مقابلة "رون بروسر" سفير إسرائيل في الأمم المتحدة مع جريدة معاريف العيبرية
الإعلان من جانب واحد فقط يؤدي للعنف
معاريف
بين كاسبيت
10/9/2011
عن العبرية : ترجمة مركز الاعلام
"رون بروسر" سفير إسرائيل في الأمم المتحدة يحذر من أن إعلان الفلسطينيين من جانب واحد يجهز ليوم القيامة".
سفير إسرائيل الجديد في الأمم المتحدة "رون فراوشر" في نيويورك يدير معركة سياسية فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقبلية والاعتراف بفلسطين كدولة بحدود عام 67.
يعتبر بروسر من اللامعين في سماء الدبلوماسية الإسرائيلية وهو يعرف بأنه لن يكسب، لأنه يعرف بأن الفلسطينيين لهم أكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وباستطاعتهم تمرير صوتهم ، وما نحاول القيام به وحتى اللحظة الأخيرة هو الإقناع بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، لأن خطوة الإعلان من جانب واحد لن تفضي لغير العنف، والسلام بالتأكيد لن ينتج عن ذلك، وهذه الخطوات سترفع من سقف التوقعات وستزيد من إحباط الناس وستخرجهم إلى الشارع.
" بروسر " يقوم بجولات مارثونية في الأمم المتحدة مع سفراء، ويعقد لقاءات، حيث اجتمع في الشهرين الماضيين مع أكثر من 70 سفير، ويقوم بشرح الخطة لهم، ويوضح لهم ماذا كان قبل العام 67، وغالبية السفراء يواجهون صعوبة بفهم ما حصل بمنطقتنا قبل العام 67، .
"حسب قول بروسر " الضفة الغربية تتبع للأردن وقطاع غزة للمصريين، ولم يكن تواصل جغرافي بينهم، وهناك من يأتي ويقول بأنه سيقيم الدولة الفلسطينية على أساس حدود الـ 67، وأجزاء هذه الدولة غير متصلة، ومن أجل ذلك يجب ربط المعبر الآمن بين أجزاء الوطن، وهذا بحاجة للمفاوضات مع إسرائيل، والسفراء يرون في قيام دولة فلسطينية بأنه مطلب عادل ولكنهم لا يعرفون التفاصيل، وعندما نشرح لهم قسما منها يتفهمون ويعطيهم أمثلة، ومثال على ذلك السودان وجنوب السودان وكيف أن هاتين الدولتين كرهتا بعضهما البعض وقتل كل منهما الآخر وحاربتا بعضهما لسنوات، وارتكبتا المجازر ولكنهما في النهاية ومن أجل قيام جنوب السودان جلسا حول الطاولة وتحدثا، ولا يمكن أن يحصل أمر كهذا من خلال الأمم المتحدة فقط، إنما يكون الحل من خلال المحادثات.
الخطوات الفلسطينية غير متبلورة بعد، والضغط الكبير على أبي مازن مستمر بلا هوادة، والقائد الفلسطيني يعلن أنه لن ينكسر، ولكن كل شيء يمكن أن يحدث، وأبو مازن سيلقي خطابه في الأمم المتحدة في 23 سبتمبر/أيلول، والطلب الفلسطيني
الرسمي المفترض أن يقدم للأمم المتحدة في 20 سبتمبر/أيلول، في البداية لمجلس الأمن، ولو وافق مجلس الأمن على الطلب الفلسطيني ستكون فلسطين في اليوم التالي عضوا في الأمم المتحدة والعالم بأسره سيعترف بها وستكون إسرائيل في حوض مكسور وربما محطم وهذا لن يحصل حسب أقوال فراوشر.
وأعلن الأمريكيون في اللحظة الأولى أنهم سيصوتون بالفيتو في مجلس الأمن، وهم حادون وجادون، وهذا دعم استراتيجي أساسي لإسرائيل، لأن أمريكا تسمح لنا بخوض معركتنا، وشعب إسرائيل ليس لديه فكرة واضحة بما يكفي حول أهمية مجلس الأمن وعمله وقراراته، والعمل الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية يأتي بصورة دائمة لإنقاذ دولة إسرائيل.
وبعد أن يرفض مجلس الأمن الطلب يقول الفلسطنيون بأنهم سيستمرون في التوجه للأمم المتحدة، وهناك هم سيكسبون، ومن الواضح سيكون نجاح كبير، لكن هذا النجاح لن يعطيهم الكثير ولن يصبحو دولة عضو في الأمم المتحدة، ولكن عضويتهم ستمكنهم من الحصول على صفة مراقب دائم، دولة مراقبة دائمة بدون حق التصويت، وهذا سيمنحهم فرصة لأن يكونوا أعضاء في التنظيمات والمؤسسات داخل الأمم المتحدة، وبإمكانهم من خلال هذه العضوية مقاضاة إسرائيل على أضرار الاحتلال وغيرها.
يستمر (بروسر) حاليا بمعركته، وكل هذا العمل جاري، ولبنان هي الرئيسة الدورية في مجلس الأمن، وقطر هي الرئيسة الدورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا سيسهل على الفلسطينيين الذهاب للجمعية العامة بعد مجلس الأمن، وباستطاعتهم تقصير الطريق وإنجاز ذلك خلال 24 ساعة.
هل يوافق الفلسطينيون على العودة لطاولة المفاوضات، والعالم يؤيدهم؟
يقول (بروسر) انظر من أين بدأ نتنياهو وانظر لأين وصل وخطاب ( بارإيلان) والحالة السياسية المتجمدة في المناطق.
وبالنسبة للوضع الأمريكي، غدا سيكتمل 10 سنوات للعملية الإرهابية 11 سبتمبر، صحيح أسامة بن لادن ليس على قيد الحياة والقاعدة لم تنجح في العودة للقيام بعمليات إضافية في الولايات المتحدة، ولكن المستقبل غير واضح والولايات المتحدة الأمريكية ستخرج من العراق وأفغانستان تنزف واقتصادها متعثر وقوته تتراجع
وحسب مصدر كبير ومطلع على السياسة الأمريكية في المنطقة قال لي هذا الأسبوع أن الأمريكيين ذاهبون للإخوان المسلمين، لماذا؟ لأن أمركيا لديها انعطاف نحو تأييد الإخوان المسلمين والتنظيمات التابعة لها بجميع فروعها وبعثاتها، وإن صح ذلك ليس فقط أمريكا تنقلب، سينقلب بن لادن أيضا في قبره، وأضاف المصدر بأن الأمريكيين يفضلون الإسلام المعتدل، ومن الممكن التحدث معهم والتوصل معهم لاتفاقيات وهم بحاجة إليهم عند الخروج النهائي من العراق، وهم بحاجة لهم من أجل ترتيب الشرق الأوسط، وهم بحاجة لهم ضد إيران، وهذه باختصار خارطة المصالحة.
المثير أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد 10 سنوات من تفجير البرجين تقترب من الإخوان المسلمين، هذا ما يحصل عندما يفقد شخص ما أمنه الشخصي، ويدرك الأمريكيون أنه سيأتي يوما بعد الأسد "يكون للإخوان المسلمين فيه ما يقولونه في دمشق، وهم يعرفون بأن الجهات العسكرية في مصر تتجه نحو الإخوان المسلمين، وهذا تهديد حقيقي أكثر من التنظيمات الليبرالية، والأمريكيون يرون بأن الديمقراطية أصبحت لا تنمو وتتغذى في يومنا هذا في الشرق الأوسط، ولذلك يفضلون الإخوان المسلمين على الشيعة في إيران أو رجال المغارات في أفغانستان.


رد مع اقتباس