النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 26/12/2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 26/12/2015

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG]


    من غرف التحقيق إلى الساحة السياسية
    رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع يعلون يقفان إلى جانب الشاباك

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    بتأخر غير مسبوق أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس اعلان تأييد للشباك على خلفية الخلاف حول طرق التحقيق مع معتقلي الارهاب اليهودي المشبوهين بالقتل في دوما. هذه القضية التي أثارت اوساط اليمين المتطرف منذ اسبوعين وامتدت مؤخرا إلى المؤسسة الاستيطانية ومن هناك إلى مركز الليكود، تهدد بأن تتحول إلى حدث سياسي. ونتنياهو ينضم الآن إلى تصريحات سابقة للوزراء موشيه يعلون ونفتالي بينيت في محاولة لامتصاص الغضب على «الشباك».
    نتنياهو تطرق لهذا الموضوع لاول مرة أول أمس حين قال باختصار في جلسة حزب العمل إن «كل التحقيقات تتم حسب القانون»، بعد أن اشتكى عضو الكنيست ميكي زوهر من معاملة المعتقلين. أمس تحدث رئيس الحكومة بشكل موسع ومنح الدعم العلني والشخصي لرئيس «الشباك» يورام كوهين ورجاله «الذين يقومون بعمل مهم وممتاز من اجل دولة إسرائيل». وقد عاد وأكد على أن كل اعمال «الشباك» في قضية دوما تتم حسب القانون وأن الجهاز القضائي يقوم بالمتابعة المستمرة لها.
    الاختلاف حول استخدام وسائل استثنائية في التحقيق (التعذيب حتى لو كان محدود) يتجاوز في هذه المرة الخطوط المتعارف عليها في اليمين واليسار السياسي. التوزيع ليس تلقائيا. نشطاء اليمين المتطرف الذين لا يخصصون في الظروف العادية دقيقة واحدة للتفكير في كيفية حصول «الشباك» على الاعترافات من المشتبه بهم الفلسطينيين، يخرجون الآن عن أطوارهم وينددون بالتعذيب. أما منظمات حقوق الانسان ومنها لجنة مكافحة التعذيب، فهي تندد بمبدأ استخدام هذه الوسائل بغض النظر عن الانتماء الايديولوجي لمن يتم التحقيق معهم. ورئيس الحكومة منذ الآن على الأقـــل، يقف إلى جانب «الشباك».
    لقد سبقت تأخر نتنياهو أمس اقوال رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت، الذي اعتبر عملية قتل عائلة دوابشة عمل ارهابي وحذر من خطورة الارهابيين اليهود وأعطى دعمه الكامل للشباك، رغم غضب المستوطنين والتساؤلات التي طرحها عليه شركائه السياسيين في حركة تكوماه، الوزير اوري اريئيل وعضو الكنيست بتسلال شموتريتش. بينيت الذي أيد «اذا شئتم» في الهجوم على منظمات اليسار، اتخذ في قضية التحقيق موقفا مشابها لموقف يعلون الذي يتعرض منذ ايام لانتقادات شديدة تشبه العنف احيانا، من اليمين المتطرف، بسبب تأييده للشباك.
    قبل بينيت ونتنياهو ايضا، أصدر عدد من رؤساء «الشباك» السابقين اعلانا يؤيد رئيس «الشباك» كوهين، يعقوب بيري وعامي ايلون وكرمي غيلون وآفي ديختر. وقد فعلوا ذلك في مقابلات معهم في موقع «واي نت». يوفال ديسكن كعادته نشر في الفيس بوك. إن هذه جبهة موحدة تتحدث عن مواضيع مشابهة ولن يكون غريبا اذا تبين أن أحد الرؤساء السابقين قد استجاب لطلب من «الشباك» في هذا الامر.
    اغلبية تفاصيل القضية يسري عليها أمر «منع نشر الأمر» الذي يضع العراقيل أمام التحليل والتغطية للأدلة الموجودة لدى «الشباك» والاشتباه ضد المعتقلين. في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس المحامي ايتمار بن غبير، محامي أحد المشبوهين، قدم معلومات جديدة امتنع»الشباك» من الرد عليها بزعم أنه لا يمكنه خرق أمر المنع. محامي مشبوهين آخرين قدم ادعاءات حول التعذيب الذي تعرض له المشبوهين. سمح لبن غبير أن يلتقي مع أحد المشبوهين فقط أول أمس بعد منع استمر ثلاثة اسابيع (بعد جدل تحليلي مع النيابة العامة و«الشباك» حول مدة انتهاء منع التقاء المحامي مع المعتقل).
    وتبين فيما بعد، بأثر رجعي، لماذا حدث احتجاج في اوساط اليمين في الاسبوع الماضي. أحد الاسباب كان وصول معلومات حول استخدام التعذيب ضد المعتقلين بعد السماح للمشبوهين الأوائل في القضية بلقاء محاميهم.
    والسبب الثاني هو السياق الزمني بين محققي «الشباك» وبين المشبوهين: محاولة منع استخدام وسائل تحقيق استثنائية من خلال التوجه إلى القضاء واللقاء مع المحامي قبل الحصول على الاعتراف. في محاكمات الفلسطينيين بسبب تنفيذ اعمال ارهابية يتم دائما طرح موضوع التعذيب اثناء التحقيق، لكن المحاكم تميل بشكل مطلق تقريبا إلى قبول موقف الدولة وتعتمد الاعترافات.
    بعد عملية قتل عائلة دوابشة مباشرة في نهاية تموز طلب كل من نتنياهو ويعلون من «الشباك» حل لغز القتل بسرعة وبكل الوسائل. رئيس «الشباك» كوهين الذي سينهي منصبه في أيار القادم (اذا لم يتم التمديد لسنة اخرى)، يحظى الآن بالدعم الشامل من المستوى السياسي المسؤول عنه. لكنه يعرف ايضا أنه اذا تشوشت الامور في السياق فهو الذي سيتحمل المسؤولية، ولن تكون لدى السياسيين أي مشكلة في تركه لوحده فوق الجليد في ظروف كهذه، في وجه انتقادات أشد كثيرا من اليمين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    يجب تحطيم الصمت ولكن…
    أنا أؤيد هذه الحركة غير أني اختلف معهم بطريقة العمل

    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    الاعلان الذي أصدره الجنرال احتياط عميرام لفين والذي اعتبر نفسه فيه محطم الصمت، لامس قلبي. فقد اعتقدت أنه يجب تحطيم الصمت في جميع الاتجاهات وليس توجيه السهام إلى اتجاه واحد فقط. أنا أسجل احترامي لجمعية «نحطم الصمت» وأُقدر شجاعتهم وصمودهم في وجه ردود الفعل من «إن شئتم».
    ولكني أرفض بعض الطرق التي يعملون بها. مثلا الجانب الموضعي، الذي لا يتعامل مع الامور بتوسع. حيث يتحدث الناس للسياح في الخارج عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
    المشكلة الجماهيرية التي تواجهها جمعية «نحطم الصمت» لا تنبع فقط من موجة القومية المتطرفة وكم الأفواه، بل من حقيقة أن كل عائلة تقريبا في البلاد لديها ممثل في الجيش الإسرائيلي.
    والقلق على سلامة الاولاد يتغلب على أي اعتبار عقلاني. لذلك فان على جمعية «نحطم الصمت» القول إنها مخلصة لمباديء الجيش الإسرائيلي، ومن هنا فانها تدافع ايضا عن الابناء الذين هم جنود في الجيش. في جميع الاحوال، معارضة
    النشاط الدولي للجمعية متفق عليها بين جميع الاطياف والمعسكرات السياسية.
    إن تأييدي للطاقة الصادقة لدى قادة «نحطم الصمت» يتضاعف عندما يحاول اليمين فرض المعيار الاخلاقي، الذي يتجرأ على تحديد أي التصرفات هي شرعية وأيها غير شرعي.
    قرار وزير الدفاع منع تجند «نحطم الصمت» إلى الجيش هو فضيحة غير مسبوقة. فهل وزير الدفاع هو الذي يقرر من يتجند للجيش الإسرائيلي؟ الحاخامات الذين يحتقرون الديمقراطية يستطيعون الدخول، وجماعة كهانا يستطيعون ايضا الدخول إلى الجيش، اما «نحطم الصمت» لا؟ وماذ عن اولئك الذين يؤيدون المنظمة؟ هل سيمنع عميرام لفين ورؤساء شاباك سابقين من الحديث امام ضباط الجيش الإسرائيلي؟!
    لا استغرب من وزير التربية والتعليم الذي منع دخول المنظمة إلى المدارس، وسوف يأتي وزراء تعليم لالغاء الثورة التي يحدثها في التعليم حيث يستبدل مادة المدنيات التي تقوم على العلمانية ويحولها إلى رافعة سياسية من اجل تقوية اليهودية على حساب الديمقراطية.
    وزير التربية والتعليم الذي يجب ان يحاسب من قبل سكان إسرائيل، ويجب أن يفسر لماذا يريد منع شبان هم جنود في المستقبل بان يكونوا جزء من الجدال الحقيقي الذي يدور هنا بين موقفين متعارضين واحد يقول ان المستوطنات هي تهديد حقيقي لمستقبل دولة إسرائيل والثاني يعتقد أن المستوطنات ستعجل الانبعاث. صحيح أن هناك جهات في اليمين لا ترتكز على موضوع الانبعاث انما على موقف سياسي أمني، لكن اولئك لا يقدمون موقفا ايديولوجيا جوهريا.
    سيستمر هذا الجدال فترة طويلة ولست متأكدا انه حُسم، لان الواقع الذي نشأ هنا يؤثر إلى حد كبير على الرأي العام العالمي، الذي لا يمكن التغاضي عنه، ولكن يجب التمييز بين من يسمون أنفسهم «يسار صلب» وبين من يؤيدون «يسار صهيوني» من يؤمن بالمقاطعة على إسرائيل، ومن يؤمن بضرورة عرض شهادات «نحطم الصمت» في المحافل الدولية، ومن يعتبر روجر ووترز معلمه وان القائمة العربية المشتركة تعكس مواقفه ـ يجب ان يعرف انه يمثل الكنيست الخاصة به، وانه محترم، لكن مختلف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    هذا ليس تحريضاً
    لا مشكلة لدى أردوغان في التقرب من إسرائيل لحل مشكلة الغاز

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    «ليست هذه هي المرة الاولى التي نواجه فيها وضعا كهذا. فمنذ عام 1948، كل يوم في كل شهر من أشهر رمضان المقدس نحن أمام محاولة إسرائيلية منهجية لذبح الشعب». ما هذا؟ مزيد من التحريض من محمود عباس؟ أم تصريح مسموم لخالد مشعل؟ هذه الاقوال قالها رئيس تركيا رجب طيب اردوغان في تموز 2014 اثناء لقائه مع رجال دين ومفكرين من الدول الاسلامية. اردوغان نفسه قال إنه توجد لـ اييلت شكيد «عقلية مثل هتلر»، وقال عن بنيامين نتنياهو إنه ارهابي.
    في آذار الماضي تم بث الفيلم الوثائقي «المؤامرة» في شبكة «هاب» الاعلامية التركية التي تؤيد اردوغان. الفيلم أظهر طموح اليهود منذ 3500 سنة للسيطرة على العالم. وقد اعتمد الفيلم على خطاب ألقاه الرئيس حيث ألمح فيه أن اليهود يقفون من وراء مؤامرة الحاق الضرر باقتصاد تركيا وأمنها. في أعقاب هذه الاقوال اللاسامية طلب الكونغرس اليهودي الامريكي من اردوغان ميدالية الشجاعة التي حصل عليها منه في سنة 2004 بسبب اسهامه في السلام الشرق اوسطي. وقد أوضح سفير تركيا في الولايات المتحدة في حينه أن اردوغان سيكون مسرورا باعادة الميدالية.
    الزعيم الذي كف عن أن يكون شريكا منذ قضية سفينة «مرمرة» في 2010، والذي سمح لنشطاء حماس العمل من تركيا وشجع على التحريض ضد إسرائيل، يظهر الآن كشريك ملائم وحليف للدولة التي تريد ذبح شعب آخر. أحد مساعديه البارزين، عمر تشليك، قال في هذا الاسبوع إن «العلاقات الحميمة مع دولة إسرائيل وشعب إسرائيل لم تكن أبدا مثار خلاف». المشكلة، كما قال، هي سياسة الحكومة الإسرائيلية. «الآن بعد أن وافقت إسرائيل على زيادة مبالغ التعويضات لضحايا القافلة وتخفيف الحصار المفروض على غزة، فانه يبدو أن السياسة الإسرائيلية أصبحت ملائمة».
    من الواضح أن اردوغان هو زعيم براغماتي. فعندما تهدد روسيا بوقف تصدير الغاز لتركيا، يجب ايجاد البديل، وإسرائيل هي أحد البدائل. يمكن المصالحة على سياسة حصار غزة. فتركيا نفسها تقوم باغلاق وحصار مدن كردية في اراضيها، وتقصف التجمعات الكردية في العراق، وتقيم جدار على الحدود الجنوبية وتعتبر الاقلية الكردية عدو خطير أكثر مما هم عرب إسرائيل في نظر نتنياهو.
    يبدو أن اردوغان فهـــــم أن تركيا في نهــــاية المطاف لا تختلف كثيرا عن إسرائيل، وأن المباديء والايديـــــولوجيا غير مقدسة ويمكنها الانتظار لوقت آخر.
    هنا بالضبط يكمن الفرق بين اردوغان ونتنياهو الذي لم يفهم بعد ما فهمه الرئيس التركي. فالتصريحات والاتهامات ليست البديل للسياسة.
    أمام نتنياهو الفرصة للموعد التالي. فهو يستطيع مثلا أن يقرر أن الرئيس التركي الذي يتحدث بلغة لاسامية ويقوم بالتشهير بإسرائيل أمام العالم أكثر قليلا من «نحطم الصمت»، يمكن أن يكون شريكا، وأكثر من ذلك اذا كان زعيما فلسطينيا يعيش شعبه تحت الاحتلال المباشر. اذا تجرأ اردوغان على الخروج قبل ثلاث سنوات من اجل المصالحة الوطنية مع الاكراد حيث قتل أكثر من 40 ألف شخص منهم. فيمكن أن يتعلم منه نتنياهو درس أو درسين حول المصالحة.
    بقي فقط شرط تركي واحد وهو أن استكمال المصالحة مع إسرائيل يتعلق برحابة صدرها نحو مليون و800 ألف فلسطيني محبوسين في قطاع غزة، عشرات آلاف المنازل لم يتم اعادة اعمارها بعد، وهم لا يتلقون العلاج الطبي اللازم ويعانون من البطالة التي تزيد نسبتها على 50 بالمئة. إن رفع الحصار ليس تنازلا لاردوغان بل هو ضرورة ستخدم أمن إسرائيل. وبدون قول كلمة واحدة عن الواجب الاخلاقي والانساني. وأن هذا من شأنه أن يمنحنا صديق جديد في هذه المنطقة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الفتيان المكشوفون على التلال
    مع المشبوهين الذين يخضعون هذه الأيام للتحقيق لدى المخابرات لم يعد لنا ما نفعل

    بقلم:حن آرتسي ـ سرور،عن يديعوت

    قضية دوما هي جرح مفتوح عصي على الشفاء. ثلاثة من افراد العائلة، بينهم رضيع صغير، دفعوا ثمنا بحياتهم، وطفل رقيق يوجد في اعادة تأهيل طويلة طويلة. لمحققي المخابرات كانت حاجة لاشهر إلى أن وضعوا أيديهم على المشبوهين بالفعلة، وفي الايام الاخيرة تغرق الدولة موجة شائعات حول أساليب تحقيق يستخدمونها. ليس عندي رأفة للمشبوهين بالقتل. فاذا ما فعلوا ما فعلوه حقا، فحكمهم كحكم كل ارهابي – خلف القضبان.
    ومع ذلك فان علينا، كمجتمع، أن نتعامل مع الظاهرة التي يغض الجميع النظر عنها، والتي تسمى «فتيان التلال» او «نشطاء تدفيع الثمن». ومثل المشبوهين الذين يقبعون الان للتحقيق لدى المخابرات، فانهم لم ينهضوا ذات صباح مع زجاجة حارقة في اليد. فالحديث يدور في معظم الحالات عن شبان يعيشون على مدى السنين في هوامش هوامش المجتمع الإسرائيلي، وكل دائرة كانوا جزءا منها حبذت التنكر لهم.
    نحن نعرف شبيبة كهذه، شبيبة ضائعة ومتمردة بلا عنوان، من المشهد حولنا ايضا. وبشكل عام نشخصهم كشباب ذي شعر اخضر ووشم في ديزنغوف سنتر في تل ابيب، كفتيان يحتسون الكحول في ميدان القطط في القدس او كفتيات وفتيان يتعاطون التبغ كل ليلة على الحواجز الحديدية في الاحــــياء في الرملة، نتانيا او عكا، معظمهم كانوا تساقطوا من جهاز التعليم.
    ليس لفتيان التلال شعر بنفسجي أو زجاجة كحول في اليد، بل سوالف طويلة وسميكة وخيمة بلا ماء وكهرباء في مكان ما في الغرب الوحشي بين بلدات يهودا والسامرة. إلى هناك لا تصل دوريات «عاليم» التي تبحث عن الفتيان في خطر. إلى هناك لا تصل العاملان الاجتماعيات بنظراتهن الرقيقة أو ضباط السلوك. هناك لا تفتح نواد في صالح النفوس الضائعة لتعرض الشوربة الساخنة في محاولة لمنحهم فرصة لاعادة التفكير في مسارهم.
    بعض من ابناء هذه الشبيبة انقطعوا عن ابناء عائلاتهم، تساقطوا من جهاز التعليم، هجروا البلدات التي كانوا جزءا منها وارتبطوا بالايديولوجيا الهدامة. ومن خلفها يقف كبار عديمو المسؤولية، أثاروا حماستهم واشعلوا روحهم باحاديث عن دولة الشريعة واسقاط الحكم الصهيوني. كبار اقتبسوا لهم عن التوراة جملة من قصص الثأر، وفي كل مرة ضرب فيها الارهاب الفلسطيني الجمهور الإسرائيلي كانوا هناك كي يسخنوا الجبهة. هؤلاء الكبار أقوياء في الاقوال، في التحريض، لم يفكروا للحظة بتعريض انفسهم للخطر هم أو عائلاتهم في اعمال ارهابية. فقد بذروا البذور. وعندما يلتقي تمرد المراهقة والاحباطات التي يجلبها معه بالايديولوجيا غير الصحيحة – فان هذا يؤدي إلى المأساة.
    ان المشبوهين بالقتل في دوما ليسوا اعداء بل ابناء شعبنا الذين سمحنا لهم بان ينتهوا كقتلة مع دماء طفل رضيع على ايديهم او كفوضويين يصلون لسقوط الدولة. اخطأنا في أننا لم نكن في حياتهم شخصية الراشد المسؤول الذي يكون قدوة ايجابية لهم. مع المشبوهين الذين يخضعون هذه الايام للتحقيق لدى المخابرات لم يعد لنا ما نفعل. فهم ضائعون. كل ما تبقى هو الامل في ان تخرج العدالة إلى النور بسرعة، واذا ما اجرموا بالفعل، فليدفعوا الثمن. ولكن غيرهم يوجد عشرات الشباب في خطر ممن يسيرون نحو التطرف حقا. من واجبنا أن نمسكهم ونعانقهم قبل لحظة من السقوط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حبل نجاة للعاصمة
    توجد لنا أزمة قومية وضائقة اقتصادية وصدام ديني في هذه المدينة

    بقلم:نحمان شاي،عن غلوبس

    وقعت في الاسبوع الماضي هنا عمليتان كبيرتان اخريان. الاولى، عملية دهس اخرى في محطة باص في القدس، مع عدد كبير جدا من المصابين؛ وعملية ثانية، تقرير الفقر للتأمين الوطني، الذي كشف من جديد هوان عاصمة إسرائيل، الافقر بين مدنها، مدينة تتدهور بسرعة عالية للغاية واجواؤها تنهار.
    القدس هي مدينتي، أنا اعيش فيها كل حياتي، أبواي عاشا فيها، ابي كان من اعزائها، وانا يمكنني الان أن اقول بيقين: تعالوا إلى القدس، الان، تعالوا لتروا صورة مستقبل إسرائيل – كيف ستكون المدينة، حبيسة بين كل أزماتها، الاجتماعية، الوطنية، الاقتصادية. بتعابير الكيمياء، القدس هي ورقة الاختبار للنزاع اليهودي – العربي، وهي حمراء الان، حمراء أكثر من أي وقت مضى.
    باديء ذي بدء المعطيات: قسم كبير من عمليات الانتفاضة الثالثة وقعت في القدس ومحيطها. غير مفاجيء. القدس هي الملتقى الفوري والقابل للوصول بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في ارهاب السكاكين وعمليات الدهس، هذا شرط أولي، والقدس توفره بيد سخية. ولهذا السبب فانه بعيد ايضا عن العين الإسرائيلية، القدس بعيدة، وما هو بعيد عن العين بعيد عن القلب.
    فضلا عن ذلك القدس نفسها، ولنقل الحقيقية، باتت منذ الان مدينة ثنائية القومية. فهي تمثل أقلية فلسطينية كبيرة، نحو 40 في المئة، في غضون عقد أو اثنين سيتساوى عددهم مع عدد اليهود في المدينة، وبعد ذلك سيصبحون الاغلبية. منذ 1967، ازداد عدد العرب في المدينة بـ 3.5 ضعف، وعدد اليهود بـ 1.7 ضعف فقط.
    هذه ايضا صورة المستقبل للنزاع غير القابل للحل بيننا وبين عرب إسرائيل والفلسطينين. في المجال بين البحر والصحراء تكاد تكون النسبة منذ الان 50:50 مع أغلبية صغيرة لليهود، ستتقلص في المستقبل. هذه هو التوقع الديمغرافي المحتم للنزاع القومي بين الشعبين. وما الذي خلقه؟ فخ متعذر، فيه الاحباط الاقتصادي، الاجتماعي، القومي والديني، يقود اليهود والعرب إلى احتكاكات متعذرة، حتى انفجار كبير احد لا يمكن ان يتصوره.
    في الجانب الاجتماعي نحن نغمض عينينا ونكتفي بلي شفاهنا. فحسب تقرير التأمين الوطني، فان الفقر في لواء القدس ارتفع في 2014 في كل جداول الفقر؛ 46.1 في المئة في اللواء، وفي مدينة القدس 48.6 في المئة، لدى عرب شرقي القدس الصورة ابشع بكثير – اضافة 5 في المئة للفقر في السنة الاخيرة، واليوم 79.5 في المئة هم فقراء. الفقر يرتفع عندما نصل إلى اطفال شرقي القدس، بينهم، 83.9 في المئة! هم فقراء. في المرة التالية، عندما يخرج طفل ابن 13 إلى حملة طعن، اسألوا ربما ما يحركه لان يأخذ سكينا أو مفكا ليبحث عن هدف يهودي.
    إذن توجد لنا أزمة قومية وضائقة اقتصادية، وصدام ديني في هذه المدينة، المقدسة للاديان الثلاثة، التي تتصارع عليها ولا تعتزم التنازل حتى ولا على سنتمتر واحد. في العالم حولنا، حيث تحتدم الحرب الحضارية الجديدة، تمثل القدس نقطة احتكاك فورية، بين الاسلام واليهودية. وأنا لا ارى في الافق أي تسوية يمكنها أن ترضي الجميع، باستثناء ذات الوضع الراهن الهش، الذي يفعل المتطرفون من الطرفين كل شيء كي يدفعوه إلى الانهيار. بينما لا يسارع العرب إلى أي مكان، وفكرة الزمن لديهم هي، انه كل ما لا يفعله العقل، يفعله الزمن، نحن يفترض بنا أن نبحث عن حلول، وان نسأل أنفسنا كيف نخرج من هذا الفخ؟ والجواب واحد – تسوية سياسية، وبسرعة. تسوية تقطعنا عن هذا العبء الثقيل، الاقتصادي، الاجتماعي، الديني، القومي وكذا، نعم، العبء الاخلاقي. واضح أننا لن نتمكن من أن نواصل هكذا. أقوى وأعظم منا فشلوا، تعلموا من التاريخ، القريب والبعيد.
    ولكن لما كانت الحكومة لا تستطيع – و/أو لا تريد وعلى ما يبدو ايضا هذا وذاك – أن تتصدى للمصيبة التي تنتظرنا على الابواب، من الافضل أن تسارع إلى أن تلقي فورا على الاقل بحبل نجاة للقدس. وهكذا لعلها تنجح في اطفاء هذا الحريق، لعلها تنجح في تهدئة الخواطر للحظة، لفتات من الزمن.
    لعل الحكومة تنتظر، ولكن القدس لا تنتظرها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 24/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-01-20, 11:23 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 17-10-2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-11-29, 11:58 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 01/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 10:10 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 24/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 09:48 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 23/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 09:47 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •