ملف رقم (1)
ذكرى النكسة وتداعياتها
انها الحرب الثالثة ضمن سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، انتهت بإستيلاء إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
في هذا الملف
مقدمة
فعاليات إحياء الذكرى الـ44 للنكسة تبدأ يوم غد.
فتح: نكسة حزيران لم تهزم روح الصمود وإرادة المقاومة لدى شعبنا وأمتنا.
بذكرى 'النكسة': 'المجلس الوطني' يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال.
بذكرى النكسة: الجامعة العربية تطالب بتقرير مصير شعبنا.
الجيش الإسرائيلي يعلن حالة التأهب تحسباً لتظاهرات في ذكرى النكسة.
اسرائيل تستعد لمناورة ضخمة وتركب جهاز انذار قرب بوابة فاطمة.
الشرطة الإسرائيلية تمنع نشطاء سياسيين من دخول مجدل شمس.
تأجيل مسيرة العودة نحو حدود جنوب لبنان.
المقدح يدعو اللبنانيين لافساح المجال أمام مسيرة النكسة.
كاتب إسرائيلي يدعو إلى التخلص من الصهيونية وإنهاء الاحتلال.
"نكسة 1967 أو حرب حزيران أو حرب الأيام الستة"
• جذور الحرب على الجبهة المصرية: ما بين أزمة السويس ويونيو 1967:
انتهت أزمة السويس بإنسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار.
بعد الانسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب.
كانت مقدمات للحرب والاشتباكات على الجبهة السورية قد بدأت في 64 وتكثفت الاشتباكات بين إسرائيل وسوريا في العام 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن الذي يعد الجولان السوري والينابيع في الجولان هي الرافد الاساسي للنهر، بينما كانت هادئة نسبيا على الجبهة المصرية كانت هناك استنفار وعمليات عسكرية على الجبهة السورية بين سوريا وإسرائيل وتكررت الاشتباكات قبل أندلاع حرب 67.
في تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليين بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية قضاء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعًا بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة.
وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن "خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16، وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال، وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرض سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.
طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين وكانت المدفعية السورية مستمرة بقصف المواقع الإسرائيلية، بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين وتسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل حيث كانت تنطلق عمليات فدائية من سوريا إلى داخل إسرائيل ونفذت الكثير من العمليات الفدائية في هذه الفترة داخل الاراضي المحتلة وتسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر.
كان الاتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري وشكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بسبب القصف السوري دفعت باتجاه التصعيد بصورة أكبر.
ففي يوم 5 نيسان أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا.
في 7 نيسان1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ (إثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن واسقطت سوريا عدد من الطائرات الإسرائيلية منها ما سقط فوق الاراضي السوري ومنها ما سقط داخل إسرائيل)
على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وتبادل لإطلاق النار والقصف، قام الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي)الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا.
بعد أحداث 7 نيسان كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب ستنشب بين سوريا وإسرائيل لا محالة، فعلى الجانب السوري زادت العمليات ضد الإسرائيليين وشارك الفدائيين في العمليات العسكرية، وعلى الجانب الإسرائيلي هدد رابين وأشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد، فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون باحتمال وقوع تحركات ضد سوريا، وتوصل المصريون إلى نفس الاستنتاج، كان أخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI)، كان الاعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين، لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف، رئيس الاستخبارات العسكرية، أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي.
في 28 نيسان أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى ألكسي كوسيغين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسؤولية الاستفزاز، وأن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا، فأخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات، وأن ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد، فرفض الأخير معللاً ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة.
في 13 ايار 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي "سيرغي" (كان مستشاراً بالسفارة السوفييتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءً إسرائيليًا محتشدًا على الجبهة السورية.
في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد، بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا، وعندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب، اخبره المشير بأللا يقلق، فالقتال لم يكن جزءً من الخطة الموضوعة وإنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا.
في 15 أيار ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا، ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية، حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 أيار.
في 15 أيار ونظر إلى هذه التحركات من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية"، حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات، حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات، لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل.
وفي 16 أيار طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي وقام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده، للحفاظ على سلامتهم، وذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش وتركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادًا لأي هجوم من إسرائيل عى مصر.
في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية، كان الإسرائيليون ما يزالون في حالة تركيز على الوضع السوري والعمليات السورية تشن على إسرائيل.
في 22 أيار أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات، اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء.
في 5 حزيران 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقا بذلك شرارة الحرب.
نتائج الحرب وما ترتب عليها
ألحقت الحرب هزيمة نفسية بالجيوش العربية بعد أن فقدت الكثير من ثقتها في قدراتها العسكرية وكفاءتها القتالية، في حين ارتفعت معنويات الجيش الإسرائيلي وراجت مقولته "إنه الجيش الذي لا يقهر".
أعلنت إسرائيل عن ضم القدس الشرقية (التي كانت تتبع للأردن إداريا منذ 1951) بشكل انفرادي بعيد النكسة مباشرةً، ففي القرار الإسرائيلي الذي أصدره الكنيست في 27 يونيو 1967 تم بموجبه تخويل حكومة إسرائيل بضمها للجزء الشرقي من القدس، وجعل المدينة بأكملها عاصمة موحدة للدولة "العبرية" والذي كرس الجهود الإسرائيلية المستمرة لتهويدها.
وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم.
لكن إسرائيل شرعت على الفور في نهب الكثير من ثروات الضفة الغربية لا سيما المائية منها، والقيام وبطريقة منهجية بعمليات تهويد للقدس الشرقية، واستطاعت باستيلائها على أراضي الضفة تحسين وضعها الإستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية، وإزالة الخطر الذي كان من الممكن أن يتهددها من وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.
لقد أصبحت الحرب التي أطلق عليها اسم "النكسة" هروبا من وصف الهزيمة إحدى العلامات الفارقة في التاريخ العربي، ورغم مرور أربعة أربعين عاما، فإن الحدث لا يزال يلقي بظله الثقيل على العرب والفلسطينيين خاصة، بقصته ونتائجه، وبكيفية النظر للمستقبل من بعده.
كان لتداعيات حرب 1967 أو النكسة وقع كبير على منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت لا تزال فتية آنذاك، ونتج عنها تأسيس فصائل جديدة منشقة ذات فكر أقرب إلى الماركسية منها إلى القومية العربية، نتيجة لتدهور المشروع القومي العربي في فترة ما بعد النكسة، وبدأ انتشار الفدائيين الفلسطينيين يتركز في دول الطوق وخاصة الأردن ولبنان وسوريا. وبدأ العمل المقاوم يظهر من خارج فلسطين، بعد سقوط الضفة الغربية وقطاع غزة بيد إسرائيل وإكمال احتلالها لأرض فلسطين.
ومن النتائج التي ترتيبت على حرب 67 أيضاً عقب سقوط القومية العربية على المدى البعيد بروز نجم السلفية الجهادية ومنظرها في العصر الحديث سيد قطب، وعقيدة السلفية القتالية التي تناقض تماما العقيدة القومية القتالية.
فعاليات إحياء الذكرى الـ44 للنكسة تبدأ يوم غد
وفـــــــــا
يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني، يوم 5 حزيران، الذكرى الـ44 للنكسة، التي احتلت فيها إسرائيل ما تبقى من الأرض الفلسطينية بما فيها القدس عام 1967.
وبهذه المناسبة، يقيم أبناء شعبنا في الوطن ومخيمات الشتات، العديد من الفعاليات من مسيرات ومهرجانات خطابية، بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني في مختلف محافظات الضفة الغربية.
وستبدأ الفعاليات بمسيرة مركزية وسط مدينة رام الله، ظهر الأحد 5 حزيران، ترفع فيها الأعلام الفلسطينية، ويافطات تؤكد حق العودة وإنهاء الاحتلال، إضافة لرفع الأعلام الفلسطينية على كافة المنازل وأسطح البنايات.
وكانت القوى السياسية والأطر والفعاليات الشعبية في محافظة رام الله والبيرة، أعلنت في وقت سابق عن إقامة مسيرة مركزية على حاجز قلنديا العسكري بالقرب من شارع القدس- نابلس، لتلاقيها مسيرة أخرى قادمة من مدينة القدس المحتلة، وهو ما أكدت عليه الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، والحراك الشبابي المستقل، بالتزامن مع مسيرات مشابهة في الولجة بمحافظة بيت لحم، ونزلة عيسى بمحافظة طولكرم، إضافة لمسيرة شبابية تجاه الأراضي الزراعية المقابلة لمعبر بيت حانون، في قطاع غزة.
في حين، قررت لجنة مسيرة العودة، ولجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة الفلسطينية في بيروت، تأجيل التظاهرة والمسيرة الشعبية التي كانت مقررة يوم غد الأحد قرب الحدود الجنوبية اللبنانية.
ودعت اللجنة أبناء شعبنا في مخيمات لبنان إلى إحياء هذه المناسبة الأليمة، ضمن فعاليات التأكيد على حق العودة عبر إقامة تجمعات شعبية حاشدة داخل مخيماتهم، تأكيدا على حقهم في التحرك لتحقيق العودة إلى وطنهم.
وكانت إسرائيل أعادت زرع الألغام على الحدود مع سوريا ولبنان، بعد أحداث النكبة التي تمكن فيها المئات من اجتياز الحدود والوصول إلى أراضي 1948.
فتح: نكسة حزيران لم تهزم روح الصمود وإرادة المقاومة لدى شعبنا وأمتنا
وفــــــــا
قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' 'إن نكسة حزيران 67 لم تهزم روح الصمود وإرادة المقاومة لدى شعبنا وأمتنا'، مؤكدة المضي على درب المقاومة الشعبية والسياسية حتى إنهاء الاحتلال والاستيطان وتحقيق هدف قيام دولة فلسطين المستقلة.
وأضافت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة في الخامس من حزيران:' أن الشعب الفلسطيني قد أجمع بإرادة حرة وتصميم على صنع إنجازات وانتصارات تعيد لشعبنا وأمتنا ثقتها بنفسها، وقدرتها على مواجهة التحديات المصيرية'.
وجاء في البيان: أن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية تملك مقومات الشرعية الأخلاقية والقانونية والإنسانية للنضال بالوسائل المشروعة ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية في العام 1967، وتستند في كفاحها ضد الاحتلال والاستيطان الباطل أصلاً على الحق التاريخي والطبيعي لشعبنا في أرضه، كحق غير قابل للتصرف أو المساومة'.
ورأت الحركة أن عدم إدراك المخاطر الحقيقية للمشروع الاستيطاني الاحتلالي الصهيوني كان أهم أسباب نكسة حزيران في العام 1967، حيث انعكست الرؤية القاصرة للأحداث الجسام في منطقتنا ضعفاً مادياً ومعنوياً ساهما بشكل مباشر في إضعاف الجبهات الداخلية والميدانية للأقطار العربية فسهلت على الاحتلال إنجاز أهداف حربه بوقت قياسي وخلق حالة من الإحباط واليأس واكبت تشريد ونزوح مئات الآلاف عن آراضيهم وبيوتهم'.
وخلصت الحركة في بيانها:' إلى أن ربط الإنسان الفلسطيني والعربي لمصيره ومستقبله بأرضه، وقدرته على استجماع عناصر القوة وإطلاقها بإرادة المتطلع نحو الحرية كانت عامل الصمود الأقوى الذي مكن شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية من تغليب روح الصمود على روح الهزيمة التي أرادها الاحتلال لشعبنا ولأمتنا العربية، فكانت معاركنا الميدانية مع الاحتلال بعد انطلاقتنا الثانية، وإعادة تنظيم صفوف شعبنا وإلتحاق أبناء أمتنا العربية بقواعد الثورة والعمل الفدائي الفلسطين خير دليل على رفض الجماهير الفلسطينية والعربية للهزيمة، وتصميمها على صنع انتصارات تعيد للأمة مجدها وصور بطولاتها وتضحياتها.
وجددت الحركة الإعلان بأن السلام في المنطقة لن يقوم بدون الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ حرب حزيران في العام 1967 وقيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وإستجابة إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي واحترامها للقرارات الأممية، واعترافها بحقوقنا التاريخية في أرضنا وحق النازحين واللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وبيوتهم وأراضيهم.
بذكرى 'النكسة': 'المجلس الوطني' يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال
وفــــــــا
طال ب المجلس الوطني الفلسطيني عشية الذكرى الـ 44 لنكسة حزيران 67 المجتمع الدولي بكافة دوله ومنظماته ومؤسساته بتحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لحماية شعبنا من العدوان الإسرائيلي المتواصل.
ودعا المجلس في بيان له إلى رفع الظلم التاريخي الواقع على شعبنا من خلال ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف اعتداءاتها وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والانصياع لإرادة الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها وتمكين شعبنا من ممارسة حياته الطبيعية أسوة بباقي شعوب المعمورة .
وطالب بحشد كافة الطاقات والإمكانات حول مشروعنا الوطني ودعم القيادة الوطنية ممثلة بالسيد الرئيس، وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ومواصلة العمل على تعزيز الصمود الوطني المعمد بدماء الشهداء الأبرار والجرحى البواسل ومعاناة الأسرى والمعتقلين من أجل انجاز واستكمال الحقوق الوطنية لشعبنا في الحرية والاستقلال الوطني الكامل.
وأشار المجلس إلى أن شعبنا يحيي هذه الذكرى وهو أكثر تصميماً وأشد عزماً على نيل الحرية والاستقلال وإنهاء الاستيطان ودحر الاحتلال الإسرائيلي وممارسة حقه في تقرير مصيره بتجسيد الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبسط سيادته على جميع الأراضي المحتلة في قطاع غزه والضفة الغربية والقدس في حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها وفقاً للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لاسيما القرار 194.
وتابع أنه وبفضل نضالات شعبنا وتضحياته الجسيمة وصموده الأسطوري في وجه الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته البشعة للسنة الرابعة والأربعين على التوالي، تضاعف الدعم الدولي لحقوق شعبنا وتعاظم التفهم لقضيتنا العادلة وتزايد الدعم والتأييد واتسعت دوائر التضامن مع كفاح شعبنا ضد العدوان وغطرسة الاحتلال.
وجدد المجلس في هذه الذكرى الأليمة دعوته لجماهير شعبنا وكافة القوى والأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها إلى التلاحم وتصليب جبهتنا الداخلية وصون وحدتنا الوطنية وتمتينها والإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة باعتبار ذلك مدخلا للصمود والثبات في وجه المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى النيل من شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة .
وتوجه بالتحية لشعبنا الصامد الذي يواصل نضاله ضد المحتل ونعاهده على المضي قدماً على درب الشهداء والجرحى والأسرى حتى دحر الاحتلال واستعادة حقوقنا كاملة غير منقوصة ممثلة بالعودة والدولة وتقرير المصير.
بذكرى النكسة: الجامعة العربية تطالب بتقرير مصير شعبنا
وفــــــــا
جدد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح، دعوته لإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الداعية لإنهاء الاحتلال، وضرورة ممارسة شعبنا لحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد صبيح في بيان صحفي لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة على أن دولة الاحتلال غير جادة بالوصول إلى سلام حقيقي ينهي الصراع القائم.
وأكد أن السياسات والممارسات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي العربية منذ الاحتلال وحتى الآن تكشف النوايا الحقيقية لعدم رغبة إسرائيل في تحقيق السلام.
وقال 'هناك إصرار إسرائيلي على مواصلة الاحتلال والعدوان وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي'. وحمّل صبيح إسرائيل المسؤولية الكاملة عما يجري، موضحا أن سياساتها تهدد السلام والأمن الدوليين.
وأوضح أن الفلسطينيين والعرب قدموا كل ما هو ممكن لإحلال السلام وإنهاء الصراع، من خلال تجاوبهم على مدار العقود الأربعة الماضية مع قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بإنهاء الاحتلال ومع جميع المبادرات الدولية الساعية لإحلال السلام إضافة إلى تقديم العديد من المبادرات العربية وآخرها مبادرة السلام العربية.
وذكّر أن إسرائيل تقابل اليد الممدودة للسلام، بالتعنت والتصعيد والعمل الجاد لتكريس الاحتلال من خلال تنفيذ سياستها الخطيرة جدا لتهويد القدس وتغيير معالمها وتاريخها والمساس بالمقدسات والإصرار على الاستيطان في الضفة والجولان السوري ومواصلته والإمعان في نهب الأرض والاستيلاء عليها، وفرض الحصار على غزة.
واعتبر أن التطورات الراهنة في المنطقة وما شهدته الذكرى الثالثة والستين للنكبة في الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة من مسيرات العودة إلى الوطن وما ستفرضه من تغيرات على الأرض تثبت فشل إسرائيل وسياستها ومخططاتها في فرض الأمر الواقع ومحاولات طمس الحقوق الفلسطينية والعربية.
إرسال تعزيزات إلى حدود لبنان وغزة والضفة والجولان
الجيش الإسرائيلي يعلن حالة التأهب تحسباً لتظاهرات في ذكرى النكسة
العــــربية نت
وُضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب تحسباً لتظاهرات فلسطينية مرتقبة في نهاية الأسبوع في الذكرى الرابعة والأربعين لـ"النكسة"، أي هزيمة القوات العربية أمام إسرائيل خلال حرب يونيو/حزيران 1967، كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بحسب تقرير الجمعة 3-6-2011 نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية. وأرسلت تعزيزات إلى الحدود اللبنانية وهضبة الجولان المحتلة، حيث يقع خط إطلاق النار مع سوريا، وإلى حدود قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بحسب الإذاعة.
وألغى الجيش مأذونيات عطلة نهاية الأسبوع، وجهز وحدات منتشرة على الحدود باسلحة مكافحة الشغب، لا سيما القنابل المسيلة للدموع، لمواجهة توغل محتمل من قبل متظاهرين.
وأعلن رئيس أركان الجيش بيني غانتز أمس الخميس أنه سيتم تعزيز القوات ومراكز القيادة على الحدود لمواجهة أي احتمال.
ومن الجانب اللبناني، عمل الجيش الإسرائيلي الخميس على وضع شريط أسلاك شائكة جديد، إضافة إلى الموجودة أصلاً في منطقة العديسة-كفركلا المقابلة لمستوطنة المطلة الإسرائيلية.
وعززت الشرطة الإسرائيلية أيضاً انتشارها خصوصاً في القدس الشرقية وشمال البلاد في حال اضطرت لمساندة القوات المنتشرة على الحدود. وفرضت قيوداً على الوصول إلى باحة الحرم القدسي في المدينة القديمة بالقدس لصلاة الجمعة خشية حصول اضطرابات. وتم منع وصول المصلين المسلمين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً إلى باحة الأقصى
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس من أي انتهاك للحدود خلال التظاهرات التي أعلن عن تنظيمها الأحد في الذكرى الرابعة والأربعين لحرب يونيو.
اسرائيل تستعد لمناورة ضخمة وتركب جهاز انذار قرب بوابة فاطمة
معـــــــا
ذكرت مصادر لبنانية أنه سُمع داخل مزارع شبعا المحتلّة دوي انفجارات ترافق مع أصوات رشقات رشاشة.
وذكرت المصادر أن القوات الإسرائيلية تستعد لتنفيذ مناورة عسكرية ضخمة داخل الأراضي المحتلّة على طول الحدود مع لبنان وصولاً لمرتفعات الجولان السوري المحتل، وهي تحشد قواتها عند الحدود لهذه الغاية. إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن قوة عسكرية إسرائيلية قامت بتركيب جهاز إنذار ورصد قرب موقع الجيش الاسرائيلي المواجه لبوابة فاطمة على الشريط الحدودي الشائك، كما عمل عناصر القوة على استكمال أعمال صيانة الشريط الشائك وزيادة ارتفاعه.
الشرطة الإسرائيلية تمنع نشطاء سياسيين من دخول مجدل شمس
وفــــــــا
تظاهر نشطاء من الحزب الديمقراطي العربي، على الشارع الرئيس المؤدي إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بعد أن منعتهم الشرطة الإسرائيلية من دخول البلدة بذريعة أنها 'منطقة عسكرية مغلقة.'
وكان العشرات من المتظاهرين وصلوا إلى هضبة الجولان يتقدمهم عضو الكنيست طلب الصانع، إلا أن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من دخول بلدة مجدل شمس بعد أن أقامت حاجزا على الطريق المؤدي إلى البلدة واحتجزت الحافلة التي كانوا يستقلونها.
ورفع أعضاء الوفد الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي وشعار: 'الجولان سورية ومش ناقصها هوية'.
وأفاد نشطاء من الحزب الديمقراطي العربي أن الهدف من التظاهرة هو التضامن مع سكان مجدل شمس وشكرهم على موقفهم المشرف من الفلسطينيين الذين عبروا الحدود إلى القرية واستقبلوا استقبال الإبطال.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس الفائت منطقة مجدل شمس 'عسكرية مغلقة' ويمنع دخولها باستثناء سكانها، خوفا من اجتياح الفلسطينيين للحدود كما حدث في يوم النكبة.
تأجيل مسيرة العودة نحو حدود جنوب لبنان
وفــــــــا
قررت لجنة مسيرة العودة، ولجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة الفلسطينية في بيروت، تأجيل التظاهرة والمسيرة الشعبية التي كانت مقررة يوم غد الأحد قرب الحدود الجنوبية اللبنانية.
وأكدت اللجنة المنظمة للمسيرات، خلال اجتماع لها، أن هناك محاذير أمنية لا يمكن تجاوزها تم قراءتها، إضافة إلى التنسيق مع السلطات الرسمية اللبنانية، ما أدى إلى تأجيل التظاهرة قرب الحدود اللبنانية، وذلك حرصا على أمن الشعب الفلسطيني، وتمسكا بالتفاهم والاتفاق مع السلطات اللبنانية.
وقالت لجنة التنظيم في بيان أصدرته، أنها وبعد مداولات لجنة مسيرة العودة/ لبنان، ولجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة، قررت تأجيل موعد التظاهرة والمسيرة الشعبية التي كانت مقررة إلى الحدود، لمناسبة ذكرى النكسة، بعد أن قررت السلطات الرسمية الأمنية اللبنانية منع أي تحرك في المنطقة الحدودية بهذه المناسبة.
ودعت اللجنة أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان إلى إحياء هذه المناسبة الأليمة، ضمن فعاليات التأكيد على حق العودة عبر إقامة تجمعات شعبية حاشدة داخل مخيماتهم، تأكيداً على حقهم في التحرك لتحقيق العودة إلى وطنهم.
وأكد البيان حق الفلسطينيين بالتحرك في كل مكان لمواصلة كفاحهم الوطني المشروع للعودة إلى وطنهم فلسطين، لاسيما التحركات الجماهيرية والشعبية إلى الحدود وكافة أشكال العمل والتحرك، والاستفادة من الفرص والمناسبات الوطنية المرتبطة بتاريخهم الوطني والنضالي.
وطالبت اللجنة في بيانها، الجهات والسلطات اللبنانية تسهيل وتأمين تحركها، وتمكينها من حرية التعبير عن عدالة قضية الشعب الفلسطيني، التزاماً بروابط الأخوة مع الشعب اللبناني الداعم لحقوق شعبنا الوطنية المشروعة.
كما أكدت اللجنة استمرار التحرك حتى تحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها حق العودة ورفض التوطين.
وفي هذا السياق، أشاد وزير العمل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب، بقرار القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان تأجيل التظاهرة التي كانت مقررة غدا الأحد بالشكل الذي كان يجري فيه إعدادها.
وقال 'كان من الممكن أن تستغل المسيرة من قبل من يريد إيقاع الضرر وخلق إشكالات من شأنها تعريض سلامة لبنان وأمنه للخطر، وهذا ما يثبت تغير مفهوم العلاقة اللبنانية - الفلسطينية والروح الايجابية التي باتت تتحلى بها، وهي روح المسؤولية التي التقت مع الواقع اللبناني'.
وجدد حرب موقفه وموقف الشعب اللبناني المؤيد لحق العودة والملتزم بمتابعة العمل من أجل إحقاق الحق الفلسطيني واستعادة الشعب الفلسطيني لحقه المغتصب، ونوه بدرجة الوعي والمسؤولية لدى شعبنا الفلسطيني وقيادته التي تجلت في هذا الموقف.
المقدح يدعو اللبنانيين لافساح المجال أمام مسيرة النكسة
معـــــــا
اكد القائد العام لحركة فتح في لبنان وقائد كتائب شهداء الاقصى هناك، اللواء منير المقدح، استمرار التحضيرات لمسيرة يوم غد الاحد في ذكرى النكسة.
ودعا المقدح اللبنانيين جميعاً الى افساح المجال أمام هذه المسيرة والمشاركة فيها تأكيداً على رفض التوطين في لبنان وعلى حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه ودياره فلسطين وذلك في ظل تقاعس الدولة على تنفيذ القرار 194.
وشدد المقدح على أنه آن الأوان أن يعود الشعب الفلسطيني الى دياره بعد ثلاثة وستين عاماً من المعاناة، مشيراً الى أن هلا يريد في لبنان لا حقوق اجتماعية ولا مدنية ولا سياسية، فما يريده الشعب الفلسطيني العودة الى أرضه على الرغم من التهديدات الاسرائيلية والحشود وما يحصل على الحدود اللبنانية أو العربية فذلك يزيد اصرار الفلسطيني بالعودة الى أرضهم.
عشية 'النكسة': كاتب إسرائيلي يدعو إلى التخلص من الصهيونية وإنهاء الاحتلال
وفــــــــا
قبل يومين من الذكرى السنوية لحرب حزيران 1967 التوسعية الإسرائيلية دعا الكاتب اسحق لاور في مقال صحيفة 'هآرتس' الإسرائيليين إلى التخلص من الصهيونية والانسحاب من الضفة الغربية وفي ما يأتي نص المقال:
'السنة الـ45 للاحتلال تبدأ الآن. وعمق التورط، الذي لا فكاك منه في ما يبدو إلا بسفك للدماء، كبير مثله مثل طاعة طبقة المثقفين: ففي الوقت الذي كانت الحركة الاستعمارية الغربية تنهار فيه إلى غير رجعة، وجدت طبقة المثقفين المحليين سبيلاً للتعاون مع ادعاءات حكومات إسرائيل، تاركةً إيانا اليوم أمام تحالف يميني حاكم ومعارضة يمينية أيضا.
قلة من الناس فهمت في ذلك الحين أن البقاء في الأراضي (المحتلة) بأي شكل سيثير الرغبة في السيطرة. كان الأذكياء هم بنحاس لافون في الساعات الأخيرة لفصاحته، واسحق بن اهارون للحظة عابرة، ويشهاياهو ليبوفيتش.
وكانت هناك بالطبع حفنة من الأحزاب السياسية – الحزب الشيوعي (راكاح)، واليسار الإسرائيلي الجديد وماتزبين. ولكن في وسط الخريطة السياسية اقتصر أولئك الذين قالوا بضرورة الانسحاب من كل الأراضي (المحتلة) على البروفيسور جيكوب تالمون، والبروفيسور يهوشوا بار هليل، والكاتب اموس عوز وبضعة أشخاص آخرين. أما الغالبية الكبيرة من المثقفين فقد ساروا وراء الجنرالات والساسة. هذا ما هو عليه الحال: المثقفون يعملون على تعزيز حجج الحكومة. قلة منهم يجرؤون على معارضتها.
كقانون، لا تلعب الحجج دوراً مركزياً في السياسة. إن أهميتها تقتصر على مساعدة الحكومة في زرع نفسها في لغة مواطنيها. فعلى سبيل المثال، كان الادعاء بان إسرائيل واجهت خطراً وجودياً في حرب 1967 كان كذبة دعائية. وكان من الممكن حل الوضع المعقد الذي سببه الرئيس لمصري جمال عبد الناصر، ولكن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا استغلال الخطأ المصري.
اليوم، يمكن مناقشة هذه اللامور في حلقات دراسية أكاديمية. لكن النقاش السياسي، بمساعدة طبقة المثقفين في تلك الفترة، معفى من الأسئلة – حتى من تلك المتعلقة بآلاف القبور من حرب عيد الغفران في تشرين الأول أكتوبر 1973.
والأكثر من هذا أن الساسة والمثقفين ادعوا أن إسرائيل، كـ'ضحية للعدوان'، كان لها الحق في تغيير حدودها. ولكن المعتدي الأساسي في تلك الرواية كانت مصر، واستعادت كل أراضيها، حتى آخر حبة رمل، بموجب معاهدة السلام التي أعقبت حرب 1973. ووضعت الحجة القانونية على الرف.
وكانت هناك أيضا حجج عسكرية عن 'الحدود الإستراتيجية' وكانت تلك مجرد هراء أيضا: ولم يؤمن بها في الواقع أي جنرال في الجيش الإسرائيلي من هيئة الأركان أو من جاؤوا بعدهم لأن حرب يوم الغفران (في 1973) وجهت لإسرائيل لطمة شديدة بالرغم من 'حدود يمكن الدفاع عنها'. وهذه الحقيقة تنطبق على مرتفعات الجولان إلى يومنا هذا.
لذا تبقى عندنا الضفة الغربية حيث يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قيادتنا نحو منطق كزدوج: هذه ارض أجدادنا، وأيضا، 'حماس' ستهاجم مطار بن غوريون. ليست هناك صلة بين هاتين الحجتين. وكقاعدة، تستخدم الحجج المزدوجة كسند من كل منهما للتغطية على ضعف الحجة الأخرى لكن مزيج الإستراتيجية بالمثالية الدينية يفسر ما تملكه السياسة الإسرائيلية من قوة لتخدير أتباعها.
إن 'ارض إسرائيل' ما هي سوى وهم. والانسحاب من 'أجزاء منها' يقدم كـ'امتياز' حتى من جانب أنصار هذه الخطوة. لكن التنازل الوحيد الذي كنا بحاجة إلى تقديمه، حتى في 1967، كان التخلي عن الادعاء الديني بأن هذه بلادنا، حسب الكتاب المقدس، وبناء على ذلك فإن لنا حقا فيها. ومقارنة بهذا الادعاء فإن الصرب، بسيطرة هاجس معركة كوسوفو في العام 1389 عليهم، يبدون أناسا علمانيين عقلانيين. إن الحياة ليست بحاجة إلى 'حقوق أجداد'. إذ أن معظمنا ولد هنا. وهذا أمر لا علاقة له بالكتاب المقدس الذي هو في معظمه كتاب جيد جيدا. وليس لذلك صلة بصلوات المتدينين. ونحن لا نحتاج إلى دين، سواء كقائمة أطباق في مطعم أو كتحليل استراتيجي.
لو كان لدى جماهير الإسرائيليين الفطنة لقول ذلك صباح اليوم التالي للاحتلال بدلا من أن يختاروا، بمساعدة كل الأساتذة الجامعيين والشعراء والكتاب، (اكتشاف بلدنا غير المقسم) لكنا في وضع مختلف اليوم.إن التحرر من الصهيونية ليس كلمة قذرة. وعلى أي حال فإن ما يكمن وراء الصهيونية هذه الأيام هو مصالح مرتبطة بالمياه، والعقارات، والعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وجيش ضخم يتعطش لتبرير وجوده.إذا كان آباؤنا قد اخطئوا في استخدام أسطورة، فيجب أن نفترق عنها من اجل أبنائنا وبناتنا. وما علينا أن نغادر هذا المكان أو نتخلى عن حياتنا. ولكن، من اجلهم علينا، أن نتخلص من الصهيونية.


رد مع اقتباس