جولــة في الصحافــة
الصحف البريطانية
تساءلت افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز التي جاءت بعنوان "نشاط ساركوزي"، عن سبب مشاركة فرنسا بعمليات عسكرية في كل من أفغانستان وساحل العاج وليبيا، وقالت "ماذا يريد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من زج قواته في كل تلك النزاعات"؟
تستهل افتتاحيته بالإشارة إلى أنها المرة الأولى منذ 50 سنة التي تشارك فيها فرنسا في عمليات عسكرية في ثلاث دول مختلفة هي ليبيا وساحل العاج وأفغانستان.
ويرى الخصوم السياسيون للرئيس ساركوزي علاقة بين هذا ورغبة الرئيس الذي يشهد انخفاضا في شعبيته الى مستوى قياسي في تحقيق أمجاد تنقذه من المأزق وتعطيه فرصة للفوز بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المزمع إجراؤها العام القادم.
وتلرى الافتتاحية أن هذا الربط قائم على سوء النية، ففرنسا التزمت بالمشاركة في القوات الدولية العاملة في أفغانستان قبل وصول ساركوزي الى السلطة، أما التدخل الفرنسي في ساحل العاج التي كانت مستعمرة فرنسية، فيعود الى عام 2002.
وربما كانت المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا هي الوحيدة التي ترتبط باسم ساركوزي.
"ليبيا ليست دولة فرانكوفونية، ولم تكن يوما ما مستعمرة فرنسية، لكن في عصر تتابع فيه الشعوب السياسة الخارجية للدول عبر شاشات التلفزيون ما كان ساركوزي ليتقاعس عن المشاركة في العملية في ليبيا خوفا من أن يؤثر ذلك سلبا على حظوظه في انتخابات الرئاسة القادمة فيما لو أدى تقاعسه الى السماح لقوات معمر القذافي بارتكاب مجازر في بنغازي"، كما ترى الافتتاحية.
"وكذلك كان هناك خوف من تضاؤل النفوذ الفرنسي في شمال افريقيا بعد تسرب معلومات عن علاقات بين وزراء فرنسيين ورجال النظامين المصري والتونسي السابقين". "كما سيسمح الدور الفرنسي في ليبيا لها أن تعكس صورة العضو الدائم لمجلس الأمن الذي يتحلى بالمسؤولية نحو الشعوب الأخرى".
في الشأن اليمني:
نشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريرا بعنوان "دول الخليج تطالب برحيل صالح" أعده ديميين ماكيلروي مراسل الصحيفة في القاهرة.
يقول معد التقرير إن وزراء خارجية دول الخليج طالبوا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتخلي عن سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي قبل بدء المحادثات بين الحكومة والمعارضة حول تشكيل حكومة جديدة تقودها المعارضة. ويفيد التقرير أن السعودية سترعى المفاوضات الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مسؤولة عن صياغة دستور وإجراء انتخابات.
ولا تروق هذه الطلبات لصالح الذي استدعى سفيره في قطر احتجاجا على عرض قطر تأمين سلامة صالح وعائلته وخروجهم سالمين من البلاد لإفساح المجال امام انتقال سلس للسلطة، وإن كان وزير خارجيته قال إن صالح أعلن ان الحكومة اليمنية تدرس المبادرة الخليجية.
أما افتتاحية صحيفة الغارديان والتي جاءت بعنوان " ليبيا: المعارضة في تراجع"، فقالت أنه كان على الدول الغربية أن تدرك ان جيش المعارضة الليبية ليس قوة مقاتلة، وهو ما اثبتته الصدامات التي وقعت بين جيش القذافي وقوات المعارضة بالقرب من أجدابيا نهاية الأسبوع.
وتتابع الافتتاحية ان أي انجازات قد تكون تحققت على الأرض كانت بفعل غارات الناتو، وأن كل ما فعلته قوات المعارضة هو التراجع. وترى الافتتاحية ان لا جدوى من قيام القوات الخاصة البريطانية بتدريب مقاتلي المعارضة، ولا من إمدادهم بالأسلحة الثقيلة في وقت يفتقرون فيه إلى التنظيم.
وتقول الافتتاحية "ربما تمكنت غارات الناتو من الحيلولة دون دخول قوات القذافي بنغازي، ولكن هذا لا يعني الاقتراب من دخول طرابلس". وتضيف أن أن ليبيا هي الدولة العربية الوحيدة التي تحولت فيها الثورة الى صراع مسلح، وهذا قد يكون سبب بقاء النظام في السلطة.
وتتطرق الاقتتاحية الى المبادرة التركية التي تقوم على التزام وقف لإطلاق النار وممرات آمنة الى المدن التي تحاصرها قوات القذافي، وهو عرض جذاب للمعارضة التي ستتمكن من إعادة تنظيم صفوفها وتنظيم الاحتجاجات في المدن، وهذا هو السبب نفسه الذي قد يدفع القذافي الى رفضها.
وفي الشأن الفلسطيني
اتهم مسرب 'الوثائق الفلسطينية' من دائرة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة صائب عريقات ومدير 'وحدة الشفافية' في قناة 'الجزيرة' القطرية الأمريكي كلايتون سويشر الأنظمة العربية المدعومة من الغرب بضمان الأمن الذي تتمتع به إسرائيل.
ونقلت القدس العربي ما قاله سويشر في مقابلة نشرتها صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية امس الأحد إنه 'لو توفرت للجمهور العربي اليوم إمكانية التصويت على تأييد سلام مع إسرائيل أو الاتحاد كعرب والتعهد بتحرير فلسطين التاريخية، فإني واثق من أنهم كانوا سيختارون الإمكانية الثانية'.
وأردف أن الأنظمة العربية هي 'حكومات من ورق مدعومة من الغرب وتضمن الأمن الذي يتمتع به الإسرائيليون، لكن الوضع يتغير والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعرف أنني محق'....
وقال سويشر إنه 'لأمر جنوني أن اقرأ أن أبو مازن (عباس) يدعو (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل) شارون بأنه صديق جيد في العام 2005 أو أن يقول (رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني السابق) أحمد قريع لليفني إنه كان سيصوت لصالحها أو اقتراب عريقات من حزب كديما وأمله بتنحي (رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين) نتنياهو'.
وأضاف سويشر أنه 'إذا اعتقد عباس وعريقات أنهما ممثلان شرعيان للشعب الفلسطيني فإنه ينبغي عليهما أن يأخذا ثقتهما هذه إلى مخيمات اللاجئين ليتحققا من مدى تقبل أفكارهما هناك، لكن لماذا يتعين عليهما أن يطلعا جمهورهما إذا لم يكونا ملتزمين بتقديم حساب له؟'.
وتابع أن 'عدنان أبو عودة، الذي كان رئيس المخابرات الأردنية في فترة الملك حسين، قال لي مرة أنه يجب التفكير بالسلطة الفلسطينية على أنها صندوق تقاعد وعباس رئيسه والإسرائيليين في مجلس إدارته ويمنحون راتب التقاعد للعاملين في السلطة الفلسطينية لقاء سلوك حسن وفيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يمولون ذلك'.
وأردف أنه 'عندما نفكر بهذا على هذا النحو سندرك لماذا سيعتبر الخروج من العملية التي بدأت في أوسلو انتحارا اقتصاديا بالنسبة لموظفي السلطة الفلسطينية'.
وفي رده على سؤال ما هو سبب اعتقاده بأن حركة حماس هي البديل قال سويشر إن 'حماس كانت مستعدة للموافقة على هدنة لأمد طويل وحدود العام 1967، وهذا يظهر مما كتبوه هم أو من تقارير الإدارة الأمريكية حول ذلك في 'ويكيليكس''.وأضاف أن 'على الناتو (حلف شمال الأطلسي) أن يأخذ زمام الأمور وإنشاء منطقة عازلة في الضفة الغربية إلى حين تتراجع جميع المستوطنات إلى حدود العام 1967'.
وتابع أنه 'في العام 2004 طرحت هذا الأمر أمام دنيس روس وقال لي 'لماذا نفعل ذلك؟ فهذا سيكون تعويضا للفلسطينيين على العنف''.وشدد سويشر على أن 'الوسطاء الأمريكيين يعتقدون أن العرب أغبياء ويجب أن تكون هناك عملية سلام كاذبة 'لكي لا يكرهوننا'، وهم لا يدركون أن الجماهير ترى الحقيقة، وهؤلاء الذين يعتقدون بأنه يجب الاستمرار في نموذج الأعمال الاعتيادي، ألم يروا الشعارات حول غزة في ميدان التحرير (بالقاهرة)؟'.
وأكد أنه 'حتى إذا كانت تل أبيب وواشنطن يسيطر عليهما التوجس من إيران فإنه بالنسبة للعرب فان مصير القدس ما زال لب القضية'.
وفي موضوع آخر، نقلت القدس العربي ما قاله وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك أمس الاحد، مع بدء جلسة الحكومة الاسبوعيّة انّ الدولة العبريّة مستعدة لقبول وقف متبادل لاطلاق النار مع مقاتلي حركة حماس في غزة، وبالمقابل، قالت مصادر اسرائيلية، سياسية وامنية انّ العمليات العدوانية ضد قطاع غزة قد تستمر في الايام المقبلة وكررت تهديداتها لحركة حماس اذا استمر اطلاق القذائف، وزعمت المصادر نفسها ان حركة حماس عرضت الاعلان عن وقف لاطلاق النار او تهدئة عبر قنوات مختلفة، فيما قال الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة، طاهر النونو، ان جهات عديدة تعرض تهدئة متبادلة ومتزامنة.
ونقلت الاذاعة عن مصدر امني قوله ان جهات سياسية من الخارج، بمن فيها الامم المتحدة وبعض الدول الاوروبية، نقلت الى اسرائيل رسالة من الجناح السياسي لحركة حماس تتضمن طلب وقف اطلاق النار. واوضح المصدر ان اسرائيل ستدرس احتمال تشديد قبضتها دون تحديد اي موعد لذلك. وذكر المصدر ان الامر يتوقف ايضا على الفلسطينيين.
في السياق ذاته، قال رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الاسبق، غيورا ايلاند، امس، انه لن يكون بوسع اسرائيل تحمّل اطلاق صواريخ متطورة على اهداف مدنية في اراضيها، لافتا الى انه يقدّر ان قيام اسرائيل بعملية عسكرية طويلة الامد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسالة وقت ليس الا. واضاف ان مثل هذه العملية ستشتمل على دخول القطاع وضرب البنى التحتية للارهاب مثلما جرى خلال عملية 'السور الحامي' في الضفة الغربية عام 2002 .
وحول الوثائق السرية الأمريكية امسربة لموقع 'ويكيليكس' الالكتروني فيما يتعلق بالشأنين الفلسطيني والإسرائيلي، نقلت الوثائق عن رئيس الدائرة السياسية ـ الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد قوله إن الحالة النفسية للقيادي في حركة فتح محمد دحلان متدهورة وأنه انهار بين ذراعيه، وقال ان وزير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان وصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ'الغبي'.
وقالت صحيفة 'هآرتس' امس الأحد إنه وفقا لبرقية تم إرسالها من السفارة الأمريكية في تل أبيب حول لقاء بين المسؤولة في دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية أليزابيث ديبل وغلعاد عقد في 19 أيلول (سبتمبر) العام 2005 قال الأخير إن سليمان ابلغه أن 'الأسد غبي وأذنه صماء للنصائح'.
وجاء في البرقية أن إسرائيل تفضل بقاء الأسد في الحكم وأن غلعاد قال إنه 'يستخف' بالأسد لكنه اعترف بأن 'سورية ستكون في وضع أسوأ بكثير من دونه'. ونسبت البرقية الأمريكية ذاتها لغلعاد قوله إن 'محمد دحلان انهار بين ذراعي عاموس غلعاد' وكان يشغل في حينه منصب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية واعتبر أكبر مسؤول في قطاع غزة بعدما كان يتولى مسؤولية قيادة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في القطاع.
ووفقا لغلعاد فإن 'دحلان كان هناك برفقة عروسه وقلت له 'أنت مريض' وهو بدأ بالصراخ عليّ واستمر في الصراخ طوال ساعة واستدعينا الأطباء واقترحنا إدخاله إلى المستشفى، وقد رفض وقال إن عليه إلقاء خطاب في الغد أمام آلاف الفلسطينيين، وقد كان شاحبا ويبدو أنه عانى كثيرا'.
وأضاف غلعاد: قلت له أنه 'إذا غادرت هذه الغرفة ستتحول إلى قديس أو ستكون مشلولا' وبعدها انهار بين ذراعي وقال إنه سيوافق على دخول المستشفى، وأعددنا له غرفة لشخصيات هامة جدا في مستشفى بتل أبيب وأخذناه إلى هناك بسيارة إسعاف بمرافقة الشرطة ورجال أمن.
وتابع غلعاد أن الأطباء قالوا في اليوم التالي إن دحلان يعاني من انزلاق في العمود الفقري وبعد ذلك أرسل ملك الأردن عبد الله الثاني طائرة مروحية وأخذ دحلان إلى عمان. وتابعت البرقية الأمريكية أن غلعاد التقى دحلان بعد عدة أيام واستنتج أنه تعافى إذ قال المسؤول الإسرائيلي إن دحلان 'كان شريرا، لذلك افترضت أنه تعافى'.
وقال غلعاد إنه 'خلال مكوثه في إسرائيل فعلنا كل شيء من أجله وأحضرنا زوجته المتدينة ـ التي يخاف منها ـ وقلنا له أن حكومة إسرائيل ستمول كل احتياجاته'. وأشار غلعاد إلى أن إسرائيل احتفظت بسرية رقود دحلان في مستشفى إسرائيلي تحسبا من أن يستخدم الفلسطينيون المعلومات لكي يهينوه ويتعرضوا له. وأضاف 'نحن لم نسرب ولن أخرق أبدا تعهدا قدمته لدحلان رغم أنه متطرف ولا يساعد في مشكلة رفح' في إشارة إلى عمليات التهريب من مصر إلى قطاع غزة وبالعكس. وبعد ذلك وصف غلعاد دحلان بأنه 'هدام'.
وفي الشأن السوري:
قال خبير أميركي متخصص في شؤون الشرق الأوسط إن هناك انقساما داخل البيت الأبيض حول الخطوة الأميركية التالية نحو سورية، مع زيادة المظاهرات والاشتباكات مع قوات الحكومة، وعدد القتلى والجرحى.
وقال مايكل سنغ، المسؤول السابق عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، والآن خبير في معهد واشنطن لـ«الشرق الأوسط»: «توجد دلائل على أن بعض مستشاري الرئيس أوباما يدركون الحاجة إلى وجوب التغيير في سورية. لكن، يجادل البعض بأن المشكلة ليست الرئيس بشار الأسد، ولكن (الحرس القديم) الذي أسسه والده (حافظ الأسد)، والذي يحيط به»، وأضاف: «لكن تصريحات الرئيس بشار الأسد، وسياساته تناقض تمنيات الذين يقولون ذلك».
وانتقد سنغ «مغازلة الأسد لتحقيق الأهداف الإقليمية (لواشنطن)، مع إهمال ما يحدث داخل سورية».
ودعا إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية باستخدام العقوبات، وأيضا دعم المؤيدين للديمقراطية السورية. وقال إن نظام الأسد ضعيف اقتصاديا. وإن سورية لا تملك موارد طبيعية مثل التي عند بعض جيرانها. وأشار إلى «الرغبة في الإصلاح التي تجتاح المنطقة». وإلى «فقدان حليف مهم في الغرب هو فرنسا». وأشار إلى تصريحات كان أدلى بها وزير الخارجية الفرنسية، آلان جوبيه، وقال إنها تعبر عن «تغيير كبير» في السياسة الفرنسية في المنطقة، على ضوء التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا.
وقال سنغ إن البيت الأبيض منقسم بين السير على الخط الفرنسي أو تحسين العلاقات مع سورية لخدمة الأهداف الإقليمية الأميركية. وإن الانقسام واضح في استمرار بيانات الإدانة والشجب من البيت الأبيض.
وفي الشأن المصري:
اعتبر الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الذي أعلن نيته الترشح لرئاسة مصر أن النظام الرئاسي هو «الأصلح» في هذه المرحلة، وأن الدستور سيحدد كيفية تعامل الرئيس المقبل مع التيارات المختلفة، خصوصاً الإسلاميين. وقال في مقابلة مع «الحياة» إن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك «جرّف بنية المجتمع»، ما جعل من العثور على مرشح مصري يخلفه في الجامعة العربية «أمراً صعباً». وشدد على أنه خرج من نظام مبارك عام 2001، ونفى في شدة تسريبات عن نزوله إلى ميدان التحرير لتهدئة الثوار. وقال إن رجال النظام السابق كانوا يعتبرون الثورة مجرد «هوجة»، وتوقع عودة النظام العربي للعب دور أساسي في السياسة الدولية «لأن مصر استردت مكانتها».
وفي الشأن العراقي:
في حين تحدثت مصادر مطلعة من داخل التحالف الوطني العراقي الذي يضم كلا من كتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، عن «اختلافات بين قيادات المجلس قد ترقى إلى انشقاق»، نفى رضا جواد تقي، مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى هذه الأنباء، وقال: «ليست هناك أية خلافات، بل إن العلاقات بين قيادات المجلس على أفضل ما تكون».
وقالت مصادر التحالف الوطني التي فضلت عدم الكشف عنها، وبشكل خاص لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «خلافات قديمة تراكمت بين قيادات المجلس الأعلى الإسلامي ظهرت على السطح مؤخرا وقد تصل إلى حدوث انشقاقات داخل الحزب الشيعي»، مشيرة إلى أن «أسباب هذه الخلافات تتعلق بأداء المجلس وعلاقاته مع بقية الكتل وعدم تحقيقه نتائج في الانتخابات التي جرت قبل أكثر من عام، ولعدم حصول الحزب الذي كان يتمتع بنفوذ كبير بين شيعة العراق على مواقع مهمة في تشكيلة الحكومة العراقية».
وفي الشأن السعودي:
نقلت صحيفة الشرق الأوسط ما قاله أوليغ أوزيروف السفير الروسي لدى السعودية: إن «اتفاقية نووية» ستوقع قريبا بين موسكو والرياض، دون تحديد موعد زمني ثابت لتوقيعها، لكن السفير أشار إلى قرب توقيع هذه الاتفاقية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء السعودي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على المضي في إبرامها.
ويأتي الحديث حول اهتمام الرياض بالتقنية النووية، في إطار مساعي الحكومة السعودية لتنويع مصادر إنتاج الكهرباء. الاتفاقية المرتقبة مع الجانب الروسي، تعتبر ثالث اتفاقية تدخلها السعودية في المجال النووي، بعد اتفاقيتين مماثلتين، وقعتهما مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن مجلس الوزراء السعودي، عن موافقته على التوصل إلى اتفاق نووي مع روسيا للتعاون في المجال النووي المدني، في وقت يؤكد فيه السفير الروسي، الذي عقد مؤتمرا صحافيا في الرياض أمس، على أن هذه الاتفاقية ستوقع قريبا.
كما تتطلع روسيا في هذا الإطار، إلى زيادة التعاون مع السعودية في المجال الفضائي، عبر إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية السعودية من الأراضي الروسية.
وهنا، يؤكد السفير الروسي في الرياض، على أن التعاون بين بلاده والسعودية في المجال الفضائي يتم بصورة متميزة، وأن السعودية سبق وأطلقت نحو 20 قمرا اصطناعيا من نوعي «سعودي سات» و«عرب سات»، حيث يقدم الأخير خدمات الاتصال والتلفزيون والإنترنت لصالح مواطني الأقطار العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال أوليغ أوزيروف إن بلاده والسعودية «قادرتان على تحويل التعاون الفضائي بينهما إلى اتجاه مهم ومثمر من العلاقات السعودية - الروسية الاقتصادية». ولفت إلى أن الاتصال بين الجانبين مستمر في هذا الإطار، من أجل توقيع اتفاقيات في مجال التعاون الفضائي. موضحا أن مسألة إطلاق أقمار اصطناعية سعودية بصواريخ روسية لا يكفي.
المقــــــــــــالات
تح ت عنوان " مبارك عندما يدافع عن نزاهته ". كتب عبد الباري عطوان في القدس العربي:
خرج الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عن صمته يوم امس عندما بعث بحديث صوتي مسجل من 'منفاه' في منتجع شرم الشيخ الى محطة 'العربية' الفضائية اكد فيه انه ضحية لحملات ظالمة، وادعاءات باطلة، تستهدف الاساءة الى سمعته، والطعن في نزاهته ومواقفه، وتاريخه العسكري والسياسي.
قبل تفنيد المغالطات العديدة التي تضمنها الشريط، فان المرء يتساءل عن اختيار الرئيس مبارك لمحطة فضائية غير مصرية للرد على ما سماه بالحملات الظالمة هذه، فهناك العديد من القنوات المصرية، الخاصة والعامة التي يمكن ارسال الشريط اليها، ولا نعتقد ان ايا منها سترفض بثه، ولكن اللجوء الى محطة غير رسمية ربما يصب في خانة الاتهامات التي توجه اليه، ونظامه، بـ'احتقار' المؤسسات الاعلامية المصرية والكفاءات العاملة فيها.
الرئيس مبارك ما زال يتصرف بطرق العنجهية التي احترفها طوال الاعوام الثلاثين التي تربع خلالها واسرته على عرش البلاد، ويتعامل مع الشعب المصري وطلائعه الثورية، كما لو انه شعب من الجهلة والقاصرين، وليس شعباً عظيماً استطاع ان يفجر ثورة ترتقي الى مستوى الثورات التي غيرت مجرى التاريخ، وكانت في قمة الحضارية والانضباط والابداع جعلها تحظى باحترام العالم بأسره. عندما يقول الرئيس مبارك انه لا يملك، وزوجته، ارصدة او ممتلكات خارج مصر، فانه لا يخدع احدا غير نفسه، ليس لان هذا الكلام مجاف للحقيقة فقط، وانما لانه يصدر في المكان الخطأ، والزمن الخطأ، فمثل هذه الاقوال يجب ان تقال في النيابة العامة اثناء الاستجواب، او امام القضاء في حال احالة القضية اليه.
وتحت عنوان " حظر جوي فوق غزة؟ ". قالت افتتاحية القدس العربي:
لا نعتقد ان سقوط عشرين شهيدا بنيران وصواريخ الطائرات الاسرائيلية في قطاع غزة المحتل يشكل قلقا للجامعة العربية ووزراء خارجيتها، لان ما يشغل هؤلاء حاليا هو كيفية التصدي للثوار الذين يريدون اطاحة الانظمة الديكتاتورية العربية الحاكمة.
الشهداء في غزة سقطوا برصاص العدو الاسرائيلي، وهذا ليس جديدا، فمنذ اكثر من ستين عاما والجيش الاسرائيلي يقتل من العرب والفلسطينيين كيفما شاء دون ان يتدخل احد في الشرق او الغرب، ولذلك لم نفاجأ بردة الفعل العربية وشقيقتها العالمية الباردة تجاه المجزرة الاسرائيلية الاخيرة.
السيد عمرو موسى امين عام الجامعة الذي كان الاكثر حماسة لتدخل قوات الناتو في ليبيا لحماية المدنيين الليبيين من دبابات الزعيم الليبي وقذائفه دعا لاجتماع على مستوى المندوبين في مقر الجامعة لبحث التصعيد العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة، وقال انه سيطالب بمنطقة حظر جوي فوق القطاع اسوة بمناطق الحظر في ليبيا.
وتحت عنوان " هل يحق لنا أن نسأل؟". قال داود الشريان في الحياة:
التحرك الشعبي في اليمن وسورية لن يسلك الطريق التونسي. الرئيس علي عبدالله صالح رفض المبادرات، وهو استبدل صراع القبائل بالسياسة. وفي سورية يتعامل النظام حتى الآن مع التحركات الشعبية بقبضة أمنية شديدة لا تدع مجالاً للحوار، ويتجاهل تحقيق مطالب الإصلاح، ويتمسك بطول الأمل. الأحداث في البلدين تسير نحو الأسوأ. والدول العربية، بعضها منشغل بوضعه الداخلي والآخر لا يملك سوى النصيحة، أما دول الغرب، فيبدو أنها تتصرف على طريقة: لم نأمر بها ولم تسؤنا.
حتى الآن لا أحد يريد أن يسأل. ثمة خجل من الأسئلة، وإن شئت خوف. هل نحن أمام ثورات، أم حروب ستفضي الى الفوضى وتقسيم الدول؟ حجم الغضب من أنظمة استبدت على مدى عقود وأهملت التنمية والحقوق البسيطة للناس، لم يعد يسمح بطرح أسئلة. على الجميع الانخراط في هذه الثورات، وقلع الأنظمة بأي شكل. من دون أي سؤال عن تأثير ما يجري في مصير المنطقة. هل من المفروض على شعب عاش أربعة عقود تحت حكم قمعي وفاسد ومستبد وفاشل، أن يعيش عقوداً مماثلة من القتل والتشريد والدمار من أجل إزالة هذا النظام. هل طرح سؤال من هذا النوع يعد تسويغاً للاستبداد، ومحاولة للدفاع عن الأوضاع القائمة تحت شعارات الاستقرار وحماية الناس والأوطان؟ هل يبرّر الغضب كل هذا الاندفاع غير المحسوب؟ هل نسأل ونفهم أم نمضي في هذه الموجة وننتظر المجهول؟
وتحت عنوان " سورية بعيدة عن الحلول". قال طارق الحميد في الشرق الأوسط:
الأمر الواضح إلى الآن أن الأوضاع في سورية لا تزال بعيدة عن الحلول الحقيقية، ولا يزال العنف هو سيد الموقف، مما يعقد الأمور، ويرشح إلى استمرار الاضطرابات والمظاهرات، فالقتل لم، ولن، يكون هو الحل لتماسك دولة، أو التعاطي مع متطلبات مواطنيها.
بث التلفزيون السوري لقطات لمن سماهم جماعات مسلحة تجوب بعض المناطق وتطلق النار على المتظاهرين والأمن، وهذا أمر لا يصدَّق على الإطلاق؛ فالكاميرا كانت تلاحق المسلحين بطريقة مسلسل «أولاد الحارة»، وحتى إحدى السيارات كانت جديدة ويبدو أن رقم لوحتها عليها، فهل يعقل أن يتحرك مسلحون في سورية بتلك الأريحية دون أن تقمعهم قوات الأمن السورية مباشرة؟ فسورية تقوم على الأمن وليس الإنجاز. كما أن الأمن لا يسمح لكاميرا صحافية بالتقاط صورة، فما بال ملثمين بأسلحة يتحركون مرتاحين أمام كاميرا ترصدهم بشكل درامي؟!
إشكالية ما يحدث في سورية، إلى الآن، أن لدى النظام مساحة كبيرة للتحرك؛ فلديه ملفات كثيرة بحاجة إلى الإصلاح، كما أن لديه مساحة للتحرك من خلال تحييد شرائح رئيسية في حال ما قرر النظام القيام بعمليات إصلاح حقيقية، إلا أن ما يبدو، إلى اللحظة، أن الإصلاحات في سورية لا تزال مجرد وعود بدراسات، وليست قرارات آنية فورية تفكك صواميل الماكينة التي بدأت تتركب لمناهضة النظام في سورية.
وهذا الأمر خطر جدا؛ فإما يقود إلى لحظة انفجار حقيقية، وإما إلى ضعف الدولة ككل؛ فالقتل لن يؤدي إلى حلول، بل سيزيد المسائل تعقيدا، وقد يؤدي إلى لحظة من عنف متبادل، وليس كما يحاول النظام تصويره الآن بأن هناك بلطجية ومسلحين، فيبدو أن هذه محاولة من قِبَل النظام لتحييد الضغط الدولي، فعندما يأتي العنف، لا قدر الله، فوقتها سيكون واضحا بلا عدسات كاميرات درامية، وستكون عواقبه وخيمة. والأمر الآخر أنه، في حال استطاع النظام قمع مواطنيه بهذا الشكل، فحينها سيكون نظاما ضعيفا خارجيا، وكثر الذين يريدون تلقفه بهذا الحال، فحينها سيكون النظام أضعف من أن يفاوض أو يقول لا، وهذا أمر خطر أيضا.
(( انتهى ))


رد مع اقتباس