايات الشرق، لتحقيق مكاسب السلام.
ويقوم سفراء دول الاتحاد الأوروبي بزيارة سنوية مشتركة لمختلف مناطق السودان، وهذه هي الزيارة الثانية المشتركة لسفراء الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق السودان منذ عام 2011 .
وجدد البيان تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي لاتفاق سلام شرق السودان، والذي تم توقيعه في أسمرا منذ عام 2006، وقال إن الزيارة التي يقوم بها وفده لشرق السودان، يوم الأربعاء، تسعى لتسليط الضوء على مستوى التقدم، والتنمية التي نفذت في ولايات الشرق، لتحقيق مكاسب السلام.
أزمة جبال النوبة تتفاقم وقد تطلب حق «تقرير المصير»
المصدر: الحياة اللندنية
تتجه الأزمة في منطقة جبال النوبة «ولاية جنوب كردفان» المضطربة في السودان المتاخمة لدولة جنوب السودان إلى مزيد من التعقيد، مع اقتراب فصل الصيف الذي تتصاعد فيه المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال».
ويتوقع في حال عدم تسوية الأزمة سياسياً أن تصل القضية إلى التدويل وصدور قرارات دولية في شأنها، قد تصل إلى حد فرض حظر طيران في تلك المنطقة.
وحذر نخب «جنوب كردفان» المحسوبين على حزب المؤتمر الوطني الحاكم، من أن يطالب سكان المنطقة التي أسموها «الجنوب الجديد للسودان» بحق تقرير المصير أسوة بجنوب السودان الذي انفصل عن دولة السودان بعد استفتاء نُظم في عام 2011، وبات دولة مستقلة.
واندلعت الحرب في ولاية جنوب كردفان منذ حزيران (يونيو) 2011، عقب فترة سلام لم تدم أكثر من ست سنوات منذ توقيع اتفاق السلام بين السودان والجنوب في عام 2005.
وفشلت جولتا تفاوض بين الحكومة والمتمردين برعاية الاتحاد الأفريقي في وقف الحرب. كما لم يؤدي قرار مجلس الأمن رقم 2046 الصادر في أيار (مايو) 2012، إلى اتفاق الطرفين (الحكومة والحركة الشعبية- الشمال) بسبب غياب الثقة وتعارض المواقف.
وباتت قضية جبال النوبة تهدد بتعطيل اتفاقات التعاون بين السودان وجنوب السودان وإعادتها إلى مرحلة التوتر والقطيعة، إذ تعتقد الخرطوم أن حاملي السلاح من المتمردين لا يزالون يرتبطون بجيش الجنوب السودان الذي كانوا جزءاً منه في فترة الحرب الأهلية، كما أن هؤلاء لا يمكنهم الاستمرار في العمل إذا لم يجدوا دعماً وإيواءً من جانب دولة الجنوب.
وكان التمرد بدأ في جنوب كردفان في منتصف ثمانينات القرن الماضي، بتأسيس يوسف كوة مكي تنظيماً سرياً كان بمثابة نواة لتنظيم الحركة الشعبية في جبال النوبة.
وتحول التمرد سريعاً إلى نزاع عسكري يدخل في إطار الصراع بين الخرطوم ومناطق الأطراف حول اقتسام السلطة والثروة، وتبناه زعيم التمرد في جنوب السودان في حينه جون قرنق. وارتبطت مذاك قضية جبال النوبة بقضية الجنوب.
من جهة أخرى، تعددت وتشعبت أسباب الصراع المسلح في جبال النوبة، ففي حين عزاها بعض أبناء الجبال إلى تخصيص أراضٍ زراعية لمستثمرين من خارج المنطقة والتمييز بين السكان على أساس عرقي، اعتبره زعيم التمرد في المنطقة حينها يوسف كوة صراعاً عرقياً يهدف لإحداث تغيير ديموغرافي، الأمر الذي أدى إلى تحالف بين الجنوب وجبال النوبة لحماية العنصر الأفريقي من التمدد العربي الكبير الذي رعته الحكومات المتعاقبة في الخرطوم.
وانفجر التمرد الأخير المستمر في جبال النوبة منذ عام 2011 بسبب التنافس الحاد بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب «الحركة الشعبية –الشمال». وانهار اتفاق السلام عقب إعلان نتيجة الانتخابات بفوز مرشح الحزب الحاكم أحمد هارون بمنصب حاكم الولاية على مرشح الحركة عبدالعزيز الحلو الذي وصفها بـ «المزورة» ورفض الاعتراف بها. وتطور الأمر إلى النزاع المسلح وتفاقمت الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وفشلت جهود السلام لغياب الثقة بين الأطراف السودانية وعدم تنفيذ بروتوكول السلام الخاص بالمنطقة، ورفض الحزب الحاكم اتفاقاً وقعه نائب رئيس الحزب نافع علي نافع مع المتمردين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
كما أدى إنشاء تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» التي تتألف من «الحركة الشعبية- شمال» والحركات المسلحة الرئيسية في دارفور إلى ربط قضية جبال النوبة بالنزاع المسلح في دارفور، والصراع السياسي على السلطة في الخرطوم.
وفشلت آخر جولة محادثات بين الحكومة والمتمردين في «الحركة الشعبية- الشمال» بسبب طرح المتمردين مشكلات جبال النوبة والنيل الأزرق وقضايا الهامش ودارفور، بينما تمسكت الحكومة بحل المشكلة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2046 الذي حدد كيفية معالجة النزاع المحلي.
يُذكر أن تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية قد يستدعي تدخلاً دولياً سيمهد إلى حكم ذاتي وربما إلى إجراء استفتاء لتقرير مصير منطقة جبال النوبة الملتهبة.
تقرير - السودان | الظروف الصعبة دفعت السودانيّين نحو تجارة العملة
المصدر: ج. الأخبار البيروتية
نتيجة انخفاض سعر الجنية السوداني أمام الدولار الأميركي برزت خلال الستة أشهر الأخيرة ظاهرة زيادة عدد الممارسين لمهنة تجارة العملات رغم أن هذه المهنة بدأت في الظهور بصورة كبيرة عقب اعلان انفصال جنوب السودان عام 2011. وبلغ سعر الدولار في السوق الموازي 7,75 في مقابل 5,5 كسعر رسمي في البنك المركزي، فيما كان سعر البيع قبل اعلان استقلال دولة جنوب السودان 2,5 دولار.
وعلى الرغم من أن الأمن الاقتصادي في البلاد يعتبر مزاولة مهنة الاتجار بالعملات الصعبة مهنة غير قانونية ولديه الحق في اعتقال أي شخص يتم ضبطه وهو يمارس عملية بيع وشراء النقد الأجنبي بتهمة هدم الاقتصاد القومي، إلّا أن الدولة تنادي بالسوق الحرة المفتوحة. ما دفع التجار الى ممارسة المهنة وضح النهار. يروي أحد كبار تجار العملة لـ«الأخبار» كيف أنه تم اعتقاله من قبل جهاز الأمن الاقتصادي أكثر من مرة، لكنه ما يزال ممارساً لمهنته. يقول: «في آخر مرة تم اعتقالي فيها في العام الماضي حُبِست لمدة شهرين من دون تقديمي الى المحاكمة».
ويُعزى سبب اتجاه معظم الشباب الى مزاولة مهنة تجارة العملة الى الربح السريع والكبير الذي يجنونه في أقصر وقت. يوضح سلاوي ،ع، أحد تجار العملة، أنه حقق أرباحاً كبيرة خلال ثلاثة أشهر فقط من ممارسته بيع وشراء العملة، مضيفاً «تمكنت من شراء سيارة فخمة ولدي سيولة نقدية اتحرك بها في السوق». أما عزام سامح (اسم مستعار)، تاجر عملة أيضاً، فيشير الى أن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الكثير من السودانيين نحو العمل في تجارة العملة، بالرغم من عدم معرفتهم بهذا السوق وتفاصيله، لافتاً إلى أن المسألة تبدأ بطلب شخص ما من صديقه أو قريبه مساعدته في بيع مبلغ من الدولارات أو أي عملة أخرى، فيذهب هذا الصديق إلى أي تاجر عملة ليسأل عن سعر الدولار، ويقوم بوضع عمولته فوق المبلغ، وهكذا يجد نفسه يحقق أرباحاً فيواصل في التجارة.
تدهور رصيد الدولة
غير أن الخبير الاقتصادي محمد علي جادين، يرى أن أسباب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه السوداني، ناتجة بشكل أساسي من تدهور رصيد الدولة من العملات الصعبة من المصادر المختلفة، وتحديداً من الصادرات، وذلك لأن عائد الصادرات غير النفطية ضعيف جداً، وتصدير النفط توقف بانفصال الجنوب.
ويُرجِع جادين التذبذب في أسعار العملات الصعبة إلى الاجراءات الإدارية التي يتخذها بنك السودان بضخ مبالغ كبيرة من العملة الصعبة من حين إلى آخر.
وفي ذات الوقت تقوم السلطات المختصة بمضايقة وملاحقة تجار العملة. ويضيف جادين أيضاً تأثير الوضع السياسي غير المستقر على ثبات واستقرار أسعار العملات الصعبة، مشيراً إلى تأثرها أيضاً بطبيعة العلاقة مع دولة الجنوب، تطوراً أو تراجعاً. غير أن السوق الرئيسي للدولار الآن أصبح في الخارج وليس داخل السودان، فعملية شراء العملات الصعبة من المغتربين السودانيين في الخارج أصبحت مجالاً للمضاربة خاصة بعد السياسات الحكومية في مسألة تحويل الأموال الى داخل البلاد واستلامها بالعملة المحلية. وبدأ معظم التجار يركّزون على العمل في دول الخليج وغيرها لشراء العملات الصعبة من هناك عن طريق مندوبين لهم في كل دولة.
الرابح الأكبر
ويحتاج المواطنون السودانيون الى العملات الأجنبية في المجالات التجارية لاستيراد السلع والبضائع كما يجد الطلاب المبتعثون الى الدراسة في الخارج أنفسهم امام تحدي الحصول على العملات الأجنبية، بالاضافة الى طالبي العلاج خارج السودان، حيث يخصص البنك المركزي مبلغاً بسيطاً وبعد اجراءات معقدة بهدف اثبات حقيقة سفرهم الى الخارج طلباً للعلاج، ما يضطر البعض الى اللجوء الى السوق السوداء (غير القانونية) لشراء ما يلزمهم من العملات الأجنبية.
وعلى الرغم من ان التجار هم الرابح الأكبر في تلك العملية، الّا ان بعضهم يشير الى معاناتهم أيضاً. فالتاجر أسامة محمد (اسم مستعار) يشير الى تأثرهم بارتفاع سعر الدولار أسوةً بالمواطنين، في ظل ارتفاع أسعار السوق وصعوبة المعيشة.
أزمة مُفتَعلة
ويسود اعتقاد واسع لدى الكثيرين بأن أزمة ارتفاع سعر الدولار المتواصل وتذبذبه، هي أزمة مفتعلة وليست حقيقية، باعتبار أن مجرد الإعلان عن اتفاق صغير بين السودان وجنوب السودان، من شأنه أن يؤدي الى انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه السوداني، وأن أي خلاف صغير أو توتر في العلاقة بين الجانبين يمكن أن يرفع سعر الدولار، ليبدو الأمر وكأن هناك من يسيطر على الدولار ويتحكم في أسعاره صعوداً وهبوطاً.