النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 28/06/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 28/06/2014

    المقالات في الصحف المحلية



    السبت
    28/6/2014


    المقالات في الصحف المحلية






    حلقة أُخرى في مسلسل تهويد القدس !!
    بقلم: جديث القدس – القدس
    كأس العالم.. مشهد فلسطيني
    بقلم: احمد جميل عزم – القدس
    بقلم: راجح ابو عصب – القدس
    الى عبيد اللحظة!!
    بقلم: يونس العموري – القدس
    سياسات الوحدة الوطنية وجهاديات الانقسام
    بقلم: رضوان السيد – القدس
    أسرى القدس المحررين المختطفين
    بقلم: راسم عبيدات – القدس



    مـــونــديـــاليــزم
    بقلم: حسن البطل – الايام
    بيد نتنياهو لا بيد بينيت!
    بقلم: رجب أبو سرية – الايام
    الجماعات "التكفيرية" وإسرائيل
    بقلم: محمد ياغي – الايام
    السعي الأميركي لإفشال سورية..
    بقلم: هاني عوكل - الايام
    ما بعد فشل الحملة العسكرية الإسرائيلية؟!
    بقلم: سميح شبيب – الايام

    بالحنين وحده لن تستقلَّ فلسطين
    بقلم: جواد بولس – الحياة
    نبض الحياة - موظفو حماس مسؤوليتها
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    علامات على الطريق - حتى لا يحدث الأسواء
    بقلم:يحيى رباح- الحياة















    حلقة أُخرى في مسلسل تهويد القدس !!
    بقلم: جديث القدس – القدس
    قرار اللجنة العليا الاسرائيلية للتنظيم والبناء المصادقة على مخطط إقامة ما سُمي "الحديقة القومية" على اراضي بلدتي العيسوية والطور في جبل المشارف بالقدس وتجاهل السلطات الاسرائيلية اعتراضات اهالي البلدتين خاصة وأن تنفيذ هذا المخطط يحرم البلدتين من الامتداد الطبيعي تجاوبا مع النمو السكاني، واصرار اللجنة المذكورة على إقرار المخطط يعني فيما يعنيه حلقة أخرى في مسلسل تهويد القدس المحتلة وإمعانا في التضييق على المقدسيين في الوقت الذي تتمدد فيه الاحياء الاستيطانية ولا يمر اسبوع دون اقرار خطط بناء جديدة في المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية في القدس.
    ومن الواضح ان اسرائيل بمواصلتها سياسة التوسع الاستيطاني ومصادرة الاراضي في المدينة المقدسة لصالح مخططات التهويد انما يشكل انتهاكا فظا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وخاصة القانون الدولي الانساني الذي يفرض واجبات على الاحتلال ازاء السكان المدنيين ويحظر عليه القيام بمثل هذه الممارسات التي تفوح منها ايضا رائحة التمييز العنصري ونوايا تهديد الوجود الفلسطيني بالقدس وصولا الى التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال باشكال مختلفة.
    إن ما يجب ان يقال هنا بعد التأكيد على بطلان وعدم مشروعية مخططات واجراءات الاحتلال الاسرائيلي في القدس ان الشعب الفلسطيني يتمسك بحقوقه الثابتة في المدينة المقدسة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الاراضي المحتلة عام 1967 وجزءا لا يتجزأ من فلسطين التي اعترف المجتمع الدولي بها دولة تحت الاحتلال.
    ولهذا فإن من واجب المجتمع الدولي التصدي لمثل هذه الممارسات والمخططات وعلى الامم المتحدة ومجلس الامن ادانة الاحتلال الاسرائيلي والزام اسرائيل بالامتثال للقانون الدولي ووقف تنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهويدية في المدينة المقدسة. ومن حق فلسطين بل من واجبها التوجه الى مجلس الامن لمطالبته باتخاذ موقف جاد ازاء هذه الانتهاكات الاسرائيلية الفظة.
    اليوم يجب ان توضع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي امام اختبار حقيقي في الامم المتحدة ومجلس الامن بعد ان بات واضحا ان اسرائيل تمارس عدوانا فاضحا على حقوق شعب آخر وعلى اراضي دولة تعترف بها الأمم المتحدة وعلى العالمين العربي والاسلامي نقل رسالة واضحة بموقف موحد الى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمطالبتهما بدعم اي مشروع قرار يقدم الى مجلس الأمن للتصدي لهذه الانتهاكات الاسرائيلية ولمحاسبة اسرائيل على ذلك.
    ولا يعقل ان يتريث الجانب الفلسطيني اكثر من ذلك بعد ان أوصدت اسرائيل كل الابواب امام أي مفاوضات سلام جادة وحقيقية وبعد ان أمعن الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني وحقوقه وسلطته الوطنية، فما الذي بقي للفلسطينيين وسط هذه الحرب الشعواء التي تشنها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة ووسط هذه المعاناة بعد كل هذه السنوات العجاف وبعد كل الوعود والتعهدات الاميركية والاوروبية التي لم يتحقق منها شيء لصالح الشعب الفلسطيني سوى انها وفرت لاسرائيل المزيد من الوقت تحت مسمى عملية السلام ؟!

    كأس العالم.. مشهد فلسطيني
    بقلم: احمد جميل عزم – القدس
    تقارب متابعتي مباريات الرياضة، ومنها كرة القدم وبطولة كأس العالم الراهنة، درجة الصفر. ولم أكن هكذا في الماضي.
    هناك تشابه بين العامين 1982 و2014؛ في العامين وصلت الجزائر كأس العالم. في العام 1982، قام تنظيم "فتح-المجلس الثوري"، بقيادة صبري البنا، وهو تنظيم قتل من الفلسطينيين وقياداتهم أكثر بكثير مما أصاب من الإسرائيليين، بمحاولة اغتيال فاشلة للسفير الإسرائيلي في لندن، شنّ على إثرها الإسرائيليون حربهم "غزو بيروت".
    يومها كان الفلسطينيون يتابعون حدثين، وكان طفل يراقب الحدثين بصمت. كانت أول بطولة كأس عالم يعيها؛ يمشي في الشارع فيسمع النّاس تناقش بحماس فوز الجزائر على ألمانيا، ويقف رجلٌ في عرض الشارع، عصراً، في قرية فلسطينية ويتحدّث بحماسة "إنّه انتصار للأمة العربية". يستغرب الطفل كيف تصبح مباراة انتصاراً للعرب!
    في اليوم التالي، يكون في زيارة قريبةٍ لهم. تُقرفِص سيدة تبيع ورق الدوالي (ورق العنب)، تضعه في صُرّة قِماش، ترتدي ثوباُ مطرّزاً ذابت خيوطه وأطرافه، وكَلَحَ لونه لكثرة ارتدائه. تتحدث للسيدة همساً، تخبرها عن ابنها الموجود "مع الثورة" في بيروت. فجأة، تقف السيدة وترفع يديها كثيرا وتفتحهما على المدى، وتتخلى عن الهمس، وتدعو "يا رب.. يا رب.. إذا راحوا ما بضللنا حد.. يا رب احفظهم". نظر الطفل بصمت وسكنه المشهد، وسيفكّر بعد سنوات: هذه السيدة واحدة من أمّهات كنّ يرسلن أبناءهن للثورة، ويتمتمن ويجهرن بالدّعاء لهم، وهن يعجنّ خبز الصباح ويُعددنَ القَهوة، وهن يقطفن العنب وأوراقه، والتين والتوت، ويبعنه.
    وفي يوم تالٍ، سيسمع الناس تتحدث عن مؤامرة كروية على الأمّة العربية؛ لقد اتفقت ألمانيا والنّمسا على نتيجة معينة تخدمهما وتخرج الجزائر من البطولة. وفي يوم آخر، كان يذهب إلى سجن الخليل، لزيارة عمّه؛ الشاب المعتقل. سيرى جندّيين على الباب يستّمعان لإذاعة عبريّة، وفي وجهيهما قلق واحتقان، سيقدّر أنّهم يستمعون لأنباء الحرب، وأن الفدائيين يسجّلون نقاط الصمود.
    ستتغير حياة الطفل.
    في هذا العام 2014 "اختطاف/ اختفاء" غامض على بوابة كأس العالم ومباريات الجزائر التي يعرف عنها من أعلام الجزائر في الشوارع الفلسطينية، وإعلانات مطاعم رام الله عنها، ومن تقارير أثناء نشرات الأخبار عن روابط صداقة فلسطينية-جزائرية تشّجع الفريق، والاجتياحات الإسرائيلية كل يوم، داخل فلسطين، وليس في لبنان.
    الآن يحدّث ابنه، المنغمس في متابعة البطولة، وهو في ذات عمره تقريباً في العام 1982، عن أنّه طالما افتخر الفلسطينيون أنّهم كانوا قد لعبوا في أول تصفيات لكأس العالم العام 1934، مع مصر. ولكنه سيخبره بالصدمة التي تتضمنها رسالة ماجستير لطالبة في "بيرزيت" تقول إنّ اللاعبين كانوا يهوداً، وإنّه كان هناك حرب شعواء يحاول الصهاينة من خلالها منع المشاركة العربية الفلسطينية. وسيحدثه عن باحث فلسطيني متخصص في الرياضة الفلسطينية، هو عصام الخالدي، ذهب حول العالم وفحص ملفات ومراسلات منذ الثلاثينيات بشأن الحرب الرياضية الفلسطينية-الصهيونية. ولكنه سيخبره أيضاً بقصة ياسر عرفات ومقابلة تلفزيونية على "سي. إن. إن" ومعه الراحل الملك الحسين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، الذي حاجج عرفات أنّه ولد في القدس وأحبها، فحاججه الأخير بقوله "ولكنك كنت فلسطينيا حينها" وجنسيتك فلسطينية. وقال لابنه: ربما يجب أن تفكر الطالبة بنفس الطريقة؟
    أسهم حائراً: كيف يمكن الآن لحاجّة أن تقف وتدعو لله أن يحفظ الفدائيين؟ تذكّر كيف ظهرت فرقة العاشقين بعد العام 1982، وغنّت "اشهد علينا يا عالم وعلى بيروت"، وكيف أصبحت حرب بيروت أسطورة، وأصبح عرفات وخليل الوزير أيقونات، وكيف نهضت الاتحادات المهنية والشبابية لتندلع انتفاضة 1987؛ كل ذلك من دون أن ينسى أنّه يدّرس طلبته في الجامعة التساؤل: هل الصمود في بيروت أو غزة انتصار، أم ماذا؟ ويحدّثهم عن "أخطاء الثورة". ولكنه يتساءل: كيف سيتشكل إجماع وطني الآن وحالة وطنية ناهضة كما حدث بعد العام 1982، بينما الخطاب الرسمي مسكون بالرغبة في إرضاء الرأي العام العالمي، والدبلوماسية الدولية، ولو على حساب الروح الوطنية، وعلى حساب صياغة حالة مواجهة وتحدٍ لا يستغني عنها شعب تحت الاحتلال؟
    وجد الجواب: الواقع الموضوعي للاحتلال، والشهداء، والأسرى، والذاكرة، والدبكة، والثوب ستنبت ثورة.
    الرئيس محمود عباس وحرية الصحافة
    بقلم: راجح ابو عصب – القدس
    خلال لقائه يوم السبت الماضي في مقر الرئاسة برام الله وفد الصحفيين العرب المشاركين في مؤتمر الصحفيين العرب الذي عقد لأول مرة في فلسطين، توجه الرئيس محمود عباس في كلمته التي ألقاها في اللقاء إلى الصحفيين ورجال الإعلام الفلسطيني وقال لهم إن هناك انتهاكات حصلت ضدهم في أماكن مختلفة وأكد أن هذه ليست سياسة القيادة الفلسطينية وليست موقفها، وشدد على أنه لا يريد للإعلاميين إلا الحرية وحرية الرأي والتعبير والعمل في كل مكان. وشدد على أنه يعتبر نفسه شخصيا مسؤولا عن تلك الإنتهاكات وأنه سيعاقب كل من ارتكب هذه الإنتهاكات ضد الصحافة.
    والواقع أن الصحافة تعتبر في العالم السلطة الرابعة وذلك بعد السلطات الثلاث المتمثلة في السلطة التشريعية التي تتمثل في المجلس التشريعي "البرلمان" الذي ينتخبه المواطنون في الدول المتقدمة في أجواء من الحرية والنزاهة والشفافية وهو الذي يملك سلطة إصدار التشريعات التي تنظم أمور الدولة في كافة المجالات وسائر الميادين، ثم هناك السلطة التنفيذية المتمثلة في الرئاسة والحكومة وهي التي تتولى تسيير أمور الدولة داخليا وخارجيا وفق الأنظمة والتشريعات والدستور. ثم هناك السلطة الثالثة وهي السلطة القضائية وهي سلطة الفصل في الخصومات والمنازعات التي تعرض عليها، كما أنها هي المسؤولة عن تفسير القوانين التي يشرعها المجلس التشريعي "البرلمان" وتنفذها الحكومة، وتتولى ذلك المحكمة الدستورية العليا والسلطة القضائية تكون أيضا مسؤولة عن القضاء والمحاكم في الدولة وكذلك عن تحقيق العدالة.
    وفي الدول المتقدمة يكون هناك تناغم وانسجام تام بين هذه السلطات الأربع: التشريعية والتنفيذية والقضائية والصحافة، وتحرص تلك الدول المتقدمة على الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية تحقيقا للعدالة وخدمة لمصالح الشعب على اختلاف انتماءاته وميوله فلا تجور سلطة على أخرى وإلا اضطربت أمور الدولة وتسرب اليها الإستبداد والفساد والضعف كما يحدث في كثير من الدول النامية أو ما يعرف بدول العالم الثالث. وتكون السلطة الرابعة أي الصحافة تتمثل بقدر واسع من الحرية والإستقلال بعيدا عن الضغط أو الترهيب أو تقييد الحريات.
    ولا شك أن القيادة الفلسطينية وهي تسعى حثيثا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أسس ثابتة من الحرية ، حرية الفرد وحرية الرأي وحرية التفكير وحرية التعبير تولي السلطة الرابعة أهمية كبرى. ولذا فهي تسعى إلى أن توفر للصحافة والإعلام الخاص والعام أجواء من الحرية بحيث يعمل الإعلاميون من صحفيين وعاملين في الفضائيات المحلية والعربية والأجنبية بكل حرية بعيداً عن أية قيود حتى يستطيعوا أداء واجبهم في نقل الحقيقة كما هي بعيداً عن التحريف والتزوير وعن قلب الحقائق. كما أن القيادة تتيح للإعلاميين حرية التنقل والوصول إلى أماكن الأحداث بكل راحة ويسر وسهولة. كما أنها تسمح لهم بمقابلة المسؤولين على اختلاف مستوياتهم وسؤالهم عما يجري من أحداث محلية وإقليمية. ومن هنا كان حرص الرئيس عباس على الإلتقاء بالصحفيين والاعلاميين المحليين والعرب والأجانب في الداخل وخلال زياراته للدول العربية والأجنبية الصديقة حيث يجيب عن أسئلتهم بصراحته المعهودة دون مواربة أو مراوغة أو تهرب من الإجابة.
    ومن خلال هذه السياسة الإنفتاحية على الإعلام المحلي والعربي والأجنبي فإنه يتواجد عشرات المكاتب وعشرات المراسلين الفلسطينيين والعرب والأجانب في الأراضي الفلسطينية الذين يقومون بنقل الأحداث مباشرة إلى الفضائيات والصحف التي يراسلونها ويعملون لحسابها، فهناك مراسلون لكل فضائية عربية ومكاتب لتلك الفضائيات في مدينة رام الله، والذين يتحركون سريعا في كافة الأراضي الفلسطينية لنقل ما يستجدّ من أحداث ومباشرة ودون أية قيود تحد من تحركاتهم.
    كما أن الصحف المحلية تمتلك هامشا واسعا من الحرية في تناول كافة القضايا التي تهم المواطن الفلسطيني وهناك الكثير من المقالات التي تنتقد أداء العديد من المسؤولين في السلطة في كافة الأجهزة، وتبين أوجه القصور في أدائهم وتنقل مطالب المواطنين المختلفة وشكاواهم ومشاكلهم.
    ومن هذا المنطلق منطلق حرية العمل الصحفي في فلسطين فإن الرئيس عباس أكد أنه سيقوم بمحاسبة كل من تعرض للصحفيين وانتهك حقوقهم في حرية العمل وفي نقل الحقائق، ورفض بشدة كل إهانة توجه للصحفيين والإعلاميين من خلال ممارسات بعض أفراد الأجهزة الأمنية في السلطة. وشدد على أن تعليماته لرجال الأمن بأن لا يهان أحد ليس من رجال الإعلام والصحفيين فقط بل وحتى من المتهمين لأن كرامة الإنسان حتى ولو كان متهما فوق كل شيء ويجب أن يحاسب من يخطئ وفق القوانين المرعية ودون اعتداء على كرامة الأخرين لأن إهانة أي أحد كما أكد الرئيس عباس إهانة للنفس البشرية ولا يجوز لأحد أيا كان أن يهين نفسا بشرية بعد أن كرّم الله سبحانه وتعالى هذه النفس البشرية حيث يقول سبحانه وتعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" سورة الإسراء الأية "70" .
    ولذا فإن الإنسان الفلسطيني شأنه كبقية البشر لا يجوز لأي كان أن يهدر كرامته أو أن يسيء إليه ولو بشطر كلمة، ولا يجوز أبدا أن تمد يد إليه بالضرب أو الإعتداء كما قال الرئيس أبو مازن خلال حديثه مع الصحفيين الفلسطينيين والعرب وقد أبدى الرئيس شجاعته المعهودة حين أعلن أنه يعتبر نفسه مسؤولا شخصيا عن أية انتهاكات أو أية إهانات ضد الصحفيين والإعلاميين.
    ولا بد أن نشيد هنا بدور الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يعملون في أصعب الظروف وأقساها من أجل نقل الحقيقة كما هي للمواطن الفلسطيني والعربي والأجنبي أيضا، حيث أن العديد منهم يعملون مراسلين ومصورين لوكالات أجنبية وعربية أيضا وقد حصل العديد منهم على جوائز قيمة خاصة المصورين منهم، كما أن العديد منهم سقطوا شهداء وهم يؤدون واجبهم وسط الأحداث العنيفة الدامية بل إن بعضهم استشهد وهو يؤدي واجبه الصحفي والإعلامي خارج الوطن مثل الشهيد مازن دعنا الذي استشهد برصاص القوات الأميركية في العراق في السابع عشر من آب عام 2003 حيث كان يعمل في بغداد مصورا لوكالة رويترز.
    كما لا بد من التنويه بزيارة وفد الصحفيين العرب لفلسطين، حيث رحب الرئيس خلال لقائه بهم بمؤتمر الصحفيين العرب في الأراضي الفلسطينية "دورة القدس" وقال مخاطبا الصحفيين العرب "نحن نعرف أن مجيئكم إلى فلسطين تعترضه الكثير من الصعوبات جراء الإحتلال، ورفض المقولة التي تقول إن زيارة العرب لفلسطين هي تطبيع، وأكد لهم "أنتم تأتون لتدعموا صمود السجين وليس لزيارة السجان".
    وقد انتهز الرئيس عباس فرصة لقائه الصحفيين العرب ليدعو جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعم القدس وأهلها من خلال الإستثمار في المدينة المقدسة وتثبيت أهلها، فالقدس بحاجة إلى دعم مستمر، وأشار في هذا الخصوص إلى أن دولة المغرب الشقيق تقدم الدعم للقدس من خلال "بيت مال القدس" الذي يقوم بجهد كبير لدعم المدينة، ولكن الرئيس أكد أن هذا الجهد بحاجة لدعم كل العرب والمسلمين في كافة أرجاء العالم.
    والأمر المؤسف أن العرب لا يقدمون للقدس وللمقدسيين إلا كلمات الدعم دون أن يترجموا ذلك على أرض الواقع، حتى الأموال التي قررتها القمم العربية المتعددة لدعم القدس والمقدسيين لم يصل منها شيء. وهكذا فإن المقدسيين يعيشون ضائقة خانقة في كافة المجالات الإجتماعية والإقتصادية والتعليمية والسكانية علما أن القدس ليست للمقدسيين ولا للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل العرب والمسلمين، فعلى العرب والمسلمين دعم القدس والمقدسيين بالأفعال لا بالأقوال وهم يملكون الأموال الطائلة فلم لا يخصصون جزءاً يسيراً من تلك الأموال للحفاظ على القدس ودعم صمود المقدسيين. فهل يفعلون؟ نأمل ذلك.




    الى عبيد اللحظة!!
    بقلم: يونس العموري – القدس
    هي ليست الكلمات الاخيرة، لسبارتاكوس، الكثير من الصراخ بالظرف الراهن والكثير من النداءات لكم يا معشر العبيد الذين استكانوا وسكنوا الكهوف بملء ارادتهم وراحوا يبحثون عن جنس الملائكة، وعن طبيعة حور العين بالجنان الموعودة والطريق الى جهنم بالنوايا الحسنة معبدة، فالمشانق ما زالت معلقة والقيصر المتربع على عرشه بصراع العبيد مستمتعا ويحاول بايماءة منه ان يباشر حكمه من خلال استكانة العبيد ...
    وهو الليل الذي لابد ان يسود في ظل صمتكم وفي ظل خنوعكم وهدوءكم، والفتات من موائد الرحمان تكفيكم ...
    ويا ايها الجالسون على جوانب الطرقات بعبور مواكب سادة القوم من امامكم انحنوا قليلا حتى تمر مواكبهم لتعودوا لممارسة عنتريات رجولتكم بعد ان ضاعت معاني الرجولة بمواقفكم ولعل هذه الرجولة خُصيت فيكم، ولتتصارعوا على ما تبقى من فتات. كنتم الاسياد والسادة حينما كنتم تدركون حقيقة المعادلة التي من خلالها تفهمون حقيقة الواقع، وحساباتكم كانت بلحظتها بسيطة الحرية تعني حريتكم، والاستقلال يعني سيادتكم، وحق تقرير المصير يعني ان تكون انسانا حرا وسيدا بهذا المسمى بالوطن بصرف النظر عن اوامرهم وارائهم وحساباتهم ومفاوضاتهم ..
    يا عبيد اللحظة والشهوة انظروا جيدا الى ما انتم فاعلون وكيف تقضون نهاركم وراقبوا سلوككم اليوم، والامس ليس ببعيد عن غدكم، في ظل كل هذا العبث بموروثكم وبأدميتكم، وهويتكم قد اضحت محل خلاف واختلاف عند اولي الامر فيكم، وقد تصبحون بلحظة خارج منطق التاريخ، مجرد ارقام في حسبة صناعة الزعماء، ولصناعة القادة مستلزمات وادوات تستدعي فعل التنسيق تارة وفعل المهادنة واجادة العبثية تارة اخرى وللكلام الموزون والدقيق ايضا حساباته بصرف النظر عن الناظر والمنظور على المدى القريب وذلك البعيد وتبقى الاهداف في بنوك الاستثمار من تحدد حقيقة وطبيعة المصير، ومصائر الشعوب قد اصبحت خاضعة لمنطق البيع والشراء.
    يا ارباب اليمين والمتمسكون بالنصوص بصرف النظر عن مكنوناتها والجالسون عن يسار المشهد اصحاب المعادلات الحسية الملموسة احساسكم باللحظة قد قتل .... واصبحت هذه اللحظة مجردة من وقائعها وتفاعلاتها لا معنى لها والقتل بحلبة صراع العبيد متواصل ومستمر والقيصر يعتلي المدرج ويعطي اوامره بمصارعة العبيد والقاتل لابد ان يكون مقتولا في الجولة التالية.
    هي اللحظة الراهنة التي من خلالها نلاحظ اننا نُساق الى الحلبة والكل يُباع ويُشترى والمزاد العلني يتواصل على الرابح والخاسر وحتى يستوي المشهد فالقيصر والنبلاء وسادة القوم والعبيد وجموع الرعاع المصفقون ينحشرون معا في تلك الساحة والكل هنا يمارس دوره بدقة وعناية والعبيد ايضا لهم الدور الرئيسي بحلبة القتل والقتال، ومعشر العبيد يُراد لهم ان يعايشوا النمطية والروتين ولهم ادوار مخطط لها ليصبحوا ورقة في اوراق وملفات مطالباتهم حتى تستوي الرذيلة وممارسة كل اشكال فنون العهر والتعهير بحق انسانيتكم، لتصبح الثورة بلا عنوان وبلا جدوى في ظل استكانة العبيد وان يكون الصراخ مجرد ارتدادات الصدى بالاودية السحيقة ولا حياة لمن تنادي.
    المجد للسيد الذي يحيا في كنفكم ومن لا يواجهه بوصايا الانبياء لا يستحق ان يعيش الا عبدا منفذا لأوامره وصلواتكم ستصبح مجردة من ابتهالاتها ومفرغة من تراتيل كلام الرب وحكمته من خلقكم لتثوروا فقولوا (اللا) بوجه من قالوا (النعم) . وارفضوا كل دساتيرهم وقوانينهم واعملوا لو القليل من خلال قناعاتكم التي لابد من ان تسود في ظل حكم فرعون والفراعنة ومن يتفرعن على حسابكم . مارسوا ضجيجكم وارفضوا كل ما يأتونكم به واعلموا ان حكمة خلقكم لن تستوي في ظل رضوخكم وهدوئكم وان تساقون الى مقصلة الحياة ...
    تهرولون بالصباح الباكر عابسة وجوهكم كالقطيع لتكونوا مجرد ارقام في اتون مؤامرات سادة واولي امركم او هكذا هم يعتقدون.
    ايها الخاضعون الخانعون ، لا تستمعوا كثيرا للخطب المنطلقة من حناجرهم ولاتقبلوا زوجاتكم فقد يعلن الرفض على هدوئكم القاتل وهن يغتصبن على مرأى ومسمع منكم ولا تقبلوا الجميلات بالخفاء فقد ادركن انكم مجرد ذكور غادرتهم رجولة الموقف والمواقف، واعلموا ان الفارس حينما يمتطي اليمامة الزرقاء تطارده عيون كل النساء وينتظرن عودته المظفرة ويكفي انه مارس قناعاته وتمرد على من يدعي انه السيد الامر الناهي.
    ايها العابرون بين ثنايا الخيوط الدقيقة ما بين الحلال والحرام ، انما الحرام وجودكم في ظل خوفكم وقعودكم منتظرين عطاياهم . والميدان قد لفظكم ورفضكم وكل ساحات الوغى صارت بلا معنى وصارت بلا اسماء والقتلى يتساقطون وانتم كما انتم تأكلون وتشربون وتمارسون متعة الشهوة بلا رضى . واعلموا انكم عطشى وان شربتم من المياه الراكدة والبحر كالصحراء لا يروي العطش.
    ايها العبيد اخلوا اماكنكم ومساكنكم فالحدائق التوراتية ستشيد على انقاض احلامكم . والملك داود سيعود لممارسة فسحة الركض عصرا بجوار البيت العتيق وحيث انكم عبيدا قاعدون حيث انتم فلا مكان لكم بين اشجار التين والزيتون وبالتالي اذهبوا حيث يجب ان تكونوا على هوامش صناعة التاريخ ... فامراؤكم يعتلون منصات الكلام لمجرد الكلام ويبقى من ليس له سوى الانتظار ان يرضى بما سيكون له ان يكون و(سلوام) الاسم المرادف لعبثية الانسان بالوادي السحيق حينما كانوا متحصنين لحماية المياه الجارية من عيون متفجرة بارادة الرب وتضرع المؤمنين حينها، ستصبح مدينة داود بالعبرية ناطقة.
    مارسوا غضبكم واعلنوا عن نفيركم واعدوا لهم ما استطعتم من الحب والارادة ، وثورتكم اعلنوا عنها بوجه التنين وللتنين اوجه متعددة وليس بالضرورة ان يكون ذاته ذاك المتغول ببراري الارض السمراء بل ربما سيكون من اتباعه ممن هم بالضاد ايضا ناطقين وانتم تعلمون وتعرفون وتدركون مرامي الكلام ومغازي المعاني.
    ولتعلموا ان من يرث البيت والمسكن والارض هم الاقوياء والتاريخ لا يتوقف كثيرا عند تغير الاسماء وسيمحو من ذاكرته اسماءكم ودلالات وجودكم ان بقيتم باسدال حلبة القتل دائرون دون ان تقاتلوا وتسطروا مواقف تعرفكم الارض من خلالها ،والثورة هي صناعة وحياكة المستحيل ولبس اثواب العزة فأنزعوا عنكم ثوب العبيد ولتكن بداياتكم من حيث انتم الان اخرجوا من عباءات امرائكم وسيطروا على مشاهد يومكم ، ولا تنحنوا للريح وكونوا كما انتم ولا تزيفوا حقائقكم ولا تجاملوا فالانحناء مر، وعلموا اطفالكم ركوب المستحيل والله سيتكفل باليتامى والمساكين وعابري السبيل ان كانوا ممن يملكون الايمان بحتمية انسانيتهم وبقدرتهم على ان يكونوا بشرا لهم القدرة على تحدي قوانين الظلم والظالم والمظلوم.
    ايها القاتل ويا قاتل احلامي وغدي ويومي، هذه وصاياي ان تشأ فاسمعها واحفظها عن ظهر قلب .. اقتلني خلسة ولا تجاهر بالقتل ولا تجعل مني بطلا شهيدا فالجمع قد اضحوا عبيدا عند جلال سلطانك لكن ارجوك ان ترحم الشجر وكما هي كلماتي كقائد في غابر الازمان حينما كانت ثورتي على قياصرة روما اجدد ( لكنني اوصيك ان تشأ شنق الجميع ان ترحم الشجر، لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانق، لا تقطع الجذوع فربما يأتي الربيع والعام عام جوع.

    سياسات الوحدة الوطنية وجهاديات الانقسام
    بقلم: رضوان السيد – القدس
    في مقابلةٍ صحافيةٍ قبل عدة أشهر اتّهم بارزاني السياسيين السنة بالعراق بأنهم إنما عارضوا دعواته لإحلال «الأقاليم» بديلا للفيدرالية الموجودة لأنهم كانوا لا يزالون يطمحون إلى العودة للسيطرة على كل العراق! وقد ذكر بارزاني ذلك عندما كان المالكي يتجه لضرب المظاهرات والاعتصامات في المحافظات السنية الست، والتي استمرت سلميةً لعامٍ ونصف العام. وقتَها تخلَّى بعض السياسيين السنة عن وحدويتهم المشهودة، ورأوا أنّ الغَلَبة المالكية الإيرانية ما تركت لهم خيارًا غير «الأقاليم» التي يحبها بارزاني، لأنها تسير في المشروع الكردي لتقسيم العراق رسميًا. إنما حتى في تلك الظروف الصعبة بعد سنوات القمع والإخضاع والتهجير؛ فإنّ القادة الرئيسين للسنة في المدن والعشائر تشبَّثوا بوحدة العراق، وبالحكم المتوازن، وعلى رأس هؤلاء الشيخ عبد الملك السعدي، وعلي الحاتم السليمان، والنجيفي رئيس مجلس النواب. والواقع الآن أنّ المستفيدين من الثوران السني الأخير هُمُ الأطراف الثلاثة: الأكراد، والإيرانيون، و«داعش»! أما البارزانيون فقد استولوا على كركوك، وبعض البلدات في ديالي وصلاح الدين اللتين كانوا يطالبون بضمّهما إلى إقليم كردستان، وها هم كل يومٍ يؤكدون أنه لا عودة للوضع السابق! وحجتهم في ذلك وعليه ليس «حق» الأكراد «التاريخي» فيما استولوا عليه في الأيام الأخيرة فقط؛ بل واستحالة التعايُش بين السنة والشيعة في بقية أجزاء العراق! وأمّا الإيرانيون فقد نصحوا المالكي قبل سنتين (وعلى وقع الثورة السورية)، بالموافقة على الأقاليم، للتخلُّص من أعباء المحافظات السنية الكثيرة المطالب، بحيث لا يعود السنة مكوِّنًا وازنا في السلطة المركزية. لكنهم ما لبثوا أن غيَّروا رأيهم عندما اعتقدوا أنهم نجحوا في ضرب الثورة السورية، والإبقاء على بشار الأسد. وهكذا فقد اعتقدوا أنه يمكن لهم (وبقدراتٍ أكبر) أن يقمعوا السنة بالعراق، كما قمعوهم في سوريا ولبنان! وأمّا «داعش»، وما أدراك ما «داعش»؛ فإنّ التقسيم كان دأبهم من الأساس، لأنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون في «دولة العراق الإسلامية» أن يسيطروا على الجهات الشيعية والكردية في العراق الموحَّد. وقد ذكر أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم لبعض زعماء العشائر الذين جادلوه في مشروعه التقسيمي هذا، أنه لا ينبغي أن يخافوا من ضآلة موارد الدولة العتيدة، بعد أن سيطر مسلَّحوهم على بعض آبار النفط السورية بالرقة ودير الزور!
    كان الشتامون الرئيسون لسايكس - بيكو والحدود التي اصطنعتها هم البعثيين في سوريا والعراق كما هو معروف. لكنّ بشار الأسد وإيرانيي «حزب الله» (وبحسب سلوكهم القتالي والتهجيري الظاهر)، أرادوا ويريدون إقامة دويلةٍ طائفيةٍ علوية/ شيعية على الساحل السوري، تستفيد من الكثرة العلوية - الشيعية في الساحل ولبنان، وتملك إمكانياتٍ بترولية وغازية كبيرة في البحر. وليس من الضروري أن يتحقق ذلك رسميًا الآن، إنما حتى لو اضطر بشار الأسد ونصر الله للبقاء في دمشق؛ فإنّ هذا الكيان الساحلي البعلبكّي يستطيع التكون بإشرافهم ووجودهم في السلطة في سوريا المخرَّبة.
    مَنْ قال إن حدود سايكس - بيكو هي حدودٌ غير طبيعية؟ حدود الفرات هي حدود سوريا أو الشام الطبيعية منذ آلاف السنين. أمّا زلُّومةُ الموصل فبقيت في العراق بسبب العشائر العربية هناك والتي حمت عروبتها، لأن الخيار ما كان بين ضمّها إلى سوريا والعراق، بل كان الخيار بين ضمّها إلى تركيا أو ضمّها إلى العراق! فبالضم إلى العراق أمكن حماية عروبتها، وإلاّ لأصابها ما أصاب لواء إسكندرون، لأن الحجم العربي ما كان كبيرًا فيه! ولا نزال نذكر الجدالات التي اندلعت داخل السُنّة في الأشهر الأخيرة، بين الذين يريدون استمرار المحاولة في الاتفاق الوسطي مع المالكي، والذين يريدون إسقاط المالكي من دون هوادة. وقد كان بين مُحاولي التوافق أُسامة النجيفي الذي اتهمه خصومه أنّ جدَّه كان مؤيدًا لضم الموصل إلى تركيا!
    إنّ التحدي الرئيس فيما نحن بصدده هو تحدي حفظ عروبة سوريا والعراق والمنطقة وانتمائها. فقد حكمت منطقتنا في المشرق العربي منذ آمادٍ أو وجّهت سياساتِها في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية أقليات إثنية ودينية وطائفية وسياسية. وقد كان ذلك هو الواقع رغم التغطيات القومية والوحدوية. وما ظهرت المشكلة على حقيقتها إلاّ عندما حدثت الغربة القاسية في سوريا والعراق ولبنان بين النُخَب الحاكمة والجمهور. وقد حدث ذلك لسواد الأنظمة العسكرية والأمنية التي قمعت الناس، وضيّعت الأهداف الوطنية والقومية. ولأنّ الأولوية لدى تلك النُخَب كانت ولا تزال الاحتفاظ بالسلطة؛ فإنها اتجهت عملا للقمع المطلق، والتقسيم على الأرض إن استحال الاستمرار في الإخضاع. وظهرت قوتان تقسيميتان في المنطقة والداخل العربي: إيران والأصولية السنية. إيران تحدثت منذ الثمانينات من القرن الماضي ليس عن الثورية المهدوية فقط؛ بل وعن «جيوبوليتيك الشيعة» في الشام والعراق والخليج. ففي كل بلدٍ فيه شيعة، يكون عليهم إن استطاعوا أن يسيطروا عليه، أو أن ينشئوا فيه كيانًا ذاتيًا تقسيميًا. وكانت الحجة الظاهرة مصارعة أميركا وإسرائيل، والعمل الباطن ضرب الانتماء العربي الواحد، وتفتيت الدول المحيطة بشتى الوسائل وأهمُّها التمييز بين السنة والشيعة. ويخيَّلُ إليّ أحيانا أنّ هذه الأهداف كانت إسرائيلية تمثلت في ضرب الجيوش، وتفتيت الدواخل. ثم إنّ إسرائيل عملت مع الولايات المتحدة وتقاطعت مع إيران في التسعينات من القرن الماضي وما بعد. وما عادت بحاجةٍ لتصدُّر المشهد بعد أن قام الطرفان ويقومان بهذه المهمة. ولستُ أقصدُ بذلك تجديد الحديث في المؤامرة وخططها ومتطلباتها. وإذا لم تعِ إسرائيل مصلحتَها في دخول إيران وتركيا إلى المنطقة العربية، فلنقل إنها أفادت من هذه الدخولات كلّها من خلال الولايات المتحدة، أو في توازٍ معها! فلو كانت إيران تريد دولةً قويةً ومستقرةً بالعراق، لما وقفت مع سياسات المالكي الإقصائية والإرهابية، والتي تُهدِّد بخراب العراق، كما شاركت في تخريب سوريا، وتوشكُ هي والأسد أن يخرِّبا لبنان!
    أمّا «داعش» فهي قوةٌ تقسيميةٌ بالضرورة، وليس بين السنة والشيعة فقط؛ بل ضمن السنة بالتحديد. فهم يعانون من ثلاثة أمراض: مرض الطهورية الدينية الشرِس، الذي يرفض كلَّ مظهرٍ من مظاهر الاختلاف. ومرض كراهية المدن والمجتمعات المعقَّدة. ومرض الاختراقات والتحويلات، والتي جعلتهم يشتغلون عند إيران ونظام الأسد في الأعوام الأخيرة. هم يمتلكون قوةً ماليةً وعسكرية معتبرة الآن، لكنهم لا يملكون الخبرة والقدرة والعقل وإمكان التلاؤم مع المحيط القريب أو البعيد.
    إنّ هذا كلَّه يعني أن علينا جميعًا عربًا ووطنيين العمل بكل سبيل للحفاظ على وحدة العراق الوطنية، وعلى انتمائه العربي. ويعني ذلك عمليًا عدم التسليم لا بالأقاليم ولا بالتقسيمات التي أغرت بها إقصائيات المالكي، وتقسيمات إيران الطائفية، وجنونيات «داعش» واختراقاتها. والسبيل لذلك واضح وهو الذي تحدث به علي الحاتم السليمان مرارًا خلال الأسبوعين الماضيين. ذهاب المالكي، وإقامة حكومة إنقاذ وطني. وهذان هدفان أو هما هدفٌ واحدٌ ذو شعبتين. أما المطالب الأخرى مثل إزالة القوانين التمييزية، وإزالة الإقصاء، وهيكلة الجيش والقوى الأمنية؛ فإنّ ذلك كلَّه يحتاج إلى سنتين أو ثلاث كما قال إياد علاوي. وهذان الأمران المطلوبان بشكلٍ عاجلٍ صعبان جدًا لأن الإيرانيين لن يقبلوا، ولأنّ «داعش» لن تقبل، ولأنّ بارزاني لن يقبل. ولذا يحتاج العراقيون لمساعدتنا في التضامُن الداخلي بكل سبيل، وبين السياسيين السنة والشيعة والتركمان، ويحتاجون أيضا لتصميم أميركي على وحدة العراق، ودعم دبلوماسي وسياسي عربي في هذا السبيل. ويحتاجون أيضًا، وبالذات العشائر، إلى دعمنا في قتال «داعش»، ومناضلة الخطاب المتطرف.
    إنّ استمرار وحدة العراق هو مطلبنا الأول، وهو المدخل ليس لبقية بنود الإصلاح فقط؛ بل ولمكافحة الخراب والانقسام في سوريا ولبنان. والأميركيون بالمصادفة أو بالقصد معنا في ذلك. المهمُّ عدم السماح لإيران ولـ«داعش» بتطويل الأزمة. أما توجهات التقسيم بحجة استحالة العيش معًا، فهي داءٌ قاتل، ووصفة لاستمرار الخراب للبلدان والقتل للشعوب، وإهلاك العرب!

    أسرى القدس المحررين المختطفين
    بقلم: راسم عبيدات – القدس
    هم من تحرروا في صفقة الوفاء للأسرى "صفقة شاليط" في تشرين اول/2011،هم وأسرى الداخل الفلسطيني - 48 - من طال إنتظارهم،حيث لم يتم الإفراج عنهم لا في صفقات إفراج اوسلو ولا ما يسمى بإفراجات حسن النوايا،حيث إستطاعت حكومة الإحتلال أن تفرض على السلطة الفلسطينية،عدم الحديث باسمهم بإعتبارهم اسرائيليي الهوية -القدس- والجنسية - الداخل-، ونتيجة لذلك أصبح لديهم قناعة تامة بأن تحررهم من الأسر غير ممكن بدون صفقات التبادل، وبالفعل توفرت لهم الفرصة في صفقة الوفاء للأسرى لكي يعانقوا الحرية،عانقوا الحرية، وسابقوا الزمن لتعويض ما فاتهم،من اجل الإستقرار والعيش في كنف أسرهم،غير نادمين على ما دفعوه من ثمن على المستويات الشخصية والإجتماعية والوطنية، جزء منهم ودع حياة العزوبية القسرية بفعل الأسر، تزوج وأنجب او على طريق الإنجاب الأسرى ناصر عبد ربه وعلاء البازيان وعدنان مراغه، وجزء آخر منهم كان يريد تعويض الزوجة والأبناء والأهل عن الحب والحنان المفقود بفعل الأسر الطويل.
    لم ينعموا بالحرية ولم يشتموا نسائم عليلها طويلاً،حتى عاد الإحتلال ليطاردهم من جديد وينغص عليهم فرحتهم، فالإحتلال خبير ومختص بسرقة الفرحة من شعبنا،من الطفل والمرأة والشيخ والعجوز،فهو لا يريد لأطفالنا ولنا ان ننعم بوطن حر نعيش فيه بحرية وكرامة كباقي بني البشر،بل يريد إستعبادنا وإذلالنا في وقت تغادر فيه البشرية في القرن الواحد والعشرين الإحتلال والعبودية.
    الإحتلال وافق على تحررهم من المعتقلات صاغراً، وكان يتحين الفرصة لكي يعيدهم مجدداً إلى الاسر ، فهو يريد لأسرانا فقط ان يخرجوا من معتقلاته على ظهورهم وفي اكياس بلاستيكية سوداء، فقد سن تشريعات وقوانين تمنع الإفراج المبكر عن الأسرى المحكومين بأحكام عالية والسجن المؤبد من أسرى شعبنا،ويريد منا كشعب وفصائل واهالي ان نستقبل هذا القرار بالورد والرياحين والزغاريد،أي إحتلال هذا وأي عنجهية وبربرية هذه لم يعرفها لا التاريخ القديم ولا الحديث.
    جاءت عملية إختفاء الصهاينة الثلاثة في منطقة الخليل، وإتهامات اسرائيل واجهزة امنها لحركة حماس بأسرهم،لكي يجد الإحتلال واجهزة امنه الفرصة مؤاتية لهم، لكي ينفذوا مخططاتهم بحق الأسرى المحررين في صفقة الوفاء،حيث عمدت الى إعادة إعتقال أغلب من تحرروا في الصفقة من أسرى الضفة الغربية والقدس،في عملية قرصنة وبلطجة غير مسبوقتين،برغبة الإنتقام فقط ولكي يقولوا لفصائلنا وشعبنا بأنه لا مجال لحرية أسراكم لا بالسلام والمفاوضات ولا بالأسر والخطف...؟؟، بل كل من يقاوم او يرفض الإحتلال مصيره القتل والإغتيال او السجن حتى الموت.
    وفي إطار تسويغ المبررات لما قامت به حكومة الإحتلال من إعادة إعتقال الأسرى المحررين، وفي توقيت غير بريء أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي"الشاباك"، بأن من قتل ضابط استخباراته قبل شهرين في عملية ترقوميا "باروخ مزراحي" هو الأسير المحرر في صفقة الوفاء للأسرى زياد عواد من اذنا، ولذلك يجب أن يعاد إعتقال هؤلاء الأسرى المحررين،لأنهم ضالعون في انشطة وفعاليات وأعمال مقاومة ضد الإحتلال، ولا يجوز أن يبقوا أحرار.
    والأسرى المقدسيون الذين إختطفتهم اجهزة الأمن الإسرائيلية بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين في الخليل، والمأسورين الإفتراضيين من قبل حركة «حماس» على حد زعم اسرائيل......هم الأسير الكفيف علاء البازيان وناصر عبد ربه وابراهيم مشعل واسماعيل حجازي وعدنان مراغه ورجب الطحان وجمال ابو صالح ولحق بهم قبل أربعة أيام الأسير المحرر سامر العيساوي..صاحب اطول إضراب مفتوح عن الطعام.
    الإحتلال وأجهزة مخابراته يدركون تماماً بأن هؤلاء الأسرى وغيرهم من الأسرى المحررين في صفقة الوفاء غير منخرطين في أعمال نضالية وكفاحية ضد الإحتلال، ولكن عملية إعادة اعتقالهم تستهدف كسر إرادة شعبنا،وإفهام فصائلنا بأنه لن تكون حرية للأسرى عن طريق الخطف والأسر،فزمن صفقات التبادل قد ولى...ولن يكون حرية لهم أيضاً عن طريق المفاوضات،وكذلك من أجل إرضاء مجتمعهم المتطرف.
    نعم بلطجة وعنجهية غير مسبوقتين، وتفرعن لم يلق من يرده او يردعه، بسبب إنقسامنا وضعفنا وعدم توحدنا وإنشغالنا في بعضنا البعض،وبعض التصريحات التي كان همها التركيز على المستوطنين الثلاثة ومصيرهم،وليس التركيز على مصير أكثر من (5200) من أسرانا في سجون الإحتلال والذين يتعرضون الى عمليات قمع منظمة وممنهجة، والأسرى الإداريون ال(180) الذين استمر إضرابهم المفتوح عن الطعام (63) يوماً،والذين كان يتهددهم خطر الموت،والمعتقلين دون أي محاكمات وفي تعارض صارخ مع كل القوانين والإتفاقيات والمواثيق الدولية،دون أن يتحرك ضمير العالم الإنساني ومؤسسات حقوق الإنسان،والمتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان من الأمريكان والغرب الإستعماري، الذين سارعوا الى إدانة عملية خطف "اسر" المستوطنين الثلاثة والمطالبة بإطلاق سراحهم في "تعهير" وإزدواجية للمعايير والقوانين الدولية.
    هذا العالم المدعي للحضارة والإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان،لا يهمه سوى مصالحه،تلك المصالح التي في سبيلها،ليس فقط مستعد للمساواة بين الضحية والجلاد،بل مناصرة الجلاد على الضحية،والطلب من الضحية ان تعتذر للجلاد،هذا زمن الإنحطاط العربي والضعف الفلسطيني،هو من اوصلنا الى مثل هذه الحالة من الذل والهوان.
    قضية أسرانا واحدة من قضايا شعبنا المركزية،والتي تهم كل بيت وأسرة وعائلة فلسطينية،يجب أن تبقى حاضرة في كل مناسباتنا وفعالياتنا وانشطتنا،ويجب ان تصل الى كل محفل ومؤسسة وهيئة دولية،بما فيها التوجه الى محكمة الجنايات الدولية لجلب قادة الإحتلال لها ومحاكمتهم على ما يرتكبونه من جرائم حرب بحق أسرانا،الذين يتعرضون في سجون الإحتلال وزنازينه الى الموت البطيء.
    وليتشكل فريق عمل ولجان مختصة من قانونيين فلسطينيين وعرب ودوليين لطرح قضية أسرانا المحررين الذي جرى إعادة إعتقالهم على المحافل الدولية،وليتم الضغط على النظام المصري لكي يتحمل مسؤولياته في هذه القضية بإعتباره هو من رعى هذه الصفقة وأشرف عليها.



    مـــونــديـــاليــزم
    بقلم: حسن البطل – الايام
    أعلاه عمره ثلاثة مونديالات، في مونديال 2002 وجدتُ نفسي المعلق الرياضي الرئيس، وعلى الصفحة الأولى من "أيام الملاعب" بالعنوان أعلاه.
    جمعت أعداد "أيام الملاعب" لمونديالين 1998 (فرنسا) و2002 (كوريا الجنوبية - اليابان) وأهديتها للقسم الرياضي.
    هل أصلح معلقاً رياضياً، كما أثنى قارئ على عمودي يوم 15 حزيران في استهلال مونديال البرازيل؟ كلا .. وإن كنت، لمرة واحدة، المعلق الرياضي لمونديال 2002، لكن معتمداً على جاري احمد زبن، الذي يسهر للرابعة، بتوقيت فلسطين صباحاً ليرى مباراة قارية لمنتخبات اميركا الجنوبية، وعقله كأنه "خارطة جيوديزية" للمونديالات، والأولمبيات، والبطولات القارية والاقليمية - وحتى الوطنية!
    الفرق المتبارية والنجوم هي ما تنال الاهتمام الأوفر في الصحافة الرياضية، قبل المدراء الفنيين للفرق .. لكنني احفظ اسم جاك ايميه، مدرب فريق الديكة الفرنسي، لا لأنه قاد فريقه للفوز لأول مرة بكأس العالم، رغم أنه مدرب رياضة بدنية فحسب، بل لأنه استقال بعد هذا المجد.
    ما الذي يهمني في المونديال ومباريات كرة القدم؟
    أولاً: جماليات الانفعال البشري للاعبين، وحراس المرمى، والمدربين .. وخصوصاً للجمهور. إنه انفعال فطري صادق، وليس كما في السينما يحاكي الصدق ما استطاع.
    اللهفة منذ يركل اللاعب ضربة الجزاء، او رمية حرة، او رمية ركنية، الى ان تطيش او تصيب هدفاً.
    الفرح الطاغي على وجه وحركات وجسم لاعب يسجل هدفاً، والأسى والحزن على وجه حارس المرمى .. وانفجار جنون الجمهور المؤيد، او خيبة امل الجمهور الآخر .. والجميع يضع كفيه على رأسه (آخ!).
    ثانياً: ركلات الترجيح التي تحسم مباراة حساسة طالت والتهمت "الماتش" الأول فالثاني، إما بتعادل صفري او بأهداف متعادلة.
    هذه هي قمة الدراما، حيث البطولة المطلقة، في هذه للعبة الجماهيرية من 22 لاعباً، كأنها المبارزة بالسيف او بالمسدسات، بين حارس المرمى واللاعب الذي يركل الكرة.
    ههنا قمة انفجار الانفعال الانساني، الجميل والمتعارض، إن طاشت الرمية نادراً او اصابت مقتلاً / هدفاً.
    في المباراة، لكل لاعب "لغته" لغة جسده ولغة وجهه بعد ما يسجل هدفاً، ويرتمي عليه زملاؤه.
    حكما خط التماس كأنهما قاضيان في محكمة، لكن حكم الساحة كأنه رئيس القضاة. هما نادراً ما يغلطان ان تجاوزت، الكرة الخط، لكن حكم الساحة هو من يرفع بطاقة صفراء، او بطاقة حمراء، او يطلق صفارته ان كانت العرقلة مقصودة، وأحياناً يحكم والعرقلة غير مقصودة .. لكنه يرى او لا يرى. اخطاء التحكيم نادرة.
    الجمهور على المدرجات بأقنعة وجوه غريبة، او بملابس غريبة، ويختلف هذا الجمهور عن جماهير "قتال الموت" ومبارزاته في الساحات الرومانية (المجالدون) لأنه "للحظة" تمتد 90 دقيقة ملأى بالمفاجآت الآسرة، والمخاشنات الغريزية بما فيها جندلة الاقدام، او حتى "العض" و"النطاح" وغالباً دفع الآخر او جذبه من قميصه، او استخدام يده وذراعه خلسة او بغير قصد.
    يبدو ان المونديالات جوالة من قارة لاخرى، ومن بلد لآخر، وهي "تزرع" في تجوالها ملاعب رياضية جديدة، او تجدد الملاعب القديمة، بينما هذه "الفيفا" تعمل وكأنها "القطب الواحد" العالمي، الذي يقرر أين يقام كل مونديال، بناء على دفتر العروض، وجاهزية الدول لهذا العرس الكروي الدوري كل اربع سنوات.
    شخصياً، أحب هذه العروض الفنية التي تسبق كل مونديال: باذخة وأخاذة وجميلة، وتروي قصة من تاريخ الدولة المضيفة، او قصة عالمية .. وكل هذا باتفاق تام محسوب بالدقيقة والثانية.
    صحيح، ان الكرة هي الكرة بمقاسات كرة لا تتغير من حيث الحجم، لكنها قد تتغير قليلاً من حيث الوزن، وتتغير كثيرا من حيث الشكل بين كل مونديال وآخر، أما قواعد اللعب فهي بطيئة التغيير.
    صحيح، أن في المباريات بين الاندية قد تتغير ألوان ألبسة اللاعبين إن تشابهت مع ألوان غيرها، لكن في "المونديال" حيث لكل دولة علم، فإن لكل فريق الوان القميص والسروال، تاركاً للاعبين اختيار اشكال ألوان الاحذية .. ولكل فريق اسم "حركي"!
    لذة اللعبة هي في المشاركة، إن كان على المدرجات او في الساحات، او في المقاهي، او في البيوت، ما دامت الصورة تصل في لحظتها الحقيقية على مدار الكرة الارضية، لكن المشاركة هي في "الانحياز" إمّا الى فريق اللاعب المحبوب، او المدرب الناجح، او الدولة .. وإما في "الانحياز الايجابي" للمباراة من الناحية الرياضية والفنية.
    شخصياً، أنا منحاز للجنوب ضد الشمال، ولفرق الدول الفقيرة ضد فرق الدول الغنية، وللفريق الضعيف ضد الفريق القوي .. لأن دراما كل مونديال هي سقوط الكبار المفاجئ من الدور الاول، وليس الحصول على لقب اول او لقب خامس او سادس لكأس العالم.

    بيد نتنياهو لا بيد بينيت!
    بقلم: رجب أبو سرية – الايام
    بقدر ما كان تحالف بنيامين نتنياهو مع أفيغدور ليبرمان، في الحكومة الإسرائيلية السابقة، يشد نتنياهو، وبالتالي القرار والسياسة الحكومية باتجاه اليمين المتطرف، ارتباطا بمواقف ليبرمان، الذي كان يسعى للحصول على أصوات المستوطنين إضافة لأصوات اليهود القادمين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، بقدر ما يمكن القول بان نفتالي بينيت قد احتل موقع ليبرمان في حكومة نتنياهو الحالية.
    ورغم أن ليبرمان ما زال عضوا في الحكومة، وما زال وزيرا لخارجيتها، بما يشير، كما جرت العادة في تشكيل الحكومات الإسرائيلية، على أن يتولى الخارجية الرجل الثاني في الحكومة، إلا أن نتائج الانتخابات الأخيرة، ومن ثم التشكيل الجديد للحكومة، إضافة إلى اضطرار ليبرمان للتواري عن العمل السياسي فترة استجوابه في دعاوى قضائية، لها علاقة بالفساد وتبييض الأموال، جعل من بينت ممثلا لقطب اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الذي يقوم بشد نتنياهو إلى جهة التطرف، مقابل تومي لبيد وتسيفي ليفني.
    لقد كان نفتالي بينيت ممثلا صريحا للمستوطنين، الذي حاز حزبه "البيت اليهودي" في انتخابات الكنيست الأخيرة على أعلى الأصوات في صفوفهم، لذا فان مواقفه في الحكومة واضحة وصريحة، تتميز بالتطرف تجاه الجانب الفلسطيني، إن كان على مستوى رفض التفاوض معه، أو في كل ما يتعلق بالسلطة ومواقفها، لدرجة أن تتابعت تصريحات بينيت " النارية " ضد السلطة وضد رئيسها، وكان آخرها، يوم أمس، الخميس، حيث شن الوزير الإسرائيلي المتطرف هجوما على الرئيس محمود عباس، واصفا إياه بأنه إرهابي خطير.
    أقل ما يمكن أن يقال في بينت بهذه المناسبة، هو انه ينطبق عليه قول المتنبي، الشاعر العربي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كاملُ!، لكن وحيث أن هذا الكلام لا يخرج من رجل عادي، أو من عابر سبيل، بل من رئيس حزب، شريك أساسي في الحكومة الإسرائيلية، فان تصريحاته ومواقفه، يجب أن لا تمر مرور الكرام، بل يجب تتبعها، للتأكيد وللتدليل على أن الحكومة الإسرائيلية، إنما هي حكومة عاجزة عن التوصل إلى حل مع الجانب الفلسطيني، وغير قادرة على صنع السلام في المنطقة.
    ولأنها حكومة، بلا عقل، أو على الأقل، أنها حكومة بلا رؤية إستراتيجية، ما دامت تخضع لاعتبارات أصوات الناخبين، بمن فيهم المستوطنون، فإنها ستظل تعتقد بأنه يمكن التعامل مع الحالة الفلسطينية، وفق أدوات الأمن، من قمع، اعتقال، حواجز، وما إلى ذلك، وانه يمكن الاستمرار بالاحتلال إلى ما لانهاية، تماما كما كان يعتقد الحكام الطغاة، في بعض الدول العربية، التي تنتفض شعوبها على الاستبداد منذ بضع سنوات، نجحت خلالها في إسقاط عدد منهم، بل وفي تحقيق ما كان يمكن اعتباره ضربا من المستحيل.
    لقد تحولت الحملة الأمنية الإسرائيلية بالبحث عن المستوطنين الثلاثة، إلى "لعبة" تثير السخرية في الشارع الإسرائيلي، بما دفع إسرائيليين اثنين، لم يتجاوزا الرابعة عشرة للاتصال بالشرطة، لإبلاغها بأنهما مخطوفان في بتاح تكفا، فيما كان جندي قبل يومين يشد من أعصاب الشرطة الإسرائيلية لمدة ساعتين، بعد اتصاله بها، لإبلاغها بأنه مخطوف، وتبين انه على متن حافلة!
    بعد نحو أسبوعين، يقال بأن إسرائيل تستعد لوقف الحملة، التي كانت قد بلغت ذروتها، بتحريض بينت لنتنياهو على اقتحام مؤسسات السلطة، وإسقاطها، لولا تدخل لابيد وليفني في اللحظة الأخيرة، كما حدث في مناسبات سابقة عديدة، ويقال بأن إسرائيل ستكتفي بالمتابعة الأمنية، أي الاستخبارية، ربما في انتظار أن يشعر الخاطفون بالطمأنينة، بعد توقف حملة المطاردة والبحث، لعرض شروطهم، بما قد يدل عليهم، أو بما قد يؤدي إلى الكشف عن حقيقتهم وعن طبيعتهم، بعد القيل والقال، الذي تبع الإعلان عن الخطف، من أن هناك أكثر من جهة، كان آخرها _ حزب الله _ قد أعلنت تبنيها للعملية!
    تريد إسرائيل، من خلال نشر بيانات تبني العملية، أولا، التأكيد على أن عملية الخطف حقيقية وليست لعبة ولا مزحة، ثم أن جماعة فلسطينية هي المسؤولة عن الخطف، لتبرير كل ما فعلته من قتل وجرح واعتقال وتدمير مؤسسات، وتخريب بيوت خلال الأسبوعين الماضيين.
    لكن هناك ما هو اخطر _ برأينا _ وهو أن إسرائيل، سعت لاستثمار الحدث، أيا تكن الحقيقة حول وقوعه من عدمه وحول تفاصيله، لإضعاف الموقف الفلسطيني، ومحاولة شل قدرته على المقاومة، بل وعلى مواجهة تدبير أو مخطط إسرائيلي قادم، قد يكون على الأرجح هو البدء بتنفيذ خطة بينيت الخاصة بضم المستوطنات، لملء الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات، حيث يمكن فعلا البدء بإجراءات الضم، من خلال تدابير أمنية، تبرر بدعوى الحفاظ على حياة المستوطنين، من خلال حماية الطرق وحدود المستوطنات، وربطها بإسرائيل، وعزلها أو إخراجها في الوقت ذاته من النطاق الفلسطيني، أي إزاحة خط الحدود من الجدار العازل إلى جدار جديد وراء المستوطنات، والمقصود بالطبع ضم المستوطنات واعتبارها كجغرافيا، من ملف تفاوضي إلى جزء من دولة إسرائيل، حتى تكون المستوطنات إسرائيلية كما هو حال المستوطنين، فيكون الضم رسمياً، إن سمحت ردود الفعل بذلك كما تم ضم القدس والجولان، أو فعليا على الأقل بما يجعل من تفكيك المستوطنات النائية مستحيلا ضمن أي حل مع الفلسطينيين، وبذا يكون بينيت قد حقق برنامجه السياسي بيد نتنياهو، وليس بيده!

    الجماعات "التكفيرية" وإسرائيل
    بقلم: محمد ياغي – الايام
    من المفارقات التي تدعو للتفكير أن إسرائيل بمنأى عن "المذبحة" التي تتعرض لها العديد من الدول العربية. وإذا كان مفهوماً أن بعد إسرائيل عن اليمن أو ليبيا مثلاً يحميها من الجماعات التكفيرية الموجودة في تلك البلدان، فإنه من الصعب فهم السبب الذي يمنع امتداد ما يجري في سورية والعراق وسيناء ولبنان لإسرائيل.
    الجماعات التكفيرية مثلاً تسيطر على جزء من الشريط الحدودي بين الجولان المحتل وسورية، لكنها لم تحاول حتى إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل. العملية العسكرية التي جرت في الجولان مؤخراً وأدت الى مقتل شخص وإصابة آخر يعملان لحساب الجيش الإسرائيلي تم تحميل مسؤوليتها للدولة السورية واستهدفت إسرائيل الجيش النظامي السوري. وفي أحداث سابقة، حملت إسرائيل المسؤولية لحزب الله، لكنها لم تصرح أبداً بأن الجماعات التكفيرية قد استهدفتها أو حتى سعت لاستهدافها.
    في لبنان، تبذل الجماعات التكفيرية قصارى جهدها لاستهداف تنظيم حزب الله والمناطق الشيعية والسفارة الإيرانية، ولا يتورع انتحاريوها عن تفجير أنفسهم في عناصر الجيش اللبناني على الحواجز أو أثناء محاولات الجيش اللبناني لاعتقالهم، لكننا لم نسمع أنهم قاموا بمحاولة واحدة لاستهداف جندي إسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية.
    في سيناء، نقل التكفيريون معركتهم للقاهرة والسويس ومحافظات عديدة أخرى، استهدفوا الشرطة والجيش وزرعوا عبوات انفجرت في جامعات ومحطات مترو. في سيناء نفسها لم يتورعوا عن قتل جنود عزل كانوا في طريقهم لبيوتهم، لكن حدود مصر مع إسرائيل حيث تتواجد هذه الجماعات بقيت آمنة.
    العراق لا يشترك بحدود مع إسرائيل، لكن الخطاب الناري أو النصيحة النارية التي وجهتها "داعش" لأهل معان في الأردن كانت أن يفتحوا نيران أسلحتهم على الجيش ومؤسسات الدولة الأردنية وليس على إسرائيل. حتى عندما حددت "داعش" العنوان الأكبر لأهم المعارك التي ستمجد انتصارها، قالت إنها ستكون في "كربلاء" وليس في "القدس" مع العلم بأن خارطة "داعش" لدولتها في الشام والعراق يفترض بأنها تشمل فلسطين، أو ليست فلسطين جزءاً من بلاد الشام.
    لا أكاد أذكر أن فلسطين أو إسرائيل قد وردت على لسان أيٍ من قادة هذه الجماعات. صحيح أن أسامة بن لادن اعتاد أن يربط بين ما يقوم به تنظيمه من جرائم وبين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والدعم الأميركي لدولة الاحتلال وقد نتج عن ذلك استهداف سفارات لإسرائيل في إفريقيا وعمليات استهداف لسياح إسرائيليين في طابا، لكن القاعدة الجديدة بأدواتها "داعش وجبهة النصرة" وغيرها من الجماعات التكفيرية لم تضع فلسطين في خطابها ولم تحاول حتى استغلال القضية الفلسطينية في حربها الدموية التي تخوضها مع كل المختلفين عنها، حتى التنظيم الذي يحمل اسم "بيت المقدس" في سيناء لم يذكر في تصريحاته وتهديداته إسرائيل والدارج في خطابه هو التوعد للجيش المصري والتحريض عليه.
    هل يعود السبب لقوة إسرائيل العسكرية؟
    الجواب بكل تأكيد، لا، فهذه الجماعات لا يهمّها إن كانت الدولة التي تحاربها تمتلك أسلحة مُتعفنة أو أسلحة نووية لأن أقصى ما تريده هو أن تَقتُلْ وأن تُقتَلْ في سبيل الوهم الذي يحمله أفرادها في عقولهم.
    هل السبب "تكتيكي" يعود إلى تجنب الصدام مع عدو قوي بانتظار التمكين؟
    هذه المقولة تفترض بأن هذه الجماعات تفكر مثل الدول وان لديها ما تخسره، هذه الجماعات لا يهمها التمكين لا على طريقة الإخوان المسلمين ولا على طريقة الدول التي تسعى للبقاء لأن أدمغة أفرادها يحكمها خطاب الحق والباطل بحسب ما يصوره لها مُنظروها. طالبان مثلا لم تكترث بتهديد أميركا باحتلال أفغانستان إن رفضت تسليم بن لادن وكانت حينها تمتلك دولة.. كان لديها ما تخسره، وفضلت الخسارة على "خيانة" قناعاتها.
    هل السبب مالي، بمعنى هل يشترط الممول عدم مهاجمة إسرائيل أو حتى ذكرها في خطاب هذه الجماعات مقابل التمويل؟
    لا يبدو ذلك منطقياً أيضاً. هل يكترث من يحمل حزاماً ناسفاً سيقتله هو قبل غيره بتعليمات الجهة الممولة، الحقيقة أن كل الأسباب المادية لا يمكنها أن تفسر ظاهرة "غياب" إسرائيل عن فعل الجماعات التكفيرية وعن خطابها لأن من يتوجه الى الموت قاتلاً أومَقتولاً وهو يعلم ذلك مسبقاً لا يمكن لكل أموال الأرض أن تَدفعه لأن يُقتَلْ أو يَقتُلْ في أماكن بعينها وليس في أماكن أخرى.
    الجواب لاستثناء إسرائيل من قبل هذه الجماعات يجب البحث عنه في طريقة تفكيرها. بمعنى كيف ترى هذه الجماعات إسرائيل؟
    قُدرَ لي قبل عامين أن ألتقي ببعض عناصر هذه الجماعات وأن أستمع منهم الى طريقة تفكيرهم، هذه الجماعات ترى أن فلسطين لا تختلف عن أي أرض إسلامية خاضعة لسلطة كافرة، بمعنى سلطة لا تحكم بالشريعة الإسلامية. وفق هذا المعنى تتساوى فلسطين بغيرها من الأراضي الإسلامية التي تُحكَم من قبل سلطات "كافرة" وفي هذا تتساوى فلسطين بأفغانستان، بالشيشان، بالعراق، بسورية، بمصر وبغيرها من الأراضي الإسلامية.
    ويتساوى في هذا الاحتلال الأجنبي الكافر بالسلطة المحلية الكافرة لأن المسألة بالنسبة لهذه الجماعات ليست في الاحتلال نفسه ولكن في عدم تطبيق شرع الله كما يفهمونه هم. ضمن هذا المنطق، لا توجد أولويات في القتال تحددها المنظومة الفكرية لهذه الجماعات، لأن جميع من يحكم في الأراضي الإسلامية بغير الشريعة يستحق القتال. إسرائيل وفق ذلك موجودة على أجندة معارك هذه التنظيمات ولكن ليس بسبب احتلالها لفلسطين وإنما لكونها سلطة كافرة تسيطر على أرض مسلمة مثلها في ذلك مثل النظام السوري والعراقي والأردني والمصري.
    بناء على هذا الفهم، فإن غياب الأولويات بسبب تساوي الجميع في درجة "الكفر" هو الذي يغيب إسرائيل عن مسرح عمليات هذه الجماعات، لكنه في نفس الوقت الغياب المؤقت.

    السعي الأميركي لإفشال سورية..
    بقلم: هاني عوكل - الايام
    لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عن تصريح مهم صادر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قائد أقوى دولة في عالمنا الحديث، واللاعب المؤثر في الساحة الدولية حيث تدفع سورية وشعبها ثمن هذا اللعب الدولي في نزاعها الداخلي.
    أوباما استبعد من أن تتمكن المعارضة المعتدلة من هزيمة النظام السوري، معتبراً ذلك أنه أمر غير واقعي وخيال سياسي لا يمكن تحقيقه، ويبدو أن الرئيس الأميركي توصل إلى هذا الاستنتاج من عدة عوامل، أبرزها التفوق الذي تحققه القوات النظامية السورية على الأرض، على حساب المعارضة هناك.
    ربما يعود العامل الثاني بنظر أوباما إلى التشتت الملاحظ في صفوف المعارضة السورية، خصوصاً حتى في معسكرها المعتدل والجدال الذي حصل مؤخراً بين القيادات العسكرية والسياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض.
    هذا التشتت أضعف المعارضة في الداخل السوري، وجعل منها قوى متعاركة توجه السلاح فيما بينها، الأمر الذي يراه أوباما أن توسع سلطة "داعش" جاء نتيجةً للفراغ السياسي في سورية، ولهدف أساسي يتصل بجمع السلاح والتزود بالموارد التي حققت لهذا التنظيم السيطرة على مناطق سورية على حساب باقي أطراف المعارضة.
    تصريح أوباما هذا لعله أقفل الباب على الجدال المستمر منذ فترة، بشأن نوع المساعدات الأميركية إلى المعارضة المعتدلة، ذلك أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا وفي زيارة سابقة إلى واشنطن، طالب خلالها من أوباما ضرورة تقديم مساعدات عسكرية نوعية تمكن المعارضة السورية من إحراز تقدم على الأرض في نزاعه مع قوات النظام.
    يفهم من تصريح أوباما أنه غير معني بتقديم أسلحة فتاكة إلى المعارضة المعتدلة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي ألمح بأن إدارته استهلكت الكثير من الوقت في مساعدة المعارضة المعتدلة، دون أن تحقق الأخيرة إنجازاً يؤهلها لإسقاط النظام السوري.
    أحمد الجربا فهم تصريحات أوباما بأنها تمثل رسالة على أن المعارضة ينبغي عليها أن تنظم صفوفها وتواجه التحديات بالإمكانيات المتاحة، وبالانصراف عن المطالبات المتكررة بتقديم أسلحة نوعية.
    ربما لا يريد أوباما أن يصنع وحشاً جديداً نتيجة تقديم الدعم الغربي ولسوء إدارة المعارضة في التعامل مع النزاع السوري الجاري، مع العلم أن القتال الذي دار بين المعارضة المعتدلة ورديفها المتطرف، أدى إلى استيلاء الأخيرة على مخازن سلاح الأولى، وهو الذي وفر الإمكانيات للمعارضة المتطرفة من بسط سيطرتها وتعظيم نفوذها على حساب نظيرتها المعتدلة.
    وقد يكون صحيحاً أن إدارة أوباما لا تقدم أسلحة فتاكة للمعارضة المعتدلة، لكنها توفر الأسلحة التي تمكن من إطالة أمد القتال، وربما هذه سياسة الإدارة الأميركية المتعلقة بإدارة النزاع وإبقائه في حدود حرب استنزافية طويلة المدى ومن شأنها أن تؤدي إلى شلل سورية البلد والشعب.
    قبل تصريح أوباما هذا، كانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، تنتقد سياسة إدارة الرئيس في التعامل مع الأزمة السورية، وأرادت كلينتون أن تكون المساعدات مؤهلة لإحداث تغيير حقيقي في سورية.
    كذلك الحال بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي اعتبر أن ما يحدث ويجري في العراق هو نتيجة تقاعس الغرب في التعامل مع الأزمة السورية، وأنه كان ينبغي منذ البداية تقديم موقف غربي حاسم تجاه هذه الأزمة.
    هل يمكن اعتبار سياسة أوباما إزاء سورية تعبير عن فشل الإدارة الأميركية في التعاطي مع هذه الأزمة؟ قد يكون ذلك جائزاً، وقد يتعلق الأمر برغبة أميركية لإبقاء الأمور على حالها، بما يعني تقديم معطيات جديدة تقوم على إضعاف سورية واستنزافها إلى جانب العراق، في نزاعات داخلية طويلة.
    ويبدو أن هناك سيناريوهات متنوعة ومتناقضة في ذات الوقت تتعلق بالموقف الأميركي من النزاع السوري، منها على سبيل المثال أن أوباما بدأ يقر مع الوقت بأن المعارضة لن تتمكن من حسم النزاع وأن الأخير سيتم حله عسكرياً لصالح النظام السوري.
    هذا السيناريو مرتبط بتصريحات صادرة عن الرئيس بشار الأسد، بعيد ترشحه وانتخابه رئيساً للبلاد لولاية ثالثة، حيث قال إن الغرب بدأ يغير موقفه ويرسل إشارات تعبر عن هذا التغير، خصوصاً مع تعاظم القوى المتطرفة وتنامي قوة "داعش".
    قد يجوز أن الإدارة الأميركية تضع وجود الأسد رئيساً للبلاد في الميزان، من حيث أن تكلفة وجود الرجل في السلطة أقل بكثير على الولايات المتحدة وحلفائها، من تكلفة عدم وجوده في حال انزاح عن الحكم واحتمال سيطرة قوى متطرفة على السلطة في سورية.
    وقد يجوز أيضاً أن الولايات المتحدة ساكتة عن ما يدور في سورية، لأنه لا يهمها لا الرئيس بشار ولا كل قوى المعارضة المعتدلة والمتطرفة منها، والذي يهمها هو بقاء القلاقل تهدد الشرق الأوسط وتضعه في حفرة عميقة من التخلف والتبعية للغرب.
    وبالإضافة إلى هذه السيناريوهات، لربما أن واشنطن تضع في أولوياتها مثلاً الأزمة الأوكرانية ومعركة كسر العظم مع الدب الروسي هناك، أو أنها مستفيدة من حالة اللا يقين التي تصيب سورية، متحينةً الوقت المناسب للمساومة على الملفات المعقدة مع روسيا الحليف الرئيس والأهم لسورية في نزاعها مع المعارضة.
    سيناريوهات كثيرة يمكن تناولها في هذا الإطار، لكن الحقيقة الثابتة هنا أن الولايات المتحدة معنية بوصول سورية إلى الدولة الفاشلة، ويهمها أن يطال التخلف كل أركان هذا البلد، إضافةً إلى أن المجتمع الدولي متواطئ في عدم حل الأزمة السورية، كما هو متواطئ في عدم حل أزمة أوكرانيا والعراق.
    إن اختصار المجتمع الدولي في بعض القوى الدولية المؤثرة على الساحة العالمية، سيعني أن النزاع في سورية مستمر وعلى أشده، وفي ظل معطيات الأمر الواقع، يبدو أن الدول المنخرطة في النزاع السوري، وهي نفسها المنخرطة في نزاعات كثيرة بالعالم، اتفقت على أن لا تتفق على الحل.

    ما بعد فشل الحملة العسكرية الإسرائيلية؟!
    بقلم: سميح شبيب – الايام
    تراجعت حدة الهجمة الاسرائيلية الهوجاء - نسبياً - في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد فشل واضح مُنيت به تلك الهجمة، نتيجة شح المعلومات الاستخبارية، وبعد فشل واضح في تحقيق مراميها السياسية المتمثلة بضرب الوفاق الوطني الفلسطيني.
    توافق ذلك، مع ذكرى أسر الجندي الاسرائيلي شاليط في قطاع غزة، وما حمله ذلك من تداعيات وازمات وحروب، انتهت برضوخ اسرائيل واطلاقها سراح نحو الف أسير فلسطيني.
    بدأت في اسرائيل، وبعد فشل الحملة العسكرية الهوجاء أصوات تدعو للتفكير في تبادلهم بأسرى فلسطينيين، على ان تعلن الجهة المسؤولة عن أسرهم واختفائهم .. لكن ذلك لا يمنع من الناحية السياسية، وهي الركن الاساس في الموضوع كله، للاستنتاج، بأن اسرائيل بزعامة نتنياهو، وصلت واوصلت الامور الى طريق مسدود، من جهة المفاوضات، او اية محاولات للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، كما واعطى الهجوم الاخير، مؤشرات شديدة الخطورة، فيما يتعلق بالدور الاميركي، وحدود تعاطيه مع جهود التسوية والمفاوضات.
    الهجوم الاسرائيلي لم ينته بعد، بل تراجعت حدته، وبات الجو مهيئاً لتكشف اوراق اسرائيلية وفلسطينية، على حد سواء، من شأنها ان ترسم ملامح مرحلة قادمة، أكان على صعيد تبادل المختفين الثلاثة الاسرائيليين أم كان على صعيد مستقبل حكومة نتنياهو التي فقدت بريقها وهيبتها في الشارع الاسرائيلي.
    فلسطينيا ايضا لم يظهر الوضع الفلسطيني بمظهر جيد، بل تعددت المنابر واختلفت، واخذ طرف من اطرافه مواقف تحريضية ضد السلطة الفلسطينية، والتركيز على بعد واحد، هو ضرورة وقف التنسيق الأمني، وبالمقابل تناسى هذا الطرف ما تقوم به اسرائيل من عدوان، وصل حد التنكر لاتفاق اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شاليط، وبالتالي تم توجيه الاحتقان باتجاه السلطة ومؤسساتها بدلاً من توجيهه بالوجهة الصحيحة، وهي اسرائيل وسياساتها العدوانية، وموقفها اللامتزن من الائتلاف الوطني الفلسطيني، وحكومته.
    على أية حال، لا تزال الاطراف المركزية الفلسطينية، تتمسك بما تم انجازه على صعيد الائتلاف الوطني، ومن المهم للغاية، بلورته والاستمرار في خطاه.
    على صعيد المفاوضات، فهي متوقفة وبات من والواضح، أن ما اوصلها الى طريق مسدود، هو حكومة نتنياهو، وفي هذا انجاز كبير للغاية، ومفيد للغاية في تحركنا السياسي والدبلوماسي القادم.
    الولايات المتحدة، للأسف، لم تمارس ضغطاً مباشراً على اسرائيل، وبالتالي اصبح الباب مفتوحا، من الناحيتين السياسية والعملية، امام القيادة الفلسطينية للبدء جدياً بدراسة الامكانية للشروع في الدخول باتفاقات ومعاهدات ومؤسسات العمل الدولي المتاحة، والبدء بتحرك جدي، من اجل العمل لعقد مؤتمر دولي للسلام، لعل ما قام به الرئيس محمود عباس (ابو مازن) خلال زيارته الى روسيا، سيصب بطريقة او بأخرى، في البدء باعدادات هكذه، يكون لروسيا دور مهم بها، وهي التي سبق ان دعت الى عقده، الامور باتت الى خطى واضحة، شجاعة وسريعة على اسس الحقوق الوطنية ومقررات الشرعية الدولية، وتحرك فلسطيني موحد ومتزن في آن!!

    بالحنين وحده لن تستقلَّ فلسطين
    بقلم: جواد بولس – الحياة
    فلسطين ينتصر الغبار مجدّدًا على السراب، والمعذّبون، منذ كان الطين سيّد هذه البلاد، هم وحدهم المؤمنون الذين ينامون على خبزهم، كفاف يومهم، ويستغفرون الصباح ليرتشفوا قطرات ندى بارد خفيف. كلّما نهض صباحها تعثر بنصل يذكّره أن الغدر كان للبقاء أدوم وأسبق.
    الفلسطينيون خاسرون من آخر التطوّرات في المنطقة العربية بشكل عام وعلى أراضيهم بشكل خاص.
    لسنا بحاجة لقراءة هذا الكم الهائل ممّا يكتب في وصف مذابح العرب وبطشهم بإخوانهم العرب لنتعرّف على مواضينا، ولسنا بحاجة لكل الشروحات المتهافتة علينا من كل حدب وصوب، كي نعي ما طعم الشرف المهتوك على أرض العروبة والإسلام وأي الخناجر أصدق وأيّها أحق.
    فهنا، على مشارف التاريخ وأسوار مدينة عارية، تُذكّر بتاريخ الفاتحين الدارسين، نحن نحترف الدهشة ومن أعشاشنا تهاجر أناشيد الطفولة، أحلام شبابنا صارت دمى من " فخار" تدوسها حوافر خيل " الدواعش" والمماليك الجدد.
    لا أهون، في حروب الدخان هذه، مِن أن يقذف المرء من بيته الآمن، الذي هو من بلور وزجاج، ذلك الذي يقف في وجه العاصفة ويحاول، مجتهدًا، أن ينقذ المدينة والحلم من جحيم يعدّه لها "الإخوة الأعداء" والحفّارون.
    لا يجوز فهم الهجمة الاسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني بمعزل عمّا جرى ويجري من أحداث في منطقتنا ومنها:
    تمزيق بلاد العرب إلى قبائل وأفخاذ وبطون تأكل بعضها بعضًا، وإعادة مجتمعاتها إلى ما قبل الإسلام - وبعضهم يفعل ذلك باسم الإسلام وآخرون ضده- وما طرأ على دولته من تداعيات أطّرتها، في عصرنا، اتفاقية سايكس- بيكو، التي يسعى "بيكوات" هذا الزمن وسائسوه لتغيير معالمها.
    كانت فلسطين الممزّقة بين غزّة والضفة تمثل حالة من "البشارة" لبدايات انصهارها في المشهد العربي الإسلامي الكبير الحاضر، أمّا جنوحها إلى حالات احتراب بين أبناء الشعب الواحد، فكانت الأمنية التي انتظر "رعاة بقر" هذا العصر تحقيقها.
    ثمّ جاءت المصالحة لتبشّر "بصحوة" الفلسطينيين وابتعادهم عن رقعة الفسيفساء الجاري نحتها في شرقنا، عناد قادة منظمة التحرير وإصرارهم على المضي في طريق الحرير وقبول حركة "حماس"، لأسبابها، ما كان متاحًا من قبل، استقدم "غضب" السادة وحنقهم.
    تزامن ذلك القرار "المستفز" لسادات الحرب الجدد، مع زيارة البابا فرنسيس الثاني لفلسطين، أسقطا آخر الأقنعة عن وجه حكّام اسرائيل، ومهما قيل في زيارة البابا، سيبقى مشهده، خاشعًا متضرّعًا أمام سور الفصل العنصري، هو المشهد الأساس والرسالة الأوضح فيها؛ فالزيارة، علاوة على كونها زيارة حج إلى أراضي المسيحية الأصل، حملت من الرسالات السياسية جملةً، توّجتها تلك الوقفة الرمزيّة والصلاة التي انداحت صرخةً لحامل الصليب من أجل القدس وبيت لحم وكل فلسطين ولتذكّر العالم بكونها أراضي محتلة وليست كما يصر رواة الزيف، أرضًا يهودية، وليقبل من يقبل ومن لا يقبل بها أرض الديانات كلّها، "فليحط عن بغلته"، كما قالت العرب وهذه المرة قالتها باللاتينية.
    زيارة البابا، على الرغم مما شابها من نقصان بعدم اشتمالها للناصرة، حفرت في وجدان من أوشك على قبول المحتل أو إهمال ظلم الفلسطينيين، صورة بالأبيض الناصع تؤكّد بيقين: لا للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، التي هي محج المسيحيين الأول والأهم.
    هذه الرسالة أيقظت كذلك، نمور يهودا من قيلولتها.
    إلى ذلك يجب ألا نستهين بما حصلت عليه فلسطين من اعتراف ودعم دولي في عدة منظمات دولية وعلى مختلف الأصعدة.
    إسرائيل ومستشاروها القانونيون يعرفون حق معرفة ماذا تعني هذه المستجدات وأية مخاطر وخيمة تستكمنها، وتمس بمكانتها القانونية كدولة مارقة، وتؤدي إلى ملاحقة قادتها العسكريين والمدنيين، حتى وإن بدا ذلك بعيدًا ومستحيلا، فسيبقى أقرب من نجمة.
    أما من الجنوب فكانت النسمات عليلة. بدأت مصر تستعيد حالة استقرار واثقة والشروع بمسيرة نحو مستقبل فيه لن تبقى ذلك الشيخ الحكيم الذي تعود عليه العالم وحكام إسرائيل في السنوات الخالية، بل بدأت تسعى وتستعيد دورها لتصبح ذلك الشاب المقتدر الحليم والقلق الصارم الحازم، على كل ما يشمله ذلك من معان ومهام، فمصر الجديدة تضع تعريفات مختلفة لما كان سائدًا، وفي طليعتها إعادة صياغة لتعريف أمنها القومي، ومَن وما سيدخل في خانات مَن يدعم ذلك الأمن، ومن يشكل خطرًا عليه.
    على خلفية هذه الأحداث، التي لم ترق نتائجها لحكام إسرائيل، اختطفت هي فرصة ما حدث لثلاثة صبية مستوطنين لأراضي الفلسطينيين المحتلة، وشرعت بحملتها المستهدفة هدم ما توصلت إليه القيادة الفلسطينية من إنجازات فلسطينية- فلسطينية وفلسطينية-عربية ودولية على جميع الأصعدة الآنفة الذكر ومستوياتها.
    هكذا تقرأ قيادة مسؤولة مجمل الأحداث وتفكّكها، فمن السهل اتّباع الحنين والانصياع للعواطف التي قد تعكس للوهلة الأولى مواقف هي في جوهرها صحيحة ومنصفة للفلسطينيين، لكنها لمن يستشرف مستقبل شعب تبقى مضرّة وتتلاقى، عمليًا، مع ما تريده إسرائيل وحلفاؤها.
    القضية سياسية بامتياز ولا شأن لمحدّداتها الأخلاقية، ولذلك، فإن من يظن أن القيادة الفلسطينية - وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بحاجة لتذكيره بالاحتلال الاسرائيلي وموبقاته فهو إما ساذج أو مغرض أو صاحب عاطفة غلّابة يأخذ الأمور وينظر إليها من خرم إبرة.
    للجميع حق في الاجتهاد والإيمان بوجود مخارج أخرى، وهذا يبقى حقًا مكفولًا لا غبار عليه، ولكن استسهال تخوين القادة الفلسطينيين لن يسعف القضية الفلسطينية ولن يحسن لمصيرها.
    فلو كنت قائدًا في فلسطين لاستوثقت شعبي، ومعه مضيت لأكنس الاحتلال، ولمضيت في طريق الحرير لتدعيم المصالحة ورأب جروح الجسد، ولتوجهت إلى العالم ملتمسًا عدله الضائع، ولوضعت يدي بيدي البابا وإخوانه كي لا يكتفوا بالصلاة، واليها يضيفون كثيرًا من القطران.
    لقد حفظ يوسف الفلسطيني السورة، وخبر أنه بالحنين وحده لن تستقلّ فلسطين، لأن إخوته هم الذين في البئر وكلّهم يسعون لنجاة، حتى وإن كانت أجساد بعضهم تداس وتسحق بلا هوادة، أو يصنعون من "جمامجنا لعزهم سلّما"!

    نبض الحياة - موظفو حماس مسؤوليتها
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    منذ تم الشروع بالعمل على تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية في 23 من نيسان الماضي، وتشكيل حكومة التوافق الوطني في 2 حزيران الماضي، وقادة حركة حماس يحاولون القفز عن نصوص ورقة المصالحة المصرية وتحميل مسؤوليتهم لحكومة التوافق الوطني! مع ان الورقة قالت بشكل واضح، حول هذا الموضوع، تبقى مسؤوليتهم على حركة حماس، والبحث عن تمويل لهم من الدول الشقيقة والصديقة لفترة انتقالية لحين تشكيل لجنة ادارية قانونية لدراسة اوضاعهم، واخضاعهم للتقييم خلال فترة اربعة الى ستة شهور. بعد ذلك يتم اعتماد من تنطبق عليه الشروط الوظيفية، ويتم تحديد موقعه الوظيفي. لا سيما وان ما قامت به حركة حماس خلال سنوات الانقلاب السبع الماضية متناقض مع روح قانون الخدمة المدنية، وخارج عن ارادة القيادة الشرعية.
    غير ان قيادة حماس و"نقابتها" المعنية بموظفيها، تسعى للي عنق الحقيقة والنصوص الواضحة والجلية، ورمي كرة فاتورة رواتبهم في وجه حكومة التوافق. وذلك بهدف اولا الاساءة لخيار المصالحة من حيث المبدأ؛ ثانيا التحريض على القيادة والحكومة الشرعية؛ ثالثا خلق هوة بين قطاع الموظفين، الذين وظفتهم وعائلاتهم وبين الحكومة التوافقية؛ رابعا ربط فاتورة راتبهم برواتب الموظفين الشرعيين، والمعتمدين رسميا من قبل القيادة الشرعية ووفق قانون الخدمة المدنية؛ خامسا تعطيل الدورة الاقتصادية من خلال اغلاق البنوك والحؤول دون استلام الموظفين رواتبهم، وتهديد مصالح المواطنين عموما.
    القيادة من الرئيس ابو مازن وحكومته لم يتخلوا عن مسؤوليتهم تجاه ابناء الشعب، ولم يقفوا مكتوفي الايدي تجاه هذا القطاع او ذاك من ابناء الشعب الفلسطيني في محافظات الجنوب، ووعدوا بالعمل للاتصال بالدول الشقيقة والصديقة لايجاد الحل المنطقي والواقعي استنادا إلى ورقة المصالحة المصرية، وقد استجابت قطر، واعلنت انها رصدت عشرين مليون دولار لهذا الغرض، غير ان الملايين العشرين حتى الان لم تصل، وبالتالي المشكلة حتى الآن في عدم تحويل الاموال القطرية، ومسؤولية قيادة حماس، التي لم تقم بتسديد التزماتها تجاه موظفيها. لانهم ليسوا موظفي الشرعية، ولا يمكن اعتمادهم إلا بعد تشكيل اللجنة المذكورة سابقا.
    واللجنة كما يفترض ان يكون معلوما للجميع، اولا لن تقبل كل من تم توظيفهم من قبل حماس؛ ثانيا هناك موظفو الفئة العليا يحتاج كل موظف إلى مرسوم رئاسي، ومن لم يصدر مرسوم بشأنه، سيكون من الصعب قبوله، وعليه العودة للجهة، التي وظفته ليسائلها عن وضعه وراتبه؛ ثالثا اما من رقن قيده، فهذه الفئة سيعاد النظر في آليات ترفيعها، وتحديد مواقعها، التي تتناسب مع مؤهلاتها وكفاءاتها.
    إذا على "نقابة" حماس، ان تراجع قيادتها، التي وظفتها، لأنه ليس لها اي حق عند الحكومة التوافقية، والشرعية ليست مسؤولة عنها وعن موظفيها، وعليهم الانتظار لحين تشكيل اللجنة الادارية القانونية لترتيب هذا الملف بشكل مسؤول، وبالتالي التوقف عن سياسة التهديد والوعيد، التي لن تساعدها بشيء، ولن تتمكن من لي ذراع الرئيس عباس والحكومة، وستكون الخاسر في حال واصلت سياسة اغلاق البنوك، وتعطيل استلام الموظفين الشرعيين لرواتبهم.

    علامات على الطريق - حتى لا يحدث الأسواء
    بقلم:يحيى رباح- الحياة
    في اليوم السابع عشر من الحملة العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي تستمر اجتياجاً ومداهمات في الضفة وقصفاً في قطاع غزة، في اليوم السابع لا جديد في الخطاب السياسي الإسرائيلي، لأن هذا الخطاب وضعه نتنياهو عن سابق إصرار وتعمد في يد المستوطنين، وهؤلاء المستوطنين لم يعودوا مجرد لصوص أرض، وقطاع طرق، بل أصبحوا قوة ضغط كبيرة في إسرائيل، فهم موضوعياً أسياد حكومة نتنياهو الحالية، وهم أصحاب القرار المؤثر، وعندما نستمع إلى أقوال ليبرمان أو بينت أو دانون ونقرأ بعد ذلك تصريحات نتنياهو نكتشف أن الأخير أصبح هو التابع، في البداية كان هو اللاعب الرئيسي في لعبة التطرف والاستيطان والعداء لعملية السلام وبطل إفشالها الذي يشار إليه بالبنان، ولكن في الشهور الأخيرة، أصبح نتنياهو يلبي احتياجات زعماء المستوطنين ومتطرفيهم، فماذا لو نفذ بينت أو ليبرمان أو دانون ومن على شاكلتهم وانسحبوا من هذه الحكومة؟ لو حدث ذلك فهم سيجدون لهم مكاناً في حكومة جديدة ولكن نتنياهو هناك احتمال كبير أن يجد نفسه في الشارع، وخاصة أنه في السنوات الأخيرة ضيق على نفسه الخناق، حبس نفسه بين جدران كتابين، واحد ألفه والده عن فشل تجربة الاندماج اليهودي، وجاءت الوقائع لتثبت خطأ هذه النظرية أو المقولة، فما زالت الأغلبية الساحقة من اليهود متشبثين بفكرة التعايش في أوروبا وأميركا، والغالبية العظمى من اليهود الذين جاءوا إلى إسرائيل مشكوك في يهوديتهم، سواء يهود أوروبا الشرقية الذين وصفهم المؤرخون بأنهم ينتمون إلى قبيلة رقمها "13" ليس لها علاقة بأبناء يعقوب "إسرائيل" الإثني عشر، أما الآخرون من يهود الفلاشا ويهود الاتحاد السوفييتي فحدث ولا حرج، أكثر من خمسين بالمئة منهم مسيحيون ومسلمون.
    أما الكتاب الثاني الذي حبس نتنياهو نفسه تحت جدرانه فهو الكتاب الذي ألفه بنفسه بعنوان "مكان تحت الشمس" وفي هذا الكتاب يرى نتنياهو أن كل الحقوق الفلسطينية هي حقوق مستحيلة، وبما أن السلام يقوم على الحقوق فإن نتنياهو أكبر عدو للسلام.
    وعودة إلى الحملة العسكرية الأمنية الإسرائيلية في يومها السابع عشر التي تتواصل مداهمات على الأرض في الضفة وقصف بالطائرات في غزة، فكل يوم تحدث فيه مداهمات وقصف يحدث فيه موت للفلسطينيين، أطفال وشباب، رجال ونساء، وتحدث فيه خسائر، وقد أضيف إلى بند الخسائر في هذه الحملة خسائر جديدة وهي عمليات السرقة المكشوفة الواضحة التي يقوم بها جنود وضباط الجيش الإسرائيلي لما يعثرون عليه من نقود داخل البيوت التي يداهمونها ويتلفون محتوياتها ويخيفون أطفالها، تصوروا بالله عليكم، إسرائيل في منتصف العشرية الثانية من الألفية الثالثة لا تكتفي فقط بأن تكون دولة احتلال، بل تنحدر لتصبح أبشع نماذج الاحتلال، ولكن العالم لا يتحرك، وإن تحرك حتى في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن فإن الولايات المتحدة الدولة الأقوى تضغط لكي لا يصدر عن مجلس الأمن مجرد إدانة أخلاقية ليس إلا.
    في السبعة عشر يوماً الماضية، أثبت الفلسطينيون أنهم أكثر نضجاً ووعياً وأثبت الرئيس محمود عباس أنه يملك كل مواصفات الزعيم ولكن على الجانب الآخر لم تتقدم الحكومة الإسرائيلية ولا رئيسها نتنياهو ولا أي من وزرائها لملاقاة الفلسطينيين من منتصف الطريق، فعملية الاختفاء للشبان الإسرائيلية الثلاثة من المستوطنين ظلت على غموضها، حتى أن قيام إسرائيل بإعلان اثنين من الأسرى السابقين كمسؤولين عن عملية الاختفاء أو الخطف ظلت دون أي إثبات مهما كان صغيراً، وظلت المطالب الإسرائيلية على حالها، تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية، والمطالبة بفكفكة حكومة الوفاق الوطني التي لم تقم بالعمل في قطاع غزة حتى الآن، ووجدت إسرائيل في هذا التعنت أكبر الدعم من حماس، فقد عادت حماس بقوة إلى لغة الانقسام وتحريضات الانقسام سواء بالحديث عن التنسيق الأمني غير الموجود الذي ترفضه إسرائيل أصلاً، كما عادت حماس إلى افتعال الأزمات وأهمها أزمة رواتب موظفي حكومة حماس، وهي مسألة معقدة على أكثر من صعيد، ولكن المعنى من وراء ذلك، أن حماس تسير على خطى التصعيد الإسرائيلي، فإسرائيل تهدد السلطة وحماس تحرض ضد السلطة، ولذلك تستمر الحملة الإسرائيلية على هذا النحو بلا نهاية، بل إسرائيل تعود لتعزف على نفس الوتر حيث كشفت مصادر صحفية إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تدرس في اجتماعاتها غداً الأحد تبرير الوسائل التي تجعلها تجمد المستحقات المالية الفلسطينية.
    نحتاج من المستوى الدولي إلى مواقف واضحة وخطوات جدية، فاستمرار الحملة العسكرية الأمنية الإسرائيلية لا يمكن احتماله لفترة طويلة، ولا يمكن قبول تداعياته لفترة طويلة، ويمكن لنتنياهو أن يهرب من استحقاقات الشراكة مع الجانب الفلسطيني ولكن ليس بهذه الطريقة التفجيرية.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 25/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:20 PM
  2. المقالات في الصحف المحلية 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:18 PM
  3. المقالات في الصحف المحلية 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  4. المقالات في الصحف المحلية 18/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  5. المقالات في الصحف المحلية 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:16 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •