مقابلة مع رئيس الوزراء د. سلام فياض مع قناة العربية
قناة العربية
د. فياض: لو أن استقالة الحكومة واستقالتي ستحل المشكلة لما ترددنا اطلاقا
أجرت "العربية" لقاءً خاصاً مع د.سلام فياض رئيس الوزراء تمحور الحديث فيه عن الاحتجاجات التي شهدتها الضفة الغربية في الأيام الماضية..
وفيمايلي أبرز ما جاء في المقابلة..
س/ قلت في أكثر من مناسبة بأن العام 2012 سيشهد استقرارا اقتصاديا، ما الذي حدث وأدخلنا في هذه الأزمة المالية الخانقة فجأة؟
• هناك عدة عوامل؛ أولاً فيما يتعلق بإرساء الأسس التي ستقوم عليها دولة فلسطين ان شاء الله، وهذا يتصل بمدى كفاءة ما هو قائم من مؤسسات وقدرة هذه المؤسسات على تقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة ونزاهة وعدالة، وهذا الأمر تم بشهادة المؤسسات الدولية ذات الصلة والمعنية بتقييم أداء مؤسسات السلطة الوطنية، وهذا التقييم لا زال على حاله.
• الصعوبات المالية لدى السلطة امتدت على نحو عامين بواقع الأمر، وهذا الصعوبات المالية يمكن أن تواجهها دول كبرى وعديدة، وهناك أزمة مالية عالمية.
س/ المواطن الفلسطيني الذي لا يتعدى راتبه 300 دولار يشتري انبوبة غاز الطهي ب 25 دولار؟
• لا خلاف مع مقولة أن مستوى الدخل في فلسطين قليل بالقياس مع مستوى الأسعار، ومستوى الأسعار مرتفع ويمكن الحديث على سبيل المثال عن الوقود والمشتقات النفطية فهي مرتفعة بكل تأكيد وتنسجم بقدر كبير مع ما هو قائم في إسرائيل ذات الدخل المرتفع جداً بالنسبة لما هو سائر في فلسطين، هناك اتفاقية غلاف جمركي بين البلدين تحكم العلاقة الاقتصادية والتجارية بين فلسطين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، ومستوى الأسعار تقريباً نفس الشيء ولكن مستوى الدخل كما ذكرت لك مختلف تماماً.
• لابد من وأن يكون للدولة الفلسطينية القادمة إن شاء الله نظام اقتصادي مستقل وخيارات متاحة فيما يتعلق بالنظام الضريبي على سبيل المثال، ولكن لغاية الآن النظام الضريبي فيما يتعلق بالضرائب الاستهلاكية أي غير المباشرة هو نظام مماثل تقريبا بدرجة كبيرة بواقع الامر لما هو قائم في إسرائيل.
• واضح أن هناك ضعف في الجانب الفلسطيني وصعوبة في الوضع المعيشي وهذه الصعوبة ازدادت حدتها مؤخرا في ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية.
س/ بعض ما سُئل على موقع التواصل الاجتماعي هناك من يقول لماذا لا يستقيل سلام فياض ولا يقيل الحكومة؟
• لو اعتقدت للحظة أن مجرد استقالة الحكومة واستقالتي تحل هذه المشكلة لما ترددنا اطلاقا، وهذا الامر ممكن أن يحصل اذا تشكلت هناك بالفعل قناعة من جهة عدم قبول ما تطرحة الحكومة، أؤكد على ذلك وأقولها بأسف إننا ليس بمقدرونا فعل الكثير إزاء هذا الوضع المترتب على ارتفاع الأسعار.
• عندما نتحدث عن مشكلة اقتصادية معيشية سببها في المقام الأول الارتفاع بالاسعار تكون اداوت التدخل من قبل الحكومة محدودة، وفي هذه الفترة الراهنة نحن مطالبون ان نبحث وان نجد مصادر تمويل لتميكنا من القيام بتخفيف هذه الازمة الاقتصادية.
• السلطة الفلسطينية التي تعاني من ازمة خانقة منذ عامين غير قادرة على دفع حتى فاتورة الرواتب ونخن لغاية اللحظة لم نستطيع القيام بدفع رواتب شهر أب 8 فما بالكم بمبادرة ان تتحمل الحكومة تكاليف اضافية في الوقت الذي هي عاجزة فيه عن الوفاء باستحقاقات العام الحالي كفاتورة الرواتب ناهيكم عن استحقاقات القطاع الخاص.
س/ هناك حديث بأنكم حاولتم الإقتراض والإستدانة من البنوك وهناك بعض الجهات منعت الاقتراب من هذا الاقتراض هل هذا صحيح؟
• نحاول الاستدانة من البنوك وهذا امر طبيعي للحكومات لأغراض تشغيل مؤسساتها وتنفيذ مستلزماتها وبالتالي تلجأ للبنوك، حاولنا في السنوات الماضية الحصول على مزيد من التسهيلات البنكية لنواجه المشكلة الاقتصادية التي تواجهنا بطريقة أن نقوم بأخذ قرض نسدده من خلال المساعدات الخارجية التي تأتي الينا؛ حصلنا قبل فترة على قرض اضافي مكننا من تسديد جزء من مديونيتنا الكبيرة.
• من منطلق حرصنا على المسؤولية أن نستمر في الاداء في دورنا لليوم الاخير ونحاول ان نوجد حلا لهذه المشكلات الاقتصادية التي كنا نتوقعها.
س: لماذا تدعمون الرواتب في غزة وتدفعون البنزين والطحين ومعضم السلع تدفع السلطة الفلسطينية ثمنها والمردود لا يعود اليكم؟
• ان العجز في موازنة السلطة هو بنيوي الطابع والسبب الرئيسي في ذلك هو الاحتلال الاسرائيلي في المقام الاول بما يترتب على هذا الاحتلال خلال نظام تحكم وسيطره تعسفي انتصر به منذ البدايات وتصاعدت وتيرته في الاونه الاخيرة.
• قطاع غزة جزء من فلسطين واهالي غزة هم مواطنون فلسطينيون وبالتالي هي مسؤولية السلطة الفلسطينية وهي البيت الجامع لكل الفلسطينيين في فلسطين بصرف النظر عن انتمائاتهم السياسية وبصرف النظر عن الوضع الشاذ الناشئ عن استمرار حالة الانقسام، وهي مسؤوليه السلطة الفلسطينية سواء كانوا في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
• كما نحن السلطة الفلسطينية محرومون من الإطلاع بمسؤولياتنا في مناطق "ج" من قبل الاحتلال الاسرائيلي نحن محرومون كسلطة وطنية فلسطينية من التواجد ميدانياً وبفعاليه مطلوبة اتجاه تنفيذ المشاريع في قطاع غزة نحن نريد أن نكون اكثر فاعلية في قطاع غزة هذا ليس موضع نقاش.
• بالاضافة للاحتلال وما يترتب عليه من إضعاف لقدرة السلطة الوطنيه على جباية ما يكفي من إيرادات لتمويل نفقاتها الجارية هناك الانقسام، ففي الوقت الذي تستمر فيها السلطة بالأطلاع على مسؤولياتها اتجاه النفقات في قطاع غزة هي محرومة من الإيرادات على النشاط الاقتصادي في قطاع غزة.
س: ماذا تقول للمواطن الفلسطيني الذي يشتري كيلو البندوره بـ 3 دولارات وخصوصاً أن الاحتجاجات على غلاء المعيشه أخذه في التصاعد؟
• نعي أن مستوى الأسعار مرتفع بالقياس مع مستوى الدخل الفلسطيني وذلك لأننا لسنا دولة مستقلة والكثير من الخيارات التي يمكن أن تكون متاحة لدول قائمة كأدوات تدخل لتقويم الأوضاع محدودة لنا في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
• صحيح أن الأسعار مرتفعة لكن كم طرأ عليه ارتفاع في الآونه الأخيرة تجد أنه بنسبة محدودة جداً وليس جميع السلع والخدمات وايضاً هذا الارتفاع قائم منذ البدايات منذ الاحتلال الإسرائيلي.
س: هل هناك تطمينات عربية أو أوروبية من المانحين لمحاولة استعادة الاستقرار الاقتصادي قليلاً للأراضي الفلسطينية؟
• نحن على تواصل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي أيضا لوضعهم في الصورة؛ وهم في صورة الوضع وهناك الكثير من الاجتماعات واللقاءات خاصة في إطار الجامعة العربية، واريد أن أقول مرة أخرى إن الأزمة المالية ليست وليدة تطورات على مدار الأسبوعين الماضيين إنما أزمتنا بحدتها الحاليه منذ عامين وهذا الأمر قيد التفسير المستمر ونحاول جاهدين الحصول على ما يمكن الحصول عليه من مساعدات تساعدنا في تجاوز هذه الأزمة.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس