النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 08-12-2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 08-12-2015

    التهديد الديمغرافي عند كيري
    تحدث عن القنبلة البشرية الفلسطينية دون أن يفحص الأرقام التي تشير إلى الارتفاع في التكاثر الإسرائيلي

    بقلم: يورام إتنغر،عن إسرائيل اليوم

    حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نهاية الأسبوع أثناء منتدى سبان في واشنطن: «كيف ستحافظ إسرائيل على طابعها كدولة يهودية في حين أنه بين نهر الأردن والبحر المتوسط لن تكون أغلبية يهودية؟».
    ومن اجل تقييم أقوال كيري بشكل صحيح يجب معرفة الفجوة بين هدف «الشرق الأوسط الجديد» له والذي يعكس طموحه للتعايش والسلام ومركزية الشأن الفلسطيني وبين الشرق الأوسط الذي يعكس واقعا عنيفا ومتقلبا ولا يوجد فيه تقبل للآخر منذ 1400 سنة، بغض النظر عن السياسة الإسرائيلية. الشرق الأوسط يشتعل؛ نار الإرهاب الإسلامي تنتشر بسرعة. لكن كيري يركز على الشعلة الفلسطينية التي لا ترتبط بالتسونامي العربي، وهي ليست على سلم أولويات العرب وتحظى بتأييد كلامي لا فعلي.
    في 2011 رحب كيري باندلاع التسونامي العربي كمرحلة انتقالية للديمقراطية. حتى 2011 كان من بين السناتورات القلائل الذين اعتبروا حافظ الأسد وابنه بشار «قادة أوفياء يريدون السلام» وطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان. في 1997 امتدح عرفات كنموذج للسياسة السلمية. في 2015 يتجاهل كيري التعليم الفلسطيني على الكراهية الذي ينتج الإرهابيين، ويعتبر محمود عباس «الأمل للسلام».
    يحاول كيري التنازل عن الجغرافيا من اجل الديمغرافيا استنادا إلى معطيات ديمغرافية مغلوطة. فهو يتجاهل جسر الهوة في الحل الإسرائيلي العربي في أعقاب تأثيرات موجات الهجرة والتطور الغير مسبوق والحداثة المتسارعة في الوسط العربي: من تحسن مكانة المرأة ودمج النساء في التعليم والعمل والانتقال من القرية إلى المدينة والتغيير في تنظيم العائلة ووسائل المنع.
    فجوة النمو الإسرائيلي العربي تقلصت من 6 أولاد للمرأة في 1969 إلى 0.06 ولد في 2014. والتكاثر الإسرائيلي يتصاعد إلى ما فوق 3 أولاد والعربي يتراجع إلى ما دون 3 أولاد. مثلا في 2015 كانت نسبة التكاثر العربي في يهودا والسامرة هي 2.76 ولد للمرأة مقابل 5 في عام 2000.
    وعلى عكس أقوال كيري، فان الوسط اليهودي في إسرائيل يتميز بالتفاؤل وبالوطنية وبالارتباط بالجذور والمسؤولية الوطنية. الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد ديموغرافي استثنائي لا سيما في أوساط العلمانيين: 136 ألف ولادة في 2014 (77 بالمئة من إجمالي الولادات) مقارنة مع 80 ألف في 1995 (69 بالمئة من إجمالي الولادات) مقابل استقرار عدد الولادات العربية (40 ألف ولادة). مؤشر الهجرة اليهودي الايجابي مقابل مؤشر الهجرة العربي السلبي من يهودا والسامرة يؤكد أفضلية الديمغرافيا اليهودية.
    كيري يكرر معطيات السلطة الفلسطينية بدون فحص ويتغاضى عن أكثر من مليون إنسان في يهودا والسامرة: 400 ألف من السكان يوجدون في الخارج منذ أكثر من عام؛ 300 ألف عربي مقدسي يتم تعدادهم مرتين (كعرب إسرائيل والسلطة الفلسطينية): 100 ألف فلسطيني حصلوا على الجنسية الإسرائيلية بسبب زواجهم من عرب إسرائيليين، يتم تعدادهم مرتين؛ «البنك الدولي» وثق في 2006 زيادة بـ 32 بالمئة في معطيات الولادة الفلسطينية.
    وخلافا لأقوال كيري، لا توجد قنبلة وقت ديمغرافية عربية، بل أغلبية يهودية قوية، 66 بالمئة في يهودا والسامرة، (6.6 مليون يهودي و3.4 مليون عربي)، الأمر الذي ينشئ دفعة قوية غير مسبوقة لليهود في مجال التكاثر والهجرة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    

    غير قابل للتوقع
    الجمود السياسي سيؤدي إلى انتفاضة ثالثة ونتنياهو لا يفعل شيئاً

    بقلم: رفيف دروكر،عن هآرتس

    لنفرض أنه أقيمت هنا لجنة تحقيق لفحص الخطوات التي أدت إلى اندلاع «موجة الإرهاب». فما الذي كانت ستقوله عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؟ الذي حذروه من أنه إذا لم يبادر إلى عملية سياسية فستندلع انتفاضة ثالثة وإسرائيل ستتحول إلى دولة منبوذة.
    في كانون الثاني 2011 حذر كل من محرر صحيفة «هآرتس» ألوف بن والباحثين شاؤول مشعال ودورون متسا من أن «انتفاضة بيضاء» يسير خلالها عشرات آلاف الفلسطينيين في شارع صلاح الدين وهم يصرخون «استقلال»، هي على الأبواب. وهذا لم يحدث. في آذار 2011 حذر أهود باراك، وزير الدفاع في حكومة نتنياهو في حينه من أننا أمام «تسونامي سياسي». والتسونامي لم يأتِ. في أيلول 2012 حذر قائد المنطقة الوسطى في حينه، نيتسان ألون، من بوادر «تغيير وبداية انتفاضة». وهذا أيضا لم يحدث.
    في كانون الثاني 2013 كتب الصحافي رؤوبين بدهتسور المتوفى يقول «المسؤولون في الجيش و»الشاباك» لم يعودوا يسألون ما إذا كانت ستندلع انتفاضة شعبية، بل متى». في تشرين الأول 2013 كتب المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حادثة وقعت قبل ذلك بيوم في بسغوت «من شأنها أن تكون خطوة حقيقية لاندلاع انتفاضة ثالثة».
    في تشرين الثاني 2013 حذر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من أن «بديل العودة إلى المحادثات هو الفوضى المحتملة». وتساءل إذا كانت «إسرائيل تريد انتفاضة ثالثة». يوفال ديسكن من جهة وافيغدور ليبرمان من جهة أخرى كتبا عن أهمية المبادرة السياسية. جميعهم حذروا وجميعهم توقعوا. إلا أن بيبي ضحك طول الطريق إلى ولاية جديدة، إلى أن حدث هذا. من كان يمكنه أن يتوقع ذلك؟.
    منذ أشهر يخرج شبان وشابات غير منظمين وهم يحملون السكاكين في أيديهم، يذهبون للقتل والموت. سيد الحرب ضد الإرهاب يرد بخليط من عدم الحيلة وضياع النصيحة وتصريحات جندي متعب وهو في طريقه إلى وردية أخرى.
    ما الذي يستطيع رئيس الحكومة قوله للجنة التحقيق التي ستضع أمامه كل التوقعات؟ يمكنه إحضار شهود دفاع:
    ميري ريغف أجرت في الكنيست السابقة نقاشات حول الحرم وقالت: «في البداية قالوا إذا دخل اليهود إلى الحرم ستسقط السماء وستكون انتفاضة. ولم يحدث شيء. يكفي تهديدا».
    نتنياهو سيستدعي أيضا إسرائيل كاتس الذي قال: «لن نسمح بالانتفاضة». هذا ما قاله وزير المواصلات بعد 11 يوم من بداية «الموجة». يمكن أنه كان ينوي استئصال الدافعية من خلال طريق التفافي جيد.
    شاهد الدفاع المركزي سيكون يعقوب عميدرور الذي كان في السابق مستشار الأمن القومي لنتنياهو. الذي يثبت دائما حجم الفجوة بين الثقافة وبين العقل المباشر. بعد أسبوعين أو ثلاثة على اندلاع «الموجة» قال عميدرور إن هذه ليست انتفاضة، وإن المبادرة السياسية يمكن أن تزيد من شدة اللهب وإنه بشكل عام «لا يوجد سبب واحد لاندلاع هذه الموجة الآن بالذات. يبدو أن الحديث هو عن تزامن عدة عوامل كان يصعب توقعها مسبقا» («إسرائيل اليوم»، 16 تشرين الأول).
    من الواضح أنه إذا لم يكن بالإمكان التوقع، ولا يوجد سبب واضح، فان بيبي غير مسؤول، ولا حاجة إلى لجنة تحقيق. يمكن تشكيل لجنة تحقيق ضد براك اوباما الذي انشأ داعش.
    هل كانت المبادرة السياسية ستمنع الانتفاضة الثالثة؟ ليس واضحا. لكنها كانت ستحقق عدة أشياء ـ زيادة التأييد الدولي لإسرائيل في فترة تظهر فيها ملامح تسونامي سياسي. وهكذا كان سيزداد الإجماع الإسرائيلي الداخلي. وكان من الممكن التوصل إلى اتفاق معين، الأمر الذي سيقلل من الاحتكاك مع الفلسطينيين.
    يمكن أن نستيقظ. لا مكان للقلق. لن تُقام عندنا لجنة تحقيق بسبب الجمود السياسي. مع الاحترام، هذا ليس جسرا انهار، بل هذه في نهاية المطاف «موجة إرهاب» لم يكن بالإمكان توقعها ولا سبب واضح لها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    دولتان وخدعة واحدة
    حل الدولتين مات وهذا ما يعرفه الأمريكيون وعندما يتحدث نتنياهو عنه فإنه يضلل

    بقلم: ناحوم برنياع، عن يديعوت أحرونوت

    واشنطن. ثمة شيء ما في السباق للرئاسة في الولايات المتحدة يغلف المرشحين بهالة ما، هالة رئاسية. هذا لم يحصل بعد للمرشحين في الجانب الجمهوري، ولكن لهيلاري كلينتون، المرشحة الرائدة في الجانب الديمقراطي، هذا حصل. فقد ألقت كلينتون أمس الخطاب الذي أنهى مداولات منتدى سبان في واشنطن. أبدت مرجعية، طلاقة، خبرة في التفاصيل، تجربة، برغماتية. ما قالته في المواضيع على جدول أعمال الشرق الأوسط لا يقول الكثير عن قراراتها إذا ما وعندما ستكون رئيسة الولايات المتحدة. فهي ليست هناك بعد. وإذا ما كانت، فإنها سترى من هناك أمورا لا تراها من هنا.
    لقد قرأت أقوالها من شاشتين نصبتا أمامها، متخذة جانب الحذر كي لا تضر بحملتها الانتخابية أو تحرج إدارة اوباما، قبل بضع ساعات من إلقاء الرئيس نفسه خطابا دراماتيكيا للأمة في أعقاب العملية الفتاكة في سان برندينو، كاليفورنيا، والمنسوبة لداعش. لقد اتخذت كلينتون مواقف تعتبر إجماعا بين ناخبي حزبها: حرب بلا هوادة ضد داعش ولكن حد أدنى من مشاركة القوات الأمريكية على الأرض. السعي إلى إسقاط الأسد ولكن بجهد مشترك مع روسيا ومع إيران. صراع ضد إيران ولكن تأييد للاتفاق النووي. دعم حازم لإسرائيل، عسكريا، سياسيا، أخلاقيا، ولكن تحفظ طفيف على سياسة الاستيطان. ان كلينتون تسعى إلى السير بين القطرات: هذا ما هو صحيح أن تفعله. المشكلة هي أننا في ذروة المطر.
    بين هذا وذاك، تحدثت بطريقتها العملية، كمحامية، في صالح السلطة الفلسطينية وأبو مازن. فقد قالت «اعرف انه تثور الكثير من المشاكل بسبب المواقف التي يعرب عنها. ولكنك تبدأ حيث تبدأ. البديل للسلطة هو داعش. إذا كنتم تؤمنون بان داعش يشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل، فما البديل؟».
    يفترض بمنتدى سبان أن يجمع شخصيات عامة بارزة من الولايات المتحدة ومن إسرائيل في مداولات أساسها العلاقات بين الدولتين، بين الحكومتين. وكان اللقاء في نهاية الأسبوع هو الـ 12 في عدده. وبمعنى ما كان قاتما للغاية، باعثا على الاكتئاب للغاية. وينتستون تشرتشل قال ذات مرة عن الأمريكيين والبريطانيين بأنهم شعبان تفصلهما لغة مشتركة. هذا القول يدوي في ما يجري اليوم بيننا وبين الجمهور الأمريكي. أمريكا تتغير. إسرائيل تتغير. ورغم أننا نكافح ضد عدو مشترك ـ الإرهاب الإسلامي – فان المسافة آخذة في الاتساع.
    يوم السبت ألقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كلمة في المنتدى. في الفصل الفلسطيني من خطابه جاءت أقوال تحذير قاسية جدا، وفي بعضها صحيحة جدا، لإسرائيل. بوجي هرتسوغ، تسيبي لفني أو زهافا غلئون يطلقون أقوال تحذير مشابهة. ولكن سماعها هذه المرة التي لا ندري كم عددها على لسان وزير الخارجية الأمريكي كان محرجا. فقد كان هذا خطابا بكاء، مدعيا، واعظا. خسارة ان كيري لم يكرر ما علمنا إياه إيلي فالخ (توكو) البشع في فيلم «الطيب الشرير والبشع»، بطريقته الذكية: «عندما يتعين عليك ان تطلق النار فأطلقها ولا تتحدث». الشرق الأوسط، بما فيه إسرائيل لا يحتاج إلى وزير خارجية أمريكي يحسن في المزاودة الأخلاقية. انه يحتاج إلى وزير خارجية فاعل.
    ليس كيري فقط: معظم المتحدثين الأمريكيين، بمن فيهم هيلاري كلينتون، حاولوا إقناع الإسرائيليين بان سياسة حكومتهم في المناطق تؤدي بإسرائيل إلى المصيبة. وردا على ذلك، هز الإسرائيليون أكتافهم. في مداولات المنتدى في السنوات السابقة تحدث الأمريكيون بالإستراتيجية أما الإسرائيليون فتحدثوا عن مخزون عاطفي واحد، قيم مشتركة. هذه المرة كان الأمر معاكسا: الأمريكيون تحدثون بقلق عن المخزون العاطفي المتناقص، القيم المتآكلة، الدولة التي تفقد سحرها في نظر الشبان الأمريكيين بمن فيهم الشبان اليهود. أما الإسرائيليون فعلموهم الإستراتيجية.
    في ختام خطاب كيري توجه إليه وزير الدفاع بوغي يعلون لمصافحته. وانتهى الحديث بينهما بعد ثلاث ثوان ـ أقل من الاتصال بين مدرب فريق كرة السلة المنتصر ومدرب الفريق الخاسر في نهاية المباراة. لقد تكبد يعلون العناء وجاء ليسمع كيري كبادرة مصالحة. وقد فعل هذا على عادته، بابتسامة خجلة، على حدود احمرار الوجنتين. وفي الخلفية كانت الأقوال القاسية التي نشرها شمعون شيفر في «يديعوت أحرونوت» في كانون الثاني 2014 وجاء فيها أن يعلون وصف كيري بأنه «مسيحاني ومهووس». ولكن لا يمكن لأي بادرة مصالحة، أي مصافحة هزيلة ان تجسر بين ما يقوله يعلون وما يقوله كيري. ظاهرا، خلافات الرأي تتركز في الموضوع الفلسطيني. عمليا، تمتد على مساحة أوسع بكثير، بدء باتفاق النووي مع إيران وانتهاء بخطوات الإدارة تجاه داعش.
    المشكلة تخرج عن الأزمة التي نشبت بين الحكومة في القدس وبين الإدارة في واشنطن. فالمواجهة بين الحكومتين كانت نوعا من حادثة الطرق: السيارة تضررت، بلا شك، ولكن الضرر الأساس كان بالحديد، وليس بالشصي. فهو قابل للإصلاح.
    ما ينبغي أن يقلق هو النظرة إلى الأمام. جهتان تؤيدان اليوم إسرائيل بلا تحفظ: الكنائس الافنجيلية والأرثوذكسيون غير الأصوليين. هاتان المجموعتان تؤيدان سياسة إسرائيل بتفان استثنائي وبلا تحفظ. وينبغي ان يضاف إليهما بعض أصحاب المليارات اليهود من الحزبين. ويوجد لهذه المجموعات تأثير سياسي يتجاوز بكثير حجمها، ولكن في هذه الأثناء يتآكل التأييد في الرأي العام.
    في نهاية هذا الأسبوع تعلم رجال الإدارة الأمريكيون من الإسرائيليين درسا هاما: من ناحية حكومة إسرائيل حل الدولتين مات. عندما يتحدث نتنياهو عنه فانه يضلل. نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان قالا الأمور بهزل ما، بوجي هرتسوغ وتسيبي لفني بأسى. ولكن الإجماع كان عاما.
    وعلى الرغم من أن الأمريكيين سيواصلون التمسك بهذه الصيغة، إذ ليس لهم صيغة أخرى، ومريح التمسك بها من البحث عن حلول أخرى. هذا الكذبة المتفق عليها سترافقنا حتى منتدى سبان التالي.


    القدس تعتاد مرة أخرى
    العمليات اليوم في حملة السكاكين تختلف تماما عن تلك التي كانت في الانتفاضة الثانية

    بقلم: نير حسون، عن هآرتس
    عملية الدهس والطعن أمس في حي روميما في القدس هي العملية الرابعة في الأسبوع الأخير في المدينة. يبدو أن في القدس، مثلما في الضفة الغربية، تبلورت عادة غريبة من العمليات. شبان فلسطينيون، أحيانا أطفال، أحيانا نساء يحاولون المس بالمارة أو بأفراد الشرطة فتطلق عليهم النار، في الغالب حتى الموت، وبسرعة. في معظم الحالات لا يتمكنون من التسبب بإصابات خطيرة قبل إطلاق النار.
    في الأحداث الأربعة في الأسبوع الأخير أصيب بالإجمال خمسة أشخاص. أربعة بجراح طفيفة وواحد متوسطة. كل المخربين باستثناء واحد أطلقت النار عليهم فقتلوا. يبدو أن أحدا منهم لم ترسله منظمة واحد منهم أيضا لم يبذل جهدا في الفكر والتخطيط في تنفيذ العملية. كما أن صور السكاكين التي تلتقط من الساحات تشير إلى أن مصدر هذه الهجمات هو الغضب العفوي وغير العقلاني. سكاكين بسيطة غير كبيرة وسكاكين مطبخ.
    في هذه الأثناء ما كان يبدو حتى قبل بضعة أشهر كواقع لا يطاق يصبح، بلا مفر، روتين حياة. ومثل ما حصل في السنة الماضية، مع تعاظم موجة العنف بعد مقتل محمد أبو خضير وحملة الجرف الصامد، في حينه أيضا كان إحساس بان المدينة تغرق في أزمة عميقة وفي حينه أيضا دفعت المدينة ثمنا ولكنها اعتادت.
    لقد غير الناس عاداتهم. بدأوا ينزلون من القطار الخفيف قبل محطة من شعفاط والسفر في الباص، واليهود أخذوا ينأون بإقدامهم عن محلات شرق المدينة والفلسطينيون بدأوا يمتنعون عن زيارة أماكن الترفيه في غربيها. ولكن الازمة العميقة التي نذكرها من عهد الانتفاضة الثانية لم تؤثر على المدينة. موجة العنف إياها لم تنسى أبدا وفي الأشهر الأربعة الأخيرة انضمت إليها موجة جديدة تميزت بالسكاكين.
    في الجولة الحالية أيضا، تتغير المدينة وحياتها الاعتيادية تتضرر. أصحاب المحلات، سائقو السيارات العمومي والمتسوقون يتفقون على أن الأحداث حققت تغييرا في حركة الجمهور في وسط المدينة. كما أن ثمة ضعف آخر في الأعمال التجارية المتعلقة بالسياحة وضرر دراماتيكي بالأعمال التجارية في البلدة القديمة وفي الأسبوع الماضي أغلق عدد من الأعمال التجارية في وسط المدينة، بعضها قديم جدا.
    حول المدارس لم يتم بعد إعادة الحراسات الأمنية التي ألغيت بضغط من الأهالي. ولكن صحيح حتى اليوم يبدو أن سكان القدس يعتادون أيضا على عمليات الطعن: أمس كانت المقاهي في وسط المدينة مليئة وهكذا أيضا القطار الخفيف. يصعب القول انه يوجد رعب من الطاعن التالي.
    في العمليات الكبرى للانتفاضة الثانية طورت أجهزة الطوارئ وبلدية القدس عادة مخيفة لإخفاء العمليات من الرحاب العام. كان هناك من اختص في تنظيف الدم، آخر في جمع أشلاء الإنسان، واجتهدت الشرطة لفتح الطريق بسرعة وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
    هجوم كموجة الإرهاب الحالية مختلفة تماما ولكن هذا الجهد، في المحو السريع للأحداث بارز أيضا في العمليات الأخيرة. ولكن الأكثر تفاؤلا أيضا يفهمون بأن هذا المحو ناجع فقط حتى مرحلة معينة. كلما استمرت العمليات هكذا يتعاظم الاحتمال لعملية ذات مغزى أكبر ولمس حقيقي بمجرى الحياة الطبيعي في القدس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 19-09-2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-11-29, 10:30 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 05/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:07 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 04/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:06 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 03/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:05 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 02/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •