النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 21/06/2014

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 21/06/2014

    المقالات في الصحف المحلية



    الاحد
    22/6/2014


    المقالات في الصحف المحلية







    لا يوجد تحديث للمقالات


    حملة أمنية لهدف سياسي
    بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
    لحظة نادرة : تصدع الدعم الشعبي الإسرائيلي للاستيطان !!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    ابتلعتهم الأرض
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    العملية ليست مسرحية، نتنياهو المسؤول عنها ..!
    بقلم: أكرم عطا الله – الايام
    الـمـنـازلــة مـسـتـمــرة
    بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
    فتّ هالشدة فتّ!
    بقلم: وليد بطراوي – الايام

    حياتنا- رجل من الصوان
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
    تغريدة الصباح – عيد سعيد فيرجيلاند
    بقلم: حنان باكير – الحياة
    نبض الحياة - اللاجئون في يومهم
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة







    حملة أمنية لهدف سياسي
    بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
    دخلنا نحن والإسرائيليون الأسبوع الثاني من دراما اختطاف ثلاثة إسرائيليين. ماذا يعني هذا؟ كانوا يتحدثون عن ساعات وأيام.. وحتى أسابيع. الآن، يتحدث وزير العلوم الإسرائيلي، وهو يعقوب بيري، عن حملة تستمر شهوراً.. وربما سنوات؟!
    لولا أن بيري ترأس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" لقلنا إنه كلام على عواهنه، علماً أن حملة "السور الواقي" 2002 استغرقت عشرين يوماً، لكن عقابيلها الأمنية ماثلة حتى الآن (سقوط حصانة المنطقتين (أ) و(ب) عن الاختراق والتغلغل الأمني الإسرائيلي).
    هذا يعني أن حملة عسكرية جارية، تشارك فيها عدة ألوية، ستكون أطول من حملات عسكرية إسرائيلية سبقتها ضد حزب الله وحركة حماس، علماً أن من مبادئ الجيش الإسرائيلي شن حروب خاطفة، أو قصيرة المدى.
    رسمياً، تقول إسرائيل إن الحملة هي رد أمني على الاختطاف، كما تقول أيضاً إن الحملة هي رد سياسي على تشكيل حكومة وفاق فلسطينية. هل هذا صحيح؟
    يقول ضابط إسرائيلي كبير في منطقة جنين إنه لا علاقة للسبب الأمني (الاختطاف) والسبب السياسي (حكومة وفاق) بالحملة الجارية، التي خطط لها منذ مدة طويلة. الخطة كانت، إذاً، في "الجارور" حتى قبل أزمة فشل المفاوضات في منتهى نيسان الماضي. الهدف إجهاض دولة فلسطين.
    من كلام العسكر الإسرائيلي إلى كلام الساسة، حيث يقول يائير لبيد، وزير المالية إن أهداف الحملة ثلاثة: تحرير المخطوفين، تدمير حماس.. و"تفكيك حكومة الوحدة الفلسطينية".
    سنتوقف عند الهدف الثالث السياسي، لأنه يُفصح عن نية تفشيل الخطوة الثانية للمصالحة الفلسطينية، بإجراء انتخابات، علماً أن لابيد كان قد هدد حكومة الائتلاف الإسرائيلية بالانفراط والذهاب إلى انتخابات مبكرة إن قامت بضم مستوطنات من جانب واحد.
    ليس في حكومة الوفاق الفلسطينية، وهي لم تباشر عملها فعلياً في غزة (كما اعترف رئيسها رامي الحمد الله، وأيضاً عزام الأحمد الذي أدار المفاوضات مع موسى أبو مرزوق). وزراء طويلو اللسان، كما في حكومة الائتلاف الإسرائيلية.
    وزير داخلية إسرائيل، جدعون ساعر، ذهب إلى الأغوار ليكرر مطالبته بضمها إلى إسرائيل. وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل لا يتوقف عن عطاءات توسيع الاستيطان، حتى عندما تصل المفاوضات إلى ما يبدو نقطة انعطاف. وزير الاقتصاد نفتالي بينيت يطالب بضم المنطقة (ج) بدءاً من ضم كتلة "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل والقدس (وبها جرى الاختطاف) وتوسيع نطاق "القدس الموحدة" من "غوش عتصيون" إلى "ميشور أدوميم" (شرقي "معاليه أدوميم"). مسؤول آخر يقول: لا تكتمل "أرض إسرائيل" بدون الخليل ونابلس.
    هؤلاء وزراء من أحزاب مختلفة في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، لكن نواب هذه الأحزاب في الكنيست أكثر تطرفاً وبجاحة من وزرائهم.
    مسموح لبعض الصحافيين الإسرائيليين، مثل جدعون ليفي، وضع الاختطاف المنسوب رسميا، إلى "حماس" مقابل اختطافات إسرائيلية.
    اختطاف مصطفى الديراني مسؤول في "حزب الله"، ومعه أبرياء 2006 لكن محظور على عضو الكنيست عن "التجمع" نفي صفة "الإرهاب" عن الاختطافات الإسرائيلية، وما تبعها من سباب مقذع، سياسي وشخصي وجنسي، لنائب في الكنيست، وصل حد تهديد حياتها.
    إن ما يصفه الرئيس أبو مازن "القوي عايب" يصفه بعض الصحافيين الإسرائيليين "عنجهية القوة" وقد نصف تصريحات وزراء إسرائيليين حول ضم مناطق محتلة، أو حتى كلها، بأنه "بجاحة" أو "وقاحة" أو صراحة في الإفصاح عن النوايا.
    بالنسبة إلى رئيس حكومتهم، نتنياهو، فقد جاء الاختطاف واغتنمه أمنياً وسياسياً على منوال "هبّت رياحكم فاغتنموها" للخروج من مأزق الخلاف الأمني الإسرائيلي حول عمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران، في مقابل وفاق أمني عريض على حملة الانتقام والردع الجارية في الأراضي المحتلة.
    وأيضاً، استغلال اهتمام العالم بما يجري في سورية والعراق وليبيا من اقتتال داخلي وإرهاب الحركات الإسلامية الأصولية.
    صحيح أن الخلاف بين "حماس" و"فتح" لا يتعلق فقط بالانقسام وإنهاء الانقسام، وإنما بخلاف أيديولوجي في الأصل، حيث كان يقول ميثاق م.ت.ف بالنضال ضد "الصهيونية" لكن ميثاق "حماس" يتحدث عن "اليهودية"، أي أن فصائل المنظمة تتحدث عن صراع قومي، بينما تتحدث "حماس" عن بعد ديني للصراع.
    هذا هو سبب وصف رئيس السلطة للمستوطنين بأنهم "بشر مثلنا" وليسوا "أبناء القردة والخنازير" كما في وصف بعض الحركات الإسلامية المتطرفة التي تتطرف في وصف خلافاتها الطوائفية أيضاً.
    حتى قبل الاختطاف كان الوضع في فلسطين وإسرائيل يدفع بعض الإسرائيليين للقول إن هذه البلاد "جزيرة آمنة" في حال فوضى عربية عارمة، واستمر الهدوء سبع سنوات وليس سبعة أيام، كما طالب شارون خلال الانتفاضة الثانية "سبعة أيام بلا جنازات".
    هذه أيام ثقيلة وصعبة على الفلسطينيين، وربما كانت أكثر صعوبة منذ أوسلو وحتى الآن، لكنها أوضح ما يمكن للقول: هذا صراع فلسطيني ـ إسرائيلي وليس عربيا ـ صهيونيا.

    لحظة نادرة : تصدع الدعم الشعبي الإسرائيلي للاستيطان !!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    في الظاهر، تبدو الساحة الإسرائيلية موحدة خلف جهود الجيش الإسرائيلي وعموم المؤسسة الأمنية وأجهزتها الاستخبارية والشرطية، لاستعادة المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة المفقودين منذ أكثر من اسبوع، إلاّ أن فشل كل هذه المؤسسات "المرموقة" حتى الآن في ليس فقط في استعادتهم، ولكن في التوصل إلى إشارات ولو محدودة حول مصيرهم، أدى إلى انكشاف الساحة الداخلية الإسرائيلية، على عكس توحد هذه الساحة إثر أسر الجندي الإسرائيلي شاليت قبل بضع سنوات، تصدع هذه الساحة أشعلها من خلال تزايد حدة الجدل وتبادل الاتهامات والتقرير المصور الذي بثته القناة الإسرائيلية الثانية تحت عنوان "بلاد المستوطنين ودولة تل أبيب" يعكس هذا الصدام بشكل جلي، ولعلّ عنوان هذا التقرير يكفي بحد ذاته للتعبير عن حالة الاحتقان بين الجمهور الإسرائيلي من ناحية، والمستوطنين من ناحية ثانية، في إشارة هي ربما الأكثر وضوحاً، لتحميل المستوطنين مسؤولية تردي الوضع الأمني، بعدما كانت الإشارات ضد المستوطنين تكتفي في معظم الأحيان بتحميلهم مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي، باعتبار أن المستوطنين ومستوطناتهم إنما تقام على حساب دافعي الضرائب من عموم الجمهور الإسرائيلي.
    ويعتبر الجمهور الإسرائيلي هذا، أن المستوطنين ينالون دلالاً وامتيازات لا حصر لها، خاصة وان المؤسسة الأمنية سبق وأن حذرتهم من الركوب في سيارات الغرباء، إلاّ أنهم مع ذلك، لا يلتزمون بهذا التحذير ويستقلون سيارات "مشبوهة" على الطرق السريعة في الضفة الغربية، بذريعة أن كل دولة إسرائيل تقف من خلفهم.
    المدافعون عن المستوطنين، اتهموا خصومهم بأنهم استغلوا فقدان سبيل المستوطنين الثلاثة، لتصفية الحساب مع المسألة الاستيطانية برمتها، وانتظروا اللحظة للتعبير عن صدق عدم تعاطفهم مع الاستيطان والمستوطنين.
    وفي لحظة نادرة، تنكشف الساحة الداخلية الإسرائيلية عن حقيقة مشاعر الإسرائيليين ضد الاستيطان والمستوطنين، عكس ما كان مفهوماً من أن الجمهور الإسرائيلي يدعم سياسة نتنياهو الاستيطانية، وقد يكون صحيحا ان الرأي العام الاسرائيلي قد يقف وراء سياسة نتنياهو هذه، طالما أن ردود الفعل على العملية الاستيطانية، فلسطينياً ودولياً، لا تكلف إسرائيل الكثير، إلاّ أن انعطافة ما، مثل تلك المتعلقة باختفاء المستوطنين الثلاثة، كافية للكشف عن مكنون الموقف الجماهيري الإسرائيلي من الاستيطان، أي عندما يبدأ هذا الجمهور يشعر بالخسارة، فإنه يعيد تدقيق حساباته وفقاً لمصالحه.
    وإذ يعبر الجمهور الإسرائيلي عن رأيه الناقد للعملية الاستيطانية، فإن أصحاب الرأي وكتاب الأعمدة والمقالات في الصحافة الإسرائيلية، ورغم مشاعر القلق على مصير "المختطفين" الثلاثة، إلاّ أنهم وفي أحيان كثيرة وبمقدار متفاوت، عبروا عن انتقادهم لسياسة نتنياهو، ولكن ليس في الجانب الاستيطاني، بل في الجانب السياسي والأداء الأمني بدرجة أوضح. يقول بعض هؤلاء إن قيام نتنياهو بالخضوع لإملاءات حركة حماس، وتحرير عدد هائل من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الأسير شاليت، شجع حركة حماس وحركات فلسطينية عديدة على توجيه جل جهودها من أجل أسر وخطف جنود ومستوطنين، يقول شمعون شيفر في "أحرونوت" إن نتنياهو بهذه السياسة إنما حدد لهذه الحركات والفصائل "طريق النجاح"! إلاّ أن الكاتب يستمر في انتقاد نتنياهو متهماً سياسته بأنها ادت إلى انهيار مفهوم الأمن من خلال إقدام رئيس الحكومة على التفاوض مع حركة حماس بطريق غير مباشر بالتوازي مع سعيه المحموم لإضعاف أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية!!
    إن انهيار مفهوم الأمن، هو الذي يعبر عنه حالياً بأن كل الجيش الإسرائيلي، وكل مشتقات المؤسسة الأمنية، تلهث وراء خلية واحدة، افتراضية في الغالب، إسرائيل تستدعي الاحتياط وتسحب قطاعات الجيش من المناطق الساخنة، سعياً وراء خلية واحدة لا أكثر هي التي "ربما" تكون خلف خطف الثلاثة.
    وحتى لو لم يعبر الجمهور الإسرائيلي عن رأيه بصراحة ووضوح حول مسألة المستوطنين الثلاثة، وبصرف النظر عن الكيفية التي ستنتهي إليها هذه المسألة، فإن أصحاب الرأي القائل بضرورة الانفصال التام عن الفلسطينيين ـ نحن هنا وهم هناك ـ سيكونون أكثر تمسكاً برأيهم هذا مع تزايد المؤيدين لها والداعمين للانفصال، ولعل هذا الرأي يجد ترجمته بتراجع القوى التي كانت ولا تزال تؤيد "الضم" لأن لا أحد بإمكانه السيطرة على تداعيات مثل هذا الضم، حتى لو أحكمت إسرائيل قبضتها على كل الضفة الغربية.
    ما قبل هذه المسألة ـ المستوطنون الثلاثة ـ وما بعدها، أمر مختلف تماماً في كيفية معالجة المسألة الاستيطانية، ولعل مسألة ترسيم الحدود، وهو أمر ينادي به الجانب الفلسطيني، ستحظى بتأييد أوسع من قبل الجمهور الإسرائيلي، ولعل في ذلك أهم تداعيات وتطورات هذه العملية المحتملة والسؤال هنا كيف يستثمر الجانب الفلسطيني مثل هذا التحول!!
    ابتلعتهم الأرض
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    ابتلعتهم الأرض، كما يصف خبير إسرائيلي، اختفاء الشبان الإسرائيليين الثلاثة، بعد أكثر من أسبوع على غيابهم، في فلسطين.
    اختفاء أبناء المستوطنين الأجانب الثلاثة، من أرض معادية لهم، ومن وسط غير صديق، حدث عادي، لا يستحق الاستغراب أو الاستهجان، مع الدعوات لعودتهم سالمين لعائلاتهم، حتى ولو كانوا من مجموعة لا تكن الود أو الاحترام لأرض الفلسطينيين، بل ربما العداء لأصحابها الشرعيين، ولكن الحدث غير العادي، والذي يستحق الاستغراب، هو خطف هؤلاء من قبل مجموعة مجهولة لا تملك مقومات فنية أو أي تقنية، وخارطتها الأمنية والسياسية مكشوفة عارية، أمام التفوق الإسرائيلي، بقدرات جيش وأجهزة استخبارية مرصود لها أكثر من ستين مليار شيكل سنوياً للحفاظ على
    "أرض إسرائيل، وشعب إسرائيل، من المس والأذى"، وليس هذا وحسب، بل إن معظم الخبراء يقولون كما ذكرت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها يوم 18/6/2014، "إسرائيل توجد في الوضع الأمني الأكثر راحة منذ قيامها عام 1948، في الوقت الذي تعيش فيه جاراتها في أزمات عميقة"، وهنا مربط الفرس الذي كشفته النائب حنين الزعبي أمام البرلمان الإسرائيلي، بقولها، إن عملية الاختطاف تدلل على مدى المعاناة والقهر الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني، ومدى الاستهتار الذي يتمتع به المجتمع اليهودي الإسرائيلي!.
    يعيش المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، حالة يقظة ورعب وهوس أمني دائم لأنه مشروع يقوم على حساب الغير وسرقة الغير وتدمير الغير، وقد نجح منذ المؤتمر الصهيوني الأول مروراً بوعد بلفور، وبناء المؤسسات والمستوطنات، في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات بتواطؤ ودعم بريطانيين وغطاء منه، إلى قيام الدولة عام 1948، والاستيلاء على الجزء الأكبر من أرض الفلسطينيين، وطرد نصف الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه، والاستيلاء على ما تبقى من فلسطين عام 1967 إلى الآن، مع حرمان الشعب الفلسطيني من حقيه:
    الأول: حرمان الذين أبعدهم وطردهم وشردهم إلى مخيمات اللجوء والعوز والفقر من حق عودتهم واستعادة بيوتهم وممتلكاتهم، وفق قرار الأمم المتحدة 194، ووفق شرط قبول إسرائيل عضواً لدى الأمم المتحدة.
    والثاني: حق الذين بقوا على أرض الوطن الفلسطيني سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، من إقامة دولتهم المستقلة على أرض بلادهم وفق قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين 181.
    مشروع إسرائيل متفوق سياسياً وعسكرياً واستخبارياً واقتصادياً وبشرياً، واستمرار اليقظة والهوس الأمني، لم يوفر لها، ولن يوفر لها الطمأنينة والاستقرار والأمن طالما أن هناك ما هو متضرر وجوعان وموجوع من الفعل الإسرائيلي الدائم المتواصل المتوحش: الاحتلال، التوسع، الاستيطان، مصادرة الحق في الحياة وحرمان الكرامة للشعب الفلسطيني، الذي اختار طريق التعايش وحسن الجوار والتوصل إلى التفاهم والاتفاقات وإلى منتصف الحلول، ومع ذلك فهو لا يجد إلا الصد والرفض وعدم الإذعان لقرارات الأمم المتحدة وانتهاكات حقوق الإنسان، ولذلك مثلما عبر الرئيس الفلسطيني عن سياسة معلنة، ثمة من يقول بغير ذلك، وأن سياسة أبو مازن المختبرة في وقائع الحياة وعلى أرض الواقع، غير ناجحة وغير مفيدة ولا يستجيب لها، لا نتنياهو، ولا حكومة المستوطنين، ولا حتى أغلبية المجتمع الإسرائيلي، الذي يعزز عبر صناديق الاقتراع، سياسات أحزابه وحكومته وقرارات برلمانه المتطرفة.
    قد تفلح أجهزة الأمن وجيش الاحتلال، بألويته الثلاثة "كفير والناحل والوحدات الخاصة"، وهو حشد لم تشهده الضفة الفلسطينية منذ اجتياحات السور الواقي في نهاية آذار 2002 التي استهدفت مقرات السلطة والرئيس الراحل ياسر عرفات، ولذلك قد تفلح هذه الحشود العسكرية والأمنية في كشف لغز اختفاء الشبان الإسرائيليين الثلاثة في أرض الضفة الفلسطينية المحتلة، وقد يتم إلقاء القبض على المجموعة التي خطفت الشبان الإسرائيليين، إذا تمت عملية الخطف، وقد يتم تصفية الطرفين بعملية عسكرية، الخاطفين والمخطوفين، أو أن أحدهما أو بعضهما يتعرض للأذى والقتل، ولكن ذلك لن يحل مشكلة الأمن للإسرائيليين، وإنهاء حالة القلق والهستيريا الأمنية الإسرائيلية الدائمة، وستضيف عملية الخطف تجربة جديدة من المرارة والتصادم واستمرار عدم الثقة بين الشعبين اللذين لا حل لهما سوى التوصل إلى حياة مشتركة بينهما.
    ما يحل مشكلة إسرائيل، هو حل مشكلة الشعب الفلسطيني بجزأيه، المنفي خارج وطنه فلسطين، والمقيم داخل وطنه فلسطين، وعبقرية وتفوق المشروع الاستعماري الإسرائيلي، تكمن في كيفية التوصل إلى حلول واقعية منصفة مع أصحاب المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، فهل ثمة شريك إسرائيلي شجاع يتفاهم مع شجاعة الفلسطينيين وهم الأغلبية للتوصل إلى التفاهم والتسوية لحل مشكلتي الشعب العربي الفلسطيني داخل الوطن وخارجه؟؟ من أجل حل المشكلتين للشعبين اللذين لا خيار لهما سوى التعايش والشراكة وحسن الجوار، للإسرائيليين كما للفلسطينيين.



    العملية ليست مسرحية، نتنياهو المسؤول عنها ..!
    بقلم: أكرم عطا الله – الايام
    لأن إسرائيل فشلت بعد أيام من عملية الخليل في الوصول لأي طرف خيط بدأت نظرية المؤامرة تجد طريقها بين الروايات المطروحة عن العملية ويعود ذلك لسببين: الأول هو عجز القوات الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها التي تولد عنها انطباع أنها تعرف دبيب النمل وكيف يفكر كل فلسطيني وبماذا يفكر وطالما أنها عجزت عن إلقاء القبض على الفاعلين، إذاً، ليس هناك عملية فهذه الأجهزة لا يعجز عنها شيء وهذا يعود لقدر من الثقة والخوف والإقرار بالتفوق الإسرائيلي مقابل العقل الفلسطيني وهو ما كتبه إتيان هابر مدير مكتب رابين قبل اغتيال الأخير منتصف التسعينيات عندما كتب ساخرا، "كيف تستطيع عصابة صغيرة أن تتلاعب وتضلل العبقرية الإسرائيلية؟".
    والسبب الثاني أن التراث العربي هو المسيطر على نمط تفكيرنا في تفسير الأشياء وهذا التراث المليء بالمسرحيات والمغامرات والكذب والقتل والاستهتار بالإنسان لأن خطف ثلاثة مواطنين عرب يقوم بها أي نظام من أجل تحقيق هدف صغير جدا وكم من المواطنين العرب خطفوا وعذبوا واختفوا في الدول العربية، ولكن الذين يعتقدون بذلك ليسوا مطلين على التجربة الإسرائيلية بتفاصيلها، وكيف تعمل الدولة، ففي إسرائيل، الأمر مختلف وليس هناك من يستطيع تحمل مؤامرة بهذا المستوى ضد يهود لأن انكشافها يعني نهاية مستقبله السياسي وجرا للمحاكم، هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي فلا يمكن إجراء مئات الاتصالات مع دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة وطلب مواقف ثم القول لهم إن الأمر كان مجرد كاميرا خفية.
    من يستطيع أن يتحمل مسؤولية حبس أنفاس الشارع الإسرائيلي لأيام؟ ثم يكتشف أن هناك من غامر باللعب بعواطف مواطنيه بهذا الشكل، فالمسألة تتفاعل في الداخل الإسرائيلي وقد انتشرت لافتات كبيرة مصورة على مداخل البلدات الكبيرة في إسرائيل فيها دعوة إلى "إعادة الأبناء المخطوفين"، ثم من يستطيع تحمل مسؤولية هذا الإهدار المالي الكبير الذي يتم خلال عملية البحث المستمرة، فهناك ثلاث كتائب من المشاة تشارك يوميا في عملية البحث وتم تجنيد احتياط وهذه كلها عمليات مكلفة لدى جيش أوقف طلعات الطائرات بسبب الأزمة المالية وفي دولة لديها مشكلة في إقرار موازنة 2015 بسبب التقشف وخلافات حادة لأن عليها أن توفر 18 مليار شيكل.
    وقد استمع أهالي المستوطنين المفقودين لمكالمة الاستغاثة الأخيرة التي صدرت عن أحدهم، فهناك عملية أسر حقيقية لثلاثة مستوطنين "وهؤلاء هم الجيل الذي يقوم بالاعتداءات اليومية على أراضي المزارعين الفلسطينيين وتكسير سياراتهم وحرق أشجار الزيتون وتمت العملية في ظل ظروف كانت مهيأة تماما لها، فحين توقف حكومة اليمين المتطرف المفاوضات مع الفلسطينيين وتغلق أبواب الأمل لديهم وحين تستمر بالمشروع الاستيطاني وحين ترفض إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وحين يخوض الأسرى الإداريون وغيرهم إضرابا طويلا عن الطعام وحين تعمل الحكومة على التنكيل بهم من خلال إقرار قانون التغذية القسرية كان لا بد وأن يخرج فلسطيني قائلا، "طفح الكيل يا إسرائيل".
    كل هذه الظروف التي تمت خلالها العملية كان لا بد وأن تهيئ وتدفع ببعض الفلسطينيين إلى الانتقام لكرامتهم الوطنية ومن أجل الأسرى ومعاناتهم وأملا بإنجاح صفقة تبادل، فحين لم تطلق إسرائيل سراح الأسرى بالمفاوضات وحين لا تستجيب لمعاناة الإضراب تصبح عملية الأسر هي الأمل الوحيد، فقد هيأت حكومة نتنياهو الظروف للعملية وكان لا بد وأن تتم فمعاناة الأسرى أغلى كثيرا من المستوطنين الذين يشكل وجودهم في الضفة الغربية على الأراضي الفلسطينية مصدر إذلال لكل الفلسطينيين وحيث الصراع يتكثف في الآونة الأخيرة مع إسرائيل حول الاستيطان والمستوطنين وهذه تضرب بعرض الحائط كل الآراء التي تدعو إلى وقف الاستيطان وإزالته كما يريد كل الشعب الفلسطيني.
    مخطئ من يعتقد أن إسرائيل ستستمر في احتلال الضفة ونهب أراضيها وتترك مستوطنيها يعيثون فسادا في الأرض دون رد فعل فلسطيني، وتخطئ إسرائيل إذا اعتقدت أن ليس للاحتلال ثمن، فهؤلاء الثلاثة الذين أعلن عن اختفائهم هم ضحية حكومتهم التي أسكنتهم في أرض ليست لهم، وألقت بهم في فم الأسد وهذه هي النتيجة، على المستوطنين أن يعرفوا أن ليس لهم مستقبل في الضفة وعلى الشارع الإسرائيلي أن يحاسب حكومته اليمينية على هذه العملية والتي تسببت لهم بكل هذه المعاناة والألم.
    المدهش فيما حصل الذي يجب أن تقرأه إسرائيل وظني أنها لن تفعل هو أن العالم تغير، فهي تتصرف بغير ذلك، فقد خشي الفلسطينيون في بداية العملية من خسارة ما أنجزوه على المستوى الدولي بعد انكشاف إسرائيل بإفشالها للمفاوضات وبدؤوا يحضرون لعزلها عالميا، ولكن المفاجأة أن العالم كان باردا في ردوده تجاه إسرائيل وخاصة أن العمل تم ضد مستوطنين، والموقف الدولي حاسم ضد الاستيطان ولأن إسرائيل على درجة من الانكشاف السياسي والأخلاقي فقد أخرجت لسانها للعالم قبل شهرين عندما أعلنت وقف المفاوضات ضاربة باستهتار كل الجهود الدولية فعملية التسوية كلفت العالم جهدا ومالا ووقتا وليس من السهل أن يقال له "عظم الله أجركم على هذا العمل".
    لهذا تعكس ردود الفعل الفاترة دوليا نوعا من التشفي بإسرائيل والاستهتار بها، ألم يقل الرئيس الأميركي قبل شهر في تعليقه على وقف المفاوضات أنه "سيترك الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء إسرائيل ينضجان على مهل" وفي هذا غمز ضد نتنياهو وها هي النار تشتعل في حجره هذه المرة من الخليل علها تساعد في إنضاجه ليدرك أن لا خيارات سوى ما يريده العالم وأن أفضل الحلول هو إطلاق سراح الأسرى بالمفاوضات، فإسرائيل هي من تعطي دروسا لأعدائها وخصومها كيفية إرغامها على إطلاق سراح الأسرى فهي تقول، "نحن دولة لا تستجيب إلا تحت الضغط .. فإذا أردتم أن نجثو على ركبتينا، اخطفوا لنا جنودا أو مواطنين" العملية ضوء أحمر كبير، على تل أبيب أن تتوقف أمامه وتفكر أكثر قبل أن تتحرك وكما آلمها اختفاء ثلاثة مستوطنين عليها أن تدرك أنه يؤلمنا أكثر أبناؤنا الأسرى مع الفارق أن الأسرى الفلسطينيين هم مقاتلو حرية وقيم إنسانية بينما المستوطنون معتدون على الأرض وفقا القانون الدولي .. الاستيطان جريمة حرب هل تفهم ذلك أم أنها تعتقد أن الساعة توقفت منذ عقدين حين كانت الدنيا تحبس أنفاسها على أسر إسرائيلي ويتسابق وزراء الخارجية في العالم على التزلف لإسرائيل .. لقد غادرنا ذلك الزمن والعالم يتشفى بمن يضرب رأسه بالحائط .. هكذا فعلت إسرائيل...!

    الـمـنـازلــة مـسـتـمــرة
    بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
    التجوال في معارض الأسرى عادة فلسطينية أصيلة وقديمة قدم التاريخ الفلسطيني، كأس يدور على جميع الناس، ليتناول كل فرد جرعته المخصصة. في معرض الأسرى، نحمل صور المخطوفين، نرقص بهم على الطريقة الفلسطينية في الساحات العامة، نضمهم إلى صدورنا، في أقرب نقطة إلى القلب.
    سجن كبير يضم في مركزه السجن الصغير، يقطنهما بشر من طينة واحدة، يتبادلون الأماكن باستمرار، وكلما حنّ القلب إلى الوصل، ومع الزمن أصبح السجن أحد مؤشرات العشق الفلسطيني، ومقياساً للتضامن بين الدائرة الصغيرة المغلقة، والثانية التي تقيس معدلات القمع، وبالتوافق بين الفئات والقطاعات، تفرز كل أسرة مندوباً عنها للتنقل بين دوائر الاعتقال، كقرابين تقدم في معركة تحرير فلسطين.
    منذ شهرين، وبعد نجاح التجارب الفردية في صراع القوى المختل لصالح السجان، يصدر القرار النهائي من السجن الصغير عن عزم سكانه تجاوز العتمة، والغوص في مغامرة البحث عن الحياة في الموت، مع وضع الحسابات التي تقود إلى احتمالين لا ثالث لهما: إما الظفر بالحياة الحرة والكرامة، أو الظفر بالموت الحر اللائق. سجن صغير يتمرد على قضبانه، من أجل الانتقال إلى السجن الكبير المقسَّم حسب تسميات المدن والقرى، وإلى الأحياء المسوَّرة بالجدران الإسمنتية المسلحة والمؤثثة بالأسوار والحلقات.
    إنها العادة الفلسطينية في طرق البحث عن فلسطين، الحبيبة المختطفة. والتفتيش عنها أمام أسوار تقبع خلف أسوار، وفي ساحات تصطدم بجدران تقطع أفق النظر والأمنيات، وكل خطوة يتم اجتيازها تقود إلى كتلة صلْدة من الإسمنت المحشو بالسلاسل والحديد، والخراسانات التي تضغط على الحياة والأحلام والأعصاب والهواجس، وبين سجن وآخر، وبين سور وسور، وشهيد وشهيد، وأسير وآخر، تتشكل معالم شخصية الإنسان الفلسطيني، وعلى إيقاعهم تولد ذاكرته البصرية.
    إضراب الأسرى الإداريين عبارة عن مقاربة الحياة بالموت، وعنوان جديد لمتوالية الانتفاضات الفلسطينية، من أجل صناعة شكل المستقبل، مائة وعشرون أسيراً يربطون أمعاءهم بالحديد الساخن، لإسماع العالم صوت الحق الواحد، جهوراً وقوياً: إما حياة تسرّ الصديق، وإما مماتُ يغيظ العِدى، يذهبون بكامل وعيهم الثوري إلى موت اختياري تتردد أصداؤه في طول الدنيا وعرضها، حالمين بطيّ صفحة الاعتقال الإداري إلى الأبد، وطامحين إلى تسجيل سابقة جديدة في تجارب انتصار الضعف على القوة المفرطة، ليوثق التاريخ علامة فارقة من أساطير البطولة، لرجال قرروا وضع رحالهم على جسر يفصل الأرض عن السماء، ويفتح أحد أبوابه على الأرض، ويفتح بابه الأخير على حدود السماء.
    سلاح الجوع الفلسطيني مميّز وغريب، أسلوب خاص نال الاعتراف الدولي، وحاصل باسم العشق على شهادة "الأيزو" للجودة، لها دعاية تُعرض على جميع الشاشات بجميع اللغات واللهجات، صناعة وطنية مكلِفة ذات سمعة فلسطينية رفيعة، مصنوعة من المواد الأولية المحلية بالخلطات الفلسطينية النادرة، الحجارة والإطارات المشتعلة وخليط الماء والملح. تستمد مشروعيتها من التراث الأصيل، تخلو من عنصر التكتيك، مفاوضات على طراز الأحرار، ومن منهج سياسة حافة الهاوية، وتقاليد مستقاة من نهج "عليّ وعلى أعدائي يا رب"، وتراث "بيدي وليس بيد عمرو".
    المنازلة مستمرة، وسيستخدم فيها كل طرف جميع أسلحته وإمكانياته، نحن وهم في الميدان، معهم أشباههم وأجزاؤهم العنصرية، ونحن معنا المؤمنون بنا وبقضيتنا. سيستمر الاحتلال في إنزال عقابه الجماعي بالجميع، من في داخل السجن ومن خارجه، وسيستمرون في خطف الرهائن وبخ السموم والدمار، ولن يتركوا خلفهم سوى بقايا مدن تتخرب كل ساعة أمام عالم مندهش ومذعور من صلف القوة.
    فلسطين اليوم، معتقلة ومخطوفة، بلا حكم أو لائحة اتهام، تهمتها الوحيدة أنها موجودة وتحمل اسمها الكنعاني، وتهمة أهلها أنهم موجودون وأحياء، ومشبوهون بعوامل الوراثة ونزف الأغاني وقتل الموت، لكن الفلسطينيين من أهل السجين متأكدون تماماً أن الواقع بعد الإضراب سيختلف عمّا سبقه، فالمعركة تتسع ولن توفر أحداً.. وسيلمس العالم معالم الانتفاضة الثالثة بتوصيفها الجديد ونكهتها السرية، في مواجهة الفكر المغلق على أسراره.
    فتّ هالشدة فتّ!
    بقلم: وليد بطراوي – الايام
    لا أهوى كثيراً لعب الشدّة، ولا أتقنها أساساً، لكنني في بعض الأحيان اذهب الى المقهى حيث يجلس الأصدقاء لساعات في لعب الورق، لا اعرف قواعد اللعبة كثيراً، وألعب لأتسلى فقط. ذات مساء، بدأت اللعبة، وبدأ صديقي يخطط، يحسب الأوراق، وينظر خلسة الى ورق اللاعبين الآخرين، ويجمع ويضرب، وكان في كل مرة يحاول أن يكسب، حافظ على ماء الوجه، بأن كان الثاني، وكنت أنا الأخير، كالعادة، نظام اللعبة ان من لديه الرصيد الأقل يظل يفتّ الشدة في كل المرة، وهذا ما كنت افعل. في الجولة الثامنة، أي ما قبل الأخيرة، وزعت الورق، فجاء كرتي رابحاً، ما هي إلا عدة دورات، فاجأت الجميع وفجّرت الوضع كما يقولون في لغة الشدّة "طرقتهم هاند"، غضب صديقي وقال: "أنت لا تعرف اللعب، خرّبت لي حساباتي"، فعلاً لقت خرّبت كل شيء، مع أن نيتي كانت صافية، واردت أن أقتنص فرصة لأبين فيها أنني استطيع أن أكسب، ولو لمرة واحدة، لكنني قلبت الطاولة رأساً على عقب!.
    البيت الفلسطيني
    خلال زيارتي الأخيرة إلى أبو ظبي، وفي مجالس كثيرة تردد اسم "قاسم رضوان" الذي شغل مناصب دبلوماسية عدة في دولة الإمارات، فالبعض ذكر تواضعه ومساعدته الدائمة للناس، وآخرون ذكروا ما استطاع ان يقدم للجالية الفلسطينية من منح للطلبة ومساعدات للعلاج وتنظيم الفعاليات التي كانت تنتهي بتبرعات كريمة من رجال وسيدات الأعمال، وعن تشكيله لما بات يعرف باسم "البيت الفلسطيني"، سألت عنه، وجدته وقابلته، تحدثنا كثيراً، وعندما أنهيت الحديث معه، نوه لي انه يتحدث الي بصفته الشخصية لأنه لم يعد في اي منصب دبلوماسي، فقد أحيل الى التقاعد.
    "الله وكيلك"
    ركبت السيارة من الجسر إلى عمان. بدأ السائق حديثه بفتح موضوع سياسي "الله وكيلك شو قصة المستوطنين هظول الثلاثة؟" لم ارد عليه. سار بضعة أمتار، وإذا بقطيع من الخراف يقطع الشارع، فأخذ السائق يحدثني عن "الحلال" والثروة التي يمتلكها صاحب هذا "الحلال"، ثم تحدث عن ان شركات التأمين تغطي حوادث السير المتعلقة بالخراف في حال كانت الخراف تقطع الشارع، أما لو كانت تسير بمحاذاة الشارع فإن شركة التأمين "لا تتعرف"، وروى لي قصة اغلب الظن أنها من نسيج خياله "الله وكيلك، شوفير صهريج، شحط اربعين خروف، قتلهم واحد واحد، والتأمين ما تعرف عليه لانهم ما كانوا قاطعين الشارع، والزلمة دفع اللي فوقه واللي تحته". انهى الموضوع، لم اتفاعل. ثم رأى كلباً، فبدأ بالحديث عن الكلاب، وعن انها افضل صديق للاسنان، وانها افضل من الانسان نفسه، لكن "سبحان الله، ربنا قال عنهم نجسين". وعندما لم أتفاعل، بدأ بالحديث عن الأفاعي وانه قبل ايام رأي "بربيج" اسود في وسط الطريق، وعندما اقترب منه "الله وكيلك، طلع حنش"، الأغرب من ذلك كله انه قال لي، إن مدينة نابلس تم تسميتها بهذا الاسم لأنهم "الله وكيلك لاقوا فيها حيّة كبيرة ما الها أنياب، الله وكيلك!".
    حط في هالخرج
    بدأ الطبيب كتابة تقريره، وقال: "يفضل ان تقومي بعمل تحليل دم وصور أشعة"، ردت عليه "هل هذا ضروري؟ لأنني لا أملك وقتاً لذلك"، أجاب "ليس ضرورياً، ولكن للاحتياط"، فكان رد فعلها "إذا كان للاحتياط فقط، فلا داعي، أرجو ان تكتب لي العلاج"، بدأ يكتب الأدوية التي تحتاجها المريضة، النوع الاول والثاني، ثم رفع حاجبيه وسألها ان كانت تريد ان يكتب لها نوعاً معيناً ليس جزءاً من العلاج، لكنه متواجد في كل بيت، فقالت له، "لا، موجود عندنا منه"، نظر إليها نظرة استغراب "لا بدّك فحص دم، ولا بدّك صورة أشعة، وحتى (ذكر اسم الدواء) ما بدّك، شو هالمريضة! يا ريت كل المرضى مثلك، كلهم ما بيوفروا، ولأنه التأمين دافع بدهم كل شي، حتى الدوا اللي موجود في السوبر ماركت بدهم اياه ع الروشيته!".
    لو كنت مسؤولاً
    لجلست أسأل نفسي، "ماذا لو لم احصل على فرصة جعلت مني مسؤولاً؟" وعندما أجد الجواب، لن تجدني إلا واقفاً احتراماً لكل موظف يعمل تحت مسؤوليتي من الصغير وظيفياً حتى الكبير، لأنني لو لم احصل على الفرصة لربما كنت ذلك الموظف الصغير الذي يأتي بالشاي والقهوة إليّ.
    الشاطر أنا
    معروف يا جماعة انه في الطوشة اكثر واحد بياكل ضرب هو الفزيع، علشان هيك الشطارة الواحد يمشي حسب قاعدة "اللهمّ نفسي"، يعني "يا داخل بين البصلة وقشرتها" شو دخلني انا، ليش بحشر منخاري في كل اشي، بتروح بدّك توفق راسين بالحلال، ولما بيتزاعلوا بيلوموك انت، او بتحاول تحل مشكلة بين اثنين، ما بينوبك الا سواد الوجه، بتقول خليني صوت العقل، وبتطلب من الناس يتأنوا لما بيطلقوا الاحكام على هذا الشخص او هذاك، بيوصفوك انك متملق، بتحترم الناس وبتقدرها وبتطلب منها انها تشارك في رأيها، بيتهموك انك بتعطيهم اوامر، بتكون حريص على انه كل شي في البلد يمشي مثل ما لازم، بتصير دائم الانتقاد ومش عاجبك العجب، واذا بتبدي رأيك في الوضع السياسي بيقولوا عنك بتفزلك، او بتدلي دلوك في مسألة مهنية بيقولوا عنك مفلسف، ولو انخرسنا وسكتنا بيقولوا شايف حاله، عن جد احترنا يا قرعة من وين نبوسك، اقولكم، بطلنا حتى بدنا نبوسها بلاش يطلع علينا حكي هالواحد مش ناقصه، شطارة صح!.
    حياتنا- رجل من الصوان
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
    رحل خضر العالم "ابو حازم" رجل صلب من الصوان لا يفله الحديد... بدأ حياته بالرصاص ضد دورية بريطانية في وادي كفر عين ظل مناضلا مدافعا عن الارض لب الصراع وجوهره مع الاحتلال. عندما كان يافعا في السادسة عشرة من عمره امتشق السلاح كثائر في مرحلة مبكرة وتم اسره وسجن من قبل الاحتلال البريطاني, امضى قرابة عشرين سنة في السجون منذ بريطانيا حتى نهاية حياته في السادسة والثمانين. ضرب مثلا فذا في الصمود وراء القضبان كان لا يتوانى عن ضرب اي جلاد او سجان حتى فقد عينه, كان يتخذ من نفسه أنموذجا للتحدي والتصدي سواء داخل السجن او خارجه, لم يخضع لأي سجان بل كان يستخدم عضلاته للدفاع عن كرامته ويشد أزر الاسرى والمعتقلين في كل مراحل اعتقاله. ظل ابنا للارض.. حرم نفسه حياة عادية وظل ريفيا فقيرا عزيز النفس مدرسة للعزة والكرامة والإباء, لم يسع الى منصب او مكسب بل سعى دوما الى المصلحة الوطنية العليا كان أمميا بامتياز ووطنيا على درجة عالية من الرفعة, شيوعيا صلبا قل مثيله لم يخذل احدا وان خذله البعض. إنه آخر المناضلين البسطاء الذين ضحوا ولم ينتظروا مكافآت او أوسمة, كان يجب تكريم هذا المناضل المخضرم قبل رحيله وهو رفيق نضال لثلة من الكبار وان تحمل اكثر من بعضهم, من يعقوب زيادين الى ابراهيم بكر الى فايق وراد الى بشير البرغوثي الى سليمان النجاب وآخرين, إنه أعجوبة نضالية مرت عبر تاريخها في سنوات الجمر والثورة بكل التحديات والصعوبات وظل مرفوع الهامة بتواضعه وكبريائه وصراحته ومثابرته وأخلاقه. رحل ابن كفر عين وفي ترابها عرقه وعلى ارضها بصماته وفي عيونها بريق من آماله الكبار, تعرفه كل المعتقلات والسجون ويعرفه كل عشاق الارض الأوفياء, وفياً عاش وصادقا في زمن قل فيه الوفاء. لتكن حياته مدرسة لمن يريد ان يتعظ من سيرة المناضلين الاوفياء الانقياء.




    تغريدة الصباح – عيد سعيد فيرجيلاند
    بقلم: حنان باكير – الحياة
    نحن في الطريق الى "تانغن"، للاحتفال بعيد ميلاد شاعر النرويج القومي " هنريك فيرجيلاند". الذي بلغ في 17 حزيران عامه السابع والثلاثين بعد المئتين.. لم أعرف عن المناسبة غير عنوانها الذي أخذني الى الزمن الذي كان فيه الشاعر العربي، نبيّ القبيلة، والناطق الرسمي بإسمها، وكانت القبيلة تحتفل بنبوغ شاعر عندها، فتقام الولائم وتتقاطر القبائل الأخرى للاحتفال والتهنئة. النرويج تحتفل بأعياد ميلاد شعرائها الذين رحلوا من مئتي سنة! هذا ما بدأنا به حوارنا انا والصديق المفكر النرويجي من اصل عراقي وليد الكبيسي.
    قد يكون فيرجيلاند، أكثر الشعراء إثارة للجدل على المستوى الشعبي والأكاديمي. فهو يعتبر عرّاب القومية النرويجية. وأول من دعا الى استقلال النرويج عن الدنمارك، حتى ثقافيا.. اراد بناء ثقافة نرويجية، مستقلة عن تلك الاسكندنافية. فكان شعاره العودة لارتداء الزي الفلاحي القديم الذي يسمى "فادميل"..
    كان كثير النقد للديانات خاصة الديانة اليهودية. ولكونه من جماعة الإنسانيين، فقد ميّز بين الديانة اليهودية وبين اليهود كبشر.. فهو أيضا كان من أشدّ المدافعين عن المضطهدين، في ذلك الوقت، وهم اليهود. وحارب فقرة في الدستور النرويجي تمنع اليهود من دخول مملكة النرويج، وتكلل كفاحه بالنجاح بعد وفاته، وسمح لليهود بدخول البلد. لكنه قال لهم: اتركوا حقائبكم خلفكم، وتعالوا كنرويجيين مندمجين بيننا! كما ساند تحرر الشعوب المستوطنة مثل الهند وغيرها.
    أما الزوبعة التي أثارها، ولمّا تهدأ بعد.. وما زالت مثار نقاشات بين الأكاديميين.. وهي: هل مات فيرجيلاند مسلما؟ فهذه رواية شبه ثابتة.. عندما كان على فراش الموت، كان يقرأ كتيبا صغيرا اصدرته السفارة التركية للتعريف بالاسلام.. وعلق لصديق كان يعوده وهو على فراش الموت: هذا هو الدين الحق! سأموت وأنا على دين محمد..
    البعض يراه تحوّلا الى الاسلام، والبعض الاخر، يعتبر ان هذا الإعجاب غير كاف لأن يكون قد تحوّل فعلا!
    في" تانغن "، وفي قاعة المركز الثقافي، اجتمع النرويجيون من كل الأعمار، لكن اللافت أن للأطفال دورا بارزا، في إلقاء أشعار فيرجيلاند، وتمثيل بعض المشاهد من مسرحياته. ورتّل الجميع شعره ترتيلا..
    ثم سرنا جميعا حاملين الأغصان والورود الى المقبرة، لزيارة قبر "إنجيبورغ رفلنك هاغن" وهي صاحبة فكرة هذا الاحتفال وواضعة تفاصيل طقوسه.. هناك ألقت البروفيسورة "داغنه" شيئا من قصائده.. كان الأطفال المشاركون من عشر جنسيات مختلفة.. عددتهم داغنه، تقدمت اليها، حييتها، فرحبت بي. قلت لها وأنا من فلسطين.. جئت للمشاركة باسم شعبي! عادت ورحبت بحرارة.. صمتت قليلا ثم أضافت: لو كان فيرجيلاند حيّا، لكان تساءل: من هو اليهودي في هذا الزمن؟
    انطلقنا بعد ذلك، الى أوسلو لمتابعة الاحتفال هناك. تجمعنا حول قبر الشاعر وحيث اقيم له نصب. قرأ أطفال شعره.. بعد احتفال قصير انتقلنا مشيا من المقبرة الى حيث كان بيته، قبل أن تحوّله البلدية الى حضانة للأطفال.. قام فنان نرويجي كبير بتمثيل دور فيرجيلاند بملابسه القديمة، وحدّثنا كيف تعرّف الى زوجته، وشيئا عن حياته الخاصة!
    .. تقدمت البروفيسور حيّت وليد الكبيسي وقالت له: يسعدنا أننا افتتحنا كلامنا، بالاستشهاد عما ذكرته أنت عن مفهوم الوطن في تصورات فيرجيلاند.

    نبض الحياة - اللاجئون في يومهم
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    احتفل العالم بيوم اللاجئين العالمي، مسلطا الضوء على تزايد اعداد اللاجئين في اصقاع الارض، حيث اشارت التقارير إلى ما يزيد على الخمسين مليون لاجئ منتشرين في قارات الارض الخمس. ووفق التقارير الدولية فإن نصيب العرب (فلسطينيين وسوريين وعراقيين وصوماليين وسودانيين ... إلخ) يصل الى ما يقرب من 20% من مجموع لاجئي العالم، ويحتل الفلسطينيون ما يقرب من ال30% منهم، لان عددهم تجاوز الستة ملايين، لأن ارقام المنظمات الدولية تنفصها الدقة، لا سيما ان عدد ابناء الشعب العربي الفلسطيني اقترب من الاثني عشر مليونا، موزعين على الوطن والشتات.
    قبل التوقف عند مأساة الشعب الفلسطيني، يبرز سؤال اساسي مطروح على العالم اجمع، وخاصة اقطابه الرئيسية حول مضاعفة اعداد اللاجئين في بقاع الارض: لماذا هذا الارتفاع في اعدادهم؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ولماذا لم يتم حل معاناتهم؟
    المسؤول عن ارتفاع اعداد اللاجئين، اولا: الحروب، التي تقف وراءها مشاريع التخريب الاستعمارية عموما في قارات العالم الخمس؛ ثانيا: الاحتلالات الاجنبية لاراضي وبلدان الشعوب المستضعفة؛ ثالثا: الانظمة الفاشية والطائفية والمذهبية؛ رابعا: الصراعات الداخلية الناجمة عن فساد الانظمة، وعدم عدالة التوزيع للثروات القومية؛ خامسا: غياب الديمقراطية واستشراء الارهاب البوليسي لأنظمة الحكم المدعومة من الغرب ضد شعوبها؛ سادسا: عدم قيام منظمة الامم المتحدة والاقطاب الدولية المتحكمة بالقرار الدولي بحل مشكلات وقضايا السلم الاهلي والاقليمي والدولي في القارات المختلفة، وتواطؤها مع الدول المحتلة لاراضي الغير كما هو حاصل في فلسطين. سابعا: ضمن سياسة التواطؤ على شعوب الارض، تقوم دول العالم الاول وخاصة الغرب بفتح ابواب الهجرة لخدمة اهدافها العدوانية؛ ثامنا: هروب ابناء شعوب الجنوب من مظاهر الفقر والحرمان لدول العالم الاول بحثا عن الغذاء والامان الاجتماعي والغذائي.
    العوامل السابقة وغيرها، ساهمت بزيادة اعداد اللاجئين في العالم، الامر الذي يفرض على الامم المتحدة والدول الاعضاء عموما وخاصة الدول دائمة العضوية والاقطاب الاخرين البحث الجدي في هذه المعضلة يخرج عن سياسة تقديم الاعانات الانسانية، لأن ما يهم شعوب الارض قاطبة العيش بكرامة على ترابها الوطني، وضمان حريتها وحقها في العيش الآمن، وتأمين حقها في التعبير عن آرائها ومعتقداتها وخياراتها الفكرية والعقائدية والسياسية والثقافية دون قيود او كوابح. وكف الدول الكبرى والشركات فوق القومية عن السياسات الاستعمارية البغيضة تجاه شعوب العالم الثالث الفقيرة، والعمل على خلق حالة من التوزيع العادل للثروات والمعرفة والمعلومات بين دول الارض قاطبة، وازالة اية احتلالات لاراضي الغير وفق المواثيق والاعراف والقوانين الدولية.
    وعود على بدء، فإن الشعب العربي الفلسطيني يعاني منذ ما يزيد على الخمسة والستين عاما من الطرد القسري من اراضيه نتاج النكبة التي حلت بابنائه في اعقاب إقامة دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية في أيار 1948. وتتضاعف اعداد اللاجئين والنازحين الفلسطينيين يوما تلو الآخر، حتى زاد عددهم عن الستة ملايين نسمة، وهو رقم كبير قياسا بارقام اللاجئين عموما في العالم. وهو ما يتطلب من الامم المتحدة واقطاب الرباعية الدولية التدخل الحازم والسريع لانهاء نكبة الفلسطينيين وضمان عودتهم الى ديارهم، التي طردوا منها عام 1948 وعام 1967، والعمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة للشعب الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والتوقف عن سياسة التواطؤ والدعم غير المشروع ولا المبرر لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية.
    لعل تمكن العالم وخاصة اقطابه الدولية المقررة (اميركا والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين وغيرها من الاقطاب) من حل المعضلة المأساوية الفلسطينية، يسهل عليها معالجة الكثير من قضايا الشعوب العربية وفي دول الاقليم، ويسهم بالتالي في تقليص اعداد اللاجئين في العالم. الكرة في مرمى دول الشمال، وعليها مسؤوليات اساسية تجاه معالجة قضية اللاجئين في العالم وفي طليعتها فضية اللاجئين الفلسطينيين.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:18 PM
  2. المقالات في الصحف المحلية 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  3. المقالات في الصحف المحلية 18/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  4. المقالات في الصحف المحلية 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:16 PM
  5. المقالات في الصحف المحلية 03/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •