المقالات في الصحف المحلية
|
![]()
المقالات في الصحف المحلية
|
اليوم العالمي للبيئة تذكير لنا للانضمام إلى المنظمات البيئية الدولية
عقل ابو قرع -عن القدس
طـرطشـات
بقلم: د. فتحي أبو مغلي – عن الأيام
مقدمات المصالحة وتداعياتها
بقلم: حمادة فراعنة – عن الأيام
مصر اختارت طريقها ولم تعد على أي مفترق
بقلم: د. عبد المجيد سويلم – عن الأيام
فلسطين ومصر وصناعة التاريخ ...
بقلم: طلال عوكل – عن الأيام
سورية : ماء الانتخاب لن يطفئ إوار الحرب !
حسن البطل عن الأيام
مدارات - حتى يندحر الغُزاة
عدلي صادق عن الحياة الجديدة
نبض الحياة - أميركا تصفع نتنياهو
عمر حلمي الغوال – عن الحياة الجديدة
سؤال عالماشي - القدس قبلتكم وهويتكم ياعرب
موفق مطر عن الحياة الجديدة
حماك الله يا نابلس
عبد الحكيم أبو جاموس عن الحياة الجديدة
شاهد عيان - بين الكم والنوعية
محمود ابو الهيجاء عن الحياة الجديدة
تغريدة الصباح - حط ابنك في كمك
سما حسن- عن الحياة الجديدة
اليوم العالمي للبيئة تذكير لنا للانضمام إلى المنظمات البيئية الدولية
عقل ابو قرع -عن القدس
- يصادف الخامس من حزيران من كل عام ما يعرف ب "اليوم العالمي للبيئة"، حيث بدء الاحتفال به منذ عام 1972، بناء على قرار من الجمعية العامة للامم المتحده، ومنذ ذلك اليوم، يتم الاحتفال بهذا اليوم في كل عام مع التركيز على موضوع بيئي محدد، وفي هذا العام تم اختيار موضوع" ارتفاع مستوى البحر نتيجة التغيرات المناخية واحتمال غرق جزر ومناطق في العالم" الذي ينتج بسبب العبث في النظام البيئي من قبل الانسان ، وكذلك من اجل التوعية والعمل للحد من بث الغازات الى الجو، التي تعمل على تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري وما يمكن ان ينتج عن ذلك من تغيرات مناخية، تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الارض ومن ثم ذوبان طبقات الجليد وبالتالي ارتفاع مستوى البحر، وهذا بدورة يمكن ان يؤدي الى فيضانات واختفاء مناطق منخفضة وجزر العالم.
وفي هذه المناسبة، دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الى العمل من اجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمات البيئية الدولية وما يتبعهما من اتفاقيات ومعاهدات، حيث ان هذه الاتفاقيات متنوعة، وتترواح من تلك التي تهدف الى الحد من ظواهر تغير المناخ السلبية، وتخفيض الغازات المنبعثة الى الجو، والحفاظ على طبقة الاوزون، والحد من ظاهرة" الاحتباس الحراري" وارتفاع درجة حرارة الارض، وكذلك مكافحة التصحر والجفاف، والاتفاقيات المتعلقة بمراقبة التلوث وحركة المواد الكيميائية الخطيرة، وتبادل المعلومات حول المتاجرة بالمبيدات الكيميائية، واتفاقيات الحفاظ على التنوع الحيوي، والتوعية والتثقيف البيئي وغيرهما.
ارتفاع مستوى البحر
وحول موضوع هذا العام " لليوم العالمي للبيئة"، وهو التحذير من ارتفاع مستويات البحار وما يمكن ان ينتج عن ذلك من فيضانات وربما اختفاء جزر، بين الدكتور أبو قرع، ان ما يشهدة العالم هذه الفترة من احداث مناخية غير طبيعية، سواء اكانت اعاصير او فياضانات مدمرة، او حتى انحباس الامطار، ربما يعود الى التغيرات التي حدثت وتحدث ولو بشكل بطيئ في عوامل المناخ في العالم، والتي يعود السبب الاساسي فيها الى الانسان ونشاطاتة التي تلوث وتخل بالتوازن والنظام البيئي.
العضوية الكاملة
واوضح ابو قرع ان الاتفاقيات الدولية ولجانها الاقليمية، تمنح فلسطين او بالاخص الجهات الرسمية الفلسطينية وكذلك المنظمات غير الرسمية العاملة في مجال البيئة في فلسطين، الامكانيات سواء اكانت مادية من حيث احتمال الحصول على التمويل او جزء من الميزانيات المرصودة للمشاريع المنبثقة عن الاتفاقيات، او على شكل مصادر اخرى مثل النشرات والكتب والاجهزة، او حتى الحصول على الخبرة، من خلال المشاركة في الاجتماعات واللجان والمؤتمرات والمشاريع الناتجة عنها.
ظاهرة تأثير البيت الزجاجي
وقال أبو قرع ان ما يعرف بظاهرة "تأثير البيت الزجاجي"، تنتج بسبب ازدياد انبعاث الغازات ومن ضمنها غازات اول وثاني أكسيد الكربون والميثان وأكاسيد النيتروجين ومركبات عضوية هيدروجينية و غيرهما الى طبقات الجو العليا، حيث أن هذه الغازات تشكل نوعا من الحاجز الذي يمنع أشعة الشمس المنعكسة من سطح الأرض من النفاذ الى طبقات الجو العليا، بل تعمل على امتصاصها ومن ثم اعادتهاا الى سطح الأرض وهذا بدورة يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث يؤدي هذا الى تسارع ذوبان الجليد وبالتالي ازدياد البقعة التي تغطيها المياة والفيضانات، والذي يمكن ان يؤدي الى غرق او اختفاء بعض الاماكن والجزر في العالم.
الاستيطان والبيئة الفلسطينية
واشار الدكتور ابو قرع الى خصوصية الوضع البيئي الفلسطيني، من حيث ممارسات المستوطنين التي تلحق الضرر في مكونات النظام البيئي الفلسطيني، حيث اشترط الجانب الاسرائيلي حديثا تشغيل او بدء العمل في مكب نفايات" المنيا"، الذي يقع جنوب مدينة بيت لحم، بالسماح للمستوطنات المتواجدة في المنطقة بأستخدامة، اي التخلص من نفايات المستوطنين في المكب، ويقع المكب في اراضي قرية تقوع الفلسطينية، وكذلك استمرار تدفق المياة العادمة وبما تحوية من ملوثات، من المستوطنات الاسرائيلية الى المناطق الفلسطينية المحيطة بها، وما يمكن ان تحوية هذه المياة العادمة من مواد كيميائية ومن معادن ومن ملوثات بيولوجية تترسب في التربة وتحد من خصوبتها، وربما تلوث خزانات المياة الجوفية.
المصانع الكيميائية
واردف ابو قرع ان الاثار البيئية والصحية التي سببتها وما زالت تسببها المصانع الكيميائية الاسرائيلية المقامة في المنالطق المحاذية للاراضي الفلسطينية في محافظة طولكرم ربما يكون لها اثار سيئة بعيدة المدى، وان هذه المصانع تحوي صناعات كيميائية، تعتبر خطيرة او تتطلب العديد من الاجراءات والشروط الصحية والبيئية للقيام بها، مثل صناعة البلاستيك والاسمدة والمبيدات وغيرهما، وما يتبع كل ذلك من اثار تسبب الاذى والضرر للمواطن الفلسطيني وللبيئة الفلسطينية.
الامم المتحدة وحماية البيئة الفلسطينية
وقال ابو قرع ان لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت قبل فترة، وبأغلبية ساحقة لمشروع قرار بعنوان "السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة على موارده الطبيعية"، بما فيها الأرض والمياه، والاعتراف بحقه في المطالبة بالتعويض نتيجة لإستغلال موارده الطبيعية وإتلافها أو ضياعها أو إستنفاذها أو تعريضها للخطر بأي شكل من الأشكال بسبب التدابير غير القانونية التي تتخذها السلطة القائمة بالإحتلال، في الأرض الفلسطينية المحتلة، سواءمن خلال بناء المستوطنات اوتشييد الجدار، والتي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة ، وبالطبع فأن هذا القرار يعني التزامات قانونية واقتصادية واخلاقية وانسانية لصالح الفلسطينيين والبيئة الفلسطينية.
طـرطشـات
بقلم: د. فتحي أبو مغلي – عن الأيام
• إلى كل أصحاب المعالي في حكومة الوفاق نقول: أعانكم الله على حمل المسؤولية في هذا الظرف العصيب ومتطلبات المرحلة الثقيلة وشح الإمكانات غير المسبوق، نوصيكم بعدم معاداة الإعلام وكتاب المقالات وأرباب الصحافة، فليس همهم او غايتهم السب او التجريح، بل ان جل اهتمامهم الحفاظ على بقاء البوصلة في الاتجاه الصحيح والدفاع عن الهوية والانحياز للفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية، فاسعوا يا أصحاب المعالي ليس لمعاداة او محاولة استرضاء الصحافة وأقلامها الجريئة، بل الى حسن الأداء وتفهم ظروف الناس والتواضع في الظهور والمظاهر والإنفاق وفي تقدير المرحلة واحتياجاتها بالمزيد من العطاء والقليل من التنعم بما قد يسمح به المنصب من امتيازات لو كنا دولة مستقلة ذات سيادة وإمكانات.
• انتبهوا لما يقوله هذا الرجل، فهو ليس معتوها وليس مخمورا"، انه رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلي مارتن شارمن والذي اعلن للقناة السابعة الإسرائيلية عن خطة للإخلاء الطوعي للفلسطينيين من الضفة الغربية مقابل التعويض، معتبراً خطته هذه الضمان الوحيد للرد على التهديد الديمغرافي الذي يواجه إسرائيل. ويقترح شارمن تنفيذ خطة الإخلاء والتعويض على ثلاث مراحل، الأولى حل وكالة "الأونروا" والثانية تحويل ميزانيات "الأونروا" للدول التي يوجد فيها لاجئون فلسطينيون، والثالثة منح التعويض لكل عائلة تقرر مغادرة الضفة. اقرؤوا يا سادة هذا التصريح في سياق ما اقر وما يدرس من قوانين إسرائيلية، ومنها ما يسمى بمشروع قانون العفو والذي يطلق عليه قانون المخربين وقانون النكبة العنصري لتدركوا حقيقة ما يريد ساسة دولة الاحتلال.
• لا بد للتقرير السنوي لمسح الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمن الغذائي الذي اعلن عنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حول انعدام الأمن الغذائي في غزة والضفة ان يؤرق حكومة الوفاق التي تواجه أصلاً العديد من التحديات الجسام، فالدراسة المسحية تفيد بان 57% من المواطنين في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي مقابل 19% من المواطنين في الضفة، وهو تعبير مخفف بأن هذه النسب اي اكثر من نصف السكان في غزة وخمس السكان في الضفة يعانون من فقر مدقع وقد ينامون جياعاً، وهذا ليس سببه عدم توفر الغذاء في الأسواق بسبب الحصار او ما شابه وإنما بسبب البطالة المرتفعة وبسبب الغلاء الفاحش للمواد الغذائية، فمعظم الأسر التي لها دخل تنفق اكثر من نصف دخلها على الغذاء، بينما لا يستطيع عدد كبير من الأسر شراء المواد الغذائية الرئيسية بسبب عدم توفر المال اللازم، أما بسبب عدم وجود عمل لرب الأسرة او من يعولها او بسبب تدني الدخل مقارنة بغلاء الأسعار، فهل ستجد الحكومة العتيدة العصا السحرية لخلق فرص عمل للعاطلين عن العمل ولكبح جماح الأسعار، وهنا لا نملك الا أن نقول أعان الله الحكومة على حملها، فهي لا تحتاج لكل إعلانات التهاني التي بدأت تملأ الصحف بل تحتاج لكل دعم وإسناد إضافة لما سبق من دعاء.
مقدمات المصالحة وتداعياتها
بقلم: حمادة فراعنة – عن الأيام
لم يعد الصراع ساخناً حول "التراجع عن الانقلاب، وإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية" فقد أصبح هذا العنوان، ومضمونه خلفنا منذ زيارة الوفد الخماسي إلى غزة (الأحمد، الصالحي، البرغوثي، المصري، وجميل شحادة) وصدور بيان 23 نيسان 2014، فمظاهر الصراع توقفت، وتم استبدالها بمظاهر خلافية ستبرز وستحتدم حيناً، وستبرد أحياناً، ذلك أن "العوامل الضاغطة" لإنهاء مرحلة الانقلاب وتجاوزها والقفز عنها، فعلت فعلها على طرفي الصراع، "فتح" و"حماس"، ونجحتا في التوصل إلى اتفاق تشكيل الحكومة 2/ حزيران، وهذا لا يعني أن "العوامل الطاردة" لم تعد فاعلة وليست حاضرة، ولكن تأثيرها بات أقل وأضعف من السابق، فالمصالح الحزبية التنظيمية ما زالت متضاربة بينهما، والأولويات السياسية مختلفة، وهذا ينعكس بالضرورة على الأداء، لكن في إطار المصالحة، وعلى قاعدة التفاهم، وفي سياق التحالف داخل المؤسسة الواحدة الموحدة.
فالعوامل الضاغطة على حركة حماس، بدءاً من الحصار المالي الذي أفقدها مصادر تمويلها في قطاع غزة، بفقدان 1- نقل الملايين بالشنط بقرار مصري، و2- تدمير الأنفاق التي كانت مصدراً للتهريب والتمويل، مروراً بالحصار السياسي، وانسداد أفق صمود سلطة "حماس" المنفردة في إدارة قطاع غزة، وانتهاء بإخفاق مرجعيتها الحزبية والسياسية والتنظيمية، حركة الإخوان المسلمين، وفشلهم في مصر وليبيا وتونس وسورية واليمن وحتى في الأردن حيث فشلوا في قيادة جبهة وطنية معارضة متحالفة مع المكونات الثلاثة 1- الأحزاب اليسارية والقومية، 2- النقابات المهنية، 3–جماعة أحمد عبيدات، وعدم قدرتهم على جذب شخصيات مستقلة فعلاً، وفشلهم في جعل حراكاتهم الاحتجاجية جاذبة للأردنيين، أدت كلها إلى اختزال عوامل الزمن، وعوامل الصراع، بحثاً عن الاتفاق والتوصل إليه، وهو قائم فعلاً منذ نيسان الماضي، وما بعده.
إضافة إلى العوامل الضاغطة على حركة حماس كي تستجيب لنداءات "التراجع عن الانقلاب، وإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة" والإذعان لها، قابلتها عوامل مغرية تتطلع إليها حركة حماس، وسعت من أجلها، بعد فشلها في أن تكون بديلاً للائتلاف الوطني العريض الذي يقود منظمة التحرير، أو أن تكون نداً لها، وأول عوامل الإغراء تتمثل في 1- أن تكون شريكاً من موقع القوة في إدارة منظمة التحرير، في اللجنة التنفيذية، والمجلس المركزي، والمجلس الوطني، ولدى سلطتها الوطنية داخل فلسطين، في الضفة والقطاع، 2- إنهاء الحصار المالي والسياسي الذي تواجهه وتعاني منه، 3 – دمج مؤسسات "حماس" الإدارية والأمنية في مؤسسات منظمة التحرير، ومؤسسات سلطتها الوطنية على الأرض، في قطاع غزة.
بينما، تتطلع حركة فتح للمصالحة، بعد هزيمتها أمام الانقلاب، في حزيران 2007، وفشلها في استعادة قطاع غزة إلى حضن الشرعية طوال سبع سنوات، ولذلك سعت نحو التفاهم والمصالحة وصولاً إلى "صفقة الوحدة"، حيث تسعى إلى تحقيق خطوات نوعية اعتماداً على هذه "المصالحة" والمتمثلة بالأهداف التالية:
أولاً: ترسيخ قيادتها لمنظمة التحرير وسلطتها الوطنية، بموافقة وشراكة حركة حماس، فلم يعد الرئيس أبو مازن ممثلاً لنصف الشعب الفلسطيني وفق تقييم البعض وخاصة عند الإسرائيليين، بل سيكون ممثلاً لكل الشعب العربي الفلسطيني، على طاولة المفاوضات وأمام المجتمع الدولي، بعد المصالحة.
ثانياً: لقد وافقت حركة حماس على برنامج الرئيس وعلى مواقف حكومته مسبقاً، كما أعلن عن ذلك أمام اجتماع المجلس المركزي يوم 27/ نيسان /2014، بنقاطه الأربع 1- الاعتراف بإسرائيل، 2- نبذ العنف والإرهاب، 3- الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الإسرائيليين، 4 - استمرار خيار المفاوضات تحت الرعاية الأميركية، وحركة حماس لم تعلن رفضها لذلك، بل وجدت في خطاب أبو مازن، نقاطاً إيجابياً، مع عدم النسيان أن "حماس" لن تعترف بإسرائيل، وهو مطلب ليس مطلوباً أن تقبله "حماس" وترضخ له، وهي بذلك تتفق مع "فتح" و"الشعبية" و"الديمقراطية" وحزب الشعب، وتتساوى معهم، فهذه الفصائل لم تعلن ولن تعلن الاعتراف بإسرائيل وليس مطلوباً منها، كما أن حزب الليكود لم يعترف ولن يعترف، لا بمنظمة التحرير، ولا بحقوق الشعب الفلسطيني، فالاعتراف قائم بين المؤسستين الرسميتين، حكومة إسرائيل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولذلك موافقة "حماس" الضمنية المستترة، مكسب سياسي لحركة فتح بعد رحلة التشكيك الطويلة نحوها، من قبل "حماس".
ثالثاً: الاتفاق والتفاهم بين حركتي فتح وحماس، سياسياً، وتوحيد المؤسسة بينهما على قاعدة الشراكة، يُقوي موقف المفاوض الفلسطيني، ويعززه أمام الأميركيين والإسرائيليين، خاصة بعد فشل المفاوضات، ورفض حكومة نتنياهو تقديم أي تنازلات جوهرية تستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني، في قضيتي العودة والاستقلال.
الاتفاق بين "فتح" و"حماس" يقوم على النقاط التالية:
1- الشراكة في إطار منظمة التحرير وتكييفها على هذا الأساس.
2- أن تقوم السلطة الوطنية على أساس الرئاستين، الرئاسة التنفيذية بيد حركة فتح، والرئاسة التشريعية بيد "حماس"، وهو توازن يضمن للطرفين الشراكة على الأرض، وسيتم نقل رئاسة المجلس التشريعي إلى قطاع غزة لضمان إدارة "حماس" للمجلس، مع التأكيد أن دور المجلس سيكون مقنناً وليس طليقاً، وسيكون مرتبطا بالاتفاقات المسبقة على معالجة القضايا على أساس التفاهم، وليس على أساس موازين القوى داخل المجلس التشريعي.
3 - دمج مؤسسات حركة حماس الأمنية والإدارية مع مؤسسات السلطة، وهي قضية لا زالت خلافية حول العدد والكيف.
4 - تأجيل الانتخابات إلى أقصى فترة ممكنة لضمان إرساء تقاليد الشراكة، بين الفصيلين، بدون الوقوع بنتائج غير محسوبة وغير معدة لها.
5 - مواصلة التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، فكلاهما توصل إلى تفاهمات أمنية مع تل أبيب، حكومة رام الله عبر الأميركيين، وحكومة غزة عبر المصريين، ولا أحد منهما، أفضل من الآخر، سوى بالدرجة، والطرفان ملتزمان بوقف العمليات المسلحة ضد الإسرائيليين، ولا مجال للمزايدة على بعضهما البعض في هذا العنوان.
مصر اختارت طريقها ولم تعد على أي مفترق
بقلم: د. عبد المجيد سويلم – عن الأيام
ما زالت أصوات كثيرة بما فيها أصوات محسوبة على الجماعة الوطنية في مصر ترى في واقع مصر اليوم وحتى بعد الانتخابات الرئاسية المصرية والنجاح الساحق للمشير السيسي، وبعد أن بلغت نسبة المشاركين في الانتخابات ما فاق كل التوقعات السابقة على هذه الانتخابات... ما زالت تلك الأصوات ترى مصر على مفترق طرق كبير.
يمكن الحديث دائماً عن مفترق الطرق ولكن مفترق الطرق في الحالة المصرية هو الاختيار ما بين توجهات ورؤى وسياسات مختلفة إلى درجة "الافتراق" أو متعارضة إلى درجة السير في اتجاهات متعاكسة أو حتى متناقضة إلى درجة الصراع والاحتراب المكشوف.
فهل ما زالت مصر على مفترق من هذا القبيل؟ وأين هو المفترق الذي قد يؤدي بمصر إلى اختيارات بديلة عن خارطة الطريق وعن التوجهات ببناء دولة ديمقراطية حديثة وعصرية ومدنية؟
وأين هو مفترق الطرق إذا كان الدستور نفسه يقيد الرئيس في أكثر مفاصل العمل السياسي أهمية وتأثيراً (السلطة التنفيذية) على الأقل في المرحلة القادمة في حياة مصر السياسية؟ وكيف يمكن الحديث عن مفترق الطرق إذا كان الشعب المصري قد تجاوز كل حواجز الخوف والتخويف ونزل بالملايين للإدلاء بصوته في ظل كل مظاهر الترهيب التي سادت الأجواء قبل وأثناء الانتخابات؟
عن أي مفترق يتم الحديث؟
هل هو مفترق الدولة الأمنية التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير؟
هل هو مفترق "العودة" إلى الدولة الإخوانية؟
هل يوجد أي ظهير سياسي على المستوى الداخلي وعلى المستوى الإقليمي وكذلك الدولي لمثل هذا المفترق؟
هل تدخل الجيش أصلاً في الحالتين، حالة مصر بعيد ثورة يناير وحالة مصر بعيد ثورة يونيو إلاّ على وقع الموقف الشعبي؟
في منهج قراءة "الربيع العربي" هناك الكثير من الارتباك وهناك القليل القليل من وضوح الرؤية.
إن استخدام كلمة الثورة في وصف الانتفاضات الشعبية أمر تعوزه الدقة العلمية، ذلك أن الثورة تطلق في "الاستخدام العربي" لها على حالات لا تعكس بالضرورة مثل هذه الدقة.
الثورة على كل حال هي فعل عميق ومتغير جوهري في العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ينطوي على توازنات اجتماعية جديدة واصطفافات طبقية جديدة، وعلى أسس وركائز سياسية واقتصادية مختلفة عن مرحلة ما قبل الثورة بصورة جذرية أو صميمية.
أما الانتفاضات فإنها مجرد مشاريع للثورة وهي لا تتحول إلى ثورة حقيقية بدون إحداث ذلك الفعل العميق والجوهري في العلاقات التي أشرنا إليها.
في العادة يبدأ التغيير في العلاقات السياسية ومع تعمق المحتوى الاجتماعي للتغيير تبدأ العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بالتغيير سواءً بصورة متدرجة أو متسارعة وحادة.
وبهذا المعنى فإن الثورة العربية الحديثة الوحيدة هي الثورة الناصرية لأنها أحدثت هذا التغيير مع أنها لم تكتمل في شقها الديمقراطي، وربما أن هذا العامل بالذات هو الذي أودى بها.
أما واننا نستخدم مصطلح الثورة للتعبير عن حالة التغيير فإن مصر اليوم ليست على مفترق طرق على الإطلاق، بل هي في الواقع بدأت بهذا التغيير من خلال إسقاط النظام الأمني السابق على ثورة الخامس والعشرين من يناير ثم تنحية المجلس العسكري والشروع بالعملية الديمقراطية.
"الإخوان" سرقوا الثورة وحاولوا تأسيس دولتهم على أنقاض الدولة الأمنية السابقة لكنهم في إطار سعيهم هذا لم يتوانوا عن معاداة الكل الوطني من الجيش ومروراً بالشرطة فالقضاء والإعلام والنقابات والمثقفين والأدباء والكتّاب، إلى درجة أن العقل الإخواني دمر أكبر تنظيم عربي وإسلامي عرفته المنطقة على مدى عقود كاملة وضحوا بكل شيء بما في ذلك الأمن القومي وألقوا بأنفسهم وبصورة خسيسة في أحضان الولايات المتحدة في محاولة الحفاظ على "دولتهم" الدينية "المنشودة".
هنا انتفض الشعب المصري وصحّح المسار واختار الطريق. حاول الإخوان وأعوانهم إعاقة الاختيار المصري الجديد ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً رغم الإرهاب والقتل ومحاولة إعاقة التقدم نحو مشروع جاد للثورة في مصر.
بعد إقرار الدستور وانتخاب الرئيس والتحضير للانتخابات النيابية تكون مصر قد تجاوزت المفترق وشقت طريقها وحددت مسارها واتجاهها ووجهتها.
من يعتقد أن خط الثورة هو خط مستقيم هو واهم، ذلك أن كل المتغيرات الثورية الكبيرة تشهد الكثير من التعرجات وأحياناً المنحنيات، وهناك فرق شاسع بين قراءة هذه التعرجات والمنحنيات باعتبارها هي الوجهة والاتجاه وبين قراءتها باعتبارها مرافقات طبيعية لحالة التغيير على طريق الثورة.
وكما كانت ثورة 23 يوليو مجرد انقلاب عسكري وطني تحول إلى ثورة عميقة فيما بعد، فإن ثورة 25 يناير وثورة الثلاثين من يونيو ليستا سوى بداية التحول التاريخي الجديد في مصر مع فارق كبير ولكنه فارق جوهري على كل حال.
مشروع الثورة الجديد يحدث في ظل وعي شعبي عارم لمتطلبات نجاح المشروع والاستعداد التام لحمايته في كل لحظة وعند كل خطر أو محاولة للالتفاف عليه.
لهذا كله، فإن مصر تدشن مرحلة التحول إلى الدولة الحديثة وإلى دولة التنمية والحرية والعدالة والكرامة الوطنية، ومصر تعود تماماً كما كانت عليه الدولة المصرية في العهد الناصري للدور القومي والعالمي الكبير بكبر هذه الدولة العملاقة والعريقة.
ومصر هي اليوم في مرحلة متقدمة من مشروعها الثوري.
فلسطين ومصر وصناعة التاريخ ...
بقلم: طلال عوكل – عن الأيام
حدثان كبيران وتاريخيان في المنطقة العربية وقعا على نحو متلازم خلال الأسبوع الماضي، يقدمان مؤشرات قوية على طبيعة المرحلة المقبلة، وسط الاضطراب المستمر في أوضاع العديد من الدول العربية، نظراً لمكانة وأهمية كل منهما في التأثير على مجريات الأمور داخلياً وخارجياً.
المصالحة الفلسطينية التي بدأت أولى خطواتها العملية بتشكيل وإعلان حكومة التوافق الوطني، تشكل بداية مرحلة تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني، ومعالجة لانقسام يمتد زمنه إلى ما قبل وقوع الانقسام الأخير قبل سبع سنوات، إلى ما قبل اتفاقيات أوسلو. كان دقيقاً في خطاب الوداع، حين قال الرجل الثاني في حركة حماس اسماعيل هنية "إن المصالحة شكل من أشكال الاستدراك التاريخي".
ربما لا يتذكر الفلسطينيون لغة الاستدراكات، بالخير، نظراً لأنها ارتبطت في أذهانهم، بقسط من منظومة التبريرات التي رافقت حوارات المصالحة، وأنتجت العديد من خيبات الأمل، لكن الاستدراك التاريخي الذي يتحدث عنه هنية يلخص بقوة، عنوانا بحثيا، لمدى عمق وأهمية المتغيرات التي شهدتها "حماس" منذ تأسيسها حتى اللحظة، وجعل المصالحة أمراً ممكناً، ينطوي على كل خصائص الضرورة.
يذهب الاستدراك التاريخي، إلى مراجعة وتعديل أسس وقواعد نشأت عليها "حماس" منذ تأسيسها وما قبل، وتتصل بموقف الحركة من منظمة التحرير الفلسطينية وحيث تأسست الحركة كبديل للمنظمة التي توصف بالعلمانية، وتتصل أيضاً بالموقف من أوسلو، والسلطة التي أنجبها اتفاق أوسلو، واستطراداً، يذهب الاستدراك التاريخي إلى الموقف من الأمم المتحدة، وقراراتها ودورها، والموقف من أشكال النضال، والموقف من أولويات الحركة، باعتبارها جزءا من جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم أممي.
المصالحة ليست استدارة تكتيكية، تفرضها ضرورة الاستجابة لمتغيرات الواقع عربياً وفلسطينياً، وحتى لو ظن البعض أنها كذلك، فإن قراءة القادم من التطورات العربية والفلسطينية، تشير إلى أن مفاعيل هذه الضرورة مستمرة في تأثيراتها وانعكاساتها على المشهد السياسي الفلسطيني.
في قراءة أبعاد المصالحة نلاحظ أن حركة حماس، تتجه نحو تركيز أولوياتها على الأجندة والعناوين الوطنية الفلسطينية، بما يعنيه ذلك من حرص على الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومغادرة سياسة المحاور، وإقامة الحسابات السياسية على خطى سياسة تنظيم الإخوان في المنطقة، ما يعطي تفسيراً لقول هنية إن غزة ليست ولن تكون إمارة ظلامية، وإنما هي منارة مضيئة. ونلاحظ أيضاً أن الحركة تناضل من أجل الانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية وفي مكونات النظام السياسي الفلسطيني بما في ذلك سلطة أوسلو، بكل التزاماتها، وأدواتها واستتباعاتها السياسية وغير السياسية. الحركة لا تتنازل عن برنامجها ولا عن أهدافها وإنما هي بذلك، تقرر خوض التنافس مع البرامج والفصائل الأخرى، على سلطة القرار من داخل المؤسسة الفلسطينية الرسمية.
وفي السياق ذاته، تنسجم المفردات السياسية مع هذا التوجه العام، حيث تعبر الحركة عن تصاعد اهتمامها بالشرعية الدولية وقراراتها، وبالساحة الدولية عموماً، كما تعبر عن مرونة في النظر لديناميكية أشكال النضال، وأولوياتها في ضوء كل مرحلة من المراحل، بحيث لم تعد تصر على الكفاح المسلح، كأسلوب وحيد، لتحقيق الحرية والاستقلال، وهو موقف غادرته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ زمن بعيد.
وعلى امتداد هذه الرؤية، ثمة تغيير في النظر لقضية الشرعيات، إذ لا تكفي الشرعية الدينية، ولا الشرعية الثورية، ولا شرعية صندوق الانتخابات، أو الشرعية الشعبية، لتحقيق النجاح للبرامج والأهداف، فكل من هذه الشرعيات وكلها لا يمكن أن تنجح بدون النظر لمواقف الشرعيات العربية والدولية.
وإذا كان علينا أن نراقب ونتابع هذه التحولات، ومدى جديتها وعمقها واستمراريتها فإن المصالحة بما أنها عملية طويلة، معقدة، وشائكة طالما أنها تستهدف إعادة بناء الحركة الوطنية، والمؤسسة الوطنية الفلسطينية، هذه المصالحة ستكون ميدان اختبار حقيقي، لمدى قدرة حماس والحركة الوطنية القائمة على إدخال التعديلات الضرورية وتجديد الخطاب السياسي والعملي، انطلاقاً من قراءة سليمة وموضوعية للمتغيرات التي تحيط بكل الملف الفلسطيني.
وباختصار شديد، لا يخفى على أحد، أن أول وربما أهم مخرجات المصالحة وتشكيل وإعلان حكومة الوفاق الوطني، هو هذا المشهد الدولي، الذي يرحب ويتعاون مع هذه العملية، ويحشر إسرائيل في زاوية، تجعلها تعبر عن خيبة أملها من موقف حليفتها التاريخية، الولايات المتحدة، كحدث نادر في تاريخ العلاقات بينهما.
وبدون أن ننتظر أو حتى أن نتمنى من حركة حماس تغيير موقفها من إسرائيل أو حتى من المفاوضات، فإنها، قد أصبحت على قدم المساواة مع فصائل منظمة التحرير وبما في ذلك حركة فتح، التي تقود المنظمة، والتي لم تعترف بإسرائيل، لا هي ولا غيرها من الفصائل الفلسطينية التي ظل معظمها يرفض ويعارض اتفاقية أوسلو ويرفض ويعارض المفاوضات، والتنازلات عن الثوابت الفلسطينية.
أما الحدث التاريخي الآخر، الذي ينطوي على أهمية، فهو إنجاز مصر الاستحقاق الثاني في خارطة الطريق، وهو الانتخابات الرئاسية، بعد إقرار الدستور، وفي انتظار، إتمام هذه الخارطة بإجراء الانتخابات البرلمانية.
للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث، يتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئاسة خلفاً لرئيس وهو عدلي منصور، ففي كل مرة تسلم فيها رئيس مهامه، لا يكون الرئيس السابق، إلاّ مقتولاً، أو معزولاً، أو متوفى.
والحقيقة أن فوز الرئيس السيسي، لم يكن عادياً، ولم يكن استفتاء على مرشح كما حصل مع الرئيس السابق المخلوع حسني مبارك، وإنما من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة، حصل من خلالها على تفويض شعبي حاسم، كانت المرحلة التي سبقت الانتخابات قد حضرت له، حين برز خلالها السيسي كمخلص ومنقذ.
مصر القوية، مصر الديمقراطية، مصر الفاعلة إقليمياً، هي مؤشر إلى أمة عربية قوية، وناهضة، وهي مؤشر إلى بداية تعديل في موازين القوى الإقليمية لصالح القضية الفلسطينية، وهي التي تستطيع التأثير في الاستراتيجيات الدولية إزاء المنطقة العربية وأهلها.
مصر اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة، تحتاج إلى الدعم المالي، والسياسي، والمعنوي، أكثر مما تحتاج إلى النصائح والدعوات، فشعبها الحي، عرف طريقه إلى المستقبل الواعد، وليس لنا إلاّ أن نتمنى لها، الاستقرار، والهدوء، والبدء بمعالجة الأزمات الكبيرة التي ألمّت بها خلال المرحلة السابقة، وتسببت في إرهاقها اقتصادياً، واجتماعياً وسياسياً.
سورية : ماء الانتخاب لن يطفئ إوار الحرب !
حسن البطل عن الأيام
قل إن في سورية حرب وانتخاب. الانتخاب لن يخمد الحرب.. أو قل إن في سورية ماء الانتخاب ونار الحرب. الانتخاب لن يطفئ النار. وقل إن في سورية انتخابات تنافسية، لكنها "بين بشار وبشار" حسب تعبير لاذع لوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس.
اليوم، أو غداً، سيعطي الانتخاب إحصائياته: نسبة المصوتين. نسبة توزيع الأصوات على ثلاثة (الرئيس ابن الرئيس ونكرتين). نسبة الفائز بأعلى الأصوات.. هذه حقيقة سورية في مرآة مهشمة (لا محدّبة ولا مقعّرة)، لأن أصحاب حق الاقتراع، رسمياً، هم 15 مليون ناخب من 24 مليون مواطن، علماً أن 60% من أصحاب حق الاقتراع يقيمون في مناطق تحت سيطرة النظام.
قبل إحصائيات الانتخاب، توالت (وتتوالى بعد الانتخاب) إحصائيات الخراب والحرب.. والهجرة إلى خارج البلاد (أكبر هجرة من بلد نسبة إلى عدد السكان) وهجرة لجوء أخرى داخلية (أكبر انتقال من مكان إلى مكان في بلد يخوض حرباً أهلية).
أعداد القتلى هي الأهم طبعاً، لكن الأعداد متضاربة بين عدد محاربي النظام وأنصاره (النظاميين والمؤازرين) وعدد قتلى المعارضة (المعارضات) وعدد القتلى المدنيين. النظام، كعادته، لا يتحدث عن ضحاياه أو ضحايا شعبه، بل عن قتلى المعارضة؟
لا مقارنة بين حرب في سورية وعليها، وبين غيرها من دول الربيع العربي.. إلاّ في حاجة أهل النظام وأهل الثورة (في مصر وليبيا وتونس) إلى إجراء انتخابات، لأن الحقيقة ذات الوجهين (والوجوه) بحاجة إلى لثام أو "نقاب" الشرعية، والشرعية ذات وجهين أيضاً. ما تقوله صناديق الاقتراع، وما يقوله العالم عن نتيجة الصناديق.
قبل العالم نتيجة الصناديق في تونس ومصر، ولم يقبل، بعد، نتيجة الصناديق في ليبيا، ولا مفرّ له من الاعتراف بنتيجة الصناديق في العراق (أول انتخابات بعد انسحاب الجيوش الأميركية).
مسبقاً، لا يبدو العالم الغربي (الديمقراطي) سيقبل نتيجة صناديق سورية، ولا المعارضة ـ المعارضات السورية، الأصلية منها والوافدة، ستقبل بالنتيجة. هذا يعني أن الانتخاب السوري لن يكون مدخلاً إلى حسم الحرب أو الاستقرار، وهذا الأخير سبب رئيس من أسباب نسبة التأييد المتوقعة لانتخاب هو بمثابة "تجديد بيعة" لرئيس النظام، قبل أن يكون للنظام.
في تونس ومصر، واليمن أيضاً، والعراق طبعاً، غيّرت الثورة النظام، وأطاحت برأسه، لكن الأمر مختلف في سورية العصية أبداً، حيث عدّل النظام الدستور بجرة قلم وباستفتاء، وبدلاً من "رئيسنا إلى الأبد" سيتولى الرئيس ابن الرئيس "إلى الأبد" حافظ الأسد ولاية رابعة.
يبدو أن ناخبي رأس النظام من السوريين غفروا له خطاياه في تحويله أروع انتفاضة شعبية سلمية في دول الربيع العربي إلى حرب أهلية فإقليمية وعالمية؛ وغفروا له أن الحزب الحاكم كان يستطيع وقف تطور الحرب لو اختار رئيساً آخر من الحزب ذاته، مثل نائب الرئيس فاروق الشرع الغائب، صوتاً وصورة، منذ عامين. هناك مبالغات في طائفية النظام.
سورية صارت قائدة "محور الممانعة" الإقليمية والدولية بعد أن كانت قائدة "دول المواجهة" العربية، لكن النظام لم يقبل تسوية في شبيرز تاون مع إسرائيل، كانت ستوفر عليه هذه الحرب، ولم يذهب إلى حرب مع إسرائيل لاسترداد الجولان كانت ستوفر على البلاد كل هذا الخراب والدمار الأكبر من خراب حرب مع إسرائيل.
لماذا تناسى الناخب السوري للرئيس، أو "البيعة" له، خطايا النظام؟ لأن خطايا المعارضة كانت أكثر مدعاة للنفور، فهي فشلت في تشكيل معارضة ائتلافية أو "جبهة"، رغم محاولات إقليمية ودولية لذلك، ثم فشلت في إدارة الحرب، وإيجاد إدارة موازية تكون أقل جوراً من إدارة جائرة للنظام.
لعل السبب الأول لمعارضة معظم السوريين للمعارضة أن السوريين تربُّوا، تاريخياً، على نزعة وطنية استقلالية، هذا بينما يبدو للسوريين أن بعض المعارضة حليفة أو عميلة لقوى دولية وإقليمية، وبعضها الآخر أداة وأدوات لحركات الإسلام المتطرف، و"أنصار الشريعة"، وهذا يخالف النزعة الاستقلالية السورية، كما يخالف الاتجاه الوسطي للإسلام السوري.
النظام السوري في الحكم منذ 50 سنة وهي أطول فترة هدوء في تاريخ سورية المستقلة، باستثناء بعض الخضّات والأزمات. هذا يعني أن النظام حقق لسورية استقراراً طويلاً، ومن ثم صارت سورية نموذجاً لدولة عربية ذات فروع اقتصادية متوازنة نسبياً: زراعية، صناعية، تجارية.. وسياحية أيضاً، خلاف دول عربية تعتمد على مصدر واحد رئيسي، مثل النفط، أو السياحة أو الزراعة.
هذا لا يعني أن ثورة سلمية، جميلة ورائعة في بداياتها، وتلتها حرب مدمرة وبشعة، لن تغيّر وجه النظام ولو بعد انتهاء الحرب، لأن سطوته على الشعب قد انهارت، لكن المعارضات المتعارضة لم تتفق على نظام بديل لنظام قمع الثورة السلمية.
كانت سورية "لعبة أمم" في الفترة بين استقلالها وبين وحدتها مع مصر، لكنها كانت "جوزة صلبة" في هذه اللعبة، بدليل عصيانها منتصف الخمسينات، على الانخراط في "حلف بغداد ـ السنتو" من إيران ـ الشاه، وتركيا العسكر، والعراق الموالي للغرب.
منذ تسلم حزب البعث حكم سورية، بعد فوضى وانقلابات، جعل الرئيس الأسد سورية لاعباً إقليمياً وحتى دولياً، وأتاح له حكم طويل من الاستقرار بناء سورية الحديثة، جامعاً بين أسلوب الحجّاج بن يوسف الثقفي، وأسلوب معاوية بن أبي سفيان. وبالفعل، كان معظم السوريين ينتخبون الأسد الكبير لأنه حقق للبلاد الاستقرار والتنمية معاً على حساب الديمقراطية، لكن مسألة توريث الحكم كانت غلطة الأسد الكبير، لأنه كان يستطيع اختيار استمرار الحزب الحاكم بدلاً من اختيار ولد ثم ولد آخر لوراثته.
سورية تنوس بين الخطأ والخطيئة إلى ما شاء الله!؟
مدارات - حتى يندحر الغُزاة
عدلي صادق عن الحياة الجديدة
في مثل هذا اليوم قبل 47 عاماً انقضّت إسرائيل على مصر وسوريا، فاشتعلت الحرب ودخلها الأردن. بعد 30 سنة من الحدث الفارق في التاريخ المعاصر، أفرجت الولايات المتحدة عن وثائق فيها بعض أهم أسرار الحرب المضمرة مسبقاً، بصرف النظر عن أسبابها المباشرة. فإذا بالعدوان، وفق الوثائق التي نشر محمد حسنين هيكل بعضها في كتاب "الانفجار" وقرأنا بعضها الآخر من على صفحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية؛ كان عبارة عن عملية استخبارية ــ سياسية بدأت منذ العام 1964 أي قبل ثلاث سنوات من التنفيذ، وكان لتلك العملية اسمها المُشفّر "اصطياد ديك الحبش" Catching Up The Turkey في إشارة لجمال عبد الناصر الذي رأوه يمشي بخيلاء ويتحداهم، ويبني جيشه ويحاول، فيما هو يعشق فلسطين. كان قوام الخطة، خلق الانطباع بوجود وقائع، تبدو حقيقية وهي وهمية أو مكذوبة، لكي تجر عبد الناصر الى الحرب قبل التهيؤ الكامل لها، مع تنشيط المزاودة العربية على الرجل، ومخاصمته، بهدف استثارته ودفعه الى الحرب. وعلى الرغم من أن عبد الناصر أخذ علماً بما يُحاك، في رواية تتعلق بإحدى المصادفات، فتعمد مراراً نفي وجود خطة لتحرير فلسطين؛ إلا أنه لم يستطع تجاهل الحشد الذي يتهدد سوريا، بذريعة عمليات حركة "فتح". قام بتظاهرة محدودة، استكملوها هم، بدسائسهم وباختراقهم للأمم المتحدة نفسها ولقواتها في سيناء. فحين طلب من قوات الأمم المتحدة، التجمع في نقاط محددة، غادرت القوات تماماً لتهيئة مسرح العمليات للحرب. وتداعى الاستعماريون جميعاً مرة أخرى، الى قصعة مصر عبد الناصر، ووجد كل خائن لنفسه عملاً، واشتغلت تقنية الطيران المتطورة، والأقمار الاصطناعية، والقواعد الأميركية في ليبيا، وجواسيس الداخل وكل حلفاء الشيطان لاصطياد "ديك الحبش". كانوا يفترضون أن الرجل، إن تُرك بلا مصيبة تُلهيه وتكف "شرّه" عن النفوذ الاستعماري في المنطقة وعن الأحلاف وعن مستعمرات الإمبريالية في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية؛ فإنهم لن يجدوا لهم موطىء قدم في بلاد العُرب أوطاني. وإسرائيل كعادتها، أذلت الإدارة الأميركية التي أرادت لها دور مخلب القط في المنطقة والقاعدة المتقدمة للغرب، فطالبت في اللحظة الأخيرة بالضفة الفلسطينية، التي كانت مؤمّنة بتفاهمات تقوم على مقايضة شىء بشي: عدم مهاجمة الضفة، مقابل عدم فتح الجبهة الشرقية لمرابطة قوات عربية. في الأيام الأخيرة، تمرد الجنرالات على رئيس حكومتهم الضعيف ليفي إشكول، بعد أن أوقعوه في حبائل امرأة مثلما أوقعوا موشي كتساب لأسباب أخرى. ركبوا رأسهم واستنكفوا عن العمل، واشترطوا أن يؤمروا باحتلال الضفة، رافضين أن تكون مكافأتهم عن الحرب، سيناء وحدها. عاندهم إشكول في البداية، ثم وافق أن يذهب وفد من الجنرالات لمقابلة الرئيس جونسون وإقناعه. وقبل أن يصل الوفد، رضخ إشكول وأبرق للرئيس الأميركي يقول:"إن الوفد العسكري القادم اليك يمثل وجهة نظر إسرائيل كلها". حلّ حكومة العمل، وشكل حكومة ائتلاف وأدخل بيغين للمرة الأولى الى الوزارة، ورضخ جونسون نفسه، الذي تكفلت به امرأة يهودية أخرى، كان واقعاً في غوايتها هي الفاتنة ماتيلدا كريم، التي راق لمؤرخي المرحلة تشبيهها بـ "إستير" اليهودية في العهد القديم، التي كان يحركها مردخاي، وأفقدت الملك الفارسي عقله ودفعته لقتل يوحنا المعمدان.
هجموا على مصر وسوريا واحتلوا الضفة وسيناء وهضبة الجولان. أمسك جمال عبد الناصر بمقاليد الجيش الذي لم يكن يتولى أمره، وبدأ التحدي من جديد، ووصف ما حدث بـ "النكسة" لسبب سيكولوجي وليس عن تغاض أو عن جهل لمعنى الهزيمة، وهو معلم استراتيجية سابق في الكلية العسكرية، وإنما لكي يفتح بوابة الذهاب الى جولة أخرى، على قاعدة الإحساس بالكارثة والوعي بمكامن القوة في الأمة، وعلى أساس أن ما مُنيت به هذه الأمة الكبيرة العريقة ليس أكثر من نكسة. منذ تلك السنة، والنكسة قائمة، لأن مفاعيل الاصطياد ظلت جارية، لكل حالة امتناع عن الرضوخ، ولهذا الاصطياد الجاري، أذنابه وعملاؤه ومعادلاته. مرت 47 سنة وظلت النكسة تظلل سماءنا، بينما لا يفارق الإحساس وجدان الأمة، بأن ما انعقد للصهيونية من الغلبة، يخالف سنن الحياة والتاريخ، وكثير عليها جداً، ومهين لنا جداً، ولا بد من الاستمرار في التحدي، حتى يندحر هؤلاء الغزاة الصغار بمعايير التاريخ والحضارة وأحجام الأمم!
نبض الحياة - أميركا تصفع نتنياهو
عمر حلمي الغوال – عن الحياة الجديدة
جن جنون نتنياهو واركان حكومته عشية تشكيل حكومة التوافق الوطني، وفي اعقاب الاعلان عنها، حتى ان الكابينت المصغر عقد اجتماعين متتاليين في 2و3 حزيران الحالي لمناقشة السياسة العقابية تجاه القيادة والشعب الفلسطيني؛ ودعا نتنياهو العالم خاصة الولايات المتحدة لمقاطعتها، لانها (الحكومة والمصالحة) وفق منطقه الغوغائي التزويري “تتناقض” مع عملية السلام؟؟
غير ان النتيجة الجلية لدعوات رئيس حكومة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية جاءت عكسية، وكان آخرها قبل يومين الموقف الرسمي الاميركي، الذي اكد على ان الادارة الاميركية ستتعامل مع الحكومة، ولن توقف الدعم لها. وكانت دول الاتحاد الاوروبي اعلنت قبل رؤية الحكومة التوافقية النور، انها تدعم المصالحة، ولن تقاطعها. وكذلك الامم المتحدة وروسيا الاتحادية ودول العالم قاطبة أكدت وقوفها الى جانب خيار المصالحة ودعم سياسات الرئيس عباس وقيادة منظمة التحرير ورغبات وتوجهات الشعب الفلسطيني في الوحدة وطي صفحة الانقلاب الاسود.
الصفعة الاميركية لنتنياهو واركان ائتلافه الحاكم، كانت اكثر من قوية، لانها اشعرت حكومة المستعمرين الاسرائيليين، ان العالم بما في ذلك الحليف الاستراتيجي، الولايات المتحدة يبتعد عن سياساتها العدوانية والعنصرية، ليس هذا فحسب، بل يحاصر (العالم) ويعزل خيار اسرائيل الاحتلالي والاستعماري، ويقف بقوة الى جانب خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، لأن العالم يدرك كما اعلن الرئيس اوباما اكثر من مرة، ان العالم لن يجد اصدق من الرئيس ابو مازن في رغبته في صناعة السلام، ولان حكومته تلتزم بخيار السلام وحل الدولتين عبر طريق المفاوضات؛ ما وضع «بيبي» و»بينت» و»ارئيل» و»ليبرمان» و»فايغلين» وكل جوقة القتلة من العنصريين الاسرائيليين في حالة غثيان وتقيؤ من شدة وهول الضربة، التي وجهت لهم ولسياساتهم الاستعمارية. ودفع الحكومة الاسرائيلية لمهاجمة مواقف اميركا واوروبا وباقي دول العالم.
اسرائيل تقف عارية ومعزولة امام العالم، رغم ان السياسات الرسمية الغربية، حتى الآن لم تتخذ مواقف رادعة وقوية لتعميق عزلة اسرائيل، لكنها لم تعد تتساوق كيفما كان مع الديماغوجيا وحملات التضليل الاسرائيلية، وباتت تفرز بين الغث والسمين في سياساتها تجاه دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، وتميز بين الدعم لحماية وجود دولة التطهير العرقي وبين سياساتها المعادية للسلام مع العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، وتضع العصي في دواليب عربة التسوية السياسية وخيار الدولتين على حدود 67، ما حررها نسبيا في التعاطي مع العناوين المختلفة، وجعلها تفصل بين مسألة بقاء اسرائيل والعمل على ولادة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على الاراضي المحتلة عام 67 (القدس والضفة وغزة) التي تأخر نشوؤها قرابة سبعة عقود خلت.
الموقف الاميركي والاوروبي الايجابي تجاه حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، لجم النزعات الاسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وحد من اجراءاتها وانتهاكاتها الاجرامية، وارغمها على تحويل اموال المقاصة لموازنة دولة فلسطين المحتلة دون تأخير، لانها وجدت اولا موقفا فلسطينيا شجاعا ومقداما وثابتا، لم يتأثر بردود الفعل الاستعلائية والمغرورة والعدوانية الاسرائيلية، وثانيا لأن العالم بما في ذلك اميركا حليفتها الاستراتيجية، دعم الخطوة الفلسطينية دون تردد.
هل ادرك نتنياهو وحكومته حالة العزلة، التي تعيشها اسرائيل في زمن قيادته لها ام مازال يراهن على الاستيطان الاستعماري ورفض خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967؟
سؤال عالماشي - القدس قبلتكم وهويتكم ياعرب
موفق مطر عن الحياة الجديدة
وضع الرئيس ابو مازن الأمتين العربية والاسلامية أمام مسؤولياتهما التاريخية والدينية، وبيّن لقادة ورؤساء وملوك وشعوب دولهما الخطر الحقيقي المهدد لوجود المسجد الأقصى، والمعالم العربية للمدينة المقدسة (القدس) بمقدساتها الاسلامية والمسيحية، وطالب بقرارات حقيقية، تنفذ فورا، لحماية الأقصى والدفاع عنه، فالحفريات الاسرائيلية باتت بمثابة الديناميت المؤقت، تهدد اساسات اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالانهيار – هذا ان لم يكن تدميرا متعمدا – أما خطط الاستيلاء على الحرم القدسي بتقسيمه – احدث مقترح اسرائيلي - بين المسلمين واليهود كما حدث للحرم الابراهيمي، تمهيدا لتهويده!!.
بدا بيان الرئاسة بالأمس والمصادف مع ذكرى احتلال القدس في الخامس من حزيران عام 1967 بمثابة صرخة في فضاء العالمين العربي والاسلامي، تحض الجميع، قادة سياسيين وروحيين، منظمات وجمعيات ولجان، مؤسسات وأحزاب وقوى حكومية وشعبية الى جعل القدس وجهتها ومقصدها وهدفها، فالمدينة بمعالمها ورموزها المقدسة الاسلامية والمسيحية، عرضة لهجمات وحملات منظمة من المستوطنين والمتطرفين اليهود، وانتهاكات بحماية جيش الاحتلال وتشجيع من حكومة نتنياهو الأشد تطرفا في تاريخ الصراع العربي الفلسطيني - الاسرائيلي، فحكومة دولة الاحتلال تمضي بمخطط تهويد المدينة، بالاستيلاء على أهم معالمها، ومحاولة تبرير انهيار المسجد الأقصى من اساساته بالحفريات اسفله، ان لم تستطع فرض تقسيمه، لتقطع بذلك وللأبد أي امل بحل الدولتين، فقادة اسرائيل يعلمون أن دولة فلسطينية مستقلة لا معنى لها دون القدس، وان القدس الشرقية دون الأقصى والحرم القدسي وكنيسة القيامة وباقي الرموز المقدسة فيها لا معنى لها ايضا، فالفلسطينيون لا يبحثون عن بقعة جغرافية كعاصمة لدولتهم، وانما يناضلون لتأكيد أحقيتهم التاريخية بمدينتهم المقدسة، وبهويتها العربية، وأبديتها كعاصمة سياسية لدولة فلسطين الى جانب قيمتها ومكانتها لدى كل المؤمنين في العالم، فهكذا كانت عشرات القرون قبل انشاء دولة اسرائيل قبل 66عاما وستبقى الى الأبد، فالفلسطينيون يدركون جيدا حجم ونوعية المسؤولية والأمانة التاريخية والدينية في حماية المقدسات والدفاع عنها، لكنهم يتطلعون الى دور عربي، اسلامي ومسيحي رسمي وشعبي منظم، عبر رحلات الحج والسياحة وزيارة الفلسطينيين المقدسيين الصامدين في مركز طوق نيران الاحتلال الاسرائيلي، والتواصل معهم، ودعم وجودهم، فهؤلاء برهان على الجذور العربية للمدينة المقدسة، ولا بد من الايمان بصبر وصمود وأمانة اهل البرهان.
لا يعقل استمرار مظاهرات كل جمعة من أجل كرسي حكم زال، ولا يعقل اعلان ما يسمونه "الجهاد " من اجل قتل اشقاء في الوطن أو قتال بينهم، ولا يعقل الاصغاء لفتاوى، مصدريها الف علامة استفهام !! فيما القدس تستصرخ الضمائر الانسانية مع كل آذان وقرعة جرس !! أما مئات الملايين المصروفة في أماكن الترفيه والسياحة في العالم، فان القدس أحق بعشرها على الأقل.
تهون على الشعوب والأمم أراوحها اذا ما وضعت طهارة وحرية المقدسات معيارا للانتماء والولاء للوطن، حتى وان اعتبرنا حجر البيت والوادي في الوطن مقدس أيضا فالمقدسات محور الوطن والهوية الوطنية وخاصة في الحالة الفلسطينية، فأصحاب المشروع الصهيوني لا يملكون في فلسطين مقدسا واحدا يستطيعون تسويقه امام العالم، ولا يجدون غير اغتصاب هويتنا الثقافية لتسويقها وترويجها لصالحهم بعد تحوير وتزوير في ظل انكفائنا عنها تركها عرضة للاغتصاب.
حماك الله يا نابلس
عبد الحكيم أبو جاموس عن الحياة الجديدة
ما تتعرض له مدينة نابلس جبل النار، من قلاقل وفتن وبلبلة، أمرٌ لا يمكن استيعابه أو تقبّله على الاطلاق. قبل نحو اسبوعين، تعرّضت محلات في البلدة القديمة، بالقرب من أحد مساجد المدينة لتفجير غريب عجيب. وتعرضت المدينة مؤخراً لحوادث عدة، كسرقة محطة وقود، واحراق السوق الشعبية، والقاء قنبلة على مقر شركة كهرباء الشمال، واحراق أعمدة كهرباء، وبالأمس، تعرّض مبنى البلدية لاطلاق قنابل يدوية الصنع، في وقت باتت فيه المدينة التجارية، الأشهر فلسطينياً، تشهد نقلة نوعية، ادارياً وفنياً، ومن حيث الترتيب والتنظيم، ما يجعل المرء المراقب عن كثب، وبصورة محايدة، ينظر لقيادة البلدية ورئيسها غسان الشكعة، بتقدير واحترام شديدين، ويتساءل في الوقت نفسه: لمصلحة من ما يحدث؟!. صحيح أن قرارات البلدية صارمة جداً، ولكنها وبحسب شهادات كثيرين، مهنيّة وجادّة ومحايدة، هدفها نبيل وغايتها سامية، لرفعة المدينة واعلاء شأنها، وفي اطار ترتيبها، لتكون مدينة عصرية.
نؤمن أن من حق أي متضرر أن يحتج على البلدية، سواء كان احتجاجه منطقياً أو غير مبرر، ولكن أن تُهاجم دار البلدية بالقنابل، فهذا ما لا يمكن تصوره او قبوله، وهو أمر مرفوض ومدان بكل المقاييس، مهما كانت الدوافع والأسباب. الانسان الجريء النزيه، يواجه بشرف، ووجهاً لوجه، وبمنطق وأخلاق، لا بطريقة خفافيش الليل، الخسيسة الجبانة، والانتقام الرخيص.
نثق تماماً أن هناك الكثير من العقلاء في نابلس، والذين بامكانهم أن يشكلوا قاسماً مشتركاً يمكن من خلاله تجنيب البلد حالة الفلتان والبلطجة والترهيب، واعادة الأمن والأمان والطمأنينة اليها، لكي تحافظ على هيبتها ومكانتها كواحدة من أكبر مدن الضفة وأهمها، وبذلك يجد محافظها الجديد اللواء المناضل أكرم الرجوب، بيئةً وظروفاً مواتية، تعينه على قيادة دفة المحافظة، فمثل هذا الرجل نظيف اليد والوجه واللسان، القادم من جهاز أمني قوي ومؤثر، يستحق أن يكون حواليه سندٌ ومؤازرون، لا أن توضع العصي في دواليب عربته وأن يفتتح عهده بمشاكل لا طائلة لها، تلهيه عن عظائم الأمور. وحين يكون المحافظ بحجم الرجوب ومكانته وقوته، ويكون رئيس البلدية بحجم الشكعة ومكانته، تزدهر المدينة بعامة والمحافظة بخاصة، فيعود لجبل النار ألقها ونشاطها وحيويتها، فيكفينا اشتعال النيران في الشام الكبيرة، فلنعمل على اطفائها في شامنا الصغيرة. وعمار يا نابلس.
شاهد عيان - بين الكم والنوعية
محمود ابو الهيجاء عن الحياة الجديدة
في الحكمة، يقال إن الكم يمكن لك ان تعبئ به الامكنة وتسد به فراغات كثيرة، دون رهان على فائدة أو جدوى، اما النوعية فبوسعك ان تعتمد عليها حتى مع قلتها، والحال ان النوعية معجونة بالخبرة، وقائمة على حسن الانتماء وصفاء النوايا، ولا تعرف شيئا عن التلون والتقلب السلعوي ان صح التعبير، ولا ترى في ما تريد ان تعمل سوى التحديات وان تكون على قدرها، وهي لا تعرف الثرثرة والمظهرية وتصمت كلما تحدث السفيه والجاهل، سأستثني النمل وكائنات اخرى دون شك، من سلبية الكم، لحسن التنظيم عنده وحسن انضباطه وتلاحمه الذي يقيم ممالك من التراب، لكن حتى في هذه الممالك وحدها النوعية تحافظ على السلالة ...!!
وعند البشر والنفوس كثيرة، قال التاريخ لنا: ان الشعوب التي تلاحمت وتوحدت ارتقت الى مصاف النوعية فانتصرت، وسجلت حضورها بين الامم، وما زال الواقع الراهن في امكنة عدة، يقول لنا بوقائع موجعة: ان الفرقة والتشرذم وقتال الخلافات الثانوية ليست إلا وصفة للموت والعدمية والخروج من الواقع والتاريخ معا.
لهذا اردنا المصالحة، ولهذا سنرعى حكومة الوفاق الوطني ونسعى معها لتكون على قدر التحديات والمسؤولية.
تغريدة الصباح - حط ابنك في كمك
سما حسن- عن الحياة الجديدة
عادت صغيرتي من المدرسة بعد تأدية آخر امتحاناتها النهائية وسألتني بمجرد أن رأتني: ماما وين ناوية حضرتك تخليني أقضي الاجازة؟
طبعا هي تعرف ردي لأنني سأظل مشغولة حتى شهر قادم بامتحانات التوجيهي مع ابني، وقبل ذلك بأسبوعين بامتحانات أخويها الكبيرين الجامعيين، ولكي لا أحبطها أخبرتها أني سأرسلها بعد ظهر الجمعة مع شقيقها الأكبر لمدينة الملاهي؛ لقضاء بعض الوقت الممتع، ورغم أن ابني الأكبر لم ينه امتحاناته الجامعية، إلا أنه من الطراز الذي يرفع شعار "لا تفتح الكتاب إلا ليلة الامتحان".
وهكذا استعدت الصغيرة فرحة، وخرجت من البيت بصحبة أخيها بعد ان منحتهما مبلغا من المال يكفي لتذاكر الألعاب والمراجيح، ولتناول بعض المرطبات ولأجرة المواصلات ذهابا وايابا.
وقبعت في البيت أحيط ابني برعايتي حين رنّ هاتفي فجأة، وظهرت على شاشته أرقام هاتف ابني الأكبر، فأجبت سريعا، ولكن صوت الصغيرة جاءني وهي تبكي: ماما الحقيني شرطي الأمن أمسكني وبده ياخدني أنا وأخي على قسم الشرطة مش مصدق اننا أخ وأخته!
وأكمل ابني القصة لي فيما صوتها تبكي بجواره، بأنها كانت تسير معه وهو يدللها، ويقوم بدور الأب الذي افتقدت حنانه، ولا تكاد تذكر ملامحه، وأسهب في الوصف بأن بعض "الآيس كريم" قد سال على صدر قميصها فبدأ بتنظيفه لها مستخدما قطرات من الماء ومناديل ورقية، وهنا لمحهما شرطي الأمن، واعتقد أنه يتحرش بها، أو أنهما متآمران ومقدمان على فعل خادش للحياء في مكان عام.
وبالطبع لم يكن ابني يحمل ما يثبت أنها شقيقته، وطلب مني على عجل أن أتصرف، وتصرفت فعلا بأن اتصلت بسائق سيارة أجرة خاصة، وطلبت منه أن يأتي لبيتي على عجل، وأعطيته بطاقة هويتي وبطاقة التأمين الصحي، وكل ما لديّ من أوراق تثبت أن هذه الصغيرة ابنتي، وهذا الشاب الذي يرافقها هو شقيقها، وطلبت منه توصيل الأوراق لمدينة الملاهي وزودته برقم هاتف ابني.
وهكذا حُلت المشكلة، وتم اخلاء سبيل الاثنين قبل أن تكبر المشكلة، وتكون فضيحة، وتذكرت أن ابنتي تبدو أكبر من عمرها الحقيقي وهو ثلاثة عشر سنة، ما جعل الموقف مثيرا للريبة.
ألقيت بنفسي على الأريكة لألتقط أنفاسي بعد هذا الموقف غير المتوقع، وصوت بكاء الصغيرة لا يزال يرنّ في أذني حين رنّ هاتفي للمرة الثانية وجاءني صوتها أيضا وهي تقول: "ماما خلصت المصاري على التذاكر، ابعثي سيارة خاصة تروحنا".
وكتمت غيظي وأرسلت سيارة الأجرة الخاصة للمرة الثانية؛ لتعود بهما إلى البيت، وبمجرد دخول الصغيرة من باب البيت، ألقت نفسها بين أحضاني وقالت: "ماما ما بدّي أطلع من البيت بعد هيك بدونك".
تذكرت أمي رحمها الله حين كانت تردد المثل الذي يقول: حط ابنك في كمك ولا تسلمه لأمك.