النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 310

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 310

    المقالات في الصحف المحلية،،،ملف رقم (310)


    المقالات في الصحف المحلية

    الاحد
    6/4/2014







    ماذا عن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من الأطفال الفلسطينيين؟!
    بقلم: حديث القدس – القدس
    خطوة فلسطينية في التوقيت الصحيح
    بقلم: الأسير ماهر عرار - القدس
    بانتظار الانتخابات الرئاسية وعمق مصر في بعدها العربي
    بقلم: صالح القلاب – القدس
    الأحد ... وكل يوم أحد ....فشل كيري ... وإمكانية إنقاذ مهمته!
    بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
    ماذا بعد...؟
    بقلم: محمد الخطيب – القدس
    إسرائيل تنصب فخا للفلسطينيين لكنها تصطاد نفسها!
    بقلم: د.حسن عبد الله – القدس


    الفتحاوي ـ اللافتحاوي
    بقلم: حسن البطل – الايام
    العملية التفاوضية: هل استعاد الجانب الفلسطيني روح المبادرة؟!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    لا التهديد مفيد ولا الفشل جديد
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    إسرائيل صفعت كيري.. وماذا بعد ؟!
    بقلم : أكرم عطا الله – الايام
    تــغريــد خــارج الــســرب
    بقلم: محمد نجيب الشرافي – الايام
    فرانكشتاين في بغداد
    بقلم: أحمد سعداوي – الايام


    ما فائدة الأرقام؟
    بقلم: د. صبري صيدم – الحياة
    نتنياهو يؤكد رفض السلام
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    انتحار الجماعة وميوعة النخب
    بقلم: يحيى رباح – الحياة
    أبو مازن بميدان معركة العقل
    بقلم: موفق مطر – الحياة
    ابو مازن في روسيا.. خطوة في الاتجاه الصحيح
    بقلم: خالد مسمار – الحياة








    ماذا عن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من الأطفال الفلسطينيين؟!
    بقلم: حديث القدس – القدس
    اسرائيل تصادر الأرض وتقيم المستوطنات وتستولي على المياه وتقتلع الأشجار وتشرد السكان وترفض عودة اللاجئين وتحاصر القدس وتعمل على تهويدها وتقتحم المقدسات كالحرم القدسي الشريف او يقوم غلاة المتطرفين بحرق دور العبادة او كتابة الشعارات العنصرية على جدرانها.
    وفوق كل هذا وغيره فإنها ترتكب ممارسات مدمرة ضد الأطفال الفلسطينيين حيث كشف وزير الشؤون الاجتماعية كمال الشرافي بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي صادف يوم أمس السبت، معلومات وإحصاءات مذهلة في هذا الخصوص، واذا كان الرأي العام يهتز لمقتل طفل واحد فماذا سيكون رده حين يدرك ما يعانيه أطفالنا؟!
    لقد تبين انه منذ العام 2000 استشهد أكثر من 1520 طفلا، وجرح أكثر من ستة آلاف وما يزال أكثر من 220 طفلا يقبعون في سجون الاحتلال حتى اليوم في حين اعتقل منذ العام 2000 أكثر من عشرة آلاف طفل. وهذا كله بالإضافة الى الحالات الأخرى التي يعاني منها الأطفال بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المدن والقرى والاعتقالات وحالات إطلاق النار وخلق ظروف مرعبة للأطفال بسبب ذلك، او المعاناة الشديدة لدى اعتقال الأب او الأخ كذلك.
    لقد كفلت الأنظمة والقوانين الدولية حماية حقوق الأطفال في كل الظروف ووسط كل المعطيات وحتى في الحروب وحالات القتال والاشتباكات... فأين هي حقوق أطفالنا من كل هذه ولا سيما ان الأرقام تدل على انتهاكات صارخة وتعديات لا أخلاقية ولا قانونية تمارس ضدهم باستمرار من قوات الاحتلال دون أية مراعاة أو اعتبار لحقوقهم أو القوانين التي تحميهم وتكفل لهم هذه الحقوق.
    في يوم الطفل الفلسطيني فإننا ندعو الى إبلاغ هذه الحقائق والمعلومات الى المنظمات المعنية والرأي العام العالمي للعمل على وضع حد لهذه الممارسات ومساءلة اسرائيل قانونياً عما ترتكبه بحق الطفولة البريئة هذه. ويجب ان تكون هذه القضية موضع اهتمام وطني شامل وان يعمل الجميع من جهات رسمية ومنظمات أهلية على فضح الممارسات الاسرائيلية بالأرقام والأسماء والصور وفي المقابل بذل المزيد من الجهود لتخصيص برامج وقائية او علاجية لمساعدة الطفل وتوفير بيئة نفسية ومعيشية ملائمة له.


    خطوة فلسطينية في التوقيت الصحيح
    بقلم: الأسير ماهر عرار - القدس
    لم يكن تأخر الرئيس محمود عباس في اللجوء إلى المنظمات الدولية،نابعا من موقف ضعف ،وإنما اتضح جليا أنه يتحرك ضمن برنامج ورؤية سياسية محددة الأهداف والمراحل .
    مؤخرا وفي ظل حالة الإستعصاء التي اصطدمت بها المفاوضات نتيجة التعنت الإسرائيلي وحتى منذ اليوم الثاني لها،تعرض الرئيس عباس للحرج أمام الرأي العام والقوى الفلسطينية التي ما انفكت تدعوه للجوء للمنظمات الدولية،وقد كان واضحا أن إسرائيل تتعمد اتباع سياسية ترمي من ورائها إلى استنزاف المفاوض والرئاسة الفلسطينية والتشكيك بمصداقيته وحشره في زاوية حرجة تؤلب عليه الداخل وتكشف ظهره في ظل التزامه بتعهداته في الوقت الذي تتهرب فيه إسرائيل وتماطل في تنفيذ تعهداتها سيما تكثيف سياسات الإستيطان والهدم.
    في ظل هذه الأزمة أظهر الرئيس عباس حنكته السياسية وقدرته في قراءة العقل الإسرائيلي وأهدافه،حيث كان يدرك جيدا أن إسرائيل تهدف إلى تفجير المفاوضات من خلال هذه السياسات ودفعه إلى مغادرة طاولة المفاوضات وبالتالي إدانته أمام الوسيط الأمريكي بوصفه من فجر المفاوضات وأفشل المسار السلمي،والأخطر من ذلك تثبيت الرواية الإسرائيلية القائلة بغياب الشريك الفلسطيني في عملية السلام وهي الرواية التي ما فتىء أقطاب اليمين الاسرائيلي من ترديدها في الأوساط والدوائر السياسية والاعلامية في إسرائيل.
    جل هذه الأهداف تمكن الرئيس عباس من إفشالها من خلال تمسكه بالسقف الزمني للمفاوضات حسب ما اتفق عليه مع وزير الخارجية الأمريكي ،الأمر الذي دفع برئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو إلى عرقلة الأفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ،بهدف تفجير المفاوضات وإحراج المفاوض وإظهاره بمظهر العاجز والمشلول عن الفعل والتحرك وزجه بدائرة الابتزاز السياسي وإبقائه في مربع المفاوضات من أجل التمديد.
    وهنا أخطأ نتانياهو في تقدير موقف الرئيس كما اتضح لاحقا .
    خطوة الرئيس عباس وحسب ما ورد في خطابه تفصل بين أمرين الأول الصفقة التي بموجبها امتنع عن الذهاب للمنظمات الدولية مقابل الأفراج عن ال 104 أسير من ما قبل اوسلو،والثاني أن الانضمام للمنظمات الدولية لا يعني وقف المفاوضات ،حيث أكد انه ملتزم بسقف المفاوضات حتى تاريخ 29 نيسان التزاما منه باتفاقه مع الوزير الأمريكي جون كيري في تموز 2013.
    في ظل هذه المعادلة،يتجنب الرئيس عباس الاصطدام مع الولايات المتحدة وإبقاء الباب مفتوحا أمام سيناريو التفاوض وحتى تمديد السقف الزمني إذا ما توفرت الإرادة والرغبة الإسرائيلية في التقدم والالتزام بالتعهدات والإتفاقات المبرمة برعاية أمريكية.
    من نتائج الخطوة الفلسطينية،أولا كسر الجمود في المسار السياسي ،وبالتالي التأكيد للداخل الفلسطيني أن إستحقاقات دولة فلسطين بالإنتساب للمنظمات الدولية إستحقاقات لا تسقط بالتقادم ،وإنما تخضع لإعتبارات برنامج الدبلوماسية الفلسطينية وفق آلية المراحل وعوامل التسويغ السياسي بحيث تبقى إسرائيل هي الطرف المعطل وتفوت الفرص التي تسعى لخلقها وإنتهازها على حساب الفلسطينيين .
    ثانيا إيصال رسالة للإسرائيليين أنه لا يوجد ما نخسره أو نخشاه وان بوسع الفلسطينيين المبادرة السياسية وأن الجانب الفلسطيني ثابت على مواقفه وثوابته ولا يقبل مبدأ المساومة أو الهبوط بسقف الثوابت،هنا يمكن القول أن الرئيس عباس وضع نتانياهو والإدارة الأمريكية بالزاوية فهو لم يغادر المفاوضات وخطوته تعبر عن تحرك طبيعي في ضوء تنصل نتانياهو من اتفاق الاسرى برعاية جون كيري .
    التقدير في ضوء ذلك ،يقول أن الادارة الأمريكية ستتحرك لاحتواء الموقف وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي من خلال إبرام الصفقة التي بموجبها سيطلق سراح 30 اسيرا من اصل ال104 بالاضافة لمطالب الرئيس عباس مقابل التمديد.

    بانتظار الانتخابات الرئاسية وعمق مصر في بعدها العربي
    بقلم: صالح القلاب – القدس
    ذهب البعض إلى اعتبار أن الموقف الذي أخذه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تجاه عدم تسليم مقعد سوريا في هذه «الجامعة» إلى الائتلاف الوطني الذي كانت اعترفت به نحو مائة وستة وعشرين دولة كممثل شرعي للشعب السوري، على أنه موقف الوضع الجديد في مصر بعد إسقاط حكم «الإخوان المسلمين» استجابة للإجماع الشعبي الذي تجسد في مسيرات وتجمعات الثلاثين من (حزيران) 2013 والتي ساندتها القوات المسلحة وفتحت الطريق لتصحيح المسار ومهدت لهذه الانتخابات الرئاسية التي أصبحت على الأبواب.
    وحقيقة أنَّه كان هناك استغراب، وكانت هناك تساؤلات، لا تزال تتردد، تجاه الموقف الذي اتسم بـ«الحيادية»، الذي اتخذه وضع ما بعد إسقاط نظام «الإخوان» تجاه الأزمة السورية الطاحنة التي مع الوقت تحولت إلى حرب جماعية قام بها نظام بشار الأسد ضد شعب من المفترض أنه شعبه، وشاركت فيها إيران ومعها حزب الله اللبناني وكل الشراذم الطائفية «المستوردة» من العراق وبدوافع مذهبية لم تعد خافية على أحد.
    فالمفترض أنْ يكون لمصر التي هي عمود الخيمة العربية، دور رئيس في إنقاذ سوريا والشعب السوري والمنطقة كلها من هذه المأساة التي تجاوزت كل الحدود والتي إنْ هي بقيت تتخذ هذا المسار الخطير الذي تتخذه الآن في ضوء التدخل الإيراني المعلن، فإنه غير مستبعد أن يصل شرر نيرانها إلى أرض الكنانة، وبخاصة أن هناك حربا إرهابية قذرة يشنها «الإخوان المسلمون» لاستعادة حكمٍ لم يحافظوا عليه كالأحزاب الحية التي تقدِّمُ، في العادة، مصالح البلاد والعباد على المصالح التنظيمية الخاصة الضيقة.
    وفي تفسير هذا الموقف الذي اتسم بالحياد وبـ«الانكفائية» الذي اتخذه نظام ثورة الثلاثين من حزيران 2013 تجاه ما يجري في سوريا من تدخل إيراني طائفي خطير بالفعل، فإنَّ هناك من يرى أنَّ السبب يعود إلى الاعتقاد غير الدقيق بأن نظام بشار الأسد يواجه «الإخوان المسلمين» ويواجه مجموعات تكفيرية إرهابية، وحقيقة أن هذا غير صحيح على الإطلاق، وأن مصر التي تعرف المنطقة وتعرف سوريا كما تعرف كفَّ يدها، لا يمكن أنْ تقع في مثل هذا الخطأ، وبالتالي فإنَّ السبب يعود إلى أنها معنية أولاًّ بأوضاعها الداخلية، ومعنية باستقرار هذه الأوضاع قبل الانشغال بأي مشكلة خارجية إقليمية أو دولية.
    إنه لا شك في أنَّ مصر التي لديها أجهزة أمنية متفوقة، والتي تعرف سوريا بحكم عوامل قديمة وجديدة كما تعرف نفسها، تدرك أن دور «الإخوان» السوريين في هذه الحرب الطاحنة التي دخلت عامها الرابع قبل أسابيع قليلة، متواضع جدا وثانوي جدا وهي تعرف أنَّ علاقة هؤلاء بالتنظيم العالمي وبالمرشد الأعلى هي مجرد علاقة «بروتوكولية» شكلية، وأنهم تبرَّأوا من هذه العلاقة للحفاظ على علاقاتهم التاريخية بالمملكة العربية السعودية الدولة التي فتحت أبوابها أمام قادة وأعضاء هذا التنظيم عندما أصبح مطاردا في مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي، لكنها لم تُكافأ إلاَّ بالغدر وبعضِّ اليد التي امتدت إليهم بالإحسان.
    وهكذا، فإنَّ الذين يعرفون مصر من الداخل معرفة أكيدة يرون أن استحقاقات المرحلة الانتقالية هي التي أدت إلى التريث قبل اتخاذ الموقف المفترض من الأزمة السورية، ولذلك فإنَّ المتوقع أنَّ مستجدات كثيرة ستطرأ في هذا الاتجاه بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبخاصة أن الشعب المصري لا يمكن أن يقبل بكل هذا التدخل الإيراني في شؤون دولة عربية بقيت تعتبر ودائما وأبدا توأم أرض الكنانة، وكانت ذات يوم يعود لنهايات خمسينات وبدايات ستينات القرن الماضي، الجناح الشرقي للجمهورية العربية المتحدة.
    إنَّ مصر التي سمعت مثلها مثل كل الدول العربية البعيدة والقريبة تصريحات وكيل الأركان العامة لقوات إيران المسلحة غلام علي رشيد الأخيرة التي قال فيها إن سقوط نظام بشار الأسد وسقوط حزب الله يعتبران مقدمة لانهيار المنظومة الإيرانية، لا يمكن أن تبقى تقف على الحياد فالمثل يقول: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»، والمصريون يعرفون أن لـ«فيلق القدس» الإيراني دورا رئيسا في «إرهاب» الإخوان المسلمين والإرهاب الذي يضرب في سيناء وفي كل الأراضي المصرية.. وأن حزب الله، الذي ثبت أنه أنشأ «خلايا نائمة» في القاهرة، يفاخر وفي كل يومٍ على لسان أمينه العام حسن نصر الله بأن حرب الرئيس السوري هي حربه، وأنه سيبقى يدافع عن هذا النظام الذي يعتبر انهياره انهيارا لدولة الولي الفقيه الخمينية.
    وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن من يعتبرون أنفسهم حركة قومية ويسارية مصرية لا يختلف موقفهم عن مواقف فلول الأحزاب الشيوعية والأحزاب التي تقول إنها «عروبية» في هذه المنطقة، فهؤلاء جميعا يتخذون موقفا من هذه الحرب الدموية التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري بدعم إيراني معلن ومعترف به من قبل كبار المسؤولين الإيرانيين وبمشاركة فاعلة من قبل الشراذم الطائفية والمذهبية المستوردة من العراق ولبنان، وكأن نظام دمشق هو العروبة وكأن دولة فلاديمير بوتين هي الاتحاد السوفياتي الذي كان يعتبر ملاذ القوميين و«التقدميين» واليساريين في المنطقة العربية وفي العالم بأسره.
    نحن نعرف والكل يعرف أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ سياسيا بانحيازها إلى «الإخوان المسلمين» وبمعاداتها غير المفهومة وغير المبررة لثورة الثلاثين من حزيران 2013 وللذين ساندوها نزولا عند رغبة الشعب المصري واستجابة لمناشداته.. وهذا ربما هو الذي جعل الحكومة المصرية الانتقالية تتجه نحو روسيا وتعقد صفقات سلاحٍ معها وعلى اعتبار أنها الاتحاد السوفياتي السابق الذي كان يشكل خيار الدول التي انحازت ضد أميركا وضد المعسكر الغربي كله أيام صراع المعسكرات والحرب الباردة.
    إن هذا هو مجرد افتراض، أمَّا الحقيقة فهي أنَّ مصر الجديدة، مصر ثورة الثلاثين من حزيران 2013، التي تلقت ضربة من قبل الولايات المتحدة، أصبحت تفكر جديا بالابتعاد عن كل الانحيازات السابقة وإقامة علاقات نديَّة مع دول ما يسمى الـ«بريكس»، أي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لكن المشكلة هي: أولا أن هذه الدول تعتبر صاحبة أسرع نموٍّ اقتصادي في العالم، وثانيا أنها غير مؤهلة لأن تصبح منظمة سياسية دولية تضم دولا ذات توجهات متماثلة، وثالثا أنها فشلت في إنشاء بنك جديد للتنمية بإمكانه تحدي هيمنة كلٍّ من البنك وصندوق النقد الدوليين.
    إنه من حق مصر أن تتجنب، وهي تضع قدميها على بداية طريق واعد، أي ارتباط تحالفي مع الولايات المتحدة على الطريقة السابقة، وإن من حقها أن تطرق أبواب مجموعة الـ«بريكس» هذه وغيرها، لكن عليها أن تأخذ في الاعتبار أنه أمرٌ في غاية الصعوبة إنشاء نظام عالمي جديد متحول، وأنَّه من الصعوبة أن تتحول هذه المجموعة إلى منظمة سياسية دولية ما دام اقتصاد الصين الشعبية وحدها أضخم من اقتصاد كل الدول الأخرى في هذه المجموعة.
    إن المؤكد أنَّ الأشقاء المصريين يدركون كل هذه الحقائق وأنهم يعرفون أن مجال مصر الحيوي، السياسي والاقتصادي والثقافي، هو الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وهو أيضا أفريقيا القارة الواعدة، ولهذا فإن المعارضة السورية عندما تنتظر فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية ليأخذ هذا البلد العربي الطليعي دوره في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه سوريا، فإنها ليست مخطئة على الإطلاق؛ إذ إن ما يجري في هذا البلد العربي ليس مجرد أمرٍ داخلي.. إنه صراع دولي وإقليمي مركَّبٌ ومتداخل، وإلاَّ ما معنى أن تقف روسيا هذا الموقف وتعطل مجلس الأمن وتمنعه من التعاطي مع هذه الأزمة ولو بالحدود الدنيا؟ وما معنى أن تعتبر إيران انهيار بشار الأسد انهيارا للمنظومة الإيرانية؟
    الآن، هناك اصطفاف إقليمي تقوده إيران هو الذي يحارب الشعب السوري، وهو الذي يمنع نظام بشار الأسد من الانهيار، والمؤكد أن الأشقاء المصريين يعرفون أن هذا الاصطفاف هو الذي يقاتل القوات المسلحة المصرية في سيناء، وهو الذي يقف وراء كل هذا الإرهاب الذي يستهدف مصر.. ولذلك وبما أن هناك شيئا اسمه «الدفاع الإيجابي»، فإنَّ دفاع مصر عن نفسها وعن شعبها يفرض عليها أن تؤازر الشعب السوري وأن تدعم المعارضة السورية وتدعم الشعب اللبناني والشعب العراقي.

    الأحد ... وكل يوم أحد ....فشل كيري ... وإمكانية إنقاذ مهمته!
    بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
    تبقى المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع ، سواء كان هناك نصر عسكري ساحق أو استسلام دون قيد أوشرط ، ففي الحالتين لا بد من أن يجلس ممثلو الطرفين المتصارعين على مائدة المفاوضات لوضع الأسس التي ستقوم عليها علاقتهما المستقبلية سواء كانت علاقات الند بالند أو علاقة الاذعان والرضوخ لشروط الطرف المنتصر. وإذا كنا لا نزال نعاني من آثار حرب 1967 فإن هذه الحرب لم تنته بعد ، وما زالت دائرة بأشكال مختلفة تتمثل في استمرار السيطرة العسكرية الاسرائيلية على الأرض والشعب الفلسطيني وإخضاع هذا الشعب لشتى أشكال القمع واستمرار جمع غنائم هذه الحرب سواء الاستيلاء على الأرض أو خيراتها ، ولن تنته هذه الحرب إلا إذا وقعنا مع الاسرائيليين وثيقة سلام أو استسلام.
    والمتتبع لمجريات الأمور يلاحظ أن المفاوض الفلسطيني يحاول عبثا توقيع وثيقة سلام مع إسرائيل ، في حين أن إسرائيل تحاول عبثا إرغام الفلسطينيين على توقيع وثيقة الاستسلام. وستبقى الأمور تراوح بين هذين الموقفين المتناقضين إلى أن يستطيع أحد الطرفين حسم الأمور لصالحه.
    فقد خسر العرب المعركة عام 1967 ولكننا نحن الشعب الفلسطيني لم نقبل أن يخسر العرب الحرب ونكون نحن ثمنا لذلك ، وما زلنا رغم انسحابهم من ساحة المعركة نكابر ونقاوم ونرفض الاقرار بالهزيمة.
    ومع أننا لم نقبل بالهزيمة ولم نوقع الاستسلام إلا أن أداءنا في هذا الصراع يقترب حينا من نقطة تجعل الخصم يعتقد بأننا قبلنا الاقرار بالهزيمة ، ثم يقترب حينا آخر من النقطة التي تسبب للخصم خيبة الأمل وتجعله يكتشف بأننا لم نستسلم .
    لقد كانت مرحلة أوسلو مرحلة رمادية أوهمت الطرف الأسرائيلي بأننا تعبنا ونوشك أن نوقع وثيقة الاستسلام ولكن الصمود الأسطوري للرئيس الراحل ياسر عرفات بدد هذا الوهم وكانت النتيجة أن دفع الرئيس الشهيد حياته ثمنا للصمود ورفض الاستسلام.
    ونحن نذكر جيدا حرب الاغتيال المعنوي التي تم شنها ضد الشهيد ياسر عرفات باعتباره عقبة في طريق السلام وليس شريكا ، والضغط عليه للتخلي عن رئاسة الوزراء والبحث عن بديل له يكون أكثر تساوقا واستجابة للمطالب والمقاسات الاسرائيلية ، ووقع خيارهم آنذاك على الأخ محمود عباس " أبو مازن " معتقدين أنه سيكون أكثر تجاوبا وتعاطيا مع مخططاتهم.
    واليوم يصابون بخيبة أمل جديدة بعد أن اكتشفوا بأنهم أخطأوا في حساباتهم وأن الرئيس عباس لا يختلف عن الرئيس الراحل ياسر عرفات إلا في الأسلوب. فهو أكثر مرونة ، ووضوحا ُ ولكنه لا يمكن أن يفرط بحقوق شعبه وأنه وضع لنفسه خطوطا حمراء لن يتجاوزها وأن ليس أمامهم سوى التعامل مع هذه الخطوط أو استمرار الصراع والنزاع إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
    المشكلة لا تكمن في الجانب الفلسطيني وإنما في عدم فهم حقيقة أن شعبنا وإن أبدى ومن خلال قيادة كقيادة محمود عباس أقصى قدر من المرونة لا يستطيع ولن يقبل الاستسلام والركوع أمام أطماع الاحتلال التي لا حد لها.
    ولا شك بأن المعادلة الحالية للوساطة والصراع لا تبشر بأن من الممكن التوصل قريبا إلى تسوية سلمية لهذا الصراع ، ذلك لأن الوسيط الأمريكي عاجز عن الضغط على طفله الملل إسرائيل وإبعاده عن الهاوية التي يوشك أن يقع فيها ، كما أن هذا الطفل المدلل يعاني من عقدة الفوقية والغطرسة والتسلط ولا يقبل التخلص منها ، كما أننا نحن لا نستطيع السير على أهواء هذا الطفل ولن نرضخ لها .
    ويبقى السؤال ما العمل ! ويبقى الجواب حائرا لأننا في منتصف الطريق بين الدولة واللا-دولة وأن خيار العودة إلى طريق الثورة غير ممكن في ظل القيادة الحالية والمعطيات المحيطة بها ، والاستمرار على الطريق الحالي غير مضمون العواقب ولا بد من تغيير كل الأدوات الفلسطينية البشرية والمادية إذا ما كنا نريد أن تتغير النتائج لأنه من قمة الغباء أن نظل نكرر نفس العمل بنفس الأدوات ونتوقع أن تكون النتائج مختلفة.
    لقد استيشر البعض بالحماس الذي أبداه جون كيري في بداية مهمته ولكنه خيب الآمال لأنه لم يأخذ العبرة من سابقيه من الوسطاء الأمريكيين. لقد استعان بمارتن إينديك وهو يهودي معروف بانتمائه إلى سياسة جناح المركز في حزب العمل وهي السياسة التي فشلت في تقديم أي موقف أو عرض يلتقي مع الحد الأدنى المقبول فلسطينيا ، كما أن كيري كان يتشاور في كل صغيرة وكبيرة مع نتنياهو قبل أن ينقلها إلى الجانب الفلسطيني تمشيا مع المبدأ الأمريكي بأن لا تقترح أمريكا أي شيء لا تقبله إسرائيل ، وبالتالي فقد قامت مبادرة كيري على أساس طرح ما يريده نتنياهو دون زيادة أو نقصان الأمر الذي حول المفاوضات إلى الطلب منا بأن نرضخ ونقبل بما يريده نتنياهو الذي يحرص على الائتلاف اليميني الحاكم برئاسته أكثر من حرصه على أي تقدم في المفاوضات ناهيك عن أنه هو نفسه ينتمي أيديولوجيا وعاطفيا وتاريخيا الى هذا اليمين ولذا فلم يكن هناك أي سبب للاعتقاد بأن مهمة كيري ستأتي بجديد.
    ومع بقاء شهر حتى انتهاء مهلة التسعة أشهر ، ومع التصريحات الأمريكية بأن واشنطن لم تغسل يديها من العملية بعد ، فإنه يمكن قول التالي:
    إن الفرصة الأخيرة أمام واشنطن في هذه المحاولة التفاوضية هي الأقرار بأن الخطوات التي قامت بها السلطة الفلسطينية للانضمام لخمسة عشر منظمة دولية هي خطوة لا تمس بإسرائيل طالما أن فلسطين لم تتقدم بعد بطلب إلى محكمة الجرائم الدولية ولم تبدأ الحملة بالمطالبة بمقاطعة إسرائيل أسوة بما تم ضد جنوب أفريقيا إبان الحكم العنصري ، وأن على أمريكا إن أرادت أن تنقذ إسرائيل من نفسها القيام بمبادرة تقوم على الأسس التالية:
    أولا ، الالتزام الأسرائيلي بتجميد كامل للاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس إلى حين انتهاء المفاوضات والتوصل إلى تسوية أو الاعلان عن فشل المفاوضات والتخلي نهائيا عن فكرة البحث عن تسوية سياسية للصراع.
    ثانيا ، الاعتراف بالسيادة الفلسطينية على الأراضي المصنفة " أ " و " ب " والالتزام بعدم الدخول إليها أو التحرش بها وبحق السلطة الفلسطينية بالقيام في الأعمال التطويرية في المناطق السكانية والزراعية في المنطقة المصنفة " ج " والالتزام الاسرائيلي بالتوقف عن أعمال الهدم والتجريف والأنشطة العسكرية ذات الطابع الاستيطاني في هذه المناطق.
    ثالثا ، الالتزام الفلسطيني بأن لا يتم التقدم بأية طلبات جديدة للانضمام للمنظمات الدولية إلى حين انتهاء المبادرة الأمريكية ، والتحلي بضبط النفس وعدم القيام بأية خطوات أحادية من شأنها أن تمس بالعملية التفاوضية.
    رابعا ، وعلى ضوء ما ذكر أعلاه ، وبعد الالتزام بتنفيذه ، يتم تمديد المفاوضات لمدة عام واحد مع الالتزام بأن لا يبقى أي أسير فلسطيني في السجن أو في الابعاد عند الاتفاق والتوقيع على أي اتفاق على إنهاء الصراع.
    وللأسف الشديد فإنني لا أعتقد بأن المقترحات أعلاه يمكن أن تكون مقبولة من قبل إسرائيل كما أنني لا أعتقد بأن أمريكا قادرة على حمل إسرائيل على قبولها ، وإن صح هذا القول فإن الصراع سيظل مفتوحا على كل الاحتمالات.

    ماذا بعد...؟
    بقلم: محمد الخطيب – القدس
    * ها انا قد ولجت الربع قرن وانا ممسك بيراعي ولا اخالني البتة بمطلق اضلاعه من بين اصابعي ، ما دام دولاب العمر يدور ، كوني قد نذرت كل ما اوتيت من علم ومعرفة لخدمة من يهمه ان يتعلم ويعي ويتعرف على ما يدور حوله من مدركات دون من او اذى ، غير جاعل من نفسي وصيا او معلما بل مجربا مدركا يرغب في بث تجاربه وما نهل من علم ومعرفة دون انتظار ثمن حيث انني اعرف ان اتعس الناس هو الذي يقايض المعروف ، وفي الوقت ذاته مؤكدا لتوصية الله في وصفه للمتعلم الذي لا ينفع الناس بعلمه كأنه الحمار المحمل بالكتب .
    فلقد بدأ الكون بكلمة وينتهي بكلمة تعبر عن فعل ، ذلك ان الكلمة هي سيدة الموقف ، وازاء هذا فسأبقى معبرا بكلماتي دون الالتفات لأجر ودون انتظار ثمن ، واجلال مني للقراء الاعزاء ، فإنني آخذا بعين الاعتبار ومنتهى الجدية ما اوصاني به العديد منهم بأن اخفض سقف لغة مقالاتي لتكون صمن نسق " السهل الممتنع " لتلامس كل الشرائح وليست شريحة بعينها . فلي عليكم ان تأمروني ولكم علي ان اطيع .
    والان ....
    ان صخبا عالي السقف احيانا قد اشيع في الوسط الفلسطيني جراء اتخاذ الرئيس ابو مازن قرارا بالانضمام الى بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية وكثيرا ما صاحب هذا الصخب عفوية تشي بأن كثيرا من ابناء شعبنا عاطفيون يرون الاشياء من زاوية واحدة ، علما بأنه من الاجدر النظر الى الاشياء من جميع جوانبها قبل اتخاذ موقف او تحديد انطباع .
    فلقد حان الوقت اكثر من ذي قبل ، ان نعي المهمات الجسام التي نجابهها وفي مقدمتها تجديد الولاء للوطن والمواطن والقضية ، نابذين خلف ظهورنا اجراءات صارمة قد تتخذها حكومة الاحتلال كوننا قد مررنا بشتى التجارب المميتة الامر الذي جعلنا لا نخشى تجارب قادمة كونها لن تكون ابشع من سابقاتها .
    رائع ان يتخذ القرار الصعب في المراحل المفصلية ، ولكن الاكثر روعة ان يكون هذا القرار استراتيجيا وليس تكتيكيا بغية حث الراعي على اتخاذ مواقف اكثر قربا من الصواب علما بأنني قد قلت اكثر من مرة ان هذا الراعي لن يكون منصفا ولن يكون سياجا لعالم المستضعفين، فالخطوة الجريئة التي اقدم عليها الرئيس ابو مازن لم تأت عفو الخاطر ، بل جاءت نتيجة حتمية جراء ادراك القيادة التام بأن تسعة اشهر من المفاوضات وبرعاية اميركية لم تأت بأية نتائج ايجابية للفلسطينيين ، بل على العكس من ذلك تماما ، فقد حملت تلك المفاوضات في غمرتها عشرات الشهداء وعشرات الجرحى وآلاف الدونمات المصادرة ومئات المنازل المدمرة وتهويد حثيث للمدينة المقدسة وسباق محموم مع الزمن - زمن المفاوضات – لطمس المعالم العربية الفلسطينية والدينية في القدس واستبدالها بالطابع اليهودي كمقدمة لإلغاء حلم الفلسطينيين بأن القدس ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة .
    وللعلم أقول دون افتراء او تهكم او مناكفة ، بأن الرئيس حين اتخذ هذه الخطوة يعلم تماما انها فقط من اجل الضغط على الجانبين الاميركي والاسرائيلي لتلبية بعض المطالب الفلسطينية ، وفي الوقت ذاته لإثبات حضور القيادة في الذهن الفلسطيني على اعتبار انها غير خارجة عن الموقف الجمعي الوطني ، لكنها تؤجل ضربتها القوية للساعات الاخيرة ، وهذا ما كان ، حيث ان الاعلان قد اثار صخبا ملحوظا في الشارع الفلسطيني الامر الذي به استطاعت القيادة ان تعيد بعضا من الكرامة التي تبعثرت جراء المناكفة الطاحنة التي حدثت في الشهر الماضي ما بين الرئاسة من جهة ومحمد دحلان وغيره من جهة اخرى .
    وفي السياق ذاته ، يعلم الرئيس "ابو مازن" تماما ، ان الخيارات محدودة خاصة وانه قد اعلن اكثر من مرة بأن لا عودة للمقاومة العنيفة بل وتمترس خلف المقاومة الشعبية السلمية الامر الذي يعطي اسرائيل الشعور بالطمأنينة والادراك بأن المقاومة لن تخرج عن اطار وحدود الكلام ، وما اسهل التلاعب بالكلمات !!.
    وهنا يحضر السؤال المهم الاتي :-
    هل ان هذا القرار يعني الغاء خيار المفاوضات الوحيد والذي يعني بالضرورة اللجوء الى خيارات اخرى؟
    في تقديري ان الرئيس عباس ، لم يناقض نفسه بل على العكس من ذلك فهو سيستمر في المفاوضات وسيعلن عن تمديدها لأن البدائل والخيارات لدى الطرف الاخر متعددة ، وان هذه الخطوة جاءت فقط تحت عنوان :" وداويها بالتي كانت هي الداء ".
    فالجدال الدائر حاليا والذي سمّي في عالم سياسة الحاضر العجيب " التفاوض لأجل المفاوضات " قد بوشر منذ انبعاث المفاوضات من مدفنها قبل تسعة اشهر والذي كان يتطلب دراسة وطنية معمقة لتركيبة المفاوضات البنيوية قبل احيائها مجددا ، بغية تحديد اهداف تكون هي الاساس التي تنطلق لأجلها المفاوضات وأن المساس بها يعني التفريط بالحقوق وأن الاستمرار فيها دون تحقيق تلكم الاهداف تدريجيا ، يعني الدوران في حلقة مفرغة . وأن كل ما يصبو اليه الطرف الاخر منها ، هو كسب الوقت لتمرير مخططاته وتذويب الحلم الوطني الفلسطيني وجعله في الخاتمة امرا واقعا يستحيل الغاءه بل يمهد للدخول في مراحل جديدة من المفاوضات حول ما استجد من مستجدات على ارض الواقع سياسيا وجغرافيا وديمغرافيا وبهذا نكون فعلا قد منحنا دولة الاحتلال فرصة رائعة لإنهاء القضية حسبما ارتأت ووفق ما شاءت؟! .
    اللافت للنظر ، ان الرئيس عباس قد ابقى الباب مواربا في تلميح واضح ان المفاوضات المصحوبة بالمقاومة السلمية هي الطريق الوحيد للوصول الى سلام ، معبرا في الوقت ذاته ، عن ثقته بأميركا التي تساعد الشعب الفلسطيني – حسبما قال – وهذا بحد ذاته يعني ان واشنطن باستطاعتها ان تعيدنا الى مائدة المفاوضات حال استطاعت الحصول على بعض التحسينات على الشروط الاسرائيلية خاصة واننا قد اجرينا العديد من الجراحات التجميلية لثوابتنا وبرامجنا الوطنية ولم يعد هناك لدينا من مجال نستحدث فيه جسدا فلسطينيا كي نجري له جراحات تجميلية جديدة !.
    عذرا انا لست متزمتا ، فالتزمت قاتل لكل عقيدة ، ولكنني فقط مصر على استعادة حقي ، فالمهم في الامر الان ، ان القرار سواء كان استراتيجيا ام تكتيكيا فقد اتخذ ، وان اسرائيل بصدد دراسة اتخاذ خطوات عقابية – على حد زعمها – ضدنا نحن الفلسطينيين نتيجة اقدام الرئاسة على هذه الخطوة ، قد نلمس بعضها في الايام القادمة .
    ولكن السؤال المطروح الان : بما ان المفاوضات قد فشلت واننا لن نعود اليها خاصة وان اسرائيل غير راضية عن العودة في ظل تمترس الفلسطينيين خلف ثوابتهم ، وان الرد الفلسطيني قد تجلى بوضوح وكذلك الرد الاسرائيلي ايضا ، اذا فما هي الخطوات القادمة التي ستتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية والى اين ستقود ؟.
    في معرض الاجابة المفترضة مني على هذا السؤال ، لعلي ارى ان الخطوات الفلسطينية ستتمثل بالاتي :-
    • اتباع هذه الخطوة بخطوات اكثر جدية من خلال اثارة قرارات الشرعية الدولية وحث المجتمع العربي والاسلامي والاوروبي على المطالبة بتحقيقها .
    • تفعيل الالة الاعلامية الفلسطينية على المستوى الدولي من خلال السفارات الفلسطينية حيثما وجدت .
    • تفعيل الالة الاعلامية المحلية لإبقاء الشعب الفلسطيني في صورة الحدث كما هو ودون مواربة .
    • اعادة اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني والوطن وعدم الرضوخ للأجندات الخارجية .
    • الغاء الخيار الواحد من الاجندة الكفاحية الفلسطينية .
    • الاستعداد التام والجهوزية لمواجهة التحديات المتوقعة .
    • اسناد الجهد الفلسطيني الى الجهد العربي وخلق لوبي مشترك ضاغط .
    • صياغة رأي عام وطني من خلال اطلاق العنان للقدرات والطاقات مما يخلق انطباعا لدى اسرائيل ومؤازريها بأن الشعب الفلسطيني وقيادته "كل واحد" امام التحدي .
    • صياغة برنامج وطني يلبي طموحات الشعب الفلسطيني بأغلبيته دون الركون الى مصالح فئوية .
    • انشاء تجمعات سكانية فلسطينية في الاراضي الخالية لتوسيع رقعة المد الجغرافي الديمغرافي وتفويت الفرصة على اطماع المستوطنين .
    • استعادة وتكريس ثقة المواطن بالقيادة من خلال تنفيذ الرغبة الجمعية وعدم الاستفراد بالقرارات .
    • واخيرا العمل ضمن نظام " المركزية الديمقراطية " الامر الذي يلزم الجميع بالقرارات المتخذة .
    وفي الختام أقول ، في حال تم العمل ضمن ما ذكرت – دون ان اكون وصيا – ففي تقديري اننا نكون قد وضعنا اقدامنا على جادة الصواب لانطلاقة قد تقودنا الى هدفنا النبيل .


    إسرائيل تنصب فخا للفلسطينيين لكنها تصطاد نفسها!
    بقلم: د.حسن عبد الله – القدس
    في أوسلو نصبت إسرائيل فخا للفلسطينيين واصطادتهم في اتفاقات مجحفة، أبقت كل شيء جوهري قيد المجهول والمماطلة والتسويف واللعب على الوقت، وتفسير الاتفاقات رغم أنها في صالحها من ألفها إلى يائها، كما يحلو لها ان تفسر، وظلت تقتحم وتعتقل وتحاصر، فيما الاقتصاد الفلسطيني استمر ملحقا تابعا يعاني ولا يستطيع أن ينهض، بل من المستحيل نهوضه في ظل اتفاق باريس الاقتصادي الذي أبقاه اقتصادا محتلا قاصرا، إذا حاول أن يرفع رأسه يطحن في أزمات مفتعلة وضمن إجراءات لو خضع لها اقتصاد الولايات المتحدة لأصبح مثل اقتصاد أفقر دولة افريقية.
    وتعلم الفلسطينيون من تجاربهم، بعد ان حرقتهم النار وأدماهم القمع وضاقت بهم الكانتونات، تعلموا أن يقرأوا جيدا وان يمحصوا النصوص، وتعلموا التريث وعدم التسرع في حمل القلم والتوقيع على الأوراق ، لان العبرة في النصوص وليس في التوقيع، وتعلمت الدبلوماسية الفلسطينية كيف تتحرك، وألا تظل أسيرة ردود الأفعال وانتظار ما يقوم به الآخرون، وإنما صار لها برنامج وتوجهات وأخذت تعي كيف تدير مفاتيحها الدبلوماسية في أقفال الأبواب المغلقة، ونحن هنا لا نتحدث بالمطلق فهناك إخفاقات تبرز في هذا المجال أو ذاك، لكن خط النجاح بدا واضحا منذ قبول فلسطين عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم الضغوط الهائلة التي مورست من إسرائيل وأطراف دولية ثقيلة العيار، من اجل ثني الفلسطينيين عن هذا التوجه.
    ومن تابع خطابات وتصريحات الرئيس محمود عباس خلال السنتين الأخيرتين وجد انه لا يتعجل التوقيع، وانه مصمم على عدم تجاوز الثوابت، بالرغم من حملات الضغط والتحريض الإسرائيلية، التي يشتعل ضوؤها في البيت الأبيض. وفي جولات المفاوضات الأخيرة، كانت الغرف المغلقة ساحة ضغط وابتزاز اعتقدت حكومة نتنياهو ان نتائجها ستظهر وتوثق في اتفاق إطار فصل تماما على المقاس الإسرائيلي، بيد أن من عاصروا أوسلو واكتووا بناره وذاقوا مرارة تداعياته، قرروا هذه المرة استخلاص العبر، وعدم ترك إسرائيل تصول وتجول وحيدة في الملعب تصيغ وتقولب وتملي، قد شكل هذا مفاجأة كبرى لنتنياهو، الذي ظن ان الفلسطيني من الصعب ان يتعلم من أخطائه، وان إسرائيل بقوتها وجبروتها يستحيل أن يشهر احد "لا" في وجهها، فكانت اللاء الفلسطينية صادمة ومباغته وحاسمة هذه المرة.
    لقد أدرك الفلسطينيون أن اتفاق الإطار والذي أُعد بالتنسيق الدقيق مع حكومة نتنياهو وبتبن كامل لمصالحها الاقتصادية والأمنية والجغرافية، سيعيد إنتاج الاحتلال، بعد تجميل وجهه وتشريعه واستدامته. وها هي الدبلوماسية الإسرائيلية تفشل تماما في إظهار الفلسطينيين بأنهم لا يريدون السلام، لان العالم بأسره كان شاهدا على توقهم وتطلعهم وسعيهم لذلك، حيث فاوضوا في ظروف مجافية واستمروا والاستيطان يأكل أرضهم، فيما كانوا يشيعون جثامين شهدائهم، وحكومة نتنياهو تفاوضهم عند نقطة الصفر لا تزحزح عنها قيد أنمله، فاوضوا وأسراهم ينزفون مرضا وعذابا وانتظارا، لكن الطبق الذي قدم لهم كان فارغا وخاويا، لذلك سوف لا يجرؤ أي طرف دولي على تحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات، فما نجح فيه الإسرائيليون في كامب ديفيد حينما حملوا الرئيس الراحل ياسر عرفات مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق، سوف يخفقون في التذرع به الان ، فالعالم يتغير والسياسات الإسرائيلية أصبحت مكشوفة، والفلسطينيون تعلموا كيف يخاطبون العالم بلغة يفهمها ويدركها مدعمة بالأرقام والمعطيات والحقائق.
    وحتى الإدارة الأمريكية غير المرتاحة للتوجه الفلسطيني للانضمام إلى المؤسسات والاتفاقات والمعاهدات الدولية، لا تستطيع إلقاء التهم جزافا على الفلسطينيين، لان نتنياهو لم يقم لها وزنا في الأصل عندما رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، رغم ما قدمته لحكومته من إغراءات ومحسنات. ويمكن القول كاستخلاص أولي أن الفلسطينيين نجوا من فخ اتفاق الإطار الذي نصبته لهم الحكومة الإسرائيلية لتقع هي في الفخ، لكن هذه النجاة ليست مطلقة ونهائية، إذا لم يتعلم الفلسطينيون فنون النجاة الكلية المطلقة، بعد أن يبنوا بناءً صحيحا على الأساسات التي وضعوها، ليغدو بناؤهم منيعا قويا غير قابل للهدم.

    الفتحاوي ـ اللافتحاوي
    بقلم: حسن البطل – الايام
    "زلزل يا عوفر.. كبّر يا عسقلان.. ثُر يا رمل الرملة.. فالحرية قاب قوسين أو أدنى".
    هذا مطلع بيان مطبوع جماهيري نعفته في الشوارع حركة "فتح" ـ إقليم رام الله والبيرة يوم الجمعة. التقطت بياناً عن الرصيف، طويته، وضعته في جيب قميصي. سأقارن بين البيان ومظاهرة الألف مواطن أمام سجن عوفر، كما نشرته صحف السبت.
    ليس قليلاً مشاركة ألف مواطن من مختلف الفصائل، ولا إصابة أربعة بالرصاص الحي، والعشرات برصاص مغلف بالمطاط، أو بالاختناق بدخان قنابل الغاز.. مع ذلك، كان الاحتجاج أمام عوفر تقليدياً: صلاة الجمعة انتهت اشتباكاً بالحجارة والرصاص وقنابل الغاز.
    واكبت الاحتجاج أمام عوفر احتجاجات في مناطق مختلفة، ربما أوسع مما يجري في أيام الجمع منذ سنوات ضد الجدار الفاصل، ومصادرات الأراضي، والتضامن مع الأسرى.. والشكل الجديد: إقامة "قرى" في المناطق المصادرة والمهددة بالمصادرة. لحسن الحظ، لم يسقط ضحايا في هذه "الهبّة الجماهيرية الواسعة"، وكعادة معظم أيام الجمع، كرّست "عدسة الأيام" صفحتها لصور تذكّر بصور الانتفاضة الأولى، ومطالع الانتفاضة الثانية.
    هذه انتفاضة شعبية، تجري كموج البحر منذ ست سنوات، ولها اسمها "المقاومة الشعبية السلمية" والمستجد فيها عن صور الانتفاضة الأولى فتح ثغرات بالمطارق في بعض مناطق الجدار الفاصل الخطاب السياسي الفلسطيني، منذ مطلع نيسان يبدو أكثر سخونة من سخونة الشارع، والمفاوضات وصلت حافة الأزمة والاستعصاء، أو أن المتسابقين الثلاثة في ماراثون مفاوضات الشهور الثمانية يركضون في "اللفة الأخيرة" قبل خط النهاية في 29 نيسان.
    أميركا "تلوّح" بنفض يدها من مساعيها. السلطة "تلوّح" بمتابعة إجراءات عضوية الاتفاقات الدولية، إلى عضوية منظمات الأمم المتحدة. إسرائيل "تلوّح" بإجراءات عقابية.. وكل هذه التلويحات بمثابة عضّ أصابع.
    عملية السلام صارت "عملية سياسية" وهذه مفاوضات؛ وهذه مساعٍ محمومة طيلة نيسان لإحياء المفاوضات.
    كأن السلطة وإسرائيل لا تصدقان تحذير نفض اليد الأميركية، أو كأن أميركا لا تصدق تلويح السلطة بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، أو كأن إسرائيل لا تصدق بأن إجراءاتها العقابية، بما فيها حجز أموال المقاصة، سوف تردع الجانب الفلسطيني، فهي تستعد للجوء بالمثل الى محكمة الجنايات بدعاوى جرائم حرب فلسطينية، مثل إطلاق صواريخ وعمليات انتحارية في الانتفاضة الثانية.
    المرافعات المحتملة أمام محكمة الجنايات الدولية ستأخذ وقتاً أطول من مفاوضات الشهور التسعة، وتبدو إسرائيل مستعدة للعمل على غير غرار مقاطعة لجنة القاضي غولدستون.
    المعطيات تغيّرت على الأرض وفي الخطاب السياسي الفلسطيني منذ أوسلو، لكن ما لم يتغير هو لغة الخطاب الفتحاوي الجماهيري؛ ساخنة كالعادة منذ صحيفة "فتح" في الأردن، إلى "الإعلام الجماهيري" الفتحاوي في لبنان، فالانتفاضتين الأولى والثانية.
    إنه خطاب تعبوي ـ شعبوي، بينما تغير الخطاب الفتحاوي الرسمي أولاً في مؤسسات منظمة التحرير، رغم أن عمادها كان كوادر "فتح" لكن هذه الكوادر إما حنكتها التجربة القتالية، وإما جاؤوا إلى حركة "فتح" متخمين باتجاه فكري تقدمي ويساري وعروبي.
    أذكر مرّة أن أبو جهاد، رحمه الله، كان يصرّ على تنقيح لغة بيانات "القيادة الموحدة" للانتفاضة الأولى من شطط تهجمات سياسية على بعض الدول العربية.
    فكرت، فعلاً، بجمع بيانات حركة فتح الصادرة عن "كتائب شهداء الأقصى" في الانتفاضة الثانية، وكتابة دراسة مقارنة لها ببيانات اللجنة التنفيذية، أو اللجنة المركزية للحركة، ومقارنة البيانات هذه بالحركة السياسية الفلسطينية منذ خروج عمان، إلى خروج بيروت إلى دخول غزة ورام الله.
    درع حركة "فتح" كما هو، أي درع قوات العاصفة منذ أيام الأردن إلى سنوات السلطة الفلسطينية، إلى شعار يتصدر بيانات "فتح". لغة "فتح" لم تتغير، رغم تغير المعطيات والأجيال الناطقة جماهيرياً باسمها في البيانات.
    الشيء الذي تغيّر، في "فتح" وباقي الفصائل، هو أن العلم الفلسطيني كان وحده مرفوعاً فصائلياً في مرحلة الأردن ومرحلة لبنان، لكن الوضع تغيّر إبّان حقبة السلطة، حيث يرفع كل فصيل علمه، بحر أصفر، أخضر، أحمر، أسود.. لكنه وحده يرتفع في مخيمات المنافي وفي أيدي مظاهرات الشعب الفلسطيني في إسرائيل.
    أهم مرحلة في تطور فكرة "فتح" السياسي كان في لبنان، حيث كانت قيادة فتح هي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وكان الإعلام الموحد للمنظمة أقرب إلى الخط السياسي لفتح لكن ليس الخط الجماهيري التعبوي.
    كانت فروع الإعلام الموحد ـ م. ت. ف خمسة: الصحيفة المركزية. الإذاعة. الوكالة. قسم التصوير والسينما. الإعلام الخارجي.. لكن الفتحاوي سعد بسيسو أضاف فرعاً سادساً هو "الإعلام الجماهيري" أو إعلام الميكروفون في المسيرات والاجتماعات الشعبية.
    لم تعد هناك صحيفة أو مجلة مركزية للمنظمة، وفقدت صحف الفصائل دورها، وتغيّرت مؤسسات المنظمة ونضجت نحو الانتظام والمأسسة في حقبة السلطة.. لكن، ما لم يتغير هو لغة وبيانات حركة "فتح" الجماهيرية والشعبية.
    لم يكن إعلان فتح الرسمية فتحاوياً صرفاً، كان عربياً وكان يسارياً، وكان فكرياً تقدمياً. ربما أفكر كما فكر اسحق دويتشر في كتابه المعنون "اليهودي ـ اللايهودي".. ربما أتكلم بلكنة "فتح" لكن ليس بلغتها الجماهيرية. ربما كنت الفتحاوي ـ اللافتحاوي.. أي الفلسطيني أولاً وثانياً وثالثاً.


    العملية التفاوضية: هل استعاد الجانب الفلسطيني روح المبادرة؟!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    مع أن الأمر كان مطروحاً على الدوام، أي التوجه الفلسطيني نحو الانضمام إلى عضوية المنظمات والاتفاقيات الدولية، إلاّ أن ذلك أحدث صدمة مفاجئة لدى القيادة الإسرائيلية، ذلك أنها اعتقدت أن الرئيس عباس لن يتخذ مثل هذه الخطوة التي تعني وقف العملية التفاوضية وبدء اتخاذ إسرائيل والولايات المتحدة إجراءات عقابية انتقامية ضد دولة فلسطين، عند بدء العملية التفاوضية الجارية حتى أواخر الشهر الجاري، تراجعت دولة فلسطين عن شرط وقف الاستيطان مقابل الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين، غير أنه وما أصبح معلوماً للجميع، أخفقت حكومة نتنياهو في تنفيذ هذا الاستحقاق الأمر الذي أدى وبالضرورة إلى أن يباشر الجانب الفلسطيني التوجه إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، بداية بخمس عشرة منها، ولكي يتم التوجه إلى باقي هذه المنظمات والاتفاقيات تباعاً، كشكل من أشكال الضغط، لكي تقوم إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها.
    إسرائيل مصدومة، وكذلك الراعي الأميركي، إذ لم يكن بحسابهما، أن الجانب الفلسطيني سيستعيد زمام المبادرة وروحها، وهذا ما عبر عنه الرئيس عباس عندما وقّع على تمرير اتفاقيات وانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة الفرعية، وإذا كانت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة قد توقفتا عند "عدم التمديد للعملية التفاوضية" كسبب لوقف هذه العملية، فإن الجانب الفلسطيني أشار وعن حق، الى أن سبب ذلك يعود الى عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها بالإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرانا في سجون الاحتلال.
    واقع الأمر أن مثل هذه العملية التفاوضية، لم تكن هناك فرصة لنجاحها، لأسباب عديدة أهمها أن الجانب الإسرائيلي لم يكن وما زال في وارد التوصل إلى أي اتفاق مرض للجانب الفلسطيني، وهناك سبب آخر، أكثر بساطة ووضوحاً، ذلك أن هناك انقساما داخل حكومة نتنياهو إزاء العملية التفاوضية، بعض الوزراء في هذه الحكومة هم ضد هذه العملية من حيث المبدأ، كذلك هناك انقسام في الجانب الفلسطيني حول جدوى هذه العملية في ظل ميزان القوى القائم، هناك انقسام في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك انقسام حتى داخل إطار حركة فتح ذاتها إزاء هذه العملية، ناهيك عن أن موقف المجتمع المدني وعموم الرأي العام الفلسطيني، وفي مثل هذه الانقسامات، لم تكن هناك فرصة حقيقية لتجاوز العقبات التي تنتصب أمام هذه العملية.
    الراعي الأميركي بقيادة وزير الخارجية جون كيري، كان يدرك الصعوبات والعقبات التي ستعترض طريقه وهو يحاول التوصل إلى نهاية ناجحة للعملية التفاوضية، لكنه على الأرجح فوجئ بحجم هذه العقبات والصعوبات، الأمر الذي أدى إلى تغيير خططه، فبدلاً من "اتفاق نهائي"، بدأ الراعي يتحرك مع بداية العام الجاري حول "اتفاق إطار" ومع الوقت أدرك الراعي الأميركي أن الأمر أكثر تعقيداً مما كان يظن، فأخذ في الأسابيع الأخيرة يتحدث عن إمكانيات فشل مساعيه، بل أشارت وسائل الإعلام الأميركية الى أن كيري بدأ يفقد الأمل والاهتمام بهذه العملية، ففي بيانه الاستهلالي للجنة مجلس الشيوخ منتصف آذار الماضي، ذكر كيري اهتمامات وزارة خارجيته: أوكرانيا وجنوب السودان والمغرب وآسيا الوسطى وشبه الجزيرة الكورية وزامبيا، متجاهلاً أي حديث عن وساطته في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وأثناء حديثه أمام طلاب في وزارة الخارجية في 18 آذار الماضي تحدث عن الوضع في أوكرانيا، والتحدي في سورية والسلاح النووي الإيراني والوضع في أفغانستان، دون أي ذكر يتعلق بالملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
    لكن الدليل الأبرز على فقدان كيري الاهتمام وكذلك الأمل، فيما يتعلق بجهوده على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أنه لم يعد متحمساً للتمديد للعملية التفاوضية، لأنه أدرك أنه خدع من الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق باستحقاق إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في اطار الدفعة الرابعة، الأمر الذي من شأنه أن يوحد الفلسطينيين وراء وقف العملية التفاوضية، يضاف إلى ذلك أن تجربته الغنية في الوساطة على هذا الملف، أكدت له أن ليس هناك إرادة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي في وصول قاطرة الحل إلى المحطة النهائية، ذلك يعني أن لا جدوى من التمديد في ظل هذه الصورة، بل ان التمديد يعني ـ من جديد ـ تمديدا للفشل الأميركي ليس إلاّ.
    أما وقد استرد الجانب الفلسطيني زمام المبادرة من جديد، فإن ذلك يجب أن يوفر للقيادة الفلسطينية حاضنة فصائلية وشعبية التفافاً حول موقف هذه القيادة، ولعل الرسالة الأهم من هذا الموقف، أن هناك من ادعى أن استمرار العملية التفاوضية هو سبب استمرار فشل التوصل إلى مصالحة حقيقية في الداخل الفلسطيني، الآن، وبعد وقف هذه العملية واتخاذ الجانب الفلسطيني موقفاً وطنياً مشرفاً ومتحدياً، يزول هذا السبب ـ إذا كان هو السبب ـ في التوصل إلى توافق وطني فلسطيني حول مصالحة داخلية، ولعل من فوائد الموقف الفلسطيني إزاء العملية التفاوضية أن يكشف حقيقة الأطراف التي اتخذت من استمرار العملية التفاوضية مبرراً، لاستمرار الانقسام.
    وحتى لو كان الموقف الفلسطيني المشار إليه، شكلاً من أشكال التكتيك السياسي، فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً، لأن قواعد اللعبة حتى لو تم استئناف العملية التفاوضية، قد تغيرت وتبين أن الموقف الفلسطيني، ليس في جيب أحد سلفاً!!




    لا التهديد مفيد ولا الفشل جديد
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها ومن خلالها القيادة الفلسطينية، تهديدات بقطع التدفقات المالية إلى خزينة السلطة الوطنية، سواء بوقف تحويلات الضرائب المجباة من جيوب الفلسطينيين عبر أدوات وزارة مالية حكومة المستوطنين نظراً لسيطرتها على الحدود والمعابر، أو من قبل الإدارة الأميركية، في محاولات منع منظمة التحرير من اتخاذ قرارات تخدم مشروعها الوطني الديمقراطي واستعادة حقوق شعبها وتؤذي المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وتكشف برامجه العنصرية الاحتلالية وتعريه.
    فقد سبق ذلك حينما سعت منظمة التحرير نحو عضوية "اليونسكو"، وتلقت تهديدات، وتم تنفيذها حينما نجحت فلسطين يوم 31/10/2011، في عضوية "اليونسكو"، وفشلت واشنطن وهزمت تل أبيب، وتراجعتا عن إجراءاتهما بتجويع الفلسطينيين وإضعاف سلطتهم الوطنية، وتكرر ذلك مع برنامج منظمة التحرير لرفع مكانة فلسطين إلى عضوية مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهددت إسرائيل ونفذت، واتخذ الكونغرس إجراءات ونفذها، ولم تتراجع منظمة التحرير، ونجحت فلسطين يوم 29/11/2012، وانتصرت ونالت 138 صوتاً، وهزمت أميركا وإسرائيل ونالتا فقط 9 أصوات، وغدت فلسطين دولة مراقبا، ستستكمل عضويتها التدريجية في باقي المؤسسات والمنظمات والاتفاقات والمعاهدات الدولية، وتراجعت واشنطن وتل أبيب عن استمرارية القطع ووقف التمويل.
    أميركا وسياستها الإسرائيلية، هزمت، لأنها غير عادلة وغير منطقية، ولا تتفق مع قرارات الأمم المتحدة، وفلسطين نجحت وانتصرت لأن قضيتها عادلة ومطالبها مشروعة، وخطواتها محسوبة وعقلانية، وتتفق مع قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار 194 المتضمن حق عودة اللاجئين إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها، وقرار التقسيم 181 بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
    أما السبب الثاني والجوهري لتراجع كل من أميركا وإسرائيل عن وقف التدفقات المالية إلى السلطة الوطنية، لأن السلطة الفلسطينية تتحمل أعباء مالية وأمنية وتنظيمية عن سلطة الاحتلال، فدافع الضريبة هو المواطن الفلسطيني، والمجتمع الدولي بديلاً عن الاحتلال يتحمل مسؤوليات تغطية احتياجات السلطة الفلسطينية، وانهيار السلطة الفلسطينية أمنياً وتنظيمياً سيعيد لإسرائيل وموازنتها ومؤسساتها تحمل أعباء وجود الاحتلال واستمراريته.
    اللعبة مكشوفة لدى طرفي الصراع، لا الاحتلال قادر على إنهاء السلطة وإفشالها وطردها لأن ذلك قرار سياسي له تداعيات دولية قاسية، وله تبعات أمنية ومالية إسرائيلية سيدفع ثمنها باهظاً، ويعيد خلط الأوراق، باتجاه الدولة الواحدة لشعبين على كامل أرض فلسطين، ومنظمة التحرير لا تملك القدرة والقيادة والتنظيم المبادر لإلغاء ما هو قائم وتحضير البديل الأفضل، عن السلطة الوطنية.
    المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في ورطة، والمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي في مأزق، وكلاهما غير قادر على امتلاك زمام المبادرة لقلب الطاولة على رؤوس الجميع على طريقة "علّي وعلى أعدائي" وكلاهما يتخذ خطوات محسوبة لا تُخل بأصول اللعبة، المحكومة لموازين القوى القائمة، وتحكم المعادلة الدولية التي ما زالت الولايات المتحدة تجمع خيوطها وتتحكم بإدارتها.
    جون كيري توصل إلى اتفاقيتين منفصلتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين الأولى بشأن إطلاق سراح أسرى مقابل عدم الذهاب الفلسطيني إلى المؤسسات الدولية، انتهت يوم الأول من نيسان، وفشلت في تحقيق كامل أهدافها، والثانية بشأن استئناف المفاوضات مقابل تجميد غير معلن للاستيطان، تم خرقها من قبل الإسرائيليين، وستنتهي في الأول من أيار، وما حاول فعله جون كيري هو تمديد الاتفاقية الأولى، بشأن إطلاق سراح أسرى مقابل عدم الذهاب الفلسطيني إلى المؤسسات الدولية، وفشل، ويسعى إلى تمديد الثانية ومواصلة المفاوضات إلى ما بعد نيسان، مقابل وقف الاستيطان ويبدو أنه يتعثر.
    تهديدات تجويع الفلسطينيين وإفقارهم، ليست أمرا جديدا، وإضافة تجربة جديدة للفشل الأميركي أيضاً ليست جديدة، فقد فشل كلينتون في "كامب ديفيد" سنة 2000 بين أبو عمار ويهود باراك، وفشل بوش في أنابوليس سنة 2007 بين أبو مازن ويهود أولمرت، وفشل أوباما في ولايته الأولى 2009 – 2013 في تحقيق تسوية واقعية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بين أبو مازن ونتنياهو، وهذا يدلل مرة أخرى على أن التوصل إلى تسوية يجب أن ينبع من طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإرادتهما وكيفية إدارتهما للصراع، بين الشعبين المتقاربين في العدد، بين ستة ملايين يهودي إسرائيلي، وأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون عربي فلسطيني على الأرض الواحدة، ولا خيار أمامهما سوى مواصلة الصراع أو التوصل إلى حل، ولكن متى وكيف، هو الذي يحتاج لبحث ونضال ووقت.



    إسرائيل صفعت كيري.. وماذا بعد ؟!
    بقلم : أكرم عطا الله – الايام
    لماذا امتنعت الولايات المتحدة حتى اللحظة عن تحميل إسرائيل مسؤولية تفجير المفاوضات وعرقلة عملية التسوية حين رفضت الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى؟ فالمسألة على درجة من الوضوح التي تضع الموقف الأميركي الباهت أمام تساؤلات كبيرة في عملية استثمر من أجل نجاحها في الأشهر الأخيرة ما يكفي من الوقت والجهد، ورفض حكومة إسرائيل إطلاق سراح الأسرى هي صفعة في وجه الإدارة الأميركية وبالتحديد في وجه وزير خارجيتها الذي استلم تعهدا إسرائيليا منذ ثمانية أشهر وسلمه للفلسطينيين.
    وقد أخذت إسرائيل ثمن الأسرى مسبقا حين أرغمت الولايات المتحدة القيادة الفلسطينية على التنازل عن شرط وقف الاستيطان لبدء المفاوضات ووقف خطواتها للانضمام إلى المؤسسات الدولية مقابل إعطاء فرصة لمدة تسعة أشهر يتم خلالها إطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو، ولكن يبدو ان إسرائيل تريد أن تقبض أكثر من ثمن عن فاتورة واحدة ولا يكفيها الثمن الذي قدمته القيادة الفلسطينية مع بدء المفاوضات.
    وبعد ذلك هل على الفلسطينيين أن يتفهموا عجز الإدارة الأميركية عن إلزام إسرائيل؟ وهل علينا أن نصدق أن وزير الخارجية الأميركي يئس من المفاوضات وعلى وشك الاستسلام؟ وهل يمكن التسليم بأن الرجل الذي بذل وإدارته من الجهود ما يفوق أية إدارة أميركية سابقة ووضع هذا الملف رهنا لمستقبله السياسي قد رفع راية الضعف أمام تطرف بعض زعران اليمين في إسرائيل بعدما تحمل ما يفيض من الشتائم والنبذ؟ لكنه نفسه وزير الخارجية الذي قال قبل أسابيع حين بدا أن الأمور لا تسير بالاتجاه الذي يريد بين الفلسطينيين والإسرائيليين أنه عنيد ويقاتل بأسنانه من أجل أية قضية يعمل عليها، فهل نزعت إسرائيل أنيابه وروضته خلال الأشهر الثمانية الماضية؟
    هناك شك في ذلك، وخاصة أن الرجل يخوض تجربة النجاح في ملف الصراع محاولا البحث عن حل يشكل مقدمة لترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية بعد عامين ونصف، خاصة أن كثيرا من أركان الإدارة الأميركية يعتبرون أن ملف الصراع أصبح ملفا شخصيا للوزير الأميركي، فهل يمكن تصور أن نفتالي بينيت تمكن من هزيمة جون كيري وألصق به وصف الفاشل قبل أن يبدأ مشواره بعد؟ وإذا كان كل هذا الجهد الأميركي المكثف لم ينجح بحل عقدة ثانوية كالأسرى، فمن يستطيع أن يرغم إسرائيل على تقديم تنازلات في القضايا المفصلية مثل القدس والمستوطنات والحدود وغيرها؟ فمن الواضح أن هذه المعركة التي خاضتها الأطراف خلال الأيام الماضية تشكل اختبار القوة الأهم ومقدمة لاتجاهات المتصارعين وقدرتهم على المناورة والتحمل والوسيط نفسه، وهي بحد ذاتها بروفة حقيقية لمفاوضات لا يعتقد أنه يتم تأبينها أثناء التسخين.
    أغلب الظن أن الإدارة الأميركية تعود لسياستها القديمة في ممارستها للضغط على الطرفين من خلال الابتعاد وعدم الضغط أو التهديد بهجر الملف وترك الصراع المكلف للطرفين، ولكن الوقت هذه المرة لا يسعف مكوك الخارجية الأميركية الذي يتعين عليه أن يعلن مع نهاية الشهر إما النجاح أو الفشل ومن الواضح أن استمرار مكالماته الهاتفية تقول أنه لم ييأس بعد ولكنه يهدد الطرفين.
    اللافت هذه المرة أن الخارجية الأميركية ولأول مرة تحمل الطرف الإسرائيلي مسؤولية إلى جانب الطرف الفلسطيني وإن كان في هذا تغطية على الصلف الإسرائيلي وتخريبه الواضح إلا أنه يعتبر تقدما في الموقف الأميركي الذي اعتاد على حمل وترجمة الموقف الإسرائيلي وإدانة الفلسطيني على امتداد عملية التسوية، واللافت أيضا أن مصادر رسمية في واشنطن تشير بأصابع الاتهام إلى وزير الإسكان الإسرائيلي أوري ارئيل كمتهم بالتخريب على جهود المفاوضات.
    هذا الموقف الوسطي للخارجية الأميركية ربما شجع الفلسطينيين على رفع سقفهم هذه المرة باعتبارهم لا يتحملون المسؤولية وحدهم كما جرت العادة أو ربما فهموا أن ذلك يعتبر ضوءاً أخضر أميركياً للذهاب نحو خطوات في وجه نتنياهو وحكومته التي صفعت وزير الخارجية سواء في قرار القيادة الفلسطينية بالتوقيع على خمس عشرة اتفاقية دولية، أو ذلك اللقاء الذي قدم خلاله الوفد الفلسطيني مطالبه السبعة التي صدمت رئيسة الوفد الإسرائيلي للمفاوضات في اللقاء الذي جمع الوفدين أثناء المحاولة الأخيرة لإنقاذ الموقف واستمر حتى الصباح، لتنقل صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين تلك المطالب قائلة " تلقينا صفعة مدوية .. عباس بصق في وجوهنا".
    هذه المرة أيضا سار الفلسطينيون حيث الرغبة الأميركية معتقدين أن الشعارات التي أطلقتها الإدارة بدءاً من تولي الرئيس الحالي لولاياته الأولى عندما زار جامعة القاهرة متحدثاً عن حل الدولتين وحدود 67 وإنهاء الاحتلال وحصوله على جائزة نوبل للسلام والجهد المكثف الذي بذلته، معتقدين أن هذا الجهد سيكون مختلفاً وأن انكشاف إسرائيل حين يتضح أنها تتلاعب بالجميع سيكون له تداعياته ومواقف أميركية أكثر جدية تجاه دولة الاحتلال، ولكن المواقف هذه المرة لم تبتعد كثيراً عن المواقف السابقة، ولم يصل كيري إلى المستوى الذي وصل إليه أحد أسلافه جيمس بيكر كما قال الصحافي في هآرتس براك رابيد، حيث أن جيمس بيكر ما قبل مؤتمر مدريد تلا أمام الكاميرات في الكونغرس رقم هاتف وزارة الخارجية وطلب من رئيس الوزراء في حينه اسحق شامير الاتصال عندما يكون جدياً.
    فماذا سيفعل كيري مع نهاية الشهر؟ ها هو يرسل إشارات متناقضة وضبابية حتى اللحظة لا تتناسب مع إصراره الذي ظهر في الأشهر الماضية؟ من الصعب تقدير أنه سيعلن فشله بعد كل رحلات الطيران للمنطقة وسيتضح فيما تبقى من أسابيع في هذا الشهر كيف سيتصرف أمام الغطرسة الإسرائيلية التي اقترب منها كثيراً، ولكنه لم يجرؤ الإعلان عن موقف جدي تجاهها واكتفى بتحميل المسؤولية للطرفين، وسيتضح أيضا فحوى الخطوات الفلسطينية هل كانت تحت الغطاء الأميركي لأن المنطق يقتضي أن تثأر الإدارة الأميركية لكرامتها، وقد تكون تترك للفلسطينيين مساحة للتلويح أمام نتنياهو ليستدعي الحماية الأميركية من المنظمات الدولية التي ينضم الفلسطينيون لها، أم أن تلك الإجراءات هي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل؟ هناك شك في ذلك وهناك فرق ستظهره الأيام القادمة ولكن اللقاء الذي سيعقده كيري مع مسؤولة لجنة الاعتمادات بالكونجرس كاي غرينجر لحثها على عدم قطع المساعدات عن السلطة يوحي بشيء ما بين الأميركيين والفلسطينيين.

    تــغريــد خــارج الــســرب
    بقلم: محمد نجيب الشرافي – الايام
    لو أضاء الرئيس أبو مازن أصابع يديه – كما يقول المثل – لوجدت "حماس" ما تقول تشنيعا وتشكيكا في الخطوات، وحتى النوايا، وكأنه لا يكفي تهديدات الإسرائيليين وانحياز الأميركيين ووقوف كثير من العرب متفرجين.
    الفلسطينيون على اختلاف توجهاتهم السياسية – أحزابا وفصائل وأفرادا – تراوحت مواقفهم من قرار الرئيس بالانضمام إلى خمسة عشر اتفاقية ومعاهدة وبروتوكول دولي بين ترحيب وتشجيع ودعم ومطالبته بالانضمام إلى بقية المؤسسات الدولية. أسرى الحرية الذين كان ينبغي أن يصيبهم الحزن لتأخر إطلاق سراحهم عقدين كاملين وكانوا على أبواب الحرية قالوا، إن الرئيس انتصر لحريتهم وكرامتهم، انتصر للمصلحة الوطنية العليا. حتى الذين لا يبادلون الرئيس محبة أو إعجابا قالوا، إنها خطوة جيدة وعبروا عن الأمل في التمسك بالحقوق الوطنية.
    إلا حركة حماس جاء موقفها شاذا، منفرا، ومختلفا، بعيدا عن الإجماع الوطني. قالت: "تكتيكات خائبة"!.
    كان يمكن لهذا الموقف أن يكون مقبولا لو أنها نأت بنفسها عما يجري وأشارت إلى انتظار ما بعد هذه الخطوة باعتبار أنها فصيل يلجأ كعادته للتشاور، كأسلوب بات معروفا للتهرب من الرد، عندما تكون رافضة للفكرة من أساسها.
    هذه المرة، لم تقل "حماس" إن الرئيس ينفذ أجندة أميركية. لم تكفر – كعادتها – ولم تطلق عبارات التخوين. لكنها قالت ما يثير الحزن والغثيان. فلا كان موقفها يليق بمستوى سلطة ولا بمعارضة إيجابية تقف أمام ما هو إيجابي وتقول موقفها بجرأة وتنتقد ما هو سلبي. فقرار الرئيس لا يتعلق بفصيل دون آخر، وإنما هو قرار يتعلق بالوطن وقضيته، بالأسرى، بالإنسان الفلسطيني، يتعلق بالحاضر والمستقبل تماما مثلما يتعلق بما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي.
    عندما قرر الرئيس التوجه إلى المؤسسات الدولية ردا على تلاعب إسرائيل بحرية الأسرى كان يريد فلسطين كلها معه مثلما يقف الشعب كله مع المقاتلين عندما يتصدون للاحتلال وإرهابه، ومثلما كانت إسرائيل كلها تقف خلف "تسيفي ليفني" في تصلبها وعنجهيتها مع الفلسطينيين.
    موقف "حماس" اليوم يعيد إلى الأذهان موقفها لحظة توجه الرئيس للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. في البداية رفضوا الخطوة، بدعوى أن الأمم المتحدة تقع في أميركا وأنها خاضعة للإدارة الأميركية. ثم استعار الناطق باسمها من الخطاب الإسرائيلي ما يناسبه وقال: إنها "خطوة أحادية الجانب"، احتجاجا على عدم مشاورتها في صياغة طلب العضوية. وبعد حصول فلسطين على ما أرادت قللوا من شأنها، وقالوا: خطوة صغيرة يجب ألا نعطيها أكثر مما لا تستحق!. ترى، هل فوز التركي اردوغان في انتخابات بلدية هو ما يستحق الفرح وتوزيع الحلوى؟!.
    اليوم يشكك الجانب الإسرائيلي في قدرات الرئيس بعدما "فقد توازنه" – حسب تعبيرهم، وتقول الرواية الإسرائيلية، إن هناك أحزابا فلسطينية لديها الاستعداد للوصول إلى سلام حقيقي مع الدولة العبرية في تهديد واضح للرئيس والسلطة الوطنية. من هي تلك الأحزاب؟ ومع ذلك لا نصدقهم.
    الدكتور أحمد يوسف المستشار السابق لرئيس الحكومة المقالة كان على درجة عالية من الوضوح والصراحة تجاه الانهيار في شعبية "حماس" وإدارتها لحكم غزة، ودعا الكل الوطني لدعم الرئيس في هذه الأوقات الصعبة. قال الرجل كلمته بكل الصدق وأشهد الله على صرخته. لم يجد كلمات أكثر صراحة يختم بها مقاله غير كلمات الخبير في الشؤون الإسلامية الدكتور مصطفى اللداوي والتي عنونها بـ"نصيحة عامة لحملة الأمانة"، علها تجد في الوادي من يسمع كلمة حق.
    وقضيتنا الوطنية في منعطف خطير. شعبنا تضرر بفعل المقاومة ولم يكترث. أما أن يغرد أحد خارج السرب الوطني رغبة في العناد بدعوى الثبات، فذاك أمر لا يطاق.

    فرانكشتاين في بغداد
    بقلم: أحمد سعداوي – الايام
    "فرانكشتاين في بغداد" (2012) هي رواية العراقي أحمد سعداوي المرشحة هذا العام لبوكر، وهي تنافس على الجائزة الأولى، فقد وصلت إلى القائمة القصيرة، ومؤلفها المولود في بغداد 1973 شاعر وروائي، له روايتان أخريان هما "البلد الجميل" و"إنه يحلم أو يلعب أو يموت".
    وقد صدّر الكاتب روايته بالسطر التالي من رواية "فرانكشتاين" لميري شيلي "إني أطلب منك ألا تصفح عني. استمع إليّ، قم إذا استطعت وإذا شئت دمّر عمل ما صنعت يداك"، وقد أعادت العبارة بعض مراجعي الرواية إلى تذكر "فرانكشتاين" في رواية شيلي، التي بطلها طالب ذكي يخلق كائناً، فيتمرد هذا الكائن على خالقه، ويصبح ضحية من ضحاياه.
    فهل كان هادي العتاك صنع الشسمه ـ الذي لا اسم له ـ / فرانكشتاين، وغدا أيضاً ضحية من ضحاياه؟
    ولـ "الشسمه" ـ ما اسمه ـ عبارة أيضاً يوردها المؤلف في تصديره هي: "أنتم يا من تسمعون هذه التسجيلات الآن، إن لم تكن لديكم الشجاعة لمساعدتي في مهمتي الجليلة، فحاولوا، على الأقل، أن لا تقفوا في طريقي"، وكان السرد في الرواية، من خلال تسجيل الشسمه ليعرف بقصته، قد انتقل من أسلوب السرد بضمير الهو إلى السرد بضمير الأنا.
    وليس هذان التصديران هما الوحيدان، فهناك اقتباس عن: قصة العظيم في الشهداء ماركوركيس المظفر هو "أمر الملك بوضع القديس في المعصرة حتى تهرأ لحمه وأصبح جسده أجزاء متناثرة حتى فارق الحياة، فطرحوه خارج المدينة، لكن الرب يسوع جمعه وأقامه حيا، وعاد ثانية إلى المدينة".
    والشسمه/ فرانكشتاين في الرواية يتجمع جسده من أجساد الآخرين الذين أراد أن يثأر لهم، وكلما اخترق الرصاص جزءاً من جسده وأتلفه استبدله بأجزاء من أجساد الآخرين، فهو صورة الاله المتجسدة على الأرض، وكما يرى نفسه "أعرف أن لدي أسلافاً كثيرين، ظهروا ها هنا في هذه الأرض في حقب وأزمان ماضية.. أنجزوا مهامهم في أوقات المحن العصيبة، ثم غادروا، ولا أريد أن أكون مختلفاً عنهم" (ص171) وكما يقول أيضاً، معرفاً بنفسه، "وهالني مساء هذا اليوم عدد الشباب المسلمين الذين سجدوا لي في هذا الشارع، وأنا أمر من خلالهم. كل هؤلاء يؤمنون بأنني وجه الرب الأرضي حسب تعاليم المجنون الأكبر الذي لف عمامة برتقالية على رأسه" (ص174).
    إنه رجل أسطوري، كما يبدو، وهو رجل "يتغير وجهه كل حين.. لا شيء يدوم معه سوى هذه الرغبة في الاستمرار. يقتل من أجل أن يستمر.
    هذا هو مبرره الأخلاقي الوحيد" (ص334). ولأنه يغدو بالفعل رجلاً أسطورياً، فقد تعددت وجهات النظر فيه، وظلت صورته تتضخم رغم أنها ليست صورة واحدة، "ففي منطقة مثل حي الصدر كانوا يتحدثون عن كونه وهابياً، وأما في حي الأعظمية فإن الروايات تؤكد أنه متطرف شيعي. الحكومة العراقية تصفه بأنه عميل لقوى خارجية، أما الأميركان فقد صرح الناطق باسم الخارجية الأميركية، ذات مرة، بأنه رجل واسع الحيلة يستهدف تقويض المشروع الأميركي في العراق، ولكن ما هو هذا المشروع يا ترى، بالنسبة للعميد سرور ـ وهو ضابط بعثي سابق، أخذ يعمل مع الأميركان لحاجتهم إليه وإلى جهوده، ـ فإن مشروعهم هو خلق هذا الكائن بالتحديد، خلق هذا الفرانكشتاين وإطلاقه في بغداد، الأميركيون هم وراء هذا الوحش" (ص335)، ولا أحد يعرف من ستكون ضحيته القادمة، وحتى المؤلف الضمني، أبو سليم، الذي استغرق طويلاً مع حكاية فرانكشتاين أو الشسمه، فإنه بات يشعر بالخوف، "وأتلفت" كل حين في الشارع خلال الليل بحثاً عن الملامح المجهولة للمجرم الخطير. وبحثاً عن سبب واحد منطقي يبرر موتي على يديه". (ص336)، كأنما حاله حال بطل رواية ميري شيلي الذي خلق كائناً، وغدا ضحية من ضحاياه.
    في صفحات أسبق من الصفحات المقتبس منها ما يعني عنوان الرواية ويمهد لما تقوله الصفحات اللاحقة، فالصحافي محمود السوادي ـ الذي يقترب اسمه من اسم مؤلف الرواية الحقيقي أحمد سعداوي ـ يكتب مقالة عنوانها "أساطير من الشارع العراقي" وحين ينشرها رئيس التحرير السعيدي، يرفق بها صورة كبيرة لروبرت دي نيرو في فيلمه الشهير عن فرانكشتاين" صورة الإله المتجسدة على الأرض" (169).
    وستسخر قوى عديدة لإلقاء القبض على هذا الرجل الأسطورة الذي لا اسم له (فرانكشتاين/ الشسمه)، ومنها قوى التنجيم، حيث يجتمع المنجمون، كباراً وصغاراً، في مكتب العميد سرور الذي يريد القبض عليه ليعزز مكانته وهيبته، ويريد التأكيد للعالم كله أن الشسمه/ فرانكشتاين "مجرد شخص تافه حقير ووضيع خلق لنفسه أسطورة من جهل وخوف الناس وفوضى الواقع الذي يعيشون فيه لا أكثر ولا أقل" (187) وفي لحظة صراع المنجمين مع بعضهم البعض، وانقلاب المنجم الصغير على المنجم الكبير، ليخلفه في مكانه، نقرأ عن هوية الشسمه : "هذا الوجه الذي يراه الآن، لمرة أولى وأخيرة هو أيضاً من الماضي" ويتساءل المنجم الكبير: "من هو صاحب هذا الوجه يا ترى؟" "فيما بعد، وأثناء احتضاره البطيء على اسفلت الشارع الموحش، سيعرف بيقين كامل، أنه وجه مركب من وجوه ماضيه البعيد، إنه وجه الماضي الشخصي له، والذي اعتقد أنه بلا وجه أو ملامح" (ص322).
    هل الشسمه هو الماضي والحاضر والتعصب الديني والغزو الأميركي والجهل والخرافة؟ ولهذا، كما أوردت، "يتغير وجهه كل حين.. لا شيء يدوم فيه سوى هذه الرغبة في الاستمرار. يقتل من أجل أن يستمر. هذا هو مبرره الأخلاقي الوحيد" (ص334).
    و"الشسمه" ـ الذي لا اسم له، أو ما الذي اسمه ـ هو شبح دانيال الذي يقيم في بيت أم دانيال المرأة المسيحية التي تفقد ابنها دانيال في الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988) وتظل تنتظر عودته، حتى تخرف وتكاد تجن، ولا يعود، فيثأر الشسمه لها من الحلاق الذي كان بعثياً ويخبر عن الأبناء الذين لا يريدون الذهاب إلى الحرب، وتكون نهايته مأساوية. تظل أم دانيال (ايلتشوا) تنتظر عودة ابنها، وترفض أن تغادر العراق على الرغم من انحدار أحواله وتدهورها ومع أن ابنتيها، بواسطة الشماس تلحان عليها حتى تغادر بغداد وتقيم معهما، إلاّ أنها ترفض الهجرة، ولا تغادر إلاّ حين تلجأ ابنتاها إلى حيلة يديرها لهما الشماس، فيأخذ حفيدها الذي يشبه خاله دانيال إليها، ولما كان صورة طبق الأصل عن خاله، فإن العقدة تحل، وهكذا تبيع المنزل وتغادر. إن ابنها، لا منزلها، هو وطنها.
    بين سعيد مهران وسفاح بغداد:
    لا أدري إن كانت رواية نجيب محفوظ "اللص والكلاب" وقصة كتابتها حاضرة في ذهن أحمد سعداوي.
    يشير نجيب محفوظ في الكتاب الذي أعده جمال الغيطاني ونشره تحت عنوان "نجيب محفوظ.. يتذكر" (1980) إلى فكرة كتابة روايته، ويأتي على حادثة محمود أمين سليمان في الصحف. "لقد حدثت لي هوسة بهذا الرجل، أحسست أن هذا الرجل يمثل فرصة تتجسد عبرها الانفعالات والأفكار التي كنت أفكر فيها دون أن أعرف طرق التعبير عنها، العلاقة بين الإنسان والسلطة ومجتمعه، طبعاً بعد أن كتبت عنه، لم أكتب قصة أمين سليمان، وأصبح الموجود هو سعيد مهران، في فترة بدايته قبل ذلك، كانت كل حادثة تستحق أن تكتب، الآن كم من الحوادث تمر بي ولا تستحق أن تكتب من وجهة نظري" (ص70).
    بعد دخول القوات الأميركية بغداد بسنوات قليلة كتبت الصحف مطولاً عن سفاح بغداد، وأشيعت حوله الشائعات والأساطير، وفي الرواية "فرانكشتاين في بغداد" كتب الصحافي محمود السوادي مقالة عنوانها "أساطير من الشارع العراقي" وأتى فيها على الرجل الأسطورة الذي روّع العراقيين، فهل استمد أحمد سعداوي أحداث روايته من قصة سفاح بغداد؟ ومؤخراً ذكرت الصحف أن هذا الرجل السفاح غادر العراق وأخذ يشارك في الحرب الدائرة في سورية وقتل في إحدى المعارك.
    في بعض المقابلات التي أجريت مع مؤلف الرواية لم يشر إلى أسطورة سفاح بغداد، ولم يلتفت إلى رواية محفوظ ودافع كتابتها، وما أقدمه هو اجتهاد وقراءة من القراءات.
    ما لفت نظري وأنا أقرأ الرواية أنها لم تصور قصة المسيحيين العراقيين كما صورها كاتبان يقيمان في المنفى، سنان انطون في "يا مريم"، وأنعام كجه جي في "طشاري"، علماً أن ثمة تقاطعات بين رواية سعداوي ورواية كجه جي الأولى "الحفيدة الأميركية" فيما يخص هذا الجانب.
    هل الموقع والموقف والديانة تركت أثرها في هذا الجانب؟ الأمر يحتاج إلى دراسة. و.. و.. و.. .

    ما فائدة الأرقام؟
    بقلم: د. صبري صيدم – الحياة
    المرأة الفلسطينية في المركز الثالث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث التحاقها بالاختصاصات العلمية: معلومة اطلقها أحد باحثي المعهد الكندي للبحوث الدولية في القاهرة مؤخراً خلال ندوة خصصت لمناقشة حال المرأة العربية في عالم العلم والعلوم.
    الأرقام تدعو للفخر وتبعث في النفس سروراً مهماًً، لكن المتابع لدقائق الأمور لا يلبث إلا ويشعر بالحزن الشديد عندما يتذكر بأن دخول المرأة الخريجة إلى سوق العمل لا يزيد سنوياً في مجالات عدة عن 4% ومنها مجال المعلوماتية والاتصالات.
    حقيقة الأمور أن الكثيرين في العالم الثالث تدهشهم الأرقام ونندهش نحن لاندهاشهم, لكن الأمور لا تتغير رغم هذا القدر من الاندهاش فيبقى الفقر وبؤس الحال.
    والسبب في ذلك هو غياب الاعتماد على الأرقام في معالجة القضايا الحساسة وتبني النهج الإغاثي في العمل وإهمال البعد التنموي. فالأرقام تحتاج إلى أن تتحول إلى معلومات تقدم معرفة مهمة بالأمر ليتعامل معها صاحب القرار بالحكمة المطلوبة والقرار اللازم لمعالجة القضايا والهموم التي تتناولها تلك الأرقام على اختلافها.
    النهج السائد في العالم الثالث وبكل صراحة لا يحترم استخدام الأرقام في صناعة القرار وبالتالي فإن الحديث عن القرار المستند للإحصائيات والمعطيات يبقى أسطورة ولا يندرج في إطار الأولويات ما يعني بأن المؤسسات البحثية ومراكز الإحصاء وجنودها المجهولين جميعاً يبقون ضحية الإحباط المستدام.
    إسناد القرار التنموي إلى المعطيات البحثية هو السبيل الوحيد للإنجاز والخروج من دائرة الاندهاش. وعليه فإن المحفز الرئيس للبحث هو نجاحه في التأثير في صناعة القرار وصناعه الذين سيرون وفي حال استخدامهم للأرقام أن ضالتهم التي كانوا يرجونها قد عثروا عليها.
    لقد آن الأوان لخروج القيادات من دائرة الإعجاب بالأرقام التي تناسب توقعاتهم وحربهم ضد تلك التي لا تتقاطع مع رغباتهم وما يخدم صورتهم. لا بد أيضاً من الاطلاع على مسيرة الدول التي أضناها الفقر أو القتل أو الجوع أو شح المال فعادت وخرجت من الركام ككوريا الجنوبية وروندا والأوروغواي وغيرها.
    وعندما تقتنع الدول بأهمية تطويع الأرقام لصالح قراراتها التنموية والمصيرية فإن ولادة مراكز البحث المرتبطة بالرئاسة والحكومة أو استخدام المراكز ذات المصداقية يصبح أمراً بديهياً.
    فإذا كان الجهل هو العدو الأكبر للتنمية فإن البحث وحتى تاريخه يبقى ضحية القيادة البائسة وسوء الإدارة.

    نتنياهو يؤكد رفض السلام
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، أكد بعد لقائه وزير خارجية الولايات المتحدة في مؤتمر دافوس لمدة ساعتين قبل يومين إصراره على "عدم إخلاء أي مستوطنة بالضفة.."، واوضح بشكل لا لبس فيه حسب ما نقله موقع صحيفة "معاريف" الالكتروني في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي ردا على سؤال بخصوص إخلاء المستعمرات:" قلت في الماضي وأكرر ذلك اليوم، لا انوي إخلاء أي مستوطنة او (اقتلاع) أي إسرائيلي". ليس هذا فحسب، بل ان رئيس ائتلاف اليمين المتطرف الحاكم، أشار إلى ان "مسألة التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين غير واردة، وحتى على إطار اتفاق". معتبرا ان "الاميركيين يتحدثون عن اقتراح خاص بهم لاطار لادارة المفاوضات، وأن الحديث لا يدور عن اتفاق بل عن مسلك للتقدم". ولخلط الامور عاد نتنياهو للقول " انه لا يعرف ما ستسفر عنه جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري، مضيفا، ان اللقاء الذي عقده معه في دافوس امس كان جيدا". وللتضليل أكثر، قال رئيس حكومة إسرائيل: " نريد ان نرى دولتين، دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن قبل ذلك، نريد اعترافا بـ"يهودية " الدولة الاسرائيلية، لأن هذا هو جذر المشكلة، وليس الدولة والمسألة الفلسطينية".
    من يقرأ مواقف نتنياهو يلحظ بشكل واضح ودون اية رتوش او مساحيق، انه ليس معنيا بخيار السلام لا من قريب او بعيد. وليس مستعدا لاكثر من طرح عبارات غامضة ومتناقضة حول الدولة الفلسطينية، بهدف إيهام المراقبين غير الملمين بالعملية السياسية، ان زعيم الليكود لديه "الاستعداد" للقبول بـ"خيار الدولتين"، لكن الحقيقة تقول غير ذلك، ولمن لا يعرف، فإن مجرد طرح لغم "يهودية" الدولة الاسرائيلية ينسف العملية السياسية من جذورها. أضف إلى ان الحاكم الاسرائيلي، اشار سلفا، الى انه لن "يخلي اي مستعمرة في الضفة" ولن يسحب اي مستعمر من اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 1967.
    أضف إلى ذلك، هناك لاءات إسرائيلية معروفة سلفا، منها: لا عودة للاجئين الفلسطينيين؛ ولا انسحاب من القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية؛ ولا انسحاب من الاغوار الفلسطينية؛ والاصرار على التدخل الساخن في اراضي الدولة الفلسطينية وقتما تريد وفي المكان الذي تريد ودون سابق إنذار، ان نتنياهو يتخوف من دولة " حليفة " لايران؟! وهناك الغام اخرى لا تقل اهمية عما ورد في التعديلات للحدود والمعابر والاجواء والمياه الاقليمية والثروات الطبيعية... إلخ. النتيجة النهائية للموقف الاسرائيلي من عملية السلام، هي نسفها من جذورها. وتبديد جهود وزير خارجية الادارة الاميركية جون كيري.
    هناك بعض من يحاول التذاكي من الاسرائيليين والاميركيين وغيرهم، ممن يتحدثون عن ضرورة الوصول لقواسم مشتركة، وتقديم تنازلات متبادلة من الطرفين لتجاوز العقبات الموجودة. وينسى هؤلاء ان القيادة الفلسطينية، كانت منذ حوارات أوسلو في 1993 وقبل ذلك عندما وافقت على البرنامج السياسي في 1974 (النقاط العشر) واعلنت على الملأ قبولها بخيار إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، كانت قدمت سلفا التنازلات المطلوبة منها، لانها عمليا قبلت بنصف ما منحها إياه قرار التقسيم الدولي 181، اي قبلت بـ 22% من مساحة فلسطين التاريخية. وبالتالي الحديث عن تنازلات متبادلة، هو شكل استفزازي وعدواني يستهدف تبديد المشروع الوطني الفلسطيني بحده الادنى، المتوافق عليه والمقبول عمليا من القطاعات العظمى من الفلسطينيين.
    من يريد تحقيق السلام وتنفيذ خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، عليه ان يلزم إسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية وفق مرجعيات السلام وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، غير ذلك تكون الجهود الاميركية، شكلا من السير إلى المجهول، والتغطية على السياسة الاستعمارية الاسرائيلية.


    انتحار الجماعة وميوعة النخب
    بقلم: يحيى رباح – الحياة
    في الاسبوعين الاخيرين تطورت المواقف اكثر في الصراع الدائر في مصر منذ ثلاث سنوات, وتحددت اكثر ملامح الاطراف الرئيسية في الصراع, حيث الشعب المصري بكل شرائحه الاجتماعية, وبكل مكوناته الدينية من مسلمين ومسيحيين, وبكل قواه غير التقليدية التي هي خارج الاحزاب, هو الذي يعتلي المسرح, وهو الذي يبادر الى الفعل الذي يتجاوز المألوف كما حدث في الاستفتاء على الدستور وفي الاحتفال في ذكرى الخامس والعشرين من يناير, وفي تحديد اسبقية الانتخابات الرئاسية, وفي دفع الفريق اول عبد الفتاح السيسي للذهاب دون تردد الى سباق الرئاسة حيث لا يستطيع ان ينافسه احد.
    في مواجهة الشعب المصري تصر جماعة الاخوان المسلمين على ممارسة الارهاب كخيار وحيد, وهو إرهاب مكشوف متحالفة في ذلك مع كل اعداء مصر الدوليين والاقليميين وتابعيهم المحليين, واندفاع هذه الجماعة الى الارهاب كما حدث في حادثي تفجير مديرية امن المنصورة وتفجير مديرية امن القاهرة وبقية الاحداث الاخرى لترويع الشعب المصري حتى لا يذهب الى الاستفتاء وحتى لا يخرج الى الاحتفال, يؤكد ان هذه الجماعة قد فقدت العقل والتوازن, ووصلت الى حضيض اليأس, وذهبت بقرار جماعي الى الانتحار, لانها تعلم مسبقا ان الشعب المصري لديه تاريخيا خصائص تجعل وحدته الوطنية جزءا عضويا من وجوده, وان الدولة المصرية بكل مفرداتها هي دولة قوية وعميقة وان الجيش المصري وطني بامتياز وقوي بامتياز, وان الاعداء الدوليين والاقليميين الذين يتآمرون عليه مع جماعة الاخوان المسلمين ما زالوا يتخوفون من النتائج التي تترتب على الصراع المفتوح معه.
    الشعب المصري ومعه دولته القوية العميقة لا يواجه فقط العدو الخارجي او ارهاب الجماعة المنتحرة, بل يواجه ايضا تركة ثقيلة من مخرجات النظام السابق الذي ادى الى تجريف واسع النطاق في الحياة السياسية والثقافية, وفي الدور الباهت والمتردد والمنافق احيانا الذي تقوم به النخب السياسية والثقافية, وهذا ما نراه واضحا في تردد الحكومة وبطء القضاء وفي الالتباس المخجل في مواقف العديد من المثقفين عند قراءة المشهد المصري حتى انهم في كثير من الأحيان يستثيرون حالة من التندر من قبل شرائح الشعب المصري الذي يدفع ثمن المواجهة البطولية, ولقد اصبحت هذه النخب متهمة بميوعة الهوية في كثير من الاحيان.
    إعلان الرئيس عدلي منصور عن زيادة عدد الدوائر الخاصة في القضاء لسرعة تحقيق العدالة الناجزة في مواجهة ارهاب الجماعة يجعل من هزيمة الجماعة أمراً محتوما في اسرع وقت, كما ان اعلان الرئيس ان الانتخابات الرئاسية ستكون هي الخطوة التالية بعد الاستفتاء على الدستور سيؤدي الى حسم موضوع تشعب النقاش فيه, ويتساوق مع الارادة الشعبية الشاملة في تقدم الفريق اول عبد الفتاح السيسي الى الانتخابات, لان المعركة الكبرى تتطلب ان يواصل الشعب المصري دوره التاريخي بقيادة رئيس يحظى بهذا القدر الخارق من الثقة والتأييد.
    المعركة التي تخوضها مصر ضد الارهاب الدولي هي معركة تخص الاقليم كله, والمفروض ان تلعب العديد من الدول العربية دورا شجاعا مستحقا الى جانب الشقيقة مصر, لان النجاح المطلوب والانتصار المؤكد في هذه المعركة سيغير وجه المنطقة, ويمنحها المزيد من الثقة بنفسها لتدير قضاياها بقوة وبافضل الشروط .

    أبو مازن بميدان معركة العقل
    بقلم: موفق مطر – الحياة
    لا نحتاج الى أدلة لاثبات جدية التهديدات الاسرائيلية لحياة الرئيس ابو مازن, فنظرة الى ضريح الزعيم الشهيد ياسر عرفات, ستجعل أي متردد مقتنعا أنهم لا يستهدفون حياة الرئيس ابو مازن الشخصية وحسب, بل روح ابو مازن الوطنية ومنهجه وانجازاته كقائد لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني المنتخب, اذ ليس عبثا جهر قادة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني بتقديراتهم وأحكامهم حول خطورة الفلسطيني محمود عباس على مشروع اسرائيل المدفوع بقوة شرعنة الاحتلال والاستيطان, وتحويل الدين أو الطائفة الى قومية ودولة.
    يدرك قادة دولة الاحتلال أن اعتراف حوالي 140 دولة بفلسطين كدولة, وبحق شعب فلسطين بهذا الجزء من أرضه التاريخية لتقوم دولته عليها, هي بداية انكفاء المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني, أو على الأقل وقوفه عند شارات الحدود الجغرافية التي كانت قائمة حتى الرابع من حزيران من العام 1967، فالأرض بالنسبة للمشروع الصهيوني ركيزة لتبرير الرواية النظرية, ولتثبيت دعائم «الدولة اليهودية», او «دولة اليهود» ولتوفير مقومات الحياة لتمدد حدود الدولة, فالأرض ليست لتأمين الموارد, وضمان الأمن وحسب, بل لبث الحياة بالمشروع الصهيوني من حيث السعة والنوع, وعلاقتها بالثقافة والمعتقدات الدينية السائدة لدى شعوب المنطقة, فالاستيطان عماد « الدولة اليهودية « والمستوطنون يحتاجون لأراض ذات موارد لاستيعابهم تمهيدا لتهويدها ثقافيا وسياسيا, وضمها قانونيا ونيل اعتراف العالم بها – ان استطاعوا - ضمن حدود دولة اسرائيل الهلامية حتى الآن !!.
    استخلص قادة الاحتلال أن منهج ابو مازن السياسي يقوم على استراتيجية الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية الفلسطينية, وتعزيز مقومات ديمومتها, بأشكال حضارية سلمية لعنفية, تلقى قبولا وحضورا لدى شعوب الدول والحكومات التي لطالما اعتمدت اسرائيل على تأييدها ودعمها, فأبو مازن يهتم بحياة الانسان الفلسطيني, وليس معنيا بالخطاب الانفعالي المفتوح الى ساحات الموت العبثي, فحكومة اسرائيل ضمنت الغلبة والتفوق بالخبرة والتجارب العملية – بالحروب والعمليات النوعية - لسلاح جيشها المتطور على كل من يفكر بمحاربتها بالسلاح, لكنهم من الصعب التفوق على عقل وطني فلسطيني, معزز بثقافة الحياة والأمل بالمستقبل, وارادة المؤمن بحقوقه, ومبدع لأساليب انسانية عصرية لمخاطبة العالم, فالانتصار للحق بالعقل امضى واقوى وأقوم من السلاح – فكل اسلحة العالم لن تضمن لاسرائيل حقا تغتصبه من ارض دولة فلسطين بعد اعتراف العالم ذاته بحدود هذه الدولة, ولا تكفل لها شرعنة اجراء عنصري ضد المواطنين الفلسطينيين, او تعفيها من جريمة حرب او ضد الانسانية فالأسلحة تخط كتبها نيرانا ودمارا ودخانا وغبارا في ميادين المعارك والحروب, لكنها لا تخط في الذاكرة الانسانية حقوقا تاريخية وثقافة السلام.
    لا تحتمل الحالة الفلسطينية قراءة انفعالية, شخصانية, فئوية, عصبوية, حزبية, وفصائلية ضيقة لسياسة الرئيس ومنهجه, لكنها تحتمل اكثر مما نتصور حوارا وطنيا صادقا معمقا, لتطوير ودعم تمسك الرئيس بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه, فالقائد التاريخي هو من يقتله خصومه بالسلاح لخسرانهم معركة العقل ضده !.

    ابو مازن في روسيا.. خطوة في الاتجاه الصحيح
    بقلم: خالد مسمار – الحياة
    خطوة صائبة ومهمة تلك التي خطاها الأخ أبو مازن تجاه روسيا الاتحادية. الكل الفلسطيني يشخص بناظريه منتظراً ما سيفعله رئيسه تجاه التعنت والصّلف الصهيوني ممثلاً بحكومة نتنياهو وما يصدر عن وزرائها التي كان آخرها تصريح تسفي ليفني التهديدية لشخص الرئيس ابو مازن، وما يتسّرب او ما يقال على لسان الراعي الاميركي، وزير الخارجية جون كيري، والذي يصّب تماماً في مصلحة كيان الاحتلال.
    تفاءل العرب وتفاءل الفلسطينيون في بداية مكوكية كيري وما صدر عنه من ايجابيات تجاه الحل النهائي.
    لكن سرعان ما تبّدل الحال عندما اقتربت الشهور التّسع، التي وافقنا على السير خلالها في المفاوضات، على الانتهاء.
    كان الحديث عن الحل النهائي خلال تلك المدة.. فتراجع الى الحديث عن إطار.. ثمّ عن إطار للإطار ! ثم الى التمديد لنهاية العام.. ويبدو انهم يريدوننا ان نستمر في المفاوضات الى ما لا نهاية... (واصبر يا حمار تا يجيلك العليق )!
    لكن قيادتنا وعت الدرس مبكراً ! نعم بعد عشرين عاماً.. ولكن ان تكون صاحياً خير من ان تكون مضروبا على دماغك.
    الوضع من حولنا ليس سهلاً.
    الكل فيه يتخبط.. والكل مشغول بمشاكله، والاحتلال يستغل الاوضاع.. فهذه فرصته ليتشدّد ويماطل بل ويتوعد.
    فهل ننتظر ما سيجود به علينا كيري وما تمليه علينا خطته ؟! وكما يقال.. المكتوب واضح من عنوانه. فلم يعد شيء مخفياً علينا. كان هناك (جنيف) للمشكلة الدولية مع ايران.. والآن (جنيف) اخرى بالنسبة لسوريا.. فلمَ لا يكون لنا – نحن الفلسطينين..جنيفنا ؟! اعتقد ان خطوة الاخ ابو مازن الى موسكو هي خطوة موفقة.
    فالاتحاد الروسي له وزنه العالمي حالياً.. ويحسب حسابه، وعادت موسكو لتتبوأ موقعها على الخارطة السياسية العالمية، فلم تعد الولايات المتحدة الاميركية هي المهيمنة على مقدرات النظام الدولي ولم تعد وحيدة القرن في هذا العالم والمنفردة فيما يرسم له.. ابو مازن خطا خطوة في الاتجاه الصحيح اعتقد انها ستربك المحتل الصهيوني كما تربك كيري.
    المهم الاستمرار في هذا النهج، ما يعطى المعنوية العالية لجماهير شعبنا الفلسطيني اننا لسنا وحدنا في مواجهة التعنت الاميركي – الاسرائيلي.. وعلينا ان نصبر في مواجهة التحديات القادمة وهي صعبة ومريرة ونتحرك لمواجهة المحتلين حتى نجبرهم على الانسحاب من أرضنا ومائنا وهوائنا وسمائنا ولن تخذلنا امتنا.. ولن يخذلنا احرار العالم الذي اصبح، اكثر من اي وقت آخر، يتفهّم قضيتنا ويدعمنا في المحافل الدولية.
    والنصر دائما حليف الشعوب المناضلة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 277
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 11:33 AM
  2. المقالات في الصحف المحلية 263
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 11:24 AM
  3. المقالات في الصحف المحلية 262
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 11:23 AM
  4. المقالات في الصحف المحلية 261
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 11:22 AM
  5. المقالات في الصحف المحلية 260
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 11:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •