النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 08/05/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 08/05/2014

    المقالات في الصحف المحلية


    المقالات في الصحف المحلية

    الخميس
    08/05/2014







    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] شهدت شعبنا لن ينسى ولن يموت "من اليرموك الى لوبية" !!
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] حديث صحيفة القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] القلق الإسرائيلي الهوّياتي
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:د.أحمد جميل عزم-القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] مسعى إسرائيل النشط إلى إلغاء كامل فلسطين
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:روبرت فانتينا -القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] «سباق» الاتهامات..
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:محمد عبيد-القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] انتظار للتوافق بين اللاعبين الإقليميين!
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:جورج سمعان -القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] كٌشفت ألاعيب السلطة الفلسطينية!
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:د. رؤوبين باركو-القدس


    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] أطراف النهار-"يوم لوبية"
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم: حسن البطل – الايام
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] هل سيأتي العقاب بعد إغداق الثواب؟
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:طلال عوكل-الأيام
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] الطريق إلى القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم: حمادة فراعنة-الأيام
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بعد انتهاء مُهلة المفاوضات: خطوات إسرائيلية أحادية الجانب تلوح في الأُفق
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم : د. جاد اسحق-الأيام
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] طـرطشـات
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم: د. فتحي أبو مغلي-الأيام

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] تغريدة الصباح - الراجل ده حيجنني-من يوميات امرأة محاصرة في غزة
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم: سما حسن-الحياة الجديدة
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] لكي تصفو النفوس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:عدلي صادق-الحياة الجديدة
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] للصبر حدود.. فلا تقربوها
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:محمود ابو الهيجاء-الحياة الجديدة
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] الراعي.. البطريرك البطل في القدس
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:موفق مطر-الحياة الجديدة
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] يوم استقلالهم يوم نكبتنا
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] بقلم:بهاء رحال-الحياة الجديدة











    شهدت شعبنا لن ينسى ولن يموت "من اليرموك الى لوبية" !!
    حديث صحيفة القدس
    من أقوال بن غوريون مؤسس دولة اسرائيل المشهورة مقولة رددها كثيرون من بعده، وهي تتعلق بالقضية الوطنية والحقوق والأرض والتاريخ والمستقبل. قال بن غوريون "ان الكبار من الفلسطينيين سيموتون .. والصغار سينسون"، وهكذا توهم وهكذا كانت أحلامه لكي يعيش الاحتلال فوق أرضنا مطمئنا ولا احد يطالب بحقوقه ولا أحد يقول للمحتل لا.
    بعد 66 عاما على قيام اسرائيل وفي ذروة احتفالاتهم بهذه المناسبة خرج آلاف الشباب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وتوجهوا نحو القرى الفلسطينية المهجرة وفي مقدمتها قرية لوبية وهم يرفعون الأعلام الوطنية الفلسطينية ويطالبون بحقوقهم وباستعادة أراضيهم وبيوتهم وأطلقوا على هذه التظاهرة "مسيرة العودة" ورفعوا اللافتات الوطنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر "من مخيم اليرموك الى لوبية.. لا عودة عن حق العودة". وكان لربط اسم مخيم اليرموك بهذه المسيرة دلالة خاصة بسبب ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في هذا المخيم من معاناة وصلت حد الموت جوعا.
    وتجيء هذه المسيرة وسط دعوات رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو وغيره من كبار المسؤولين، للاعتراف بيهودية اسرائيل. وقد صدق النائب محمد بركة حين دعا في خطاب أمام المسيرة الحاشدة، نتانياهو لرؤية هذا البحر الجماهيري المطالب بحقوقه ويسأل حجارة لوبية وغيرها من القرى والبلدات المهجرة عن هوية هذا الوطن.
    ان عمليات التهويد والتهجير ومحاولات تزييف التاريخ والواقع لم تتوقف حتى اليوم منذ بدء النكبة ، وما نراه في القدس من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وحفريات تحته وإقامة ما يسمونه بالحدائق التلمودية في محيطه هو جزء من هذا المخطط .. وأقامة المستوطنات والبناء الاستيطاني المتواصل والذي هو السبب الرئيسي لعرقلة وتعطيل المسيرة السياسية وحل الدولتين دليل واضح على الأطماع التوسعية وتأكيد للأوهام التي تحدث عنها بن غوريون ... لكن الفلسطينيين وبصورة خاصة الشباب الذين ولدوا وكبروا بعد النكبة هم لا يقلون تمسكا بوطنهم وحقوقهم من الذين عاصروا النكبة وضحوا من أجل الوطن ودفعوا الثمن غاليا ولم يفرطوا بأية حقوق.
    لا بد من الإشارة أخيرا أنهم في اسرائيل يطلقون على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لقب العرب وليس الفلسطينيين وبالتأكيد نحن وهم عرب ولكننا فلسطينيون أولا، وهم يتوهمون انهم بهذه التسمية يغيرون الواقع او يحققون الوهم. ان شعبنا أكثر تمسكا بحقوقه ولن يتخلى عنها أبدا مهما طال الزمن ومهما ابتعدت المسافات ومهما تعاقبت الأجيال ... واذا كانوا هم يدّعون انهم لم ينسوا بعد مئات السنين فكيف يتوقعون منا أن ننسى..؟!!

    القلق الإسرائيلي الهوّياتي
    بقلم:د.أحمد جميل عزم-القدس
    القناعة السائدة، والمبررة، هي أنّ الإسرائيليين طرحوا مسألة "الدولة اليهودية" وطلبوا من الفلسطينيين الاعتراف بهوية يهودية لدولتهم المقامة فوق الأرض الفلسطينية، ومن دون تحديد خريطتها، لأسباب تتعلق بالمراوغة في التفاوض، وتعطيل تسوية سلمية. لكن الأمر يتحول، عمليّاً، إلى نوع من القلق "الهويّاتي" القومي اليهودي الصهيوني، الذي يمكن الرد عليه بزيادة أسباب القلق الإسرائيلي.
    ناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد الماضي، مسألة مشروع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لسن قانون دستوري يؤكد على تعريف إسرائيل باعتبارها "الدولة القومية لشعب واحد، هو الشعب اليهودي، وليس أي شعب آخر".
    في محاضرة من تنظيم مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في رام الله، الإثنين الماضي، تحدث رائف زريق، الفلسطيني من الأراضي المحتلة العام 1948، والمحاضر في جامعة تل أبيب، بمناسبة صدور كتابه "القضية الفلسطينية وحل الدولة/ الدولتين". وقال إنّ الإسرائيليين ربما لديهم شعور بالقوة والثقة بالحاضر، ولكن ليس بالمستقبل. ويعبر هذا القلق الذي يشير إليه زريق، عن الخوف بشأن "المسألة اليهودية". وهذا القلق، كما يوضّح زريق، تتبعه تداعيات أنّ الإسرائيلي لا يريد حتى فلسطينيا مهزوماً، ولا يريد حتى التفاوض على شروط الهزيمة، على اعتبار أن اتفاقيات أوسلو وما بعدها تحولت إلى نوع من مفاوضات التسليم الفلسطيني بالهزيمة؛ ولكنه (الإسرائيلي) يريد اختفاء الفلسطيني تماماً من الوجود، وخصوصاً الاختفاء من التاريخ؛ أي أن يختفي ويأخذ معه التاريخ، إلا وفق الرواية الصهيونية.
    في نقاشات المحاضرة المذكورة، قال المؤرخ عادل منّاع، وهو أيضاً من الأراضي المحتلة العام 1948، إنّه أسهل على الصهاينة التراجع "والتنازل" عن جزء من الأرض التي يحتلونها، من قبول التنازل عن الفكرة والرواية القومية الصهيونية.
    يقول زريق: إنّ مسألة القلق الصهيوني بشأن المستقبل، ورقة قوة فلسطينية يجدر استغلالها في فرض "إعادة التفكير" عليهم.
    "مشروع الدولة اليهودية"، أي المحاولات الراهنة لسن قوانين وانتزاع اعتراف فلسطيني وغير فلسطيني بهوية يهودية للكيان الصهيوني، فيها بعد سياسي يتعلق بتعقيد المفاوضات، وفيها تمهيد لسن قوانين (أو تبرير أخرى كثيرة قائمة أو ستسن لاحقاً) تتعلق بالجنسية وحقوق المواطنين، بحيث يشرّع، مثلا، أنّ الهجرة لفلسطين حق لأي يهودي، ولكن حتى مجرد البقاء لغير اليهودي على أرضه التي يمتلك وثائق دامغة بامتلاكها، سيكون مشروطاً وعرضةً للمراجعة في أي لحظة، ولأسباب كثيرة. لكن بجانب هذا البعد السياسي والقانوني التطهيري العرقي، هناك بالفعل الجزء الخاص بالقلق من المستقبل، ومن الشعب والتاريخ اللذين يمتلكان الأرض الفلسطينية.
    نَحت الاستراتيجية الرسميّة الفلسطينية الآن نحو "طمأنة" الإسرائيليين. وإذا كانت اتفاقيات أوسلو واتفاقيات التسوية الانتقالية والمؤقتة في التسعينيات، قد تضمنت تطمينات وإجراءات أمنية لطمأنة الإسرائيليين بشأن سلامتهم الشخصية والمادية، فإنّ التوجه الرسمي الفلسطيني الحالي يشجع كذلك على تقديم تطمينات للإسرائيليين بشأن المستقبل، وحتى الماضي، فيما يتعلق بتبعات ومعاني العلاقة التاريخية مع فلسطين.
    يُعاد تعريف "الثوابت الفلسطينية"، ويعاد تعريف "الحقوق الوطنية" لتعني دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967. والأصح أنّ الثوابت الفلسطينية هي أن "فلسطين كل فلسطين" هي أرض الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني هو شعب واحد، يحق له كينونة وتواصل وتعبير سياسي وثقافي موحدين. وهذه الثوابت يمكن ويجب أن تكون حتى لدى من يوافق على حل الدولتين والتقسيم. إذ يجب صياغة الأمر بأنّ الحق التاريخي أمر لا تراجع فيه، وأنّ أي تسوية هي في سبيل التسوية ووقف الصراع، من دون أن يلغي هذا التاريخ أو وحدة الشعب.
    يجب، ويمكن أن تتبنى الدبلوماسية الفلسطينية، ببعديها الرسمي والشعبي، الموجهة للعالم دولاً وشعوباً، خطاباً واضحاً، هو أنّه تم تقديم كل الضمانات الأمنية والسياسية، وحتى تم التنازل في تذكّر التاريخ أحياناً، ولكن الإسرائيليين يريدون المزيد، ويرفضون أي تسوية، ويريدون من الفلسطينيين الاختفاء ليكونوا بذلك الدولة الأصولية الأبرز، وربما الوحيدة في العالم، التي تعرّف الهوية والجنسية على أساس ديني؛ وأنّ على العالم أن يتوقع ردة فعل على هذا السلوك الإسرائيلي، يتمثل في "فلسطينيين جدد" يصعدون للقيادة، ويرفضون استمرار التنازلات التي يواجهها الإسرائيليون بطلب المزيد؛ وأنّ على العالم الوقف بحزم ضد تسييس الدين على هذا النحو، وضد "تديين" السياسة والدولة على هذه الشاكلة.
    *محاضر ورئيس برنامج الدراسات العربية والفلسطينية في جامعة بير زيت في فلسطين. وكان باحثاً زائراً في كلية الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية في جامعة كمبريدج-المملكة المتحدة.
    مسعى إسرائيل النشط إلى إلغاء كامل فلسطين
    بقلم:روبرت فانتينا -القدس
    يوم الأحد، 27 نيسان،ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على شاشة التلفاز، واستنكر التقدم الذي جد على مباحثات المصالحة بين حركة فتح التي تحكم الضفة الغربية ظاهرياً، وبين حركة حماس، الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في قطاع غزة.
    ووفق شبكة (سي إن إن) "قال نتنياهو إنه ووزير الخارجية جون كيري أشارا إلى أنه كان يتم إحراز بعض التقدم نحو التوصل إلى اتفاقية سلام. ‘ثم في اليوم التالي أصبنا بالصدمة كلانا، ليست هناك كلمة أخرى، لقد تم استغفالنا تماماً لأن الرئيس عباس تبنى المنظمة الإرهابية، حماس، التي تسعى إلى تدمير إسرائيل’، كما قاله في برنامج "واجه الأمة"".
    سوف نتجاهل لوهلة فكرة أن رئيس وزراء إسرائيل يشعر بالحرية في التحدث بالنيابة عن وزير الخارجية الأميركية؛ عندما يسحب سيد الدمية الخيوط، فإن أي شيء يمكن أن يحدث.
    لكننا سنركز بدلاً من ذلك على رعب السيد نتنياهو الظاهر، واشمئزازه من فكرة تسعى هيئة حاكمة لإحدى الدول، أو لجزء من الدولة، إلى تدمير دولة أخرى.
    تقدم إسرائيل خدمة شفوية للمحاولات الأميركية غير الفعالة وغير الأصيلة من أجل إنجاز حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، رغم حقيقة أن إسرائيل تقوم باستمرار، وحتى خلال المباحثات حول الحل المذكور، بتدمير المنازل والمزارع والقرى الفلسطينية من أجل إقامة مستوطنات إسرائيلية فقط. وقد انكمشت حدود فلسطين إلى لا شيء تقريباً منذ تأسيس دولة إسرائيل، والتي ظهرت كنتيجة للإجلاء القسري لثلاثة أرباع مليون فلسطيني خلال الفترة الممتدة بين العامين 1947-1948. وما تزال هذه الممارسات القائمة على الإبادة الجماعية مستمرة حتى يومنا هذا منذ سبعة عقود.
    في الأثناء، يرفض السيد نتنياهو التعامل مع أي طرف يرغب في تدمير إسرائيل، لكنه ينتهج بنشاط وفعالية عملية هدفها الإفناء الكامل لفلسطين. وتجدر الإشارة إلى أن تمويل هذا المسعى الإجرامي الذي ينتهك القوانين الدولية يأتي من الولايات المتحدة بشكل كامل تقريباً. ولعل مقارنة بين المساعدة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لفلسطين وتلك التي تقدمها لإسرائيل تظهر انعدام النزاهة المطلق لدى الأميركيين في هذا الصدد.
    منذ منتصف التسعينيات، وفق تقرير بحث للكونغرس بعنوان "المساعدات الخارجية الأميركية لفلسطين"، والذي ظهرت نتائجه بتاريخ 30 أيلول من العام 2013، فقد التزمت الولايات المتحدة (لاحظوا أن التقرير لا يقول: أرسلت) بتقديم 5 مليارات دولار لفلسطين. ويبدو ذلك بالطبع مبلغاً كبيراً من المال، لكن ذلك المبلغ يجب أن يوضع في سياقاتها. فمنذ العام 1987، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 3 مليارات دولار لإسرائيل في كل عام. وهكذا، وإذا افترضنا أن -منتصف التسعينيات- تعني العام 1995، فقد كان من المقرر أن تتسلم فلسطين ما معدله 158 مليون دولار عن كل عام، أو حوالي 433.000 دولار في اليوم. في المقابل، تتسلم إسرائيل 3 مليارات دولار في العام، أي ما يعادل نحو 9 ملايين دولار في اليوم، معظمها في شكل مساعدات عسكرية. وخلال السنة المالية 2013، وبينما كانت الولايات المتحدة منهمكة في منح إسرائيل ما لها من 9 ملايين دولار تقريبا كل يوم على شكل مساعدات عسكرية، كان المبلغ الذي منح لفلسطين على شكل مساعدات عسكرية يساوي صفراً.
    نتيجة لهذا السخاء من جانب الولايات المتحدة، تتوافر إسرائيل على أكثر الأسلحة المتطورة للهجوم والدفاع التي توجد في العالم اليوم. أما الفلسطينيون، من جهة أخرى، فيتمكنون من حين لآخر من جمع إمدادات كافية لصنع بضعة صواريخ من القناني.
    على الأقل، وفيما يعود جزئياً إلى عدم المساواة المخجلة التي تمارسها الولايات المتحدة، قتل منذ العام 2000 نحو 1109 إسرائيليين في الصراع مع الفلسطينيين، في مقابل مقتل 6.862 فلسطينيا. وبين السكان الأطفال، مات 129 طفلاً إسرائيلياً بينما قتل على الأقل 1.523 طفلاً فلسطينياً. وفي تلك الفترة نفسها، جرح 8.550 إسرائيلياً مقارنة مع 54.761 فلسطينياً جرحوا في الفترة نفسها. ولا تحتجز فلسطين راهناً أي إسرائيلي، بينما يوجد قيد السجون الإسرائيلية نحو 5.224 فلسطينياً. وبالعودة أكثر إلى الوراء، نجد منذ العام 1967 أن 27.000 منزل فلسطيني قد دمرت بالكامل على يد إسرائيل، في حين أنه ليس هنالك أي منزل إسرائيلي واحد دمره الفلسطينيون.
    وهكذا، فإن "صدمة" السيد نتنياهو من محادثات المصالحة بين فتح وحماس، وقوله إنه لا يستطيع التعامل مع منظمة تسعى إلى تدمير إسرائيل، هي أفكار صعبة الهضم بعض الشيء. لكن هذا يظل سلوكاً نمطياً من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكذلك من جانب الولايات المتحدة. وفي الأثناء، نجد أن كلا البلدين يتحدثان عن المفاوضات مع إسرائيل عندما تقدم إسرائيل، بمباركة الولايات المتحدة، على أخذ ما تريده من فلسطين مع تمتعها بالحصانة. وهما تبحثان ضرورة أن تحترم فلسطين سيادة حدود دولة إسرائيل، لكنهما راضيتان بالسماح لإسرائيل بانتهاك حدود فلسطين بشكل مستمر. وهم تشجبان أيضاً صواريخ القناني التي يجري إطلاقها من حين لآخر من قطاع غزة وتصل إلى إسرائيل، لكنهما تسمحان وتدعمان القصف الشامل لكامل قطاع غزة. وهما تدينان أي مقاومة من جانب الشعب الواقع تحت الاحتلال ضد الطرف الذي يمارس الاحتلال ويرتكب ممارسات مرعبة من الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
    الآن، من أجل "مكافأة" فلسطين على محاولتها مصالحة حكومتها، تهدد الولايات المتحدة بقطع المبلغ الضئيل الذي ترسله الآن إلى تلك الدولة المكافحة. وهكذا، فإن المساعدة السنوية المقترح أن تكون قيمتها 400 مليون دولار (رغم أن عدم رضا إسرائيل عن أي شيء تفعله فلسطين يكون كافياً للتسبب في تعليق كل أو جزء من تلك المساعدة)، وهي تساوي ما تتسلمه إسرائيل من الولايات المتحدة في غضون 50 يوماً، أصبحت الآن تحت الخطر. ومن أجل الحيلولة دون هذه الخسارة، يجب على الحكومة الفلسطينية الموحدة في حال قيامها أن تنبذ العنف وأن تعترف بإسرائيل.
    قد يسأل المرء: أين هو المطلب بأن تنبذ إسرائيل العنف وبأن تعترف بفلسطين؟ أين التهديد بأن أي جزء من مليارات الدولارات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في كل عام سيتم إيقافه حتى تفعل تلك الدولة ذلك؟ ويسأل المرء: لماذا تعتبر المقاومة غير الفعالة ضد الاحتلال الوحشي ضرباً من الإرهاب. في حين أن الاحتلال في حد ذاته، الذي يجلب كلف مرعبة على الفلسطينيين بشكل يومي، يعد مقبولاً؟
    لطالما كان معروفاً منذ وقت طويل أن الحكومة الأميركية، ومَن يوصفون بأنهم الممثلون المنتخبون للشعب الأميركي، قد اشترتهم لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك). فهل يمكن أن يكون ثمة مسوغ آخر لكون إساءات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى غير مسموح بها، لكنه يجري تمويلها في حقيقة الأمر من جانب الحكومة الأميركية؟ في الولايات المتحدة، يدفع المسؤولون الحكوميون أتاوة لجماعة اللوبي الإسرائيلي، وتحظى جماعة اللوبي ذات الجيوب الأعمق بمعظم التوقير والتبجيل. كما أن القليلين من الممثلين الأميركيين سيعضون اليد التي تطعمهم بسخاء.
    ثمة شيئان يستطيعان تخفيف العبء الذي يتحمله الفلسطينيون، وإعطائهم الأمل بقيام دولة مستقلة خاصة بهم. الأول: هو اعتراف المجموعة الدولية بممارسات التفرقة العنصرية الإسرائيلية والقرار القاضي بوضع حد لتلك الممارسات. والثاني، تشكيل مجموعة ضغط في الولايات المتحدة، والتي تكون أكبر وأكثر قوة من (إيباك)، والتي تخرج إلى الوجود.
    لا يبدو أي من هذا وأنه يلوح في الأفق الآن. ومع ذلك، يبدو أن الخيار الأول يحقق بعض التقدم: فحركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات تنمو وتكسب دعماً دولياً. وقد أصبح لفلسطين تواجد أكبر في الأمم المتحدة مقارنة بالسابق، وهي الآن تتمتع باعتراف 132 عضوا في الأمم المتحدة، أي حوالي 68 % من الجسم العالمي (إسرائيل تلقى الاعتراف من جانب 160 بلدا، حوالي 83 %) وذلك الرقم ينمو ببطء.
    قد لا يحب السيد نتنياهو ذلك وقد يستنكره، لكن الرأي العالمي يبتعد عنه وعن إسرائيل وحلفائهما. وذلك لا يمكن أن يحصل في وقت قريب بما يكفي بالنسبة لفلسطين.

    «سباق» الاتهامات..
    بقلم:محمد عبيد-القدس
    التهافت على سوق الاتهامات، والتسابق في توجيهها بين طرفي أو أطراف أي أزمة، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، أثبت فشله بشكل قاطع، على مدى التجارب الإنسانية المتراكمة والمتعاقبة، لكننا للأسف الشديد لا نزال نشهد مع اندلاع أي أزمة، المسرحية ذاتها القائمة على سباق الاتهامات الأثير هذا، الذي لا يكف أطراف الأزمات عن اللجوء إليه بمجرد اندلاعها، وأحياناً كثيرة قبل ذلك، وكأن التجارب والخبرات تصبح بلا معنى أو فائدة أو حتى غير قابلة للاستخدام كقرينة أو أداة قياس وتحليل .
    أكثر النماذج خطورة في حروب الاتهامات، يتشكّل عندما تأخذ الأزمة شكل صراع نفوذ دولي، بين قوتين عظميين مثلاً، لكن في ساحة خارجية، وبين أطراف أو طرفين قد لا تكون أي من القوتين الداعمة كل منهما لإحداهما معنية به حتى النهاية، ما يعني أن طرفاً على الأقل سيوظّف لخدمة مصلحة القوة العظمى التي تدعمه، حتى تحين اللحظة التي تقرر فيها الأخيرة أنه بات غير ذي قيمة أو فائدة فتلجأ إلى سحبه من مشهد الأزمة بطريقة مذلّة، أو تتركه لمصيره المحتوم حينئذ، فيغدو رهانه عليها مجرد قصر نظر سياسي ووهم تبدد في لحظته .
    الأزمة الأوكرانية بكل ما تحمله من تعقيدات وتفاصيل، تحمل على استشراف مثل هذا السيناريو، الذي سيكون بالتأكيد على حساب الطرف المتكئ على عصا الغرب والولايات المتحدة، التي سرعان ما سيكتشف أنها منخورة ضعيفة ستنكسر تحت ضغط وضعه المتفاقم، أو على الأقل أن الغرب لن يعود معنياً بمجرد تحقيقه الهدف من النفخ في نار هذه الأزمة، المتمثل في تسجيل النقاط ضد روسيا، وإضعافها نسبياً، وليس أدل على ذلك، من تمسك هذا المعسكر بأداة العقوبات الاقتصادية، التي قد ترتد بقوة عليه أيضاً .
    إذاً لا رابح في هذا السباق، الكل سيخسر، وستكون الخسائر نسبية لكل طرف من أطراف هذه الأزمة، لكن المتضرر الأكبر سيكون الشعب الأوكراني الذي سيتحول إلى فسيفساء متشظية من المتعصبين المتطرفين، على أسس عرقية ولغوية ومناطقية، وقد تتحوّل الأوضاع إلى نموذج الحرب الأهلية طويلة المدى، التي ستضرب بشكل رئيسي المجتمع الأوكراني، وستحوّل دولته إلى مجرد تابع هامشي يخطط له من في الخارج، ويرسم سياساته أطراف لا تضع في اهتماماتها مصلحته .
    السباق مستمر إلى حين، لكن التطورات على الأرض متسارعة، وتحوّل الأزمة إلى حرب بات أمراً واقعاً، ويبدو الوعي إلى ما يحاك من مخططات لتوظيف الأزمة لمصلحة الغرب أو روسيا مفقوداً تماماً، على المستوى الأوكراني الداخلي، أو مغيّباً على أقل تقدير، نتيجة التشبث الأعمى من الطرف الموالي للغرب بالدرجة الأولى بدعايات وأكاذيب الديمقراطية وخيار الشعب .
    ليست ديمقراطية تلك التي تحوّل قطاعاً واسعاً من الشعب إلى مجموعة خارجة لا لشيء إلا لأنها طالبت بحقوق وحريات، والاحتجاجات التي غيرت النظام في أوكرانيا، وزعمت أنها تطالب بالعدالة والديمقراطية، تثبت الآن على أيدي من أوصلتهم إلى الحكم أنها كانت مجرد أداة لبناء نموذج حكم مرتبط بالخارج، لا ديمقراطية فيه ولا استقلالية لقراره .

    انتظار للتوافق بين اللاعبين الإقليميين!
    بقلم:جورج سمعان -القدس
    في ظل الاصطفاف الحاد والانقسام العمودي بين كتلتين كبيرتين يكاد يكون مستحيلاً على مجلس النواب اللبناني اختيار رئيس جديد للجمهورية. ولعل الذين يتبادلون الاتهامات بتعطيل هذا الاستحقاق ويتراشقون، يغالون في ردّ القرار النهائي في هذا الاختيار إلى أنفسهم. أو إلى ما اصطلحوا على تسميته «من صنع لبنان». بل لعلهم يغالون أكثر عندما يتوقعون انفراجاً في لحظة ما كما حصل لدى ولادة الحكومة بعد نحو أحد عشر شهراً، ثم التوافق على بيانها الوزاري فإقرار الخطط الأمنية وإطلاق يد الجيش والأجهزة الأمنية لوقف التدهور في أكثر من منطقة. لن تحصل معجزة أو مفاجأة كبيرة.
    لن يكون هذا الاستحقاق مغايراً لما سبق منذ نالت البلاد استقلالها. لم يكن خياراً داخلياً إلا في ما ندر. لم يكن كذلك في أحسن الظروف فكيف يكون اليوم فيما المنطقة تعيش على وقع صراع مذهبي، وتعيش سورية على وقع حروب متعددة الجنسية والأطراف الإقليمية والدولية فضلاً عن نزاعاتها الأهلية والطائفية.
    من المفيد ألا يغالي بعض المرشحين الذين يكاد بعضهم يخير اللبنانيين بين انتخابه أو توقع الفوضى. ويتناسى معظمهم أنهم كانوا ولا يزالون جزءاً من الانقسام الداخلي. وجزءاً من الأزمات التي يعيشها البلد، سواء زمن «الوصاية السورية» أو بعده. لم يجاف الرئيس نبيه بري الصواب عندما وصف الواقع على حقيقته: «كل فريق بات يعرف حجمه وحجم الطرف الآخر، ويعرف أيضاً أن ليس بمقدوره الحصول على حجم أكبر كي يتمكن من ترجيح الكفة لمصلحته. لا المواقع ستتغير ولا الأصوات ستتبدل». تغيرت التوازنات الداخلية إلى حد بات مستحيلاً في ظل الانقسام السياسي والمذهبي توفير النصاب المطلوب لانتخاب الرئيس الجديد.
    لذلك من العبث مواصلة التراشق العلني الذي يفاقم الانقسام. ولا طائل من إضاعة الوقت في محاولات يائسة لإيصال مرشح لا يحظى بالاجماع. أو بالأصح لا يلقى توافقاً من الكتلتين الاسلاميتين الكبيرتين. فقد المسيحيون فرصة «تقديم» مرشح اجماع من صفوفهم يقدمونه إلى شركائهم، كما فعلوا في مناسبات قليلة ماضياً.
    سيمر وقت قبل أن ينسحب «الصقور» من الميدان. هم يعرفون سلفاً صعوبة التوافق على واحد منهم. لو حصل هذا يعني أن انقسام البلاد إلى زوال. بل يعني أن التفاهم بين المتناحرين في الإقليم وصل إلى نهايته. وهذا ليس واقع الحال بالتأكيد. لعل أقطاب فريق «14 آذار» يريدون من وراء التمسك بالدكتور سمير جعجع الوصول في النهاية إلى إسم آخر من تكتلهم أكثر قبولاً لدى الطرف الآخر، يقدمونه بمثابة «تنازل». أما قوى «8 آذار» التي تنتظر التوافق على الجنرال ميشال عون فقد تنتظر عبثاً. لو كان ثمة أمل لما كان هناك ما يوجب مقابلة الفريق الآخر بفتح ملفات قديمة لمرشحه المعلن. كيف يخدم هذا الموقف سعيهم إلى التوافق؟ والأهم كيف التوافق بين برنامجين متعارضين؟
    لم تحصل «معجزة» في التوافق على تشكيل الحكومة أو على الخطط الأمنية. استغرق الرئيس تمام سلام أحد عشر شهراً كانت كافية لتوكيد توازن القوى القاتل والمعطل، وانتهت بتقديم تشكيلة لم تستثن أحداً أو تغلب فريقاً على آخر. فهل يعقل بعد هذه التجربة أن يفكر مرشح من هنا أو هناك في أنه قادر على الوصول إلى بعبدا من دون الحصول على مباركة كل هؤلاء الممثلين في مجلس الوزراء؟ لعل ما دفع إلى قيام حكومة سلام هو إدراك المعنيين المحليين وأهل الخارج أن التوافق على الرئيس الجديد ربما استغرق وقتاً طويلاً، فكان لا بد من ملء الفراغ بوزارة تسير شؤون الناس حتى حصول «المعجزة» المنتظرة، أو ربما أكثر من معجزة من خارج الحدود.
    وما دفع إلى التوافق على إطلاق يد الجيش شعور الذين وفروا غطاء ودعماً لجبهات القتال شمالاً أو بقاعاً بأن هذه الورقة استنفدت أغراضها. وخشيتهم من تدهور واسع لا قدرة لأحد على التحكم بنتائجه ولا مصلحة لأحد في انفجاره. ما تحقق على الأرض من القصير إلا القلمون عزز مواقف «حزب الله» وسهل عليه التقدم نحو خصومه. لا يريد جبهة في الداخل تشغله عن الجبهة السورية. وكانت رغبة خصومه في التوافق واضحة أيضاً بعدما عززت الجماعات المتشددة تقدمها في كل من طرابلس والشمال عموماً والبقاع الشمالي على نحو بات يهدد حضور هؤلاء الخصوم ونفوذهم. وعزز هذه الرغبة أيضاً خوفهم من فراغ رئاسي قد تملأه حكومة مستقيلة غابوا عنها.
    لكن المبالغة في البناء على أن توافقاً إقليمياً ودولياً كان وراء ولادة حكومة الرئيس سلام لا تخفي تماماً حقيقة الأجواء المختلفة في المنطقة كلها التي تواكب المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني والحوار القائم بين واشنطن وطهران. بالطبع لم تصل الأمور إلى خواتيمها لارتباطها بأكثر من من طرف وملف وقضية في الإقليم. لذا لن يكون بمقدور اللبنانيين اليوم أن «يصنعوا» رئيسهم داخل الحدود لأن التوافق الخارجي ليس في متناول أيديهم. سيكون عليهم انتظار العراقيين الذين لن يكون بمقدورهم هم أيضاً أن «يصنعوا» حكومتهم بأيديهم. وانتظار السوريين من أهل النظام الذين لن يكون بمقدورهم أن يسوقوا نتائج الانتخابات الرئاسية مطلع الشهر المقبل. هناك ترابط بين هذه الاستحقاقات لا يجب تجاهله أو التقليل من أهميته.
    لذا سيكون على اللبنانيين، على الأرجح، أن ينتظروا ما سيؤول إليه الصراع في بغداد بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. قد لا يكون من مصلحة إيران هذه المرة أن تتمسك بنوري المالكي كمل فعلت قبل أربع سنوات، على رغم معارضة دول الخليج وتركيا وسورية في حينه. وما كان على واشنطن سوى الرضوخ لهذه الرغبة. كانت فقدت الكثير من وسائل النفوذ والضغط على رغم أن القوات لم تكن انسحبت بعد من العراق.
    هذا «التوافق» الإيراني - الأميركي ربما تجدد على قاعدة ما يشي به الحوار الدائر بين الطرفين. ستظل الكلمة الأولى لطهران التي حرصت عشية الانتخابات على الظهور مظهر البعيد عن أي تدخل، خصوصاً في المعركة بين القوى الشيعية. لكنها لن تقف هذا الموقف مع انطلاق الصراع على تأليف الحكومة الجديدة. قد ترضى بالتخلي عن زعيم «دولة القانون» لكنها لن تجازف بحل التحالف الشيعي الواسع أو تجازف بعزل زعيم «دولة القانون» عن ساحة القرار، بل ربما ضغطت لعودته ثالثةً. أي أنها لن تقبل بانقلاب على دورها بقدر ما قد تقبل بتدوير المناصب في الصف الشيعي إذا كا من شأن ذلك تسهيل الحوار مع أميركا، وتوجيه رسائل طمأنة خصوصاً إلى الجوار الخليجي لحضه على حوار مماثل.
    وأبواب سلطنة عمان مفتوحة. أدت دوراً مساعداً بين واشنطن وطهران فلماذا ستتردد في المساعدة على إطلاق حوار بين هذه والرياض؟ هذا إذا لم تكن بدأت بجس النبض. وكانت أدت دورها وساهمت مع الكويت في لملمة الخلاف الخليجي داخل مجلس التعاون عشية قمة الخليج والقمة العربية.
    في أي حال ستؤشر المعركة القادمة في بغداد على شكل الحكومة المقبلة إلى قدرة كل من الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة على توليف وزارة على شاكلة سابقتها قائمة على مبدأ التوافق، أي المحاصصة التي لا تغني ولا تسمن بقدر ما تعمق خيارات التفكك والانقسام والتقسيم. وربما جاء الفراغ في بغداد هذه المرة أطول مما كان إثر الانتخابات السابقة. وسترسم نهايته حدود التوافق الإقليمي والدولي بين كل المتصارعين.
    الوجهة في بغداد ليست وحدها تؤشر إلى الوجهة في لبنان. التطورات في سورية لها نصيبها الأكبر. قد لا تغير الانتخابات الرئاسية في مسار الأزمة، إلا إذا نجحت أطياف المعارضة في إبعاد حلب عن صناديق الاقتراع بعد استعادة النظام حمص وإن خالية من أهلها. وليس خافياً هنا دور تركيا التي بدأت باكراً في تسهيل معركة كسب لفتح بوابة للعاصمة الشمالية وإدلب وريفها من نحو البحر... لعل وعسى! فإذا كان لا مفر من تقسيم البلاد بفعل الأمر الواقع، كما هي حال العراق اليوم، يكون لهذا الجزء السوري واجهته على البحر. وإذا كان ثمة بعض الأمل بتسوية سياسية مع تقدم قوات النظام، سيكون على المعارضة ممارسة مزيد من الضغط على جبهة اللاذقية ساحلاً وجبلاً لإقامة حد أدنى من توازن يكاد يكون صعباً.
    لا بد إذاً من انتظار التوافق بين اللاعبين الإقليميين ومن خلفهم القوى الدولية قبل أن يتقدم اللبنانيون بحثاً عن رئيس توافقي، أي رئيس يحظى بقبول الطرفين السني والشيعي أساساً ما دام أن المسيحيين والموارنة خصوصاً سلموا بعجزهم عن التوافق على مرشح واحد يتقدمون به إلى شركائهم الذين يتذرع كل منهم أو يتلطى اليوم وراء ما يسميه «مسؤولية» الشريك المسيحي في تقديم مرشح واحد. لا مناص من رئيس توافقي والمنطقة على انقسامها، ولبنان جزء من هذا الانقسام بل جبهة متقدمة فيه.
    وما دامت سورية مرشحة لمزيد من التدهور، فإن لبنان سيبقى في قلب هذا التدهور. وسيبقى مرشحاً لمزيد من الصعوبات الأمنية والاقتصادية بفعل هذا الكم الكبير من اللاجئين السوريين الذين يعرضون بنيته الديموغرافية لخلل خطير، وبفعل تفاقم الحراك الاقتصادي الداخلي الذي لا يخلو من تحريك سياسي. قد تعزز هذه التوقعات القاتمة دور المؤسسة العسكرية، ووتعزز تالياً الاجماع على هذا الدور... ولعل ذلك يشكل مدخلاً لتوافق خارجي وداخلي على قائد المؤسسة، المرشح غير المعلن، ويكررها اللبنانيون مرة ثالثة بعد الجنرالين اميل لحود وميشال سليمان!



    كٌشفت ألاعيب السلطة الفلسطينية!
    بقلم:د. رؤوبين باركو-القدس
    في مقابلة صحفية للتلفاز الاسرائيلي على إثر "المصالحة" الفلسطينية استعمل آفي دختر الذي كان في الماضي وزير الامن الداخلي ورئيس "الشاباك"، استعارة وصفت بحدة نوايا حماس نحونا، فقد قال إنهم لو عصروا ميثاق حماس لخرجت منه كميات لا تنفد من دم اليهود الذي سفك والذي سيسفك في المستقبل. وقد بينت صيحات القتل "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود" التي سمعت في نهاية الاسبوع الماضي خلال جنازة الأخوين عوض الله وهما "الشهيدان" قاتلا اليهود، قصد حماس الى ذبح اليهود والقضاء عليهم.
    يستحق نشطاء حماس المدح على صدقهم. فهم يستعملون دائما نفس التماثل التاريخي الذي ذبح فيه نبيهم يهود "خيبر"، وأمر بضرب أعناق نحو من 700 يهودي ودفنهم في المدينة، وسلبت أملاكهم وبيع أبناؤهم ونساؤهم عبيدا، وأخذ النبي لنفسه سبية منهم (لا يُفرق هذا بين ما حدث ليهود بني قريظة ويهود خيبر – المترجم). وفي خلال الجنازة التي تمت في شرفة أبو مازن الامامية في رام الله حقا وجد حتى متحدث "معتدل" عبر عن استعداد للانفاق على هجرة اليهود الراغبين في الحياة من "فلسطين" الى البلدان التي جاؤوا منها.
    إن عرض الرعب الذي تم برعاية السلطة الفلسطينية في رام الله حطم أوهام اولئك الذين يؤمنون بأن منظمة التحرير الفلسطينية الارهابية كما وافقت على محادثات سلام معنا ستوافق حماس ايضا. وتبين للاسف أن م.ت.ف لم تغير جلدها ولم تغير قط هدفها وهو القضاء على اسرائيل وبناء "فلسطين" على أنقاضها.
    إن صدق حماس افضل من الاعيب وخداع منظمة التحرير التي تستعمل هي ايضا دروس التراث الاسلامي مثل: "الحرب خدعة". وكان يمكن أن نستدل طول مسيرة السلام على "خطة المراحل" عندها للقضاء على اسرائيل بمتابعة المنشورات الداخلية للسلطة الفلسطينية التي اشتملت على تصريحات وخطط في "الداخل".
    تابع النشطاء بيننا الخطط الدراسية واذاعة المذياع والتلفاز وخطب المساجد التي تقع تحت رقابة السلطة الفلسطينية وتبين أن م.ت.ف "المعتدلة" ايضا لم ترجع ملليمترا واحدا عن أجندة القضاء علينا برغم لغة السلام نحو اسرائيل والغرب، كما يقول المثل العربي "الكلام ما في عليه جمرك". وكل ذلك في وقت يسوغ فيه اليسار الاسرائيلي ذلك باعتباره "ضرورات لحاجات داخلية". ويؤلب على "العناد الاسرائيلي".
    إن ازمة المحادثات أخرجت الثعبان الفلسطيني من كيس اكاذيبه. فلم تكن ذرائع المستوطنات والحدود والسجناء وسائر الصغائر هي التي وقفت في ظاهر الامر في طريق الدولة الفلسطينية الى جانبنا. إن الفلسطينيين رفضوا ببساطة الاعتراف بدولة الشعب اليهودي بجوار دولة الشعب الفلسطيني بسبب طلبهم أن يملكوا كل "فلسطين" وإن الاعتراف باسرائيل أنها "يهودية" يعني أنه "لا عودة" – وهي وصفة تدمير اسرائيل.
    إن برنامج العمل المشترك بين م.ت.ف وحماس (اللتين اختلفتا حتى الآن في "الوظائف" و"طريقة" القضاء علينا والسيطرة) امتزج من جديد وعلنا حينما أعلن مندوب السلطة عزام الاحمد في مقام "السلام" في غزة قوله: "لا للاعتراف باسرائيل دولة يهودية" و"نعم لحق العودة"، وكشف هذا القول عن "مسمار جحا"، الذي كانت قد علقت عليه الاحزمة الناسفة المشتركة بين م.ت.ف وحماس في الطريق الى القضاء على اسرائيل.
    يمكن أن نرى كلام جبريل الرجوب الذي كان في الماضي رئيس الاستخبارات ووزيرا في السلطة الفلسطينية، الذي وعد بأن فلسطين كلها ستحرر، وأعلن أنه لو كان عند الفلسطينيين قنبلة ذرية لرماها على "السرطان" الاسرائيلي، يمكن أن نراه "غوغائيا". ويمكن أن ننظر الى تصريح عضو اللجنة المركزية في فتح توفيق الطيراوي في الاسبوع الماضي لتلفزيون حزب الله أن "الوطن هو كل فلسطين... من نهرها الى بحرها بحسب مبادىء حركة فتح في 1968 (الكفاح المسلح)"، على أنه "خطابة لحاجات داخلية".
    عشية سيطرة حماس على مؤسسة السلطة الفلسطينية – طوعا أو بالقوة أو بانتخابات – يبدو أن حكم حماس للمناطق كما هي الحال في غزة افضل من خداع السلطة الفلسطينية التي ترمي الى القضاء علينا على مراحل بخداع الغرب وتجنيد ضغوطه. وسيسهل على الدولة اليهودية أن تعزل جيب "الشريعة" الذي سينشأ بينها وبين الاردنيين، وأن تردعه اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.

    أطراف النهار-"يوم لوبية"
    بقلم: حسن البطل – الايام
    إذا قالت العرب قديماً، عن أيامها المشهودة "هذا يوم من أيام العرب" فهل نقول إن "يوم لوبية" من أيام الفلسطينيين العرب المشهودة.
    على ازدحام أيام الفلسطينيين في مفكرة أيام العام، فإن للفلسطينيين في إسرائيل يومين مشهودين، كأنهما أقنومان: يوم الأرض في 30 آذار من كل عام منذ العام 1975، ويوم النكبة في 15 أيار من كل عام منذ 15 أيار 1948.
    إنهما حركة شعب في خطوتين؛ والشعب يمشي كما يمشي الإنسان بنقل خطوتين، أو كما قال الشاعر: ".. أمشي على جرحي.. وأمشي وأقاوم".
    تجدون قرية "لوبية" في موسوعة "بلادنا فلسطين" أو في خريطة القرى الفلسطينية المهجرة والمدمرة، أو تجدونها في تجمّع ومسيرة الـ 10 آلاف فلسطيني في السنوية الـ 66 للنكبة، أو "ضربة الجلاّد" في قصيدة درويش.
    في الموسوعة، والخريطة، والمسيرة تجدونها حقاً في قصة الصراع بين فلسطين وشعبها، وبين إسرائيل وشعبها، حتى في اسمها العربي لوبية Lubya والاسم العبري للمستوطنة المقامة على أراضيها "لُبا" أو "لُفي" .. هذه "ملاوقة" وانتحال المكان.
    رأيتم "مسيرة العودة" إلى لوبية على القنوات الفضائية، أو الشبكة العنكبوتية، أو الصحف. أنا فتشت في النشرة رقم 7775 من "المصدر السياسي" للترجمات الصحافية من العبرية للعربية، لأرى كيف احتفل يهود إسرائيل على خرائب لوبية ومستوطنة "لُبا" بعيد استقلال دولتهم الـ 66 فلم أجد ضالتي.
    لماذا تختصر "لوبية" و"لُبا" قصة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؟ هل لأن "يوم استقلالهم يوم نكبتنا أم لأن الاسم العبري للقرية الفلسطينية هو انتحال وإبدال وإحلال لاسمها العربي، كما دأب الإسرائيليون على ذلك في كثير من أسماء المواقع والقرى الفلسطينية؟
    خُذوا مثلاً واحداً آخر: على أراضي قرية "كفر برعم" الجليلية أقصى شمال فلسطين أقاموا "كيبوتس برعام"، وأحياناً انتحلت أو حوّرت أو استبدلت مستوطنات في الضفة أسماء قرى فلسطينية.
    القصة بدأت مع اسم "دولة إسرائيل" وكانت خيارات بن ـ غوريون ثلاثة لاسم الدولة: يهودا (قال أنا صهيوني علماني) وإبقاء اسم فلسطين (قال: هذا اسم عربي) وإسرائيل (مصارع الإله أو الرب).. فاختاره علماً أن معنى "الإسرائيلي" ورد في كتب عربية قديمة.
    القصة استمرت مع غولدا مائير (لا وجود لشعب فلسطيني.. أنا فلسطينية) ثم مع غيرها : "الكبار يموتون والصغار ينسون".. وأخيراً مع ايهود باراك الذي توقع نهاية حلم العودة وذاكرته مع موت آخر لاجئ من نكبة 1948 خلال عقد أو عقدين، رغم أنه قال: "لو كنت فلسطينياً سأكون إرهابياً". النتيجة؟ سينقرض "جيل المحرقة" ولن ينقرض "جيل النكبة".
    معظم المشاركين في مسيرة العودة إلى قرية لوبية المهجرة والمدمرة هم شباب وصبايا من الجيل الثالث للنكبة، ومن مواليد "دولة إسرائيل".
    دأب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، في كل مناسبة، على إصدار إحصائية بإجمالي سكان الدولة. كان هناك فيها يوم إقامتها أكثر قليلاً من 800 ألف يهودي، وأكثر قليلاً من 150 ألف فلسطيني، وهؤلاء وأولئك تضاعفوا عدداً خلال 66 سنة بما يعادل ثمانية أضعاف، رغم أن "حق العودة اليهودي" متاح بسهولة، و"حق العودة الفلسطيني" ممنوع، ثم محظور، مؤخراً، حتى بجمع شمل عائلات الزيجات المختلطة.
    كان موشي دايان الأسطوري بعد حرب 1967، والمنهار بعد حرب 1973 قد قال: إسرائيل أو فلسطين؟ هذه الأرض لمن يحبها أكثر. اليهود تزوجوها والفلسطينيون يحبونها ويعشقونها!.
    في السباقات والمبارزات هناك فرص متكافئة، لكن في الصراعات لا يوجد تكافؤ فرص بين حق العودة اليهودي وحق العودة الفلسطيني، والحل هو جعل حق العودة الفلسطيني متاحاً ومكافئاً لحق العودة اليهودي.. ولو لمدة عقد من الزمان.. ومن ثم إغلاق ممارسة الفرص أمام الحقين، وإجراء استفتاء لجميع السكان.
    أظنّ أن جيل النكبة، داخل وخارج أرض فلسطين، لعب دوراً في نهضة الشعب الفلسطيني، على كل صعيد، أكبر من دور جيل المحرقة في بناء ونهضة دولة إسرائيل.
    ***
    قبل ثلاث سنوات، حرّضت سورية ـ النظام اللاجئين فيها على ممارسة "حق العودة" وكان هؤلاء في معظمهم من مخيم اليرموك بالذات، وبعض سكانها من قرية لوبية. مات العشرات منهم على الحدود، وهذا العام مارس 10 آلاف فلسطيني، رمزياً، حق العودة إلى القرى المهجرة.. وللمرة السابعة على التوالي.
    الأرض والشعب: يوم الأرض ويوم العودة خطوتان للشعب الفلسطيني في إسرائيل، والمشي هو نقل الخطوتين.. في مسيرة طويلة من التحطم إلى الانبعاث والتجدّد.
    يقولون: الحجر الذي نسيه البناؤون؟ وكان الفلسطينيون في إسرائيل هم هذا الحجر. "على صدوركم باقون" !

    هل سيأتي العقاب بعد إغداق الثواب؟
    بقلم:طلال عوكل-الأيام
    ها قد انتهت الأشهر التسعة، التي استغرقتها مفاوضات، مباشرة وغير مباشرة. مفاوضات مكثفة، وصعبة للغاية، ولكن بدون أن تحقق، التسوية، أو التقدم، المطلوب الذي سعت الولايات المتحدة إلى تحقيقه.
    الإدارة الأميركية لم تدخر جهداً، لتأكيد جدية مساعيها، التي انشغل فيها وزير الخارجية جون كيري وفريق كبير، مقيم، وبدعم وتأييد واضح من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يلعب أدواراً مهمة من خلف الستار، لكنها مرئية من قبل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
    الطرف الإسرائيلي بقي على حاله، يمارس سياساته وفق مخططات مرسومة مسبقاً، وقراءات لم تتغير، للبيئة الإقليمية والدولية، رغم كل ما يعتريها من متغيرات كبيرة، وبدون التفات، لسياسات ومصالح حلفائه الأميركيين والأوروبيين.
    بوجود أو غياب المفاوضات تواصل إسرائيل مخططاتها الاستيطانية والتهويدية، وقضم الحقوق الفلسطينية، وليس في وارد قيادتها أي احتمالية لتسوية على أساس رؤية الدولتين، التي أصبحت رؤية عالمية الأمر الذي نفترض أنه يضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي.
    مخرجات التطرف الإسرائيلي لا تقف عند حدود ما تنفذه من مخططات على الأرض، ذلك أن صنّاع القرار يعملون وفق منظومة فكرية سياسية شاملة تقوم على مواصلة الاحتلال، وتصعيد وتوسيع دورها ونفوذها ومصالحها في الإقليم والانزلاق أكثر فأكثر نحو العنصرية، الأمر الذي حذر منه كيري مؤخراً.
    نتنياهو الذي فشل في دفع الفلسطينيين للاعتراف بشرط يهودية الدولة، يعمل على تقديم مشروع قانون في الكنيست يكرس الطابع اليهودي لإسرائيل بالرغم من غياب الإجماع حول هذه المسألة.
    الغريب في الأمر، أن وزيرة العدل، ومسؤولة ملف المفاوضات تسفي ليفني التي كانت تضغط على الفلسطينيين للقبول بشرط يهودية الدولة، هي نفسها من بين أوائل من اعترضوا على مشروع نتنياهو، لأنه يمس من وجهة نظرها بالديمقراطية الإسرائيلية، وسنلاحظ، أيضاً، أن آخرين سيفعلون الشيء ذاته، ونقصد الاعتراض على ما كانوا للتو ينادون به.
    شمعون بيريس، الرئيس الفخري لدولة إسرائيل، انتقد مواقف وسياسات الحكومة بطريقة دبلوماسية، حين صرح بأنه أجرى مفاوضات مهمة ومكثفة مع الرئيس محمود عباس، في أوقات سابقة، وأنه كان على وشك التوصل لاتفاق لكن نتنياهو تدخل وطلب تأجيل الأمر، ما يؤكد أن إسرائيل لم تكن وهي ليست في وارد تحقيق تسوية مقبولة مع الفلسطينيين.
    المفاوضات انتهت، والأرجح أن كل الأطراف المهتمة بها، وخصوصاً الفلسطينيين باتوا يدركون ربما استحالة التوصل إلى تسوية مع مثل هذه الحكومة، ولكن البعض لا يزال يشغل نفسه بإعلانات تطالب بوقف المفاوضات، والإقلاع عن هذا الخيار كلياً، ولا يزال يتحدث بلغة الاتهامات والتشكيك، وأحاديث التفريط والاستسلام والتنازلات.
    من جانبها، الولايات المتحدة، أعلنت بلسان رئيسها باراك أوباما عن وقف جهودها لتقييم الوضع، والبعض يعتقد بأن النية تتجه نحو أن تنفض الإدارة الأميركية يدها من هذا الملف، وأن تقلع عن القيام بأي جهد في اتجاه تفعيل عملية السلام.
    غير أن موقف الإدارة الأميركية اليوم ليس هو بالضبط موقفها بالأمس، أي قبل استئناف المفاوضات، إذ ان أكثر من مسؤول أميركي أعلن عن أن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية عن فشل المفاوضات، وكان مارتن انديك، المنخرط مباشرة وكلياً في المفاوضات، هو الذي أعلن بعظمة لسانه، أن سياسة الاستيطان هي المسؤولة عن إفشال المفاوضات.
    الانطباعات السابقة، ولفترة طويلة، هي أن انديك الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل لفترة طويلة، هو من أكثر المتعاطفين مع إسرائيل، ولذلك فإن موقفه ينطوي على أهمية كبيرة.
    انديك سيلحق بالسيناتور المخضرم، جورج ميتشيل الذي أدرك مبكراً، مدى صعوبة تحقيق نجاح، إزاء تكليفه من قبل الرئيس اوباما بهذا الملف، خلال الأشهر الأولى من ولاية اوباما الأولى، ولذلك فضل أن ينسحب من هذا الملف.
    يقال، بحسب الصحافة الإسرائيلية إن فريقاً من الدبلوماسيين والسياسيين الأميركيين القدامى، ينوي زيارة المنطقة، لإحياء المحاولات من أجل عودة الدور الأميركي، واستئناف المفاوضات، في محاولة غير رسمية ربما لتجنب الإعلان الصريح عن الفشل الكبير، الذي ينطوي على هزيمة مرة، للأخ الأكبر على يد الأخ الأصغر.
    ولكن هل ينجح الوفد القادم في تغيير ما لم يستطع كيري وفريقه في تغييره عند حكومة المستوطنين، أم أن عليه أن يحمل إرادة مختلفة تنطوي على إمكانية تطبيق العقاب، بعد أن استنفدت الإدارة الأميركية تطبيق سياسة الثواب والإغراءات لحكومة نتنياهو؟
    وإذا كان لنا أن نسقط رغباتنا ولو لمرة واحدة، فإن حجم ونوع الإهانات التي وجهتها حكومة نتنياهو السابقة والحالية، للإدارة الأميركية، فإننا أو ان علينا، أن نتوقع بأن تبادر إدارة الرئيس اوباما، للدفاع عن كرامتها ودورها في المنطقة ومصالحها، التي تلحق بها السياسية الإسرائيلية أضراراً بليغة هي أي الإدارة الأميركية في غنى عنها، ومن غير المقبول السكوت عنها.
    بالنسبة للطرف الفلسطيني، فقد خاض معركة المفاوضات بامتياز، وهو على خلفية إدراكه لاستحالة تحقيق سلام مع إسرائيل بسبب تطرف قيادتها. نقول على هذه الخلفية، اتبع الرئيس محمود عباس سياسة نزع الذرائع، وسياسة "لاحق العيار لباب الدار"، وهو يعرف النتيجة ولكن الهدف هو تغيير المناخ الدولي والإقليمي لصالح القضية الفلسطينية.
    لم تحصل تنازلات، ولا حصل تفريط، ولم يتم التفريط بالكرامة الشخصية أو الوطنية، لكن ما جرى يشكل إنجازاً، يؤسس وضعية في السياسة يمكن البناء عليها لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى الدولي ونحو عزل إسرائيل.
    المفاوضات بالشكل الذي تعاطت معه القيادة الفلسطينية، كانت معركة تكتيكية ناجحة، والحال أن إسرائيل ما كانت لتتوقف عن مواصلة تنفيذ مخططاتها وسياساتها، لا في حال وجود مفاوضات ولا في حال غيابها. يمتد النجاح في هذه المعركة التكتيكية، إلى المصالحة التي كانت ستواجه عقبات كبيرة، في ظروف مختلفة، حيث تقف إسرائيل وحدها في مواجهة هذا الاستحقاق الوطني.

    الطريق إلى القدس
    بقلم: حمادة فراعنة-الأيام
    بدعوة من لجنة فلسطين، لدى مجلس النواب الأردني، وبالتعاون مع مؤسسات أكاديمية ومتخصصة، وتحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله، وبرئاسة الأمير غازي بن محمد، مستشار الملك، عقد في الفترة الواقعة بين 28 إلى 30 نيسان 2014، المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس" في عمان، بحضور حشد كبير من شخصيات برلمانية أردنية وفلسطينية وعربية، وأكاديميين وذوات دينية بارزة من المسلمين والمسيحيين، وفعاليات ذات حضور سياسي ومعنوي مميز.
    فكرة المؤتمر، تعكس التفاهم، والإحساس بالمسؤولية نحو القدس من قبل الأردنيين والفلسطينيين، وعلى أرضية الاتفاق الذي وقعه الملك عبد الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 31 آذار 2013، وانعكاساً للتعاون والاجتماع المشترك بين اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، ولجنة فلسطين النيابية الأردنية، لذلك تم تشكيل لجنة عليا للمؤتمر، برئاسة الأمير غازي وضمت في عضويتها رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، ورئيس لجنة فلسطين النائب يحيى السعود، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ونائبه الأب قسطنطين قرمش إضافة إلى عضوي المجلس الوطني نجيب القدومي وحمادة فراعنة، وعدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية، ما يؤكد الحرص على تحمل تبعات المواجهة السياسية والدينية لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والعمل كي تبقى مدينة القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، والعمل على حمايتها من التهويد والأسرلة.
    قد لا يكون "الطريق إلى القدس" أول المؤتمرات، وقد لا يكون آخرها، ولكنه تميز من خلال نوعية المشاركين في اجتماعاته التي استمرت ثلاثة أيام، والتوصيات التي خرج بها، وتشكيل لجنة متابعة للعمل على تنفيذ توصياته ما يعكس الإحساس بالقلق والمسؤولية، والرغبة في المساهمة لتحقيق أقصى درجات الاهتمام لدعم وإسناد أهالي القدس وصمودهم، فالقدس صحيح أنها مقدسة، وصحيح أن لديها تراثاً إسلامياً ومسيحياً، ولكن قيمتها الحقيقية، تكمن في الإنسان القائم فيها وعليها، وهو مصدر مكانتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ولذلك تسعى سلطات المشروع الاستعماري التوسعي العنصري الإسرائيلي على تغيير معالمها وسكانها، بطرد أهلها وترحيلهم وإسكان المستعمرين الأجانب مكانهم.
    المشاركة الفلسطينية تمثلت بالمكونات الثلاثة: أولاً من أهالي القدس أنفسهم وهم حماتها والمرابطون فيها من قادة سياسيين ورجال دين مسلمين ورؤساء الطوائف المسيحية الأربع الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليين والسريان الأرمن، وثانياً من قادة مناطق 48 نواب الكنيست ولجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني، وثالثاً من أبناء الشتات والمنافي إضافة إلى قيادات في منظمة التحرير وسلطتها الوطنية مثل عزام الأحمد ومحمود الهباش وعدنان الحسيني وأحمد الرويضي وغيرهم، أما رجال الدين العرب فهم من الأبرز بدءاً من نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي، والداعية عمرو خالد، والشيخ علي جمعة مفتي مصر، والشيخ أحمد الكبيسي العراقي، ونهاد عوض الأميركي، والشيخ محمد العريفي السعودي، والشيخ محمد حسين مفتي القدس وفلسطين، والشيخ عكرمة صبري أيضاً، وعدد كبير من علماء الشريعة الأردنيين، ووزراء الأوقاف في الأردن وفلسطين ومصر واليمن.
    حصيلة المؤتمر، الذي توقف أمام مخاطر فتوى عدم زيارة القدس، وتركها فريسة للتهويد والأسرلة، وعدم قدرة الطرفين اللذين يؤمانها وهما 1- أهالي القدس فقط دون أهل الضفة الفلسطينية وأهالي قطاع غزة الممنوعين من زيارتها، و2- أهالي مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، وكلاهما لا يستطيع وحده إبقاء القدس عامرة بالحياة، ويحتاجان للإسناد والدعم الشعبي الإسلامي والمسيحي من شعوب العالم، ولذلك أصدر العلماء فتوى مشروطة، تجيز زيارة القدس، وهي أول فتوى فقهية ذات مرجعية متفق عليها، تشكل غطاء لمن يرغب في زيارة مدينة القدس، حتى ولو كانت غير مستقلة، وترزح تحت نير الاحتلال وإجراءاته وسياساته التهويدية ومحاولات أسرلتها.
    فقد حدد المؤتمر أهدافاً يسعى لتحقيقها تمثلت بالمحاور التالية:
    1- إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية للقدس.
    2- سبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع بإيصال الدعم للأقصى والمقدسيين.
    3- الدفاع عن المسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم والدعوة لاستثناء زيارة المسجد الأقصى والغوث الإنساني للفلسطينيين من فتوى تحريم التطبيع مع المحتل.
    4 - العهدة العمرية – معاناة المقدسات المسيحية وخاصة كنيسة القيامة ودعوة المسيحيين في أنحاء العالم لنصرة مقدساتهم والحفاظ عليها.
    وخرج بأربع وعشرين توصية كوسائل وآليات عمل لتنفيذ أهدافه، وبفتوى زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال، جاء نصها:
    أولاً: يرى العلماء المشاركون في المؤتمر أنه لا حرج في زيارة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف للفئات الآتية:
    1 - للفلسطينيين أينما كانوا في فلسطين أو خارجها مهما كانت جنسياتهم.
    2- للمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامي.
    ثانياً: وفي جميع الحالات يجب أن تراعى الضوابط الآتية:
    1- ألا يترتب على ذلك تطبيع مع الاحتلال يترتب عليه ضرر بالقضية الفلسطينية.
    2- أن تحقق الزيارة الدعم والعون للفلسطينيين دون المحتلين ومن هنا نؤكد وجوب كون البيع والشراء والتعامل والمبيت والتنقل لصالح الفلسطينيين والمقدسيين دون غيرهم.
    3- أن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية بعيداً عن برامج المحتل.
    4 - يفضل أن يكون مسار رحلة الأقصى ضمن رحلات العمرة والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة ويدعم الاقتصاد الفلسطيني والمقدسي تحديداً، وسياسياً بهدف حماية "الأقصى" والمقدسات.

    بعد انتهاء مُهلة المفاوضات: خطوات إسرائيلية أحادية الجانب تلوح في الأُفق
    بقلم : د. جاد اسحق-الأيام
    انتهت مهلة التسعة شهور التي حددها الراعي الأميركي للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبدأت بعدها المخاوف والتكهنات والتساؤلات حول ما ستؤول إليه الأمور بعد التاسع والعشرين من نيسان.
    تساؤلاتٍ كثيرة تجول في خواطر الفلسطينيين وخاصة بعد إتمام المصالحة الفلسطينية التي تلقفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكومته والتي يسوقون لها بأن لا وجود لشريك فلسطيني للسلام ووضعوا شرطاً مسبقاً جديداً على القيادة الفلسطينية بإلغاء اتفاق المصالحة مع "حماس" كشرط للعودة للمفاوضات بالإضافة الى فرض عقوبات اقتصادية على الحكومة الفلسطينية كان أبرزها وقف تحويل أموال الضرائب للفلسطينيين.
    وكالمعتاد، فقد جاء رد الفعل الأميركي مساوياً الضحية بالجلاد وانتقد اتفاق المصالحة الفلسطينية، بحيث حذر مجلس الشيوخ الأميركي من أن تشكيل حكومة تشارك فيها حركة حماس سيطيح بالمعونات التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية.
    لقد شكل توقيع المصالحة الفلسطينية في هذا التوقيت بالذات بارقة أمل للفلسطينيين الذين يتوقون لطي صفحة الانقسام والمُضي قدماً، موحدين، الى تحقيق طموحاتهم في بناء دولتهم المستقلة....ولكننا لا نستطيع أن نشيح بنظرنا عن المخاطر الحقيقية الأُخرى التي نتجت عن اتنهاء مُهلة المفاوضات بدون الوصول الى اي نتائج تذكر، بل وقامت إسرائيل باستغلال التسعة اشهر لتفرض المزيد من الوقائع على الأرض، فكان الهدم والمصادرة والتهويد والتوسع الاستيطاني، الأمر الذي قضى عملياً على اي فرصة حقيقية للوصول الى اتفاق سلام على أساس الدولتين حتى إن وجدت نوايا إسرائيلية بهذا لصدد.
    هذا وبالتوازي مع ما تقوم به إسرائيل من انتهاكاتٍ على الأرض، وإذا راقبنا ما يحصل في دولة الاحتلال وتحديداً عن ما يصرح به أركان الحكومة اليمينية المتطرفة، فإننا ندرك بأن لهذه الزمرة من المتشددين ما يدور في مُخيلتها من حلولٍ يرونها بناءة وتلبي طموحاتهم الاستيطانية والتوسعية، وهي في جوهرها تهدفُ إلى التنصل من أي استحقاقٍ سياسيٍ مع الفلسطينيين، بل يمكننا القول بان الهدف يصل إلى حد القضاء على حل الدولتين بالكامل وفي نفس الوقت عدم قبول حل الدولة الواحدة ثنائية القومية.
    العملية السلمية تترنح ......ونتنياهو يتبجح
    لقد دأب قادة اليمين المتشدد وحتى قبل انقضاء مُهلة المفاوضات على التمهيد لفشلها مع الفلسطينيين وبعد انتهاء المهلة بدأت أوركسترا اليمين بقيادة المايسترو نتنياهو بالعزف على مقطوعتهم المفضلة، فوزير يرى بأنه يجب ضم الضفة الغربية لإسرائيل ووزير يقترح حل السلطة الفلسطينية وآخر ينعى اتفاق أوسلو ونتنياهو سعيد بما يرى ويسمع، بل يتبجح بزعمه عدم وجود شريك فلسطيني للسلام، وفي تصريح جديد له في التاسع والعشرين من نيسان "اليوم هو آخر يوم في مفاوضات التسعة اشهر، ولن نقبل بأن يبقى الفلسطينيون منفردين بفرض الحقائق واتخاذ زمام المبادرة، لذا فإنه سوف نقرر قريباً حدود دولة إسرائيل وسنشرع بخطوات فك ارتباط من جانب واحد" والكلام لنتنياهو....... وكل ذلك والراعي الأميركي يرى فشل جهوده على أنها فرصة جيدة لالتقاط الأنفاس!!
    نعم، التقاط الأنفاس ....يجب على الفلسطينيين وعلى القيادة الفلسطينية أن تلتقط الأنفاس وتعيد النظر في كل ما مضى من تجارب مع الإسرائيليين، وأن تبدأ بترسيم الحدود كأساس انطلاق لأي مفاوضات مُستقبلية لكي لا تتحول الحدود المؤقتة التي تسعى إسرائيل الى ترسيمها الى حدودٍ دائمة تستمر لعقود ويصعب تغييرها وأن تقطع الطريق لما يروج له قادة دولة الاحتلال من طروحاتٍ ومخططاتٍ خبيثة نخشى أن يكون الوقت المناسب لإسرائيل قد أزف لتنفيذها، وهي تعتمد على ركنين أساسيين، السلام الاقتصادي من جهة، والحلول الأحادية الجانب من جهة أُخرى، وهما في الحقيقة متلازمان لا ينفصمان.
    إن لنا أن نتذكر بأنه وقبل أشهرٍ قليلة من انطلاق جولة المفاوضات الأخيرة في الحادي والثلاثين من تموز من العام الماضي حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبالتنسيق مع طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وممثل الرباعية الدولية على بلورة خطةٍ على شكل محفزاتٍ كانت في ظاهرها محاولة لتنشيط ودعم الاقتصاد الفلسطيني، ولكن في جوهرها محاولة لجس نبض الجانب الفلسطيني للمضي قدماً في خطة شاملة تندرج تحت ما يسمى بالسلام الاقتصادي تحقيقاً لرغبات الحكومة الإسرائيلية، فرفض الفلسطينيون الطرح لتكون الخطة الاقتصادية رديفاً لأُخرى سياسية تنتهي بالوصول الى حل سياسي قائم على مبدأ الدولتين.
    في الواقع، إن أخطر ما في مهلة التقاط الأنفاس التي دعا إليها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما بأن تكون فرصة للإدارة الأميركية التي فشلت في الضغط على إسرائيل في المضي قدماً بدعم خياراتٍ أخرى كالسلام الاقتصادي أو دعم غير مباشر لخطوات إسرائيلية أحادية الجانب قد تُقدم عليها حكومة نتنياهو لمنع تفككها وانهيارها، لذلك على الفلسطينيين أن يعوا بأن التاريخ كثيراً ما يعيد نفسه، فعندما فشلت مفاوضات شرم الشيخ إبان فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون هربت حكومته آنذاك الى الأمام، ومضت باتجاه انسحابٍ أحادي الجانب من مستوطنات قطاع غزة والذي اكتمل في الثاني عشر من شهر أيلول من العام 2005.
    على الأرض لقد بدأت بوادر التلويح بالخطوات الأحادية الجانب بالتكشف، ليس فقط بتصريحات قادة اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو بل وعلى الأرض أيضاً، حيث قامت إسرائيل في خطوة عقابية بتعليق تنفيذ المخططات الهيكلية للتجمعات الفلسطينية في المناطق "ج" مع العلم بأنها لا تلبي في الأساس الحد الأدنى من احتياجات المواطنين الفلسطينيين للتوسع ونموهم السكاني الطبيعي، ومع ذلك فقد جمدت إسرائيل عملية المصادقة عليها بالإضافة الى قرار إسرائيلي وشيك بتجميد مشاريع إعادة تأهيل أراض زراعية فلسطينية تبلغ مساحتها 15000 دونم في مناطق "ج" كان قد تم الاتفاق عليها بتمويل من جهات مانحة دولية وعلى رأسها الوكالة الأميركية للتنمية.
    إن على الفلسطينيين قيادة وشعباً ونخباً ومستثمرين، بما في ذلك القطاع الخاص، أن يدركوا جيداً وفي هذه الظروف الحساسة بأن إسرائيل تسعى الى المضي في مخطط للسلام الاقتصادي بدعوى تحسين حياة الفلسطينيين ودعم الاقتصاد الفلسطيني، ولكن الهدف الأبرز في عقول قادة الاحتلال يبقى دائماً الهروب من أي استحقاق للسلام إيماناً منهم بعدم أحقية الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم، فالسلام الاقتصادي لا يعدو كونه تمهيداً لمرحلة لاحقة وهي مرحلة الانسحابات الأحادية الجانب وتحديداً من مناطق "ج" رغبة منها في عدم الاعتراف بأي حدود معينة للفلسطينيين، والإبقاء الوضع عائماً لتستطيع في النهاية حسم الأمور بشكل كامل على الأرض.
    فليس من قبيل الصدفة بأن بدأت إسرائيل وبرعاية أميركية إعادة طرح فكرة السلام الاقتصادي الذي صرح به نتنياهو فور انتخابه بأنه يؤمن به، وأنه أقصى ما يمكن ان يقدمه للفلسطينيين، حيث عُقد في الثامن من شهر آذار من العام الحالي في العاصمة التشيكية براغ مؤتمر اقتصادي يناقش ما يسمى بمبادرة اقتصادية تهدف الى "تغيير جذري وتنمية جوهرية في الاقتصاد الفلسطيني" .
    إن تعزيز ودعم الاقتصاد الفلسطيني يشكل جزءاً مهماً وحجر أساس لبناء الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولكن وليس بديلاً عنها كما يريد نتنياهو وقادة اليمين المتطرف في إسرائيل، فلا اقتصاد ينمو بلا دولة ولا سيادة ولا تواصل جغرافي، ولا تنمية مستدامة بدون دولة تحظى بمؤسسات قوية ومستقلة، ولا استثمار حقيقياً في دويلة مقطعة الأوصال وجزر لا تُطلُ حتى على مياه، فالاقتصاد القوي والحقيقي لا يتحقق إلا بقيام دولة مستقلة تسيطر على مقدراتها ومواردها وأراضيها ومياهها وبحارها وهوائها .... دولة غير منقوصة السيادة متواصلة الأركان تحكمها سواعد أبنائها.
    بلا شك فإنه يتحتم علينا كفلسطينيين أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات التي يحيكها قادة الاحتلال، والتي تبدأ بسلام اقتصادي وتنتهي بانسحابات محدودة ومدروسة لن تخدم إلا الاحتلال ودولته ونكون حينها، وفي حالة عدم وجود خطة للتصدي لهذه السيناريوهات، مُضطرين لقبول أهون هذين الشرّين.
    طـرطشـات
    بقلم: د. فتحي أبو مغلي-الأيام
    • يستمر أعداء الحضارة والثقافة والفكر أمثال "داعش" وأخواتها بالاعتداء وتدمير كل إرث تاريخي والعمل على شطب ذاكرة الأمة من خلال تدمير التماثيل والمتاحف، بدءاً بتدمير تمثال أبو العلاء المعري قبل أكثر من عام وصولاً الى تدمير تمثال "أسد شيران" وسط مدينة الرقة، وهو تمثال يعود تاريخه إلى العهد الآشوري حوالي 700 عام قبل الميلاد. هذا الأثر التاريخي الذي يعبر عن حضارة هذه الأرض وعظمة شعبها يدمر اليوم على يد جهلة متخلفين بحجة انه يعتبر صنماً وشركاً بالله، مع أنه بقي شامخاً شاهداً على عظمة الاسلام يوم كان دعاته مسلمين حقيقيين.
    • رغم كل ما يظهره نتنياهو من رباطة جأش وإصرار على مواقفه تجاه المفاوضات بل تغوله في قضية يهودية الدولة الذي وصل الى حد العمل على استصدار قانون أساس يعرف إسرائيل على انها دولة قومية للشعب اليهودي، فان المؤشرات والحقائق على الأرض تقول غير ذلك، فإسرائيل تعيش حالة غير مسبوقة من التشوش وفقدان البوصلة، وان كانت لا تزال تعتمد على اللوبي الصهيوني القوي في أميركا الذي استطاع ان يذل وزير خارجية أقوى دولة في العالم واضطره للتراجع عن رأيه حول عنصرية دولة اسرائيل خلال ثلاثة أيام، إسرائيل اليوم تقف مرعوبة أمام الاجراءات الفلسطينية مثل الذهاب للامم المتحدة وتوقيع المواثيق الدولية والمصالحة الداخلية وحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وبات ساسة إسرائيل يسمون هذه الاجراءات ودبلوماسية أبو مازن بالانتفاضة الرقيقة، بل ان بعض الاصوات بدأت تنادي بالإسراع بحل الدولتين لإبعاد شبح تهمة الدولة العنصرية عن إسرائيل، وإلا فان اسرائيل ستكون مضطرة لمواجهة خيار الدولة الواحدة التي لا يمكن ان تكون دولة عنصرية، بل ان حتمية التاريخ وشواهده تقول: إنها إن قامت، لا بد أن تكون دولة ديمقراطية تذوب فيها يهودية إسرائيل.
    • نقابة الأطباء تواجه تحديات عديدة نتجت عن سياسات سابقة غير سليمة، فنقابة الاطباء ومقرها القدس لم تستطع ان تخرج من عباءة كونها لجنة فرعية لنقابة الأطباء الاردنيين وهو الوضع الذي كان قائماً قبل عام 1967 ولم تستطع ان تتحاور مع نقابة الاطباء في غزة لإيجاد صيغة توافقية لإنشاء نقابة واحدة موحدة لأطباء فلسطين، وتحت مبررات واهية تم التمديد لمجلس نقابة الاطباء مكتب القدس ومبايعة مجلسها الحالي بدل إجراء الانتخابات حسب الاصول. المطلوب اليوم السعي الجاد والحثيث لإقامة نقابة لأطباء فلسطين، تمثل الكل الفلسطيني وتعبر عن آمال وطموحات الجسم الطبي كاملاً وبرؤية مهنية وطنية واحدة وواضحة.
    • يقول الحديث النبوي الشريف: لا ضرر ولا ضرار، ووفق فهمي المتواضع لمعنى هذا الحديث فان الشرع يرخص للإنسان اذا ما تعرض لطوارئ تجعل من القيام بأحد واجباته الدينية خطراً عليه أو على الآخرين، أن يمتنع عن القيام بالواجب الديني ولا إثم ولا جناح عليه، اذا كان في ذلك منع للأذى عن نفسه أو منع للأذى عن الآخرين، وفي هذا الأمر ترسيخ لمعاني الرحمة والتيسير وعدم تكليف الإنسان بما لا يطيق، أسوق هذه المقدمة لأقول: ألا يتوجب على رجال الدين والسياسة والصحة أن يطبقوا هذا الحديث النبوي الشريف على موضوع انتشار عدوى فيروس "كورونا" باتخاذ قرار وقائي صائب وحكيم يتوافق مع الشرع ومع أبسط مبادئ الصحة العامة بوقف رحلات العمرة وربما الحج لهذا العام إذا ما تبين أن عدوى "كورونا" تنذر بالتحول الى جائحة عالمية تزهق أرواح الآلاف من البشر؟.
    • كان عمره ثلاثة أعوام عندما قرر الأطباء البدء بإجراء عمليات غسيل كلى للطفل فؤاد الذي يدخل الآن عامه الثاني عشر، الآن وبعد ثمانية أعوام من المعاناة عاد فؤاد للحياة الطبيعية مودعاً أجهزة غسيل الكلى بعد ان أُجريت له في مجمع فلسطين الطبي زراعة كلية تبرعت بها عمته. أذكر أنه قبل أقل من أربع سنوات عندما أجرينا أول عملية زراعة كلى في مجمع فلسطين كم سخر البعض منا وأطلقوا علينا وقتها لقب الحالمين، وأنا سعيد جداً بأن العملية الرابعة والعشرين بعد المائة تتم في مجمع فلسطين بنجاح لتعطي الأمل لإنسان آخر بحياة طبيعية.

    تغريدة الصباح - الراجل ده حيجنني-من يوميات امرأة محاصرة في غزة
    بقلم: سما حسن-الحياة الجديدة
    سيحتفل أبي بعد أيام قليلة بعيد ميلاده الحادي والسبعين من عمره المديد باذن الله، وهو بالنسبة لي وبعد وفاة أمي رحمها الله قبل أربع سنوات طفلي المدلل وابني البكر رغم بلوغه هذا العمر، فأنا أمارس معه أمومتي، ويمتثل صاغرا ومطيعا لكل ما أمليه عليه من أوامر محببة اليه وأراها في مصلحته.
    أبي الذي كان معلما ومربيا للأجيال لأكثر من أربعين عاما أصبح فردا على هامش المجتمع وهذا للأسف ما يحدث مع كل من علمونا وأضاءوا لنا منارة العلم، حيث ننساهم ولا نهتم بهم بمجرد وصولهم لسن التقاعد، فكيف بهؤلاء ممن تصادف سن تقاعدهم مع فقدان شريك العمر، فأعتقد أن حالهم سيكون أكثر سوءا خاصة أمام اهمالنا وتقصيرنا نحن الأبناء والتلاميذ للأسف.
    بالنسبة لي وهذا أضعف الايمان وضعت ضمن جدولي زيارة أسبوعية واحدة لأبي، حيث أتفرغ له ليوم واحد تاركة خلفي أولادي وعملي، وأقضي نهاري معه في البيت الذي ضمه هو وأمي وأهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياته، خاصة أنه قد قضى عمره وهو يتكل على أمي في كل أموره وكانت دائما ما تردد: يا ويلك من بعدي يا حاج.
    أوصيته مرارا وتكرارا وضمن برنامج العناية بمأكله وملبسه ونظافة بيته أن يرمي بجواربه الممزقة، وأتذكر فيلما عربيا قديما عن الفتاة التي رفضت الارتباط بعريس ثري لأنه حسب وصفها كان يرتدي "شراب مدلدل" حسب وصفها، وتعني لمن لا يجيد اللهجة المصرية أنه يرتدي جوربا لا يلتف برباط ضاغط رقيق حول الساق جيدا بسبب رداءة صنعه أو قدمه وربما دل ذلك على بخل صاحبه الذي لا يرميه بمجرد أن يصبح "مدلدل" أي ينزلق عن الساق بصورة بشعة ومضحكة.
    جمعت جوارب أبي التي تشبه الوصف السابق ووضعتها في كيس بلاستيكي صغير، وألقيتها في حاوية القمامة الصغيرة الموجودة في صالة بيته وأوصيته وأنا أودعه أن يرتدي الجوارب الجديدة التي اشتريتها له والتي صففتها بعناية وحسب ألوان بذلاته في درج خزانته.
    حين عدت لزيارته فوجئت به يستقبلني بـ"شراب مدلدل" واعترف لي كطفل مذنب أنه قد أعاد الجوارب للخزانة لأنه وجد أن عمرها الافتراضي وتاريخ صلاحيتها لم ينتهيا بعد.
    ثارت ثائرتي على أبي الحبيب وحاولت أن أكظم غيظي بدعابة حيث قلت: ذنبك على جنبك عندما أصحبك لأخطب لك عروسا، سترفضك بمجرد أن ترى جواربك.
    ضحكنا سويا وجمعت الجوارب ثانية في كيس بلاستيكي صغير، وزيادة في الاطمئنان والأمان حملتها في طريق مغادرتي والقيتها في الحاوية الضخمة التي تقع على ناصية الشارع.
    ترى هل ستفاجئني الجوارب بعودتها ثانية لدرج خزانة أبي، أرجو ألا تفعل ذلك وان كان ذلك ليس بالأمر المستبعد لأن " الراجل ده" أطال الله في عمره... حيجنني.
    لكي تصفو النفوس
    بقلم:عدلي صادق-الحياة الجديدة
    وقع خلل من جانبي، يتعلق بمقالة أمس، فوصلت السطور الى الصحيفة ناقصة، وبالتالي لم يُنشر منها سوى وجهة نظري في مسألة استقلالية المستقلين التي يمكن أن تتشكل منهم حكومة التوافق الوطني. وقبل أن أضم سطور هذه التوطئة، الى ما سقط سهواً من هذه المقالة، سأثني على تساؤل قرأته بقلم الصحفي الصديق المناضل زكريا التلمس «أبو حسن» أمده الله بوافر الصحة. فقد أضاف نقطة الى ضرورات تسوية كل المشكلات العالقة، أراها من نوع النقاط التي لا يمكن أن تُنسى وان نسيها المعنيون، لفترة، تحت ثقل الضغوط، وغابت عن كل المقاربات التي سُمعت وقرئت وكتبت. فلا يختلف اثنان، على أن زكريا التلمس ممن ابتهجوا لبشائر المصالحة، وهو الذي أطلق بتلقائية، وعلى الهواء، تسمية «اعلان الشاطىء». فلا بد من تسوية قضية المستلبات التي سُلبت في مناخ الانقلاب، من سيارات خاصة وحكومية، وشقق ومقرات جمعيات، ومتعلقات شخصية، وسلاح شخصي وغير ذلك، واعادة كل ما سُلب الى أصحابه، لكي تصفو النفوس ويحل الرضا.
    بخصوص تشكيل الحكومة وما يتعين على وزرائها العمل عليه، نقول استطراداً ان المحنة قائمة في كل مجريات الأمور على الأرض وفي الآفاق. وننصح من يرغبون في خوض التجربة، سواء كانوا مستقلين ظاهرياً أو تكنوقراط منتمين، أن يتحلوا بالشجاعة حيال أي خطأ مهما كان مصدره وأياً كان المعنيون بتغطيته وتمريره، لأن معيار البرهنة على وطنية الوطنيين، هو غيرتهم على مصالح الناس ومجموعهم، والنظر اليهم بدون تمييز.
    بالطبع، ان الكثير من الرجال في المشهد العام، يمتلكون الرؤية ويتحلوْن بالشجاعة، لكن أمثال هؤلاء تضغط عليهم المرحلة وتدفعهم الى وراء بعد الوراء، ما يجعل احتمالات وجود المناقبيين والشجعان والغيورين أقل بكثير على صعيد الشرائح الطافية على السطح. ونحن هنا، نتناول قضية الحياة والمصير والأفق، ولا نساجل أحداً ولا نتمحك بأحد، مثلما لا نجامل أحداً ولا ننافقه. اننا في حال لا نُحسد عليه، والاحباط يضرب أطنابه، بينما التفاؤل وصواب الوجهة متاحان، بشيء من الارادة مع تحسس المخاطر المحدقة بوجود الشعب الفلسطيني وبقضيته.
    ان النقاش الذي ينتج عنه وئام اجتماعي مديد، ومصالحة مستقرة؛ لم يبدأ بعد. ومثل هذا النقاش، يتطلب عمقاً ومصارحة وصدقاً مع النفس. وعلينا في سياقه، أن نتعلم كيف نحتفظ بكل ما سيكون انكشافه مؤذياً. كذلك لا بد من وضع السيناريوهات لكل احتمال. فالمحتلون الذين يمرون بأشد أحوالهم قوة وعنجهية، يناقشون السيناريوهات والفرضيات، في مؤسساتهم أو في منتديات سنوية تُعنى بالاستشراف وبالتخطيط الاستراتيجي، كأنما هناك فعلاً خطر يتهددهم. فان كانت الحكومة التوافقية، مكلفة بادارة حياة المجتمع، فلا بد من ظهير أو خلفية، تضطلع بعملية التفكير والتخطيط وتحديد السياسات العامة، لكي تستعيد الحركة الوطنية الفلسطينية عقلها. وكيف يمكن للفلسطينيين جعل المصالحة طريقاً لبناء عقلهم الكلي، بحيث لا يتخذ طرف من مضغ الكلام وسيلة لتحسين مواقعه في مشهد مهلهل أصلاً. اننا ذاهبون الى المعترك تلو الآخر، ورحلتنا ليست نزهة، وهي لا تحتمل الكاذب ولا الرقيع السياسي ولا المزاود ولا الفاسد ولا الساذج. موقفنا السياسي جيّد، وهو نفسه الذي لا نرضي بسواه. لكن لهذا الموقف متطلباته على صعيد حيثيات معيشة الناس وسبل صمودهم وعوامل قدرتهم على الاستمرار في مواجهة هذه الهجمة الصهيونية العنصرية باقتدار وبثقة عالية في النفس. ان هذه هي الفكرة الأولى في موضوع الوفاق الوطني، وهي الفكرة الأولى على صعيد عمل حكومة الوفاق الانتقالية. ان لم نتشبع بوقائع السياسة والصراع ومصاعب الحال، وبموجبات التعاطي مع هذه الوقائع بروح المسؤولية سنذهب الى كارثة. سنظل نرصد المشهد ونقول رأينا وننصح طالما بقي في العمر عمر.

    للصبر حدود.. فلا تقربوها
    بقلم:محمود ابو الهيجاء-الحياة الجديدة
    في حوارات المصالحة الوطنية ودروبها الشائكة، عضت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح على جراح كثيرة وتحملتها وتعالت عليها، وكانت بحق هي كاظمة الغيظ الحكيمة من اجل انهاء الانقسام الانقلابي واستعادة وحدة الشعب والوطن، كضمانة اكيدة لانتصار المشروع الوطني، في دحر الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف, ولانها كانت على هذا القدر من الحنو الوطني بروية المسؤولية الوطنية ومصداقيتها، استطاعت فتح وبمساعدة اشقاء عرب، المصريون على نحو خاص، من تحقيق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة قبل ثلاثة اعوام.
    وقد توقعنا حينها، مع توقيع هذا الاتفاق، ان تنتهي لغة الانقسام الفاحشة والقبيحة التي طالما كانت قيادات في حركة حماس تلجأ اليها لنسف حوارات المصالحة وافشالها، غير ان هذه اللغة لم تنته بل وتواصلت على نحو اكثر فجاجة علها تنسف هذه المرة الاتفاق بحد ذاته. لكن روية حركة فتح وحنوها الوطني وكظمها للغيظ ليست مواقف عابرة في سياسة فتح, بل هي نهجها الاصيل وروحها وفكرتها الجوهرية، التي حمت وما زالت تحمي الوطنية الفلسطينية من الوقوع في شراك تغليب التناقضات الثانوية على التناقض الرئيس، وهو الصراع مع الاحتلال من اجل دحره، ولهذا واصلت فتح عضها على الجراح التي ظلت لغة الانقسام ترش المزيد من الملح عليها، حتى وصلت دون شكوى، الى اعلان غزة الاخير، لأنهاء الانقسام وتنفيذ بنود اتفاق المصالحة، الاعلان الذي اشتهر بأجمل ابتسامات التفاؤل، والذي فتح بحق ابواب الامل بمستقبل الوحدة الزاهر على مصراعيها، وهنا توقعنا هذه المرة وبقوة الامل والتفاؤل، ان تنتهي الان والى الابد، لغة الانقسام الفاحشة والقبيحة وهذه المرة المشبوهة بكل تأكيد، لكن هذه اللغة مع الاسف الشديد لم تنته بعد.
    وما هي الا ايام قليلة حتى عادت هذه اللغة الى سيرتها المشروخة، في تصريحات اكثر من كادر حمساوي، وفي توليفات فنية وغنائية نشرت وما زالت تنشر في اكثر من موقع اعلامي محسوب على حماس ويتحدث باسمها، ولا تقول هذه اللغة وهذه التوليفات الموتورة، غير ما كانت تقول في سنوات الانقسام من تشكيك وتشوية واتهام وتلفيق وتحريض على القيادة الوطنية لشعبنا، فعزيز دويك مثلا يريد مجلسا رئاسيا للشعب الفلسطيني, بينما يطالب فوزي برهوم القيادة الوطنية بالرحيل، فيما يتهم حسن يوسف فتح بالتنازل والتفريط عن ثلاثة ارباع فلسطين، بينما حماس حققت انتصارا كما قال على الاحتلال الاسرائيلي في معركتين، واستطاعت ان تتأقلم وان تسير حياة قرابة مليونين من ابناء الشعب الفلسطيني.
    وما من رسوم جمركية على الكلام كما يقال, خاصة حينما يظل الكلام غوغائيا ونافيا للواقع ومعطياته وحقائقه، ليست هذه لغة الوحدة والنوايا الطيبة للتصالح بكل تأكيد، بل هي لغة الانقسام بكل كلماتها ونواياها القبيحة والمشبوهة، وعلى فتح كاظمة الغيظ ان تقول لهؤلاء هذه المرة، ونعتقد ان على قيادة حماس نفسها التي ابتهجت باعلان غزة وابتسمت له واخرجته بمهرجان فرح ان تقول هي ايضا: أن للصبر حدودا فلا تقربوها، لأن مصلحة الوطن ووحدته بمشروعه الوطني، ستدفع في المحصلة واذا ما تعطلت كل علاجات الديمقراطية الى الكي بالنار آخر العلاجات وانجعها.

    الراعي.. البطريرك البطل في القدس
    بقلم:موفق مطر-الحياة الجديدة
    «القدس مدينتنا نحن المسيحيون قبل كل الناس, ذاهب لأقول انها مدينتنا وهي القدس العربية, لدي رعية في القدس وشعب وأنا ذاهب عند شعبي والى بيتي».
    صاحب هذا الموقف الوطني العروبي الانساني العقائدي الديني الصحيح هو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي, اما نحن فانا من جوار ومن قلب زهرة المدائن مدينة السلام, مدينة الله والمؤمنين القدس العربية الفلسطينية اهلا بك في الأراضي المقدسة, أهلا بك في مدينة بيت لحم مهد المسيح عيسى بن مريم, فهناك ستجد رئيس الشعب الفلسطيني, ستجد قلوب وصدور المسلمين والمسيحيين وكل المؤمنين بالسلام والحق والحرية للإنسان مفتوحة لتعانقكم, وتحيي خطوتكم الجريئة الشجاعة المباركة من الرب, ستجد محمود عباس رئيس الشعب الذي حمى المهد والقيامة وطريق الآلام, فرئيسنا ابو مازن وشعبنا سيصغون بقلوب مطمئنة الى رسالتكم وهم يسمعون منكم قولكم: «لكم حق يا فلسطينيين بدولة لكم, فبيت لحم لكم, الأراضي المقدسة موجودة ونحن موجودون فيها قبل انشاء اسرائيل, انا هنا بين شعبي».
    أهلا بالرسول الآتي الينا من بلاد الآرز الطيبة الجميلة, فلك في بلاد وأرض الزيتون المقدسة رعية وشعب يحبك ويحب كل من سار معه على درب الحقيقة, فمسيرتك نحونا ومعنا على درب الآلام وأنت تحمل صليبك بما يرمز على ظهرك سيباركها الرب والشعب, وأولي الألباب.
    بوركت خطواتك وأنت تقطع مع البابا نهر الاردن والمغطس المقدس, وبوركت وأنت تناجي رب السلام والمحبة في المهد, ومبارك علينا شجاعتك المستمدة من من قلب المسيح, فوقفتك المنتظرة في مدينة الله, وقولك كلمة الحق رغم الأشواك, ورغبة الجاهليين لرجمك, هي انتصار لحقيقة الإنسان, لرسالة السلام, للحق, للحرية التي من أجل تمتع أبناء آدم بنعمتها, وتحررهم من شذرات الكراهية والعدائية بين الانسان وأخيه الانسان ضحى المسيح وتحمل آلام التعذيب والاستشهاد على الصليب.
    اهلا بك يا سيدي في وطن المسيح وان كنا مؤمنين أن الدنيا كلها بأرضها وسمائها هي الوطن بلا حدود لروحه الخالدة وتعاليمه, وتلاميذه ورسله المؤمنين, ففي فلسطين يا سيدي شعب افتدى أرض مهد السلام وضحى ومازال لتحريرها, كما افتدى المسيح البشرية وضحى من أجل سلام يعم قلب كل فرد من امة الانسان.
    ياقداسة الراعي.. أيها البطل.. تحرر زيارتك للقدس ومدينة المهد الخائفين من عواء الذئب وأنيابه, الذين تخشبت شرايينهم, وجفت ينابيع عقولهم وعواطفهم.. فوقفوا من بعيد يتحسرون علينا, فيما الذئب ينهش لحمنا, ويطق عظامنا, ويبيت بعد شبع وبطر وراء عظيم مقدساتنا لا يملكون من ضعف ووهن يكاد يسحقهم إلا تحريم زيارة المدينة المقدسة وشعب الأرض المقدسة, وكأن الفلسطينيين مقطوعين من شجرة المؤمنين. فنتمنى بحضرتك وحضرة البابا الحبر الأعظم تصويب بوصلة المؤمنين المسيحيين باتجاه القدس العربية, قلب فلسطين.


    يوم استقلالهم يوم نكبتنا
    بقلم:بهاء رحال-الحياة الجديدة
    في حضرة النكبة تسقط الكلمات أمام الفاجعة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني وأرادت طمس هويته التاريخية والوطنية التي حملها جيلاً بعد جيل، وحافظ عليها ضد كل محاولات الشطب والابادة التي تعرض لها والتي استهدفته بشكل مباشر وحاولت عبر عمليات التزييف والتزوير التي قامت بها عصابات الاحتلال بأن تلغي هذا الحق الذي لا يقبل الانتقاص منه، وها هو اليوم وبعد 66 عاماً يؤكد أن ذاكرته أقوى من كل الأسلحة والقنابل الذكية والعنقودية التي حاربته، وان حقه في هذه الأرض لا يسقط، هو حق لا يقبل النسيان ويرفض كل أشكال المساومة عليه لأنه حق الفلسطيني الأول الذي وطئت قدماه هذه الأرض.
    لوبيا، قرية فلسطينية مهجرة مثلها مثل مئات القرى التي حاول الاحتلال تغييبها وشطبها من على الخارطة بعد احتلال فلسطين في العام 1948، مرة بتهميش هذه القرى بهدف نسيانها من الذاكرة، ومرة بتغيير اسمائها واستحداث اسماء جديدة مزورة، ومرة ببناء مستوطنات على انقاض هذه القرى التي طرد سكانها بقوة الاحتلال، ولوبيا هذا العام تمثل رمزاً لكل المدن والقرى الفلسطينية التي تهجرت واجتثت في زمن النكبة وهي باختصار لمن لا يعرفها، قرية فلسطينية تقع الى الغرب من مدينة طبريا حيث تبعد عنها حوالي 10كم، احتلت في العام 1948 وطرد سكانها بعد ان تعرضت للقصف من قبل العصابات الصهيونية التي دخلت القرية بعد ان هدمت بعض البيوت فيها واستولت على البعض الآخر مما اضطر سكان لوبيا آنذاك الى النزوح وهم يعيشون اليوم في عدد من مخيمات اللجوء في الدول العربية ومنها مخيم اليرموك.
    وتزامناً مع فعاليات احياء النكبة هذا العام قرر الفلسطينيون ان تكون قرية لوبيا المهجرة رمزاً لكل القرى والمدن المهجرة وعنواناً لأحياء فعاليات النكبة للتأكيد على الحق الفلسطيني بالعودة، فمشت قوافل الناس الى لوبيا وسار الآلاف على اقدامهم من كل الاعمار وكل الفئات، منهم من جاوز الثمانين عاماً ومنهم من كان رضيعاً محمولاً على يد والده او والدته في مشهدة انساني وطني لا يمكن ان تصفه الكلمات ولهذا دلالات كثيرة منها سقوط فكرة ان الكبار يموتون والصغار ينسون والتي كان يسوقها الاحتلال في السابق وحاول اقناع نفسه بمقوله كاذبة ثبت فشلها عاماً وراء عام، فحمل الابناء وصايا الآباء والاجداد وتناقلوها جيلاً وراء جيل ليبقى حق العودة محفوراً بالذاكرة، حقٌ يأبى النسيان، واستحضر الفلسطينيين على ارض لوبيا حكايا الاجداد والجدات، عن قراهم وذكرياتهم في ارضهم وعن طفولتهم التي شتتها الاحتلال في ارض المخيم واللجوء وكان حضورهم هو الواقعية الوحيدة التي نعترف بها والتي هي عودة الحق لاصحابة ولا واقعية سواها وأن يرحل العابرون.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:10 PM
  2. المقالات في الصحف المحلية 06/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:10 PM
  3. المقالات في الصحف المحلية 05/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:09 PM
  4. المقالات في الصحف المحلية 04/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:09 PM
  5. المقالات في الصحف المحلية 03/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •