رسالة ماجستير لباحث فلسطيني تفند المصالح القطرية المجناة من القضية الفلسطينية

دنيا الوطن، امد للإعلام

ناقش الباحث الفلسطيني حاتم قتديل، اليوم (7/10/2011) رسالة ماجستير بعنوان السياسة الخارجية القطرية تجاه الصراع العربى الإسرائيلى فى ظل حكم الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، تحت إشراف الأكاديمي المصري الدكتور عماد جاد الخبير بالشؤون الفلسطينية، في قسم الدراسات السياسية بمعهد البحوث والدراسات العربية

وتساءل الباحث في رسالته عما إذا كانت دولة قطر وفي إطار محاولاتها أن يكون لها دور إقليمي ينافس القوي الإقليمية الكبرى في المنطقة تعتبر أن القضية الفلسطينية في إطار طموحاتها فرصة تاريخية فيما لو أتيح للنظام القطري امتلاك زمام المبادرة وإحداث اختراق يترجم الطموح السياسي المتدرج ,وعليه فان التساؤل الذي يطرح نفسه ، هو هل تعد كوابح الأنظمة التاريخية الرائدة هي من يحول دون دور قطري مميز ؟ وان كان ذلك صحيحا فهل سياسة الإنحياز القطري لصالح القضية الفلسطينية كما ينظر إليها الطرف الإسرائيلي موجهة لعرقلة الدور الذي يمكن أن تقوم به القوي الإقليمية الكبرى؟.

ويرى الباحث أن السياسة الخارجية القطرية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي تمثل سياسة ميكافيللية في أقصي حدودها حيث أن السياسة القطرية تجاه ملف الصراع العربي الإسرائيلي هي مكون من مكونات هذه السياسة يمكن النظر الي وصف مكيافيللي للأمير للسياسة الخارجية (العلاقات الدولية وكأنها غابة)، فبالنسبة لأسلوب الثعلب على الأمير أن لا يفي بالعهود التي يقطعها على نفسه للأمراء الآخرين إلا إذا كان في الوفاء بالعهد مصلحة له ، وعلى الأمير أن يتزين أمام العالم الخارجي بحلل زائفة من الصدق والسلام والعدل والوفاء (ذئب في جلد شاة) ، وأن يظهر أمراء الدول الأخرى بأنهم هم الكاذبون ومخالفي العهود . وإذا نظرنا الي السياسة الخارجية القطرية يتضح لنا أن قطر تعلن دوما مساندتها للقضايا العربية علي المستوي الرسمي خاصة قضية الصراع العربي الإسرائيلى وفي القلب منه القضية الفلسطينية في حين تقيم علاقات وطيدة مع الجانب الاسرائيلي امتدت الي إقامة شراكة اقتصادية في مجالات الغاز وعدد من المشروعات الاقتصادية الأخرى علي الرغم من عدم حاجة قطر لمثل هذه الشراكة الاقتصادية سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية السياسية وذلك من منظور أن قطر ليست من بين دول المواجهة العربية الإسرائيلية ولذلك فهي لاتحتاج لان تعبر عن وجهة نظرها بالسلام مع الجانب الاسرائيلي ، أما الحجة القطرية القائلة بان إقامة العلاقات القطرية الإسرائيلية هي السبيل الأمثل للعب دور محوري وقوي يجعل الجانب الاسرائيلي أكثر استعدادا للتنازل في المفاوضات لصالح الحق الفلسطيني ويجعل قطر أكثر قدرة علي الضغط علي إسرائيل فهو قول ليس في محله تماماً حيث أن تاريخ المفاوضات العربية الإسرائيلية يوضح لنا أن إسرائيل لاتقيم حساباً لأي علاقات مع أي دولة بل تستخدم علاقاتها مع الدول الأخري لصالح رؤيتها ومصالحها فحسب , لا يري الباحث أية مصداقية أو بالأحري ثبات علي المصداقية فيما تقوم به السياسة الخارجية القطرية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي وفي القلب منه القضية الفلسطينية وهو إستنتاج قام به الباحث بعد مقاربة تاريخية بسيطة تتعلق بقضيتي الإحتلال الأمريكي للعراق والتدخل القطري في ليبيا وهو تناقض صارخ يبرز بوضوح المبدأ الميكافيللي القائل" الغاية تبرر الوسيلة ".

ويضيف الباحث في رسالته: يعتمد منهج قطر في الأساس على معطيات سياسية أمنية تعترف بكونها دولة صغيرة ومكشوفة تقع في قلب منطقة مليئة بالمشاكل ، وأن لفت الانتباه العالمي إليها ضرورية للحفاظ على أهم مصالحها الرئيسية ، وتحاول قطر السير على حبل رفيع من أجل تنفيذ سياستها المستقلة يتمثل في العلاقة التي تقيمها مع منظمات المعارضة الإسلامية في جميع أنحاء العالم , تتمثل في علاقتها مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى ، وفى المقابل علاقتها بإسرائيل ، وتقوم قطر بتمرير سياستها المبنية على المصلحة المطلقة من خلال قناة الجزيرة التى إستطاعت أن تحقق من خلالها إنجازات كبيرة فى ظل هذه الثورة الإعلامية فى العالم .

و جاء أيضاً في الرسالة : تسعي قطر إلي وضع حلول لتسوية سياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل عن طريق الحوار المباشر بحكم علاقاتها المشتركة مع إسرائيل وحجم المصالح الخفية بين الجانبين كذلك تقيم قطر علاقات قوية مع العناصر الفلسطينية المختلفة كعلاقاتها مع حركة حماس والعلاقات مع منظمة فتح ومن ثم تختلف تفصيلات المشهد فيما بين السياسة الخارجية لدولة قطر عن مجمل السياسة العربية في أن معظم السياسات الخارجية للدول العربية تجاه عملية السلام التى تقم على أساس الأرض مقابل السلام .

هذا وتشكلت لجنة المناقشة من ا.د عماد جاد مشرفا ، و أ.د عبد العليم محمد عضواً و أ.د عبد الوهاب منصور عضواً بحضور نخبة من الشباب الأكاديمي الفلسطيني والدارسين وتقدم الباحث في نهاية المناقشة بالشكر للاستاذ الدكتور احمد يوسف احمد مدير معهد البحوث والدراسات العربية والاستاذةالدكتورة نفين عبد المعم مسعد رئيس قسم الدراسات السياسية وامين الشئون التعليمية لما يقدموا من خدمات اجتماعية وعلم كبير في سبيل رفعة شبابنا العربي