"إسرائيل يجب أن تصوت مع إقامة دولة فلسطينية"

صحيفة معاريف العبرية – آريك باندر

ترجمة مركز الإعلام

التاريخ: ‏19‏/09‏/2011

رئيس الشاباك السابق "عامي أيلون" قلق من الوضع ويقول في المقابلة التي أجرتها معه معاريف: يجب إعادة المستوطنين من شرقي الجدار، رئيس الشاباك "عامي أيلون" قلق من الوضع ويعتبر المسيرة السلمية متعثرة وتوجه الفلسطينيين للأمم المتحدة والعزلة السياسية لإسرائيل في "ربيع الشعوب" يستدعي من إسرائيل الخروج بمبادرة جديدة.

في عام 2002، بلور أيلون مبادرة مع الدكتور "سري نسيبة" مبادرة سلام منبثقة على قاعدة دولتين لشعبين وعلى أساس حدود 1967 وتبادل أراضي. حاليا يقوم أيلون بالمشاركة بحركة جماهرية مختلفة "مستقبل أزرق أبيض" والتي تدعو لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس نفس المبادىء والابتكار الجديد هو العودة الطوعية لآلاف المستوطنين لقلب إسرائيل.

س:عامي أيلون، لا يوجد هناك مفاوضات، والفلسطينيون ذاهبون ورأسهم بالحائط، برأيك من هو المسؤول عن الوصول للطريق المسدود؟

ج: كل اللاعبين في المؤسسة ساعدوا للوصول لهذه النتيجة، ويقع على عاهل الفلسطينيين جزء من ذلك وبالتأكيد علينا، وأيضا السياسة الأمريكية في السنوات الأخيرة، كان هناك أخطاء غير ممكنة ويجب أن نفهم بأن الخطوات التي يقوم بها الفلسطينون من جانبهم هي خطوات لعدم وجود خيار آخر ومن وجهه نظرهم يعتبرون بأن الدبلوماسية قد فشلت ولذلك ذهبوا إلى الأمم المتحدة.

س: هل هذا يعتبر نصر فلسطيني؟

ج: أنا لا أعتقد أن هناك أحد منهم يعتبره نصرا، إنهم صعدوا إلى قمة الشجرة ولا أحد يعرف كيف سينزلون، وهم صعدوا على هذه الشجرة بمساعدة الأمريكيين وبمساعدتنا. ومن وجهه نظرهم، يعتبرون النزول بمثابة استسلام مؤكد وسيؤدي إلى سيطرة حماس على السلطة، والسؤال هنا ليس مدى توجيه الاتهامات لهذا الجانب أو ذاك، ولم يعد هذا ذات أهمية، وإنما السؤال ماذا سيحصل في المستقبل، ولذا لا يجب علينا الانتقال للغة توجيه الاتهامات، وإنما للغة مسؤولة وما هو المطلوب منا فعلا من أجل خلق واقع جديد.

س: هل من المفروض أن يقوم نتنياهو بتجديد المفاوضات مع أبي مازن؟

ج: لا يوجد شك بأن الوضع حاليا جيد، أقل مما كان عليه قبل عام بسبب عدم وجود دعم من قبل قيادة عربية براغماتية في أعقاب سقوط مبارك، والفلسطينيون يستطيعون أن يقدموا لنا أقل مما قدموه قبل عام، ولذلك القول بأننا نريد العودة للمفاوضات تبدو حاليا إشكالية لأننا ابتعدنا عن واقع الدولتين لشعبين، ونحن الآن في شرق أوسط جديد وليس الشرق الذي حلمنا به وإنما شرق أوسط خطير وغير مستقر. ومع ذلك، أعتقد أن الوضع معقد ولكن هناك عدة فرص.

س: هل يتوجب علينا الاعتراف بدولة فلسطينية، وهل سيصل ذلك للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

ج: بالتأكيد، عندما كنت رئيسا للشاباك قلت بأنه من المفضل إجراء مفاوضات بين دولتين من أجل ترسيم الحدود، ولذلك حتى لو لم تقرر الجمعية بعد أسبوع أو أسبوعين الاعتراف بدولة فلسطينية، وأنا أرى بذلك فرصة للفلسطينيين، ولا يثير الوضع القضائي اهتمامي على الإطلاق، وأعتقد أنه يجب على إسرائيل التصويت مع إقامة الدولة الفلسطينية، وأن تعلن في اليوم التالي عن إدارة المفاوضات من أجل ترسيم الحدود، وإسرائيل يجب أن تفكر حول الطريقة التي سيعود بها المستوطنون وهل سيبقون مواطنون في الدولة الفلسطينية أو تحت السيادة الفلسطينية؟ وممنوع علينا الانتظار، يجب علينا حل هذان الأمران من يوم غد.

س: هذا يعني بأنك تعرض خطة انفصال "ب"؟

ج: ليس انفصالا وإنما عودة مواطني الدولة لحدودها، ويجب علينا الإعلان أنه ستكون الحدود المستقبلية ما بين الجدار وحدود عام 1967، وعلى أية حال ألا تمر الحدود شرقي الجدار ووقف بناء المستوطنات بما في ذلك البناء في الأحياء العربية في القدس. ومن ناحية أخرى، علينا الإعلان للعالم بأننا نستمر بالبناء في التجمعات الاستيطانية غربي الجدار بما في ذلك في الأحياء اليهودية بالقدس وعلينا الإعلان عن ذلك بدون أي صلة بالفلسطينيين وبدون أن نكون مرتبطين في أحد.

س: وماذا سيحصل مع المستوطنين المتواجدين شرقي الجدار؟

ج: نحن نشجع هؤلاء الذين يريدون العودة الفورية والطوعية والتعويض، وسنمكن هؤلاء السكان الذين يريدون ترك "المناطق"، ومن الواضح أن هذه المناطق لن تكون جزءا من دولة إسرائيل وبالنسبة للمستوطنين لهم الحق والشرعية بتلقي الأموال المستحقة لأنهم ذهبوا في مهمة للدولة والآن الدولة تطالبهم بالعودة.

س: وماذا بخصوص من يرفض العودة؟

ج: باستطاعته البقاء هناك حتى الاتفاق النهائي، وأيضا الجيش سيبقى هناك ولكن بالمقابل يجب على إسرائيل إعداد خطة وطنية لإعادة توطين هؤلاء السكان عندما يكون هناك اتفاق، وحتى لو أخذ منا ذلك 10 أو 15 عاما، وعلينا الابتعاد عن وضع تقرر فيه إسرائيل إعادتهم وننشغل مرة أخرى في حالة فشل كما جرى في إخلاء مستوطنة غوش قطيف في قطاع غزة.

س: وماذا سنكسب من هذه الخطوات؟

ج: هناك رسالة ثلاثية للفلسطينيين:

1- نحن نتخذ هذه الخطوات ليس من أجلكم وإنما من أجلنا.

2- نحن نسمح وللمرة الأولى بحركة استيطانية غربية بالعودة إلى قلب إسرائيل.

3- نحن نوجه رسالة للمجتمع الوطني مفادها الجدية في خلق واقع دولتين، وفي المقابل نتوقع أن تكون هذه الاستراتيجية والدبلوماسية الإقليمية تدعم خطواتنا.

س: وهل هذا عملي؟

ج: إن حركة "مستقبل أزرق أبيض" بقيادة "آفي جيل" والمحامي "جلعاد شار" و"آرني فاتروشكا" وأنا وبالإضافة لأناس كثيرين آخرين نرفع هذه الأعلام لأننا نعتقد أن البحر عندما يكون هائجا جدا لا نستطيع إيقاف أمواجه والرياح والتيارات صعب إيقافها ولكن على الأقل يمكن تحديد وجهه الإبحار.

س: هل تعتقد بأن نتنياهو مستعد لاعتماد خطة كهذه؟

ج: حاليا ليس مطلوبا من نتنياهو إخلاء مستوطنة واحدة، وإنما يجب عليه الإعلان عن وقف البناء شرقي الجدار وأن يعيد "للبيت" المستوطنين ممن يريد العودة، ولا أعرف إن كان نتنياهو مستعدا لذلك، وعلم النفس الذي هو مجال تخصص زوجتي يقول: أن الواقع الجديد هو بمثابة اختبار حقيقي لنتنياهو.

س: وهل المستوطنون سيوافقون على هذه الخطة؟

ج: حسب تقديراتي هناك شرقي الجدار حوالي 20.000 ألف مستوطن يريدون العودة للبيت ومن ناحية أخلاقية، لا يوجد لأي منا السلطة بعدم تمكينهم من ذلك.

س: وماذا سيجري إذا لم تُعتمد خطتكم؟

ج: نحن هنا نتحدث عن سيناريو لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سيتوجهون سيرا على الأقدام باتجاه المستوطنات وحينها لن تتوقف الأمور لهذا الحد، حيث المعطيات الأمنية آخذة بالتغير ولست بحاجة لأن تكون عبقريا لتفهم ذلك. واليوم، إذا لم نخرج بمبادرة سياسية وخطة للإجلاء الطوعي للمستوطنيين لا يوجد أحدا فينا سيعرف كيف ستنتهي الأمور، ولا سمح الله لو وقعت حادثة وتم إطلاق النار على العشرات أو المئات من الفلسطينيين غير المسلحين تصور ماذا سيكون الرد بالقاهرة وعمان واسطنبول، سيكون الرد الدبلوماسي أو العسكري لهذه الدول من الصعب التنبؤ به.

س: هل ستعرضون خطتكم على الكنيست؟

ج: لن نعرضها على الكنيست، وإنما الفكرة هي خلق حركة جماهرية مؤثرة على المؤسسة السياسية من أجل إعداد جدول أعمال، وفي الأسابيع القريبة سنقوم بإعلان هذه الخطة من أجل استيعاب المستوطنين، وعندما يكون القرار من الأمة سيكون واضحا قرار الإجلاء. وحسب تقدري، الكنيست الحالية فيها أغلبية تؤيد هذه الخطة، وإذا لم ترد الحكومة بمبادرة سياسية نفترض بأن الانتخابات سيقدم موعدها وخطتنا هذه ستكون من أولويات الحملة الانتخابية.

عامي أيلون، يبلغ من العمر 66 عاما

الوضع الاجتماعي: متزوج ولديه ثلاثة أبناء

رئيس مجلس الإدراة، رئيس لجنة آكيم والمدير لجامعة حيفا.

شغل مناصب سابقة:

1- قائد سلاح البحرية

2- رئيس الشاباك

3- عضو كنيست ووزير بدون حقيبة

4- حائز على وسام الشجاعة