المقالات في الصحف المحلية
|
![]()
المقالات في الصحف المحلية
|
لايوجد تحديث للمقالات
الشعب، أيضاً، يعاقب سلطته.. ونفسه!
بقلم: حسن البطل – الايام
"داعش" .. والمسألة النفطية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
إسرائيل تستغل الوضع: فوضى المواقف الفلسطينية
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
بوسع قادة الاحتلال التصعيد ..... لكن
بقلم: علي جرادات – الايام
نُذُرُ الخراب
بقلم: توفيق وصفي – الايام
حياتنا - طهران وحماية نظامين في بغداد ودمشق
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
مدارات - هيلاري..وعاطفة مردودة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
علامات على الطريق - تحت سقف النار
بقلم: يحيى رباح – الحياة
نبض الحياة - ليبرمان يهدد بطرد سيري
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في مواجهة"الحملة" الاسرائيلية
بقلم: بكر أبو بكر – الحياة
الشعب، أيضاً، يعاقب سلطته.. ونفسه!
بقلم: حسن البطل – الايام
واضح أن السلطة ورئيس السلطة بين نارين: الحملة الإسرائيلية؛ وتذمّر الشعب من موقف رئيس السلطة من ذرائع الحملة (الاختطاف، وحكومة الوفاق).
الحملة أخذت شكل عقاب الشعب وسلطته معاً، وقد تتخذ شكل عقاب الشعب لسلطته، إما بالفوضى المدمّرة وإما في صناديق الاقتراع.. (إن كانت هناك انتخابات في الأفق لا بعد ستة شهور).
لنقل إن السلطة معذورة في تجنب الصدام مع قوات الحملة، لكن الشعب لا يعذر لها موقفها من التنسيق الأمني. هذا مفهوم في علاقة الناس بحكوماتهم، سواء في الشرق الأوسط، أو حتى في العالم (انتقاد الإدارة الأميركية الحالية لسياستها العامة وفي الشرق الأوسط بخاصة).
مع ذلك، ليس صحيحاً على إطلاقه أن الشعب دائماً على حق (يجوز القول إن وطني دائماً على حق) وإن السلطات السياسية على خطأ.
الشعب المصري أخطأ عندما انتخب الإخوان، فقد عاقب نظام مبارك ثم عاقب نفسه. الشعب الفلسطيني أخطأ عندما عاقب "فتح" في انتخابات 2006 ولكنه عاقب نفسه أيضاً.
فإذا عاقب الشعب السلطة، بالفوضى أو بصناديق الاقتراع، فقد يعاقب نفسه في الواقع (في إسرائيل يقولون إن حملة نتنياهو الراهنة هي ردة فعل على صفقة شاليت وسياسة صفقات الإفراج عن الأسرى).
لن نذهب في السياسة بعيداً، فإن مصلحة حماية المستهلك منحازة للمواطن عن حق، ولكن المواطن غير منحاز تماماً لمصلحته.
مثلاً: تفكر شركة كهرباء إسرائيل في معاقبة شركة كهرباء القدس على تأخرها في ديونها المتراكمة جراء "ثقافة عدم الدفع" السائدة لدى ناس السلطة، بمن فيهم بعض مؤسسات السلطة ذاتها.
المسألة قديمة ومزمنة، لأن عامة الناس تميز بين الدفع النقدي لقاء ليتر بنزين، وعدم الدفع لقاء كيلوات كهرباء، أو مكعب من الماء (تعارض مصلحة حماية المستهلك اقتراح وضع عدادات لاستهلاك الماء أسوة بعدادات الكهرباء).
شركة كهرباء القدس قد تفقد امتيازها كشركة وطنية وسيطة (تشتري الكهرباء من إسرائيل وتبيعها للمواطنين) وقد لجأت، مؤخراً، إلى تقنين التيار عن مناطق متخلفة في الدفع.. لكن، التهديد بتقنين أو قطع التيار الكهربائي الإسرائيلي لن يميز بين مناطق تدفع وأخرى لا تدفع.
على ما يبدو، استبدلت إسرائيل أسلوب حجب مقاصة أموال الضرائب لميزانية السلطة بأسلوب اقتطاع مبلغ 40 مليون شيكل شهرياً منها متأخرات سداد أثمان الكهرباء.
.. لكن مسؤولاً إسرائيلياً هدد بقطع التيار عن الضفة والقطاع لمدة أيام كإجراء عقابي جماعي وانتقامي لاختطاف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة!
لا أعرف لماذا تذكرت واقعة حصلت قبل 11 سنة، وكانت جرت ندوة في فندق بست ايسترن ـ رام الله حول 10 سنوات على أوسلو، وكان أبرز المتحدثين فيها ثلاثة: حسن يوسف (القيادي في حماس) وممدوح نوفل (القائد العسكري في لبنان).. وعضو المجلس التشريعي قدورة فارس.
زعم يوسف أن لا أهمية للكفاح المسلح الفلسطيني قبل تشكيل "حماس". رد عليه ممدوح نوفل: هل كنت أنا أتسلّى في الحركة الفدائية وفي لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي وبعده؟ قال قدورة فارس، وهو كان من قيادات الانتفاضة الأولى: لو انتخب الشعب حركة "حماس" فإنه كمن سيعاقب نفسه!
يوسف من اعتقال إلى اعتقال إسرائيلي. نوفل صار في ذمة الله (بعد أن وضع كتباً مفيدة عن تجربته العسكرية والسياسية). قدورة "عوقب" هو وحركته "فتح" في انتخابات العام 2006، ولم يتم انتخابه فيها.
***
مصداقية السلطة لدى شعبها على منوال "هبة سخنة" و"هبة باردة".. إذا انقطعت الرواتب.. وإذا انتظمت.. إذا فاوضت السلطة.. وإذا توقفت المفاوضات. إذا فشلت الصلحة.. وإذا بدأت نحوها خطواتها الصحيحة. إذا سقط شهيد.. وإذا دعمت السلطة "المقاومة الشعبية السلمية".. ومكسر العصا هو قصة تذكر بقصة ابريق الزيت، أي التنسيق الأمني، وبالذات معارضة رئيس السلطة لأسلوب الاختطاف، ومعارضته للعقوبات على الشعب وسلطته.
لا يحبّ الشعب من رئيس السلطة أن يكون "رجل دولة" دون دولة، وإنما "قائد شعب" يناضل كما كان الرئيس المؤسس ياسر عرفات.
صحيح، أن المواطن الحق في دولة ديمقراطية يعاقب حكومته لأسباب اقتصادية، وسياسية، لكن المواطن في فلسطين يعاقب حكومته لسبب إضافي.. وطني، في الوقت ذاته الذي يعاقب نفسه عندما يرى فارقاً بين شراء ليتر بنزين ودفع ثمن كيلوواط كهرباء، أو كوب ماء.. والمطالبة بانتظام الرواتب.
غير أن سلطة في دولة ديمقراطية تعاقب كل مواطن يتقاعس عن دفع لقاء الخدمات العامة، من كهرباء وماء.. وأيضاً للتهرب من الضرائب.
"أنا مواطن.. دافع ضرائب" يقول المواطن في دولة ديمقراطية. نحن نريد حرية وديمقراطية وحكما صالحا مع التهرب من دفع مقابل الخدمات.. لكن لا نبخل بالدم وبالغضب.
بناء دولة ووطن أسهل من بناء مواطن!!
"داعش" .. والمسألة النفطية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
بينما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعقد اجتماعه مع رئيس وزراء العراق نوري المالكي، في زيارة مفاجئة في اطار جولة كيري في المنطقة، اضطرت هيئة الأركان العراقية إلى الإعلان عن أن أكبر مصفاة للنفط في البلاد قد سقطت بالكامل بيد مسلحي "داعش" وأنصارها، مع استمرار التقدم باتجاه ابتلاع المزيد من الأراضي والنقاط الحساسة بعد نجاح "داعش" في السيطرة على منافذ البلاد الحدودية مع كل من سورية والأردن.
السيطرة على مصفاة بيجي، ذات أهمية بالغة بالنسبة لداعش وأنصارها، إذ تعتمد العراق على إمدادات النفط المكرر على هذه المصفاة التي تزوده بثلث حاجته من الطاقة، الأمر الذي سينعكس سلباً وبالتأكيد على ما تبقى من مناطق ما تزال بيد الحكومة المركزية، على صعيد احتياجات المواطنين من ناحية، والاحتياجات العسكرية والأمنية من ناحية ثانية، بإمكان العراق التزود بحاجاته من امدادات النفط المكرر من ايران، غير أن ذلك يستوجب بنية تحتية هي غير جاهزة، وللوصول إلى ذلك هناك وقت ليس بالقصير، ومع أن الحكومة العراقية أعلنت أن صهاريج النفط بدأت بالوصول إلى بغداد وجنوب العراق ـ نقصد النفط المكرر تحديداً ـ إلاّ أن أزمة نفطية حادة ستعاني منها المناطق التي ما تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية.
وبالمقابل، فإن سيطرة "داعش" وأنصارها على مصفاة بيجي، سيوفر لهذه القوى الإرهابية إحدى أهم العناصر التي تسببت في كثير من الأحيان، بعدم قدرتها على منازلة خصومها في ساحة الإسلام السياسي في سورية، ومواجهة قوات النظام المركزية، لصعوبة إمدادات المحروقات لوسائلها القتالية، أما الآن، وبعد السيطرة على مصفاة بيجي، فإن ميزان القوى سيميل بشكل أوضح لصالح هذه القوى الإرهابية في العراق كما في سورية، هذا على المستوى التكتيكي الآني والمنظور.
غير أن الأمر، يتجاوز التكتيكي إلى الاستراتيجي، ذلك أن تمدد القوى الإرهابية بقيادة "داعش" لتهدد بعد سورية والعراق، منابع النفط في الخليج العربي، هو أحد أهم دوافع الخوف لدى الولايات المتحدة والمجتمعات الغربية عموماً. الخريطة التي نشرتها "داعش"، والتي سبق وأن أشرنا إليها في مقال سابق، والتي تضم الكويت تعني بشكل واضح، أن داعش، تفكر في النفط أكثر مما تفكر "بالخلافة الإسلامية" فقد تجد الدول الغربية بديلاً لنفط العراق، لكن ذلك سيكون صعباً أو مستحيلاً، إيجاد بديل كاف ورخيص، كنفط الخليج العربي، خاصة وأن الإمدادات النفطية من ليبيا متوقفة تقريباً وليس هناك من أمل قريب في إعادة إمداد الغرب بالنفط الليبي على ضوء جملة من المعطيات الراهنة في ليبيا، وبالنسبة لأوروبا تحديداً، فإنها في مشكلة إضافية، ذلك أن هناك إشكاليات في "ابتزاز" الاتحاد الروسي لتزويد أوروبا بالغاز عبر اوكرانيا، وفشلت حتى الآن في إيجاد حل يكفل للاتحاد الأوروبي الوقوف في وجه الروس في المسائل المتعلقة بأوروبا بشكل عام، لذلك لا يمكن للاتحاد الأوروبي الاعتماد على الروس في تزويدهم بالنفط، كما هو الحال مع الغاز، كبديل عن نفط الخليج العربي، في حين ان الولايات المتحدة، قد تجد بدائل محتملة من خلال نفط فنزويلا، رغم ما في كل ذلك من صعوبات على ضوء حالة العداء المستحكمة بين أميركا وفنزويلا.
المسألة النفطية تكاد تغيب عن تحليلات وآراء الكتاب في معالجة تأثيرات التمدد الذي جرى مؤخراً، والمتوقع أن يستمر بقيادة "داعش" في هذه المنطقة التي تعتبر شريان الحياة للعالم كله من خلال امتلاكها لمنابع الطاقة.
وقد تكون "داعش" عاجزة عن تهديد مناطق النفط في الخليج العربي في الزمن المنظور، غير أنها وفي واقع الحال، باتت تهدد منابع النفط في كردستان العراق، وهي الآن على تخوم مدينة كركوك النفطية فعلاً، وإذا كانت كردستان العراق قد تشكل حلاً مؤقتاً لتزويد الغرب بالنفط، كما هو الحال الآن، فإن ذلك رهن بالتطورات اللاحقة، وربما مسألة وقت ليس إلاّ!
وحتى وقبل أن تتمدد داعش غرباً وجنوباً انطلاقاً من الموصل، فإن استمرار حالة الحرب التي فرضتها على المنطقة والعالم، هي بحد ذاتها تشكل خطراً آنياً داهماً على تزويد العالم وإمداده بالطاقة، ذلك أن من شأن هذه الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات، أن تهدد وسائل إمدادات النفط، خطوط الإمداد، والناقلات البحرية. خطوط الإمداد تتأثر أيضاً في حالة الحرب من حيث نفقات النقل والتأمين الأمر الذي يؤثر مباشرة على اسعار النفط عالميا.
تدرك الولايات المتحدة والغرب عموماً، أن تفوقها وقدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية يعود نسبياً إلى استقرار منطقة الخليج العربي في العقود القليلة الماضية، من حيث استقرار الإمداد النفطي بأسعار رخيصة، وتم التغلب في معظم الأحيان على التهديدات التي شكلت استثناء في هذه الحالة، غير أن ما يجري اليوم، من الصعب السيطرة عليه، خاصة وأن فشل الولايات المتحدة والغرب في قراءة المسألة السورية والمصرية تحديداً، هو الذي أدى إلى ما يجري اليوم في عموم المنطقة!!
إسرائيل تستغل الوضع: فوضى المواقف الفلسطينية
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
منذ فقد أثر المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في منطقة الخليل وإسرائيل تتصرف كمن كان يبحث عن ذريعة لتدمير الوضع القائم وخلق واقع جديد يتناسب مع مواقف حكومة نتنياهو- بينيت اليمينية المتطرفة. وحتى تظهر الحكومة في مواقف متناقضة سياسياً في العلن ومتوافقة جداً في الفعل، فمرة يقولون إن السلطة الفلسطينية تفعل ما في وسعها بل بعضهم أشاد بالتنسيق الأمني فوق العادة الذي تقوم به أجهزة السلطة، وفي نفس الوقت يتهمون السلطة بالمسؤولية عن ما يقال إنه عملية خطف ليست واضحة تماماً بعد، ولا يوجد أي طرف خيط يدل عليها بشكل قاطع. ولكن على الأرض هناك اجتياحات لكل مناطق السلطة من جنين وحتى الخليل، تشمل تفتيش بيوت واعتقالات طالت حتى يوم أمس أكثر من 360، منهم 57 أسيراً محرراً في صفقة جلعاد شاليت، وبعض عمليات تفتيش البيوت والمؤسسات انتهت بتخريب واسع فيها، ويبدو أن إسرائيل تريد إضعاف السلطة إلى أبعد حد وربما تدميرها.
الحكومة الإسرائيلية تريد الإثبات بأن تشكيل حكومة التوافق هو السبب في حدوث "عملية الخطف" وأن حركة "حماس" استمدت التشجيع من المشاركة في الحكومة للقيام بهذه العملية، أي أن أبو مازن يتحمل المسؤولية عن العملية وعن إفشال عملية السلام لأنه اختار التحالف مع "حماس" بدلاً من مواصلة المفاوضات مع إسرائيل، بغض النظر عن موقف الحكومة الإسرائيلية، وليس مهماً ما تفعله أو لا تفعله السلطة بهذا الشأن.
الموقف الإسرائيلي واضح، وهو مبني على الاستفادة القصوى من الوضع الراهن والخروج من وضع محرج دولياً ومحلياً إلى وضع تصبح فيه إسرائيل من يكيل الاتهامات ويحمل مسؤوليات للطرف الآخر، وميدانياً كل المناطق مباحة لقوات الاحتلال. أما الموقف الفلسطيني فهو في حالة فوضى عارمة ونحن هنا لا نتحدث عن موقف المعارضة التي تعلن تأييدها لعملية الخطف وتدين التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة مع الجانب الإسرائيلي والاعتقالات التي تنفذها بحق بعض النشطاء من الفصائل الإسلامية.
وبالرغم من أن "حماس" موافقة على الحكومة وتمثل جزءا من السلطة إلا أنها لا تزال تتصرف كمعارضة والسلطة تتعامل معها على هذا الأساس. ولكن الموقف الأكثر فوضوية هو موقف السلطة والأطراف المحسوبة عليها، فهؤلاء يدلون بتصريحات متناقضة في بعض الأحيان، فالبعض يرحب بعملية الخطف إذا كان هدفها تحرير أسرى والبعض يهدد "حماس" إذا كانت تقف وراء الخطف حتى بإلغاء المصالحة والمحاسبة على الفعل، والموقف الوحيد الواضح والذي يغضب الكثيرين هو موقف الرئيس أبو مازن الذي يؤكد في كل مناسبة على التمسك بالتنسيق الأمني والعمل من أجل التوصل لإطلاق سراح المخطوفين.
الإشكالية الكبرى في الموقف الرسمي وشبه الرسمي الفلسطيني هو عدم الاتفاق على موقف موحد يقوم على تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وصول الأمور إلى هذا الوضع، وأيضاً عدم مراعاة حساسية الموضوع لدى الجماهير الفلسطينية التي باتت ترى على ضوء الموقف الإسرائيلي الراهن أن الطريق الوحيد للإفراج عن الاسرى هو عمليات التبادل على غرار صفقة جلعاد شاليت، وهذا ما تثبته الحكومة الإسرائيلية وليس اي طرف آخر.
وبالتالي لا يستوعب المواطن الفلسطيني التصريحات التي تتحدث عن البحث عن المخطوفين وإعادتهم دون الإفراج عن الأسرى ولا يستوعب التأكيد في كل مناسبة على التنسيق الأمني في ظل اجتياح إسرائيل للمناطق التي تقع تحت مسؤولية السلطة المدنية والأمنية وخاصة مدينة رام الله، وما حصل بالقرب من مركز شرطة رام الله هدفه إذلال السلطة وليس القيام بعملية يمكن أن تساعد في الإفراج عن المفقودين.
في الواقع يجب أن يكون الموقف الرسمي الفلسطيني أكثر صرامة تجاه الممارسات الإسرائيلية يكون هناك تهديد واضح للحكومة الإسرائيلية بأنها إذا جرؤت على الدخول إلى مناطق (أ) عندها عليها تحمل المسؤولية الأمنية الكاملة في كل المناطق ولن يكون هناك تنسيق أمني معها، فما معنى اجتياح قلب رام الله سوى أن إسرائيل لا تكترث بدور السلطة ومسؤولياتها، وخير رد عل ذلك الإعلان عن موقف واضح وقاطع بوقف التنسيق عندما تجتاح قوات الاحتلال مناطق السلطة المصنفة (أ) وعندما تعمد إلى قتل المواطنين الأبرياء بدم بارد حتى لو كانوا أطفالاً لا حول لهم ولا قوة، وعلى القيادة ألا تخاف من ردود فعل دولية لأن العالم كله سيقف إلى جانب الفلسطينيين في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
من الضروري خلق نوع من التوازن بين دور السلطة ووظيفتها في حماية الأمن والتنسيق مع الجانب الآخر وبين دورها في حماية أمن ومصالح المواطن الفلسطيني، وعدم السماح لإسرائيل باستباحة الدم والسيادة الفلسطينية، والمجتمع الدولي يمكنه أن يتفهم أي موقف للقيادة ينطلق من الحرص على حياة ومصالح المواطنين حتى لو أدى ذلك إلى وقف التنسيق مع إسرائيل طالما هي لا تحترم السلطة ولا تقدر دورها ومكانتها.
ولا ينبغي أن يخاف الفلسطينيون من قول الحق والدفاع عنه حتى لو أغضب ذلك ليس فقط إسرائيل بل اي طرف آخر يدعم موقفها الذي يقود إلى العنف والإرهاب الذي يبدأ أساساً بارهاب الاحتلال وإرهاب المستوطنين. آن الأوان لاحترام عقل المواطنين ومشاعرهم ومصالحهم ورغباتهم إذا كانت هذه السلطة تريد أن تكون سلطة كل الفلسطينيين، دون مساس بدور السلطة وواجباتها.
بوسع قادة الاحتلال التصعيد ..... لكن
بقلم: علي جرادات – الايام
استغلت حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو حادثة اختفاء ثلاثة مستوطنين لم يقر أيٌ من التنظيمات الفلسطينية باختطافهم، لشن عملية عسكرية واسعة متدحرجة، بل حرب مفتوحة، على السكان المدنيين في مدن الضفة وقراها ومخيماتها، وإمطار غزة بغارات جوية يومية، وتصعيد التنكيل بالأسرى سواء المضربون منهم عن الطعام منذ 60 يوماً، أو غير المضربين.
إذاً نحن إزاء تصعيد سياسي عسكري إسرائيلي يشبه إلى درجة كبيرة اجتياح الضفة الشامل في العام 2002، ما يفرض على الكل الوطني الفلسطيني ألا يحيد بحال من الأحوال عن رؤية أسباب هذا التصعيد وأهدافه ودلالاته الفعلية، خارج كونه تصعيداً لسياسات الاحتلال أعدت له مسبقاً أكثر حكومات دولة إسرائيل المارقة، عنصرية وتطرفاً سياسياً وتشدداً أيديولوجياً.
ولعل كل مقاربة لا ترى الأمر على هذا النحو هي مقاربة قاصرة تنسى - سواء بوعي أو بجهالة - أن الاحتلال باستباحاته السياسية والميدانية الشاملة هو الأصل، وأن كل ما ينتج عنه فروع ليس إلا.
هذه حقيقة لسنا بحاجة للبرهنة عليها، فهنالك حتى جهات سياسية وإعلامية صهيونية تتهم حكومة نتنياهو بتوظيف حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة لمسح مسؤوليتها عن عزلة إسرائيل وعدم نجاحها في منع تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، وعن فشلها في منع الاعتراف الأوروبي بها، والتعامل الأميركي معها، عدا اتساع حملة المقاطعة الدولية لمنتجات المستوطنات والعديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية والاقتصادية الإسرائيلية.
وكل ذلك بسبب أن حكومة نتنياهو هي من أوصل جولة المفاوضات التي رعاها وزير الخارجية الأميركي، كيري إلى طريق مسدود، وجعل من تمديدها أمراً غير ممكن حتى لدى أكثر القيادات الفلسطينية مرونة.
إذ ما جدوى استمرار مفاوضات لا تقدم خطوة ملموسة على طريق إنهاء الاحتلال، ولا تضع حداً لاستباحاته الميدانية الشاملة أو تخففها على الأقل، حيث تم اتخاذ استئنافها لمدة تسعة أشهر غطاء لتصعيد هذه الاستباحات بصورة غير مسبوقة.
فمن تشديد الحصار والاعتداءات على غزة، إلى تكثيف عمليات الاستيطان والتهويد والتفريغ في الضفة، وقلبها القدس، إلى إطلاق يد المستوطنين في الاعتداء على حياة الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، إلى اغتيال 50 فلسطينياً، إلى توسيع حملات الاعتقال وتصعيد سياسة التنكيل بالأسرى، بل والتراجع عن التعهد بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من "أسرى ما قبل أوسلو".
لقد تمادت حكومة نتنياهو في عنجهيتها لدرجة أن يتعاظم اعتقادها بإمكان الجمع إلى ما لا نهاية بين تصعيدها الميداني الشامل واستمرار "التفاوض من أجل التفاوض"، و"التنسيق الأمني" المجاني، و"التهدئة" من طرف واحد، ولم تنصت حتى لتحذيرات وزير الخارجية الأميركي، كيري، ومساعده الصهيوني، مارتن إنديك، من أنها تقود إسرائيل إلى عزلة سياسية وانتفاضة فلسطينية "ثالثة".
لكن لا غرابة، ولا جديد، في أن تتخذ حكومة نتنياهو من حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة ذريعة لشن عملية عسكرية واسعة متدحرجة أعدت لها مسبقاً، فهي بهذا إنما تتنكب نهج خطى حكومات إسرائيلية سابقة، وشواهد ذلك كثيرة، منها مثلاً:
في العام 1982 تذرعت إسرائيل، بقيادة بيغن آنذاك، بمحاولة اغتيال سفيرها في لندن، شلومو أرجوف، وشنت أوسع وأطول حروبها على لبنان، حيث زجت فيها ضعف عديد القوات التي واجهت بها مصر وسورية في حرب العام 1973، بهدف القضاء على قوات الثورة الفلسطينية وإضعاف الحركة الوطنية اللبنانية لمصلحة المتعاونين مع إسرائيل، بل حلفائها، داخل التركيب السياسي اللبناني آنذاك.
فماذا كانت النتيجة السياسية لتلك الحرب؟ بعد 18 عاماً من تورط إسرائيل في المستنقع اللبناني اندحر جيشها "الذي لا يُقهر" بلا قيد أو شرط، بل هرب تحت جنح الظلام ذليلاً في العام 2000.
وفي العام 2006 تذرعت إسرائيل، بقيادة أولمرت آنذاك، بحادثة أسر اثنين من جنودها على يد حزب الله، وشنت حرب تدمير ضروس على لبنان، بهدف اجتثاث الحزب وإضعاف معسكره، (8 آذار)، لمصلحة تقوية معسكر خصومه، (14 آذار).
فماذا كانت النتيجة السياسية؟ بعد 34 يوماً من تورط إسرائيل ثانية في المستنقع اللبناني تلقت، باعتراف قادتها، هزيمة عسكرية استثنائية أدت إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، وإلى تعاظم قوة حزب الله وتحوله إلى قوة عسكرية وسياسية إقليمية، تحسب لها إسرائيل وحلفاؤها، إقليمياً ودولياً، ألف حساب.
عليه، فإن أهداف التصعيد العسكري الإسرائيلي الجاري في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 تتجاوز هدف "استعادة المخطوفين الثلاثة"، إلى زعزعة أوضاع الفلسطينيين الداخلية وإعادة انقسامهم المدمر، خاصة وأنهم لم يغادروه كلياً بعد.
فحكومة، بل عصابة، المستوطنين بقيادة نتنياهو التي أوقعها تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية في حالة هستيريا سياسية لم تيأس، بل تأمل أن يفضي تصعيدها العسكري إلى حل الحكومة الفلسطينية الجديدة، يشجعها على التمادي في عدوانها الصمت الأميركي والأوروبي، والانكفاء العربي على الهموم الداخلية التي زادتها التطورات المفاجئة والخطيرة في العراق تعقيداً على تعقيد.
لكن رغم ذلك، وفي الحالات كافة، فإن من شأن تنمر جيش الاحتلال على الفلسطينيين المدنيين أن يزيد مرجل الحالة الشعبية الفلسطينية غلياناً. فجرائم جيش الاحتلال لن تردع الفلسطينيين ولن "تكوي وعيهم" المقاوم، كما تعتقد فرضية صهيونية قديمة ثبت بطلانها، وتخلت عنها أوساط سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية إسرائيلية ما انفكت تحذر حكومة نتنياهو من مغبة الاستمرار في هذه اللعبة الواهمة التي أورثت إسرائيل مفاجآت اندلاع الانتفاضة الشعبية الكبرى في العام 1987، واشتعال "هبة النفق" المسلحة في العام 1996، واندلاع "انتفاضة الأقصى" في العام 2000، وصولاً إلى مفاجأة اختفاء ثلاثة مستوطنين بما تنطوي عليه من دلالات سياسية، جوهرها: بوسع حكومة نتنياهو أن تتمادى في حلولها العسكرية والأمنية كما تشاء، لكن جرائمها لن تدفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء، وأن سياساتها التي تستبيح فلسطين شعباً وأرضاً وحقوقاً وكرامة هي وصفة سحرية لتحويل الهبات الجماهيرية الفلسطينية التي لم تنقطع إلى اشتباك واسع وممتد ومتصاعد تقدم الأمر أو تأخر. أما لماذا؟
من دروس تجربة النضال الوطني الفلسطيني أنه كلما تزايد قمع الاحتلال ارتفع منسوب المقاومة بالمعنى الشامل للكلمة، فما بالنا عندما ترفع حكومة نتنياهو منسوب هذا القمع وجرائم الحرب الموصوفة إلى حدود غير معقولة؟! لكن يبدو أن فائض أيديولوجية هذه الحكومة قد أعمى أركانها لدرجة نسيان أن "جيشهم النووي" فشل في إخماد انتفاضات شعبية حيدت إلى درجة كبيرة تفوقه التكنولوجي، وتفوقت عليه سياسياً وأخلاقياً وكبدته خسائر فادحة.
إذ ألم يتبجح رابين كوزير للدفاع في حكومة شامير عندما أجبره اندلاع الانتفاضة الشعبية الكبرى العام 1987 على قطع زيارته للولايات المتحدة بالقول: "سوف أضع حداً لأعمال الفوضى والشغب في ثلاثة أيام"؟! فماذا كانت النتيجة؟ سبعة أعوام من الانتفاضة لم ينفع لوقفها تنمُّر "الجيش الذي لا يقهر" بإطلاق النار على الأطفال والمدنيين، عدا اللجوء إلى سياسة "تكسير العظام" والزج بآلاف النشطاء في المعتقلات العسكرية التي أقيمت على عجل لاستيعاب ما عجزت عن استيعابه السجون القائمة آنذاك، وما أكثرها.
هنا ثمة درس لمن يريد أن يفهم راهن الصراع ومآلاته المستقبلية فهماً موضوعياً يرى أن سياسات الاحتلال التي تستبيح فلسطين شعباً وأرضاً وحقوقاً وكرامة هي في نهاية المطاف ما يدفع الحالة الشعبية الفلسطينية مجدداً نحو انفجار كبير ضد احتلال غاشم لن يرحل إلا إذا تحول إلى مشروع خاسر بالمعنى الشامل للكلمة، وأن المقاومة الفلسطينية بمعناها الواسع لم تكن يوماً خياراً ذاتياً، بل خيار مفروض لمواجهة احتلال عنصري ينكر وجود شعب فلسطين، وإقصائي لم يتردد في التخطيط لإزاحته بالتطهير العرقي من التاريخ والجغرافيا والسياسة، بل ما انفك يمارس كل ما من شأنه تفكيك وحدته وضرب هويته وتدمير ميكانيزمات وجوده وتطوره، فيما تتمادى حكومة نتنياهو في إطلاق يد جيشها لإدماء الفلسطينيين والتنكيل بهم، بذريعة البحث عن ثلاثة مستوطنين.
وكل ذلك في إطار وهمها السياسي بإمكان فرض الشروط الصهيونية التعجيزية الناسفة لكل إمكانيات التوصل إلى تسوية سياسية للصراع تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.
نُذُرُ الخراب
بقلم: توفيق وصفي – الايام
فجعني صديقي البغدادي العلماني وهو يوجز ما يجري في العراق على أنه حرب "سنة وشيعة"، وأن بغداد تعيش حالة اصطفاف مرعبة، تجعل أبناءها من الطوائف والأعراق كافة رهائن خوف مطلق، في زحمة السلاح وجحافل الأقوام المعروفين والمجهولين.. ناشدته أن يغادر للنجاة بنفسه من حرب لا ناقة له فيها ولا بعير، فأخبرني بصوت حزين أنه لن يترك والده الكهل وشقيقته المريضة، اللذين اعتبر أن رعايته لهما أولويته الوحيدة الآن، وما عدا ذلك "كلاوات"، أي "كلام فاضي" وترهات.
ذكّرني بحروب عشت وإياه أحداثها في لبنان وفلسطين والخليج، ليؤكد أن الحرب في العراق تتجاوز في وحشيتها وتعقيدها ما سبقها من حروب، وحين يذهب إلى التفاصيل والمقارنات يهتف فجأة "إننا معتقلون في بلادنا المعتقلة"، شأننا شأن كل بلدان المنطقة، التي تتهاوى ديكورات استقلالها وسيادتها بأيد غريبة وأزياء عجيبة من المحيط إلى الخليج، ليعود الجميع إلى عصور غابرة قطعانا من الدهماء، تقودهم العصا والسيف، ولا جزرة في صحراء كهذه.
حاولت التخفيف عن رفيق العمر بالإشارة إلى ما يحدث عندنا قائلا "مثلنا مثلكم"، فسارع إلى القول "لا ووداعتك، إنتو أحسن من عدنا"، أي حالكم أفضل من حالنا، لافتا بغيظ ظاهر إلى أن المرء في بغداد والعراق عموما لا يأمن أبدا، لا في الشارع ولا في السوق ولا في المسجد ولا في المقهى ولا في المنزل ولا في المستشفى، وكأن الآخرين جميعا مشاريع أعداء، يجمعهم الخوف من الآخر ومن القادم، بينما تنتابهم نوبات غير مفهومة من الرغبة في قدوم الساعة، ظنا منهم بأن فيها الخلاص الوحيد الممكن من هذا الجنون.
هل نحن أحسن حالا من بغداد ودمشق، وهل نتمتع بما لا يتمتع به أهلنا في العراق، من أمن وحرية وسلام؟ ألسنا معتقلين في بلدنا المعتقل، ليس فقط الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يتهددهم خطر القتل أو إعادة الاعتقال ساعة يريد السجان الإسرائيلي، كما حدث مع الأسرى المحررين في صفقة شاليت.. لا أحد في العالم يجرؤ على الاعتراض المانع على ما تقوم به إسرائيل في فلسطين، ولا تذكيرها باتفاقات وتفاهمات دولية تمنعها من ذلك، هي لا تبالي بها على الدوام وتعلن وقت تشاء انتهاء فعاليتها، وكأنها تقول للعالم أنها أدرى بهؤلاء الفلسطينيين، الذين تجمع الغالبية الساحقة في إسرائيل على أنهم عبيدها.
أليس من معالم بلائنا البائسة أننا تائهون في جدل أقرب إلى المناكفة السخيفة حول حالة الاعتقال التي نعيشها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحول طبيعة السلطة التي تدير سجننا المسمى وطناً، وتذهب بنا الأسئلة المنطقية وتلك البلهاء إلى الجدل حول جدوى استمرار السلطة العارية واستبدالها بإعلاء راية المقاومة المستندة إلى جدار أن لا خيار؟
أين أصبحت قضية فلسطين؟ كيف نختلف وعلى ماذا نختلف الآن؟ الفيسبوك يكشف خلاصة ما يعيشه أهل الديار، ويلخص ملامح المصيدة التي تم اقتيادهم إليها، ظانين أنهم على طريق السلامة سائرون، دون أن يدركوا أنها النقلة الإسرائيلية الفعلية لتدبيرٍ بعيد آن أوانها، بالتوافق مع أحداث أخرى في الجوار وفي غير الجوار، قد لا تنتهي كغيرها من النقلات، وبالضرورة النابعة من الفخ فإننا صامدون!
حياتنا - طهران وحماية نظامين في بغداد ودمشق
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
زاد العبء العسكري على إيران بإضافة حماية نظام المالكي في بغداد بعد النظام السوري على كاهلها فالزحف الشمالي الغربي في العراق أخذ منحى طائفياً لم يعد المالكي وهو طائفي بطبيعته قادراً على صده واستنفر المرجعيات الشيعية لهذا الغرض التي أعلنت النفير والجهاد ضد جهاديي الشمال.. جهاد ضد جهاد.. ومسلم ضد مسلم.. وعراقي ضد عراقي.. الخ. فالفتنة بائنة علناً ولا مجال لحل عسكري في العراق لأنه في النهاية لا يمكن زحزحة الشمال إلى الجنوب ولا الوسط إلى الغرب، فالحل في العراق سياسي كما هو الحال في سوريا.
ففي سوريا بدأ الحل عسكرياً ولم يحسم الوضع.. وفي العراق بدأ سياسياً ولم يحسم الوضع وحالياً اقتنع العالم أن الحل في سوريا سياسي وأن العراق وإن جرب الحل العسكري على مدى المالكي لا بد وأن يقبل الحل السياسي ولعل المالكي سيكون هو العقبة أمام الحل السياسي لأنه يطمح لأن يبقى حاكماً للعراق طالما حظي بمباركة طهران.
عبء طهران يثقل كاهلها فلا هي بقادرة على الحسم عسكرياً في سوريا ولا الحسم سياسياً في العراق ومن شأن استمرار الوضع أن يدفع إلى حرب أهلية في العراق قد تمتد حتى داخل إيران نفسها.. فليس هناك خطوط حمراء ولا حدود خضراء بين دول المنطقة منذ فترة كل شيء مباح ومستباح، فداعش تتمدد من شمال سوريا إلى ضواحي بغداد وحدود كردستان.. وبدأت تكتسب شعبية علنية وسرية خارج العراق وسوريا.. ولا تستطيع واشنطن سوى تقديم النصح والإرشاد بدل القصف والإمداد للمالكي.. وكذلك تراجع نفوذ المعارضة السورية لحساب داعش التي بدأت تستقطب عناصر من النصرة. واعترف الرئيس الأميركي أوباما أن الائتلاف السوري ليس قادراً على الوقوف أمام داعش، كل هذا يلقي بالعبء على إيران التي أشك في قدرتها على حماية المالكي إلا بتدخل عسكري مباشر وهذا سيعقد الوضع العراقي. فاستمرار توسع نفوذ داعش بات يهدد الكثير من الدول.. وأي تدخل أميركي أو إيراني يهدد أيضاً الكثير من الدول ويضع داعش في موقع المدافع عن العراق وسوريا في وجه إيران وأميركا.. خيارات العراق قليلة لعل أهمها التضحية بالمالكي وإيجاد حكومة وفاق يرضى عنها السنة وإلا فإنه الطوفان.
مدارات - هيلاري..وعاطفة مردودة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
في رحلة الذهاب الى ولاية حيدر أباد الهندية، للتواجد مع مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين وأخينا عبد الله عبد الله؛ التقطت من المطار كتاب هيلاري كلينتون وهو بعنوان «Hard Choices» خيارات صعبة. وكالعادة أبدأ النظرة الأولى على أي كتاب بالإنجليزية، مستفيداً من مسرد الأسماء في خاتمة الكتاب، لأعلم أرقام الصفحات التي فيها الفقرات التي تضمنت أسماء الساسة الفلسطينيين والعرب المنخرطين في الاتصالات مع الولايات المتحدة حول فلسطين. أعود الى الصفحات للاطلاع على الفقرات التي جاء ذكرهم فيها. فعلت ذلك في الطائرة. ولأنني أفتش في البداية عن الزعيم الشهيد ياسر عرفات، الذي رسمت كونداليزا رايس وبيل كلينتون ومادلين أولبرايت وغيرهم، ملامح صلابته الوطنية؛ شعرت بالرياء المبتذل لإسرائيل، بقلم هيلاري كلنتون في الصفحات من 303 الى309 وهي نفسها الصفحات التي أغضبت غُلاة المتطرفين الحاكمين في إسرائيل، والمناسبة الأولى لمجيئها على ذكر ياسر عرفات. ومن المفارقات أنه حتى رغبتها في تحقيق التسوية، سردتها كلينتون من الزاوية العاطفية لضابط احتياط إسرائيلي كان يتمنى التسوية قبل ان يُقتل في أحد التفجيرات. وفي السياق، استخدمت هيلاري طريقة الوصف التفصيلي للجوانب الإنسانية في ملامح القادة الإسرائيليين. قالت إنها خلال الثلاثين سنة الماضية، ظلت تزور إسرائيل المرة تلو الأخرى، واستمرت كذلك بعد أن أصبحت ة الأولى في الولايات المتحدة. تقول إنها أسست صداقات وتعرفت على الكثيرين ومهدت لعمل «مع قادة إسرائيل الكبار» من بينهم اسحق رابين وزوجته «ليئا» على الرغم من «عدم غفران رابين لي، أنني دفعت به الى حيث الرياح شديدة البرودة، من الصالة الى شُرفة البيت الأبيض، عندما أصر على التدخين، ما جعل اسحق يتهمني بتعريض عملية السلام للخطر بهذه السياسة لتحاشي دخان السجائر. ولما قال ذلك، أظهرتُ نوعاً من اللين، وقلت له: حسناً، إن كان يترتب على تدخينك في الصالة، جهداً إضافياً من أجل السلام فإنني سأكسر القاعدة وأسمح لك بالتدخين على أن ينطبق ذلك عليك وحدك». وفي كلمات مقتضبة، تقول هيلاري إن اغتيال اسحق رابين (13/9/1993) كان الحدث الأسوأ، ولن أنسى ما حييت، جلستي مع أرملته «ليئا» وما سمعته من نحيب حفيدته «نوءه» فيما كانت تُتلى كلمات التأبين والمديح لشخصه في الجنازة. وبدل أن تتوقف هيلاري عند حادثة الاغتيال وتصف الأيدي التي قتلت رابين، وهي من التيار نفسه الذي يحكم إسرائيل الآن؛ دخلت مباشرة في وصف عواطف أخرى، فقالت في الفقرة التالية:» كما إنني لن أنسى ما حييت، جراح ضحايا الإرهاب الإسرائيليين، الذين قابلتهم على امتداد السنوات، وكنت أمسك بأيديهم وهم ممددون على الأسرّة، في غرف المشافي، واستمع الى شرح الأطباء عن مدى ما أوقعته الإصابات من جراح دائمة في أرجلهم وأيديهم أو في رؤوسهم. وقد ذهبت لزيارة سوق في القدس، وقع فيه انفجار دامٍ في شباط من العام 2002 في أكثر أيام الانتفاضة الثانية حُلكة. وكان الأميركي المتطوع يوشاي بورات، هو الذي لامس شغاف قلبي وحياتي. فقد كان أحد الأطباء الشباب العاملين في جناح الطوارئ ويشرف على تنظيم عمل المتطوعين الأميركيين في القطاع الصحي، ورأيت على وجهه التصميم والمناقبية العالية في العمل على إنقاذ حياة الجرحى. فـ «يوشاي» هذا ضابط احتياط في الجيش الاسرائيلي يحمل الجنسية الاميركية، تعرفت عليه وأحببته، لكنه بعد أسبوع واحد، قتل عند حاجز طرق برصاصة قناص فلسطيني وقُتل معه آخرون مدنيون وجنود، وبعد ثلاث سنوات زُرت عائلة «يوشاي» وتحدثت معها بعاطفة عميقة..». وفي الفقرة التي بعدها تصف طبيعة التحالف بين المستوطنين ونتنياهو وليبرمان، وتقول إنهما يريان أن أي تنازل من شأنه أن يعكس ضعفاً خطيراً في موقف إسرائيل، وأضافت إن هذا التحالف يرى في إيران النووية خطراً أكبر من النزاع مع الفلسطينيين. ولكونها اعتبرت موقف هؤلاء المتطرفين، غير ذي فائدة، وأن النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة عام 1967 غير قانوني، ويُطيل أمد الصراع ولا يساعد على «السلام» انفتحت عليها نار الصهيونية التي ردت اليها عاطفتها وعميق شجنها. فلم يشفع لها رياؤها، ولا ابتلاعها للسانها وتجاهلها للجوانب التفصيلية للمعاناة اليومية التي يكابدها الشعب الفلسطيني. فهكذا هم المحتلون المتطرفون، لا يعومون على شبر ماء، مثلما يعوم بعضنا، ولا يتقبلون عاطفة إن لم يكن الموقف كله، يساند أية ممارسات وسياسات وتعديات يقترفونها، دونما تحفظ، أو كلمة نقد أو علامة امتعاض!
علامات على الطريق - تحت سقف النار
بقلم: يحيى رباح – الحياة
الحملة العسكرية الأمنية الأسرائيلية في الضفة بشكل رئيسي وفي قطاع غزة بشكلها الثانوي أنهت اسبوعها الثاني، بإيقاع مختلف من منطقة إلى أخرى، مع بقاء التركيز على محافظة الخليل حيث أعلنت مدينة حلحول وما حولها منطقة عسكرية مغلقة، بينما كانت مدينة دورا وما حولها هي البداية الأكثر عنفاً في الحملة حتى الآن، ورغم مرور أربعة عشر يوماً فإن قلة المعلومات تظل هي العامل الرئيسي، إسرائيل توجه اتهامات دون إثباتات، والجانب الفلسطيني ليس لديه معلومات مضادة، بل إن حماس المتهم الرئيسي من قبل إسرائيل تمارس لعبة الكلمات المتقاطعة، حيث صرح بعض قادة حماس بأنهم لا يستطيعون التأكيد أو النفي! هل هذه لغة طمأنينة بأن العملية العسكرية الإسرائيلية تفيدهم، وتشكل لهم غطاء للانسحاب من المصالحة؟ أم أنهم يعتبرون الحملة فرصة لهم لممارسة الابتزاز الداخلي؟ يحتاج الأمر إلى دقة متناهية وخاصة بعد أن كرر الأخ أبو الوليد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس نفس أسلوب الكلمات المتقاطعة حين كرر نفس المقولة «عدم القدرة على النفي أو الإثبات» مع أن العملية مكلفة جداً، وأن استمرار الأرض الفلسطينية في الضفة وغزة تحت سقف النار قد يعقد الأمور، لأن صوت المجتمع الدولي خافت جداً، والصوت العربي الاسلامي غائب تماماً، والفلسطينيون مهيأون دائماً لأن يسقطوا في المهاترات بينهم، حتى أن تصريحات خالد مشعل نفسه لم تكن بعيدة عن هذا الاتجاه، وهو الرجل الذي يوصف بأنه الأوسع أفقاً في حماس، فما بالكم بأعداء المصالحة المعروفين في حماس الذين تعتبر المصالحة بالنسبة لهم استسلاماً دون قيد أو شرط.
لنفرض أن إسرائيل في ظل هذه الحكومة الحالية خففت الإيقاع قليلاً لكي تضمن استمرار الصوت الخافت للمجتمع الدولي، واستمرار الغياب الكامل للصوت العربي، مع استمرار السقف الناري على حاله، فكيف ستكون الأمور عند ذلك؟
من المؤكد أن المصالحة ستلفظ أنفاسها سواء برد فعل مباشر أو عن طريق عدم قدرة السلطة الوطنية على تحمل أعباء الابتزاز الواضح الذي تمارسه حماس، خاصة أن أطرافاً في المنطقة عربية وإسلامية لا تريد هذه المصالحة، ويمكن أن تدعم عملية تمويتها، برغم أن الأولويات تزداد ضغطاً في المنطقة، وكل الأطراف غارقة حتى أذنيها في التداعيات الباهظة.
لا نستطيع أن نبقى تحت سقف هذه الحملة طويلاً، فلدينا برامج وكلها تتعطل، خاصة وأن كافة برامجنا منطلقة من هجوم السلام الفلسطيني، ومن تأكيد سلمية نهجنا مع أن المنطقة تتوسع كثيراً في مساحة العنف، وفي وضوح انتمائنا للشرعية الدولية والحصول على المزيد من عضوية المنظمات الدولية، وتفعيل هذه العضوية أكثر وأكثر، ولكن من الواضح أن إسرائيل في ظل الحكومة الراهنة، وفي ظل اندياح المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف تريد وقف وتدمير هجوم السلام الفلسطيني، وتدمير كل ركائزه، وهو البرنامج الذي أوشكت إسرائيل على الإطاحة به عندما وقع الانقسام لولا أن الرئيس أبو مازن نجح بشكل كبير في فتح حوار مع العالم، وأثبت مصداقية عالية، ولكن من الواضح أن إسرائيل ضاقت بذلك ذرعاً، وهي تشن هجمات الواحدة تلو الأخرى، فقد واصلت الاستيطان، وهششت من صلاحيات السلطة الوطنية، وأوقفت التنسيق بمعناه الكامل منذ أكثر من عشر سنوات، والآن جاءت هذه الحملة التي قد تستمر فترة أطول لجعل الانجازات الدبلوماسية بعيدة عن الترجمة على أرض الواقع، مع تأكيد إسرائيل من خلال التطورات في المنطقة أنه لا غنى عنها لحلفائها، وأن المنطقة ستظل بعيدة عن الاستقرار لفترة طويلة.
يجب أن نخرج من تحت سقف هذه الحملة، ليس من خلال استغلال مصائب شعبنا كما تفعل حركة حماس الآن وليس من خلال الاستمرار في اكتشاف العدو وهو الاحتلال الإسرائيلي، وإنما من خلال إبداع رؤية جديدة، وربما خيارات جديدة في معركتنا الصعبة.
نبض الحياة - ليبرمان يهدد بطرد سيري
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
قادة اسرائيل يتحركون كالثور الهائج، دون كابح سياسي او ديبلوماسي او قانوني او اخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته، وتجاه العرب، وتجاه الامم المتحدة وخاصة مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان، وقبل ذلك ضد منسق الامم المتحدة لعملية السلام، السيد روبرت سيري، الذي هدده افيغدور ليبرمان، وزير خارجية اسرائيل بالطرد، معتبرا اياه «شخصا غير مرغوب به!؟»
ووفق المصادر الاسرائيلية، سيقوم رئيس الدبلوماسية الاسرائيلية الارعن، بطرح موضوع طرد منسق الامم المتحدة من فلسطين واسرائيل يوم الاحد المقبل في جلسة خاصة على مجلس الوزراء الاسرائيلي، بذريعة، انه « حاول اقناع السلطة الفلسطينية بنقل 20 مليون دولار مجمدة في قطر لحل ازمة رواتب الموظفين التابعين لحركة حماس في غزة.»
غير ان المتحدث باسم الدبلوماسي الاممي، مراد بكري اكد لوكالة «فرانس برس»: أن موقف الامم المتحدة واضح, لن تكون هناك مساعدة لنقل الاموال الا باتفاق جميع الاطراف المعنية بما فيهم اسرائيل». مضيفا «أن اسرائيل أُبلغت بكل هذه المحادثات». وليست سرا، فضلا عن ان القيادة الفلسطينية، هي من طرح الموضوع على سيري.
بغض النظر عن التفاصيل الواردة اعلاه، فان المنطق، الذي تنتهجه حكومة نتنياهو، هو منطق البلطجة السياسية، والارهاب المنظم ليس ضد ابناء الشعب الفلسطيني، بل ضد كل من يمكن ان يفكر في ان يكون وسيطا محايدا بين القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية، ولا اقول منحازا للفلسطينيين. والتهمة جاهزة في ادراج القيادة العنصرية المتغطرسة الاسرائيلية.
والسيد روبرت سيري، كونه يتصرف بمسؤولية سياسية وقانونية واخلاقية عالية تتوافق مع مواثيق واعراف وقوانين الامم المتحدة، ويرفض التواطؤ مع سياسات دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، ويحرص على القيام بواجبه كممثل للامين العام للامم المتحدة في عملية السلام لدفع عملية السلام للامام وبلوغ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وينقل بموضوعية الوقائع والمعاناة الفلسطينية، ويسلط الضوء على الانتهاكات الاسرائيلية، فان حكومة نتنياهو من زمن بعيد، تتربص بالرجل لعلها تجد ثغرة في ادائه لمهامه. لكنها فشلت طيلة المراحل السابقة، مع انها وضعت حول الرجل مخبرين لتقديم المعلومات عن تحركاته لأجهزة الامن الاسرائيلية.
عبثا حاولت حكومة اقطاب اليمين المتطرف الاسرائيلية ايجاد ثغرة في سلوك الديبلوماسي الاممي النزيه. وحتى ما سعى ليبرمان الطائش سياسيا وفاقد الاهلية الاخلاقية لالصاقه بروبرت سيري، جاء متناقضا مع الوقائع، التي اكد عليها الناطق باسمه، واوضح بشكل جلي، ان المطروح من قبل القيادة الفلسطينية عليه، قام بنقله للاسرائيليين، حتى لا تكون خطوته بعيدة عن دوره كمنسق للامم المتحدة.
النتيجة ان حكومة نتنياهو، تريد ارسال رسالة للعالم ككل، عنوانها: من ليس معنا، ومع احتلالنا وانتهاكاتنا، لن نسمح له بالبقاء هنا، لان اسرائيل فوق القانون، ولا تخضع للمعايير الاممية. ومن لا يقع في الخطأ، فسنعمل على تزوير ممارساته، ونحمله ما لم يقم به!؟ هذه الرسالة، تعكس ارهاب دولة منظم وتكميم لافواه الدبلوماسيين الامميين والاميركيين والاوروبيين والموفدين لدولهم. وتهدف الى التأكيد، ان الخيار الوحيد المقبول من حكومة نتنياهو ليبرمان بينت وارئيل وغيرهم، هو خيار الاستيطان الاستعماري ودعمه من قبل كل من يريد التواجد على هذه الارض. وهو ما يفرض على الامم المتحدة ودول العالم الانتباه لمخاطر عملية التزوير والترهيب الاسرائيلية للمبعوثين الامميين ومن في مقامهم.
روبرت سيري، الدبلوماسي الاممي، كان وسيبقى محل ترحيب وتقدير من قبل القيادة والشعب الفلسطيني، لأنه تصرف بمسؤولية عالية، واي كان موقعه سيبقى نصيرا للسلام وضد الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته الخطيرة.
في مواجهة"الحملة" الاسرائيلية
بقلم: بكر أبو بكر – الحياة
تستمر الاعتداءات الاسرائيلية على الأرض الفلسطينية الى حد الاستباحة الكاملة لها دون وازع من أخلاق- وهل للمحتل من خلق الا الاغتصاب-أو من اتفاق مزقته وداسته تحت أقدامها القوات الارهابية الصهيونية عندما جعلت من المناطق ("أ" و"ب" و"ج") في الضفة مستباحة الى الدرجة التي وحّدت فيها العدوان على فلسطين الجزء المقبل كدولة دون أن تدري.
المحتل الاسرائيلي في اعتداءاته المبيّتة يستشيط غضبا، تحت ذريعة اختفاء المستوطنين الثلاثة فيكسر وينهب ويعتقل بل ويقتل وهو حصيلة هذا العدوان الباغي حيث استشهد حتى الآن خمسة فلسطينيين بين طفل وبين شيخ كبير، في نابلس والخليل وسلفيت ورام الله وجنين.
وفي الاتجاه المقابل نلاحظ مجرد ادانات من هنا وهناك، وتستخدم غالب المنابر الاعلامية -على سبيل المثال- نفس المصطلحات التسويقية الصهيونية في عدوانها الارهابي المستمر على فلسطين بصيغة مخففة أي صيغة "حملة" وما هي الا عدوان يومي وحشي ارهابي حتى أن متحدثي "حماس" والفصائل انجروا دون وعي للصيغ الاعلامية المصطنعة، فتاهوا في تردادها كما يرددون كلمات أخرى مثل وزير "الدفاع" الاسرائيلي وهو وزير الحرب وغير ذلك من مصطلحات مضللة.
أقول ان التهاون السياسي العربي في الدفاع عن فلسطين وتكرار استباحتها أرضا وشعبا وهواء ان وجد مبرره في اقتتال العرب وطوائفهم، فما يبرر للفلسطينيين أنفسهم ذلك؟ فالسياسيون قالوا ما فسّر وبرّر وأدان العدوان، ومنهم من يقول تحرجا أو وجلا ومنهم من انكفأ فصمت، ولكن فيهم من نثق بقوله ممن يعمل على تصعيد الحراك السياسي والميداني والقانوني والدولي ضد الفاشية الاسرائيلية، وفي كل خير؟
ولكن اذ لم تتحرك المؤسسات أو المنظمات الأهلية والتنظيمات السياسية والطلاب في المعاهد والجامعات كافة، وتدق النفير العام ضد العدوان والظلم والانتهاكات المتواصلة على الأرض، بكثافة النضالي الوثاب المدافع عن هذه الأرض، فمن يتحرك اذن؟
تبدو الكثير من المنظمات السياسية أو تلك الشعبية وغير الحكومية في المآسي والملمات والأزمات الوطنية وكأنها أسيرة مخططاتها الضيقة "أجنداتها" التي لا تحيد عنها ما قد يُفهم منه الاستكانة للحدث؟
أيصح ذلك عليهم وصفا؟ أم نقول ان شعبنا قد ملّ وكلّ وما استدلّ بعد على الحل الملائم للتعامل مع ذاته ومطالبه وأهدافه، وللتصدي لعدوه الكاذب والوحشي والعنصري الأشر!؟ هذا المحتل الذي يكذب على التاريخ منذ ادعى ملكية فلسطين حتى حملته على ما يسميها كذبا وبهتانا بلا دليل (يهودا والسامرة) وما كانت مشيخات ليهودا أو السامرة لسليمان وداوود ويوشع هنا مطلقا، وان كانت هناك في البعيد فلا علاقة البتة ليهود اليوم بالاسرائيليين المذكورين بالقرآن أو التناخ، وهم الأقوام العربية التي دانت باليهودية قديما وانقرضت.
أم أن الخطيئة وجذر المشكلة عندنا لصيق بصُناع الرأي والاعلام والسياسيين والمفكرين والكتاب والمثقفين الذين حاد الكثير منهم عن الطريق، وما أجادوا بناء الوعي وشحذ الهمم والتثقيف والتدليل على أن الصراع لم يفتح في سفره حتى الآن الا الصفحة الأولى ما نحتاج ازائه لأحبار كثيرة وعقول مستنيرة، وثورة جليلة وأعمال كبيرة؟