النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المقالات في الصحف المحلية 30/06/2014

  1. #1

    المقالات في الصحف المحلية 30/06/2014

    المقالات في الصحف المحلية



    الاثنين
    30/6/2014


    المقالات في الصحف المحلية







    لا يوجد تحديث على مقالات جريدة القدس لليوم 30-6-2014

    أبو مازن بين "سخط" فلسطيني و"ضغط" إسرائيلي!
    بقلم: حسن البطل – الايام
    هل ينقذ الدم نتنياهو من السقوط؟
    بقلم: طلال عوكل – الايام
    الوحش الإسرائيلي يلتهم نفسه ويخلق الدولة الواحدة
    بقلم: د. خالد الحروب – الايام
    الانقسام والمصالحة وجهان لعملة واحدة
    بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
    المصالحة الوطنية أولاً
    بقلم: سميح شبيب – الايام

    تغريدة الصباح - عضّة لويس سواريز
    بقلم: محمد علي طه – الحياة
    حياتنا - العراق بين نوريين وناريين
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
    مدارات - نفتالي بينيت
    بقلم: عدلي صادق – الحياة
    مع الحياة – في الطريق إلى المؤتمر السابع (2)
    بقلم: فتحي البس – الحياة
    واحد من الاصوات النادرة
    بقلم: خالد مسمار – الحياة
    نبض الحياة - اهداف جولة كيري الاخيرة
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة




    أبو مازن بين "سخط" فلسطيني و"ضغط" إسرائيلي!
    بقلم: حسن البطل – الايام
    احتراماً مني لقارئي، أعود أحياناً إلى تقليد كنت قد استننته بنشر تعقيبات القارئ على أعمدة الكاتب.. الذي "يتحركش" عامداً بالرأي العام السائد، سعياً إلى سجال رأي بين الكاتب والقارئ.
    تنسيق مدني؟ نعم.. تنسيق أمني؟ كلا
    هنا تعقيبات على عمود "أطراف النهار" ليوم الخميس 26 حزيران، المعنون: "شوية هذر حول التنسيق الأمني":
    Suleiman Fayoumi: لا أحد يتحدث عن التنسيق الأمني المدني. ما يثير حساسية الناس وامتعاضهم هو التنسيق الأمني في القضايا الأمنية والمخابراتية التي تتعلق بحركة الناس والأفراد.
    Yaser Jawabreh: التنسيق الأمني المرفوض هو ذاك التنسيق الذي يهدف إلى اعتقال المناضلين أو المساعدة في اعتقال نشطاء فلسطينيين. سؤال: كيف سينظر والدا الفتى الشهيد دودين إلى دورية أمنية مشتركة تبحث عن الخاطفين؟ كيف نقبل على أنفسنا أن نسير مع جنود يوجهون بنادقهم إلى صدورنا؟
    صحيح أن السياسة قد تحل مشاكل مستعصية وتمنع من الحريق. لكن لا تستطيع إقناع شعب بأن هدفك هو حمايته وأنك "تريد أن تحصّل حقوقه" وهو يرى المسلسل اليومي من الخطف والتقتيل والحصار.
    نعلم سوية حساسية الوضع العربي وتدهوره، وأنه لم يعد يعوّل عليه.. فلم تعد لنا رئات أو حتى ظهور عربية تحمينا أو حتى تؤيدنا. هناك فشل سياسي واضح، وفشل في التعامل مع الأزمة الحالية.. والرجل كالذي ابتلع موسى ذا حدين: سخط شعبي وضغط إسرائيلي ـ أميركي، ووعيد بالتدمير والإقصاء.. كان الله في عونه..
    Malek Abdullah: كما قال الأخ سليمان، المشكلة في التنسيق الأمني، وأنت تقول بأن الاحتلال متداخل بشكل كبير في مناطقنا، وتسميه احتلال، فهل يجدر بشعب محتل أن يسير خلف محتله ويأتمر بأمره، بل ويعطي معلومات أمنية للاحتلال؟
    أصبحت أحترم الثورات اليسارية، فرغم يساريتهم إلاّ أن التعامل مع الاحتلال عندهم خط أحمر وخيانة عظمى، واقول "التعامل" وليس "التعاون" يا أستاذ حسن.
    Rana Bishara: ولماذا هدّد "نتنياهو"، إذن، بأنه سيوقف كافة أشكال التنسيق مع السلطة الفلسطينية باستثناء التنسيق الأمني طالما أن بقاء الأخير ـ كما تقول ـ يعود بالفائدة علينا؟! هل لأن "نتنياهو" حريص على مصالحنا؟! ماذا سيكون رد فعل "نتنياهو" لو افترضنا جدلاً أننا أعلنا عن الإبقاء على التنسيق المدني، بينما أوقفنا التنسيق الأمني مثلاً؟!
    الإسلاموية والعروبوية!
    تعقيباً على عمود : "بين الاستلهام العروبوي والاستيهام الإسلاموي" ليوم السبت 28 حزيران:
    Rana Bishara: .. وهل يعتبر بناء 15 ألف مسجد أو 15 ألف كنيسة دليلاً على حسن نوايا الأنظمة الاستبدادية؟! أعتقد أن هذه هي وسيلة أخرى اتبعها النظام السوري لتخدير الشعب وإلهائه إلى جانب مخدّر "تحرير فلسطين من النهر للبحر". "الدين أفيون الشعوب" يا حسن.
    Hasan Albatal: المسألة في أساسها يا رنا أن الإسلامويين يوجهون نقداً لأساسيات العروبة العلمانية؛ وهذه جبانة عن توجيه نقدها لأساسيات الدعوات الإسلامية.
    Rana Bishara: إسلامويو الماضي ليسوا إسلامويي الحاضر. إسلامويو الماضي أبدوا استعداداً ليتغيروا ولكن، العروبة العلمانية لم تمنحهم الفرصة، فنشأ عندنا اليوم إسلاموية حتى أعنف وأقسى من تلك التي كانت في الماضي، وأصبحت النظرة، سواء في الغرب أو الشرق، لكافة التيارات الإسلاموية، من أكثرها اعتدالاً لأكثرها تطرفاً هي واحدة للأسف. صورة الإسلاموية أصبحت سلبية، اليوم، بالرغم من التباينات بين التيارات الإسلاموية المختلفة.
    هل ينقذ الدم نتنياهو من السقوط؟
    بقلم: طلال عوكل – الايام
    لا يمكن تجاهل الآثار التي ترتبت، ولا تزال تترتب على الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة قبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع. المستوى السياسي في إسرائيل، استغل أيما استغلال عملية اختفاء المستوطنين، وكأنما كان يتمنى وينتظر أن تتوفر له مثل هذه الذريعة، لتحقيق أهداف، يقدمها كل طرف من أطراف التحالف الحكومي كما يشاء ويتمنى. بين من يعطى الأولوية، لإعادة المختفين ومعاقبة الخاطفين ومن يقف وراءهم، ومن يذهب إلى أبعد من ذلك، بإضافة أهداف أخرى من نوع فك العزلة عن إسرائيل، والمحافظة على استقرار التحالف الحكومي، بين هذه وتلك، ثمة هدف مشترك لكل من يدلي بدلوه في هذا المجال في إسرائيل. كل من له علاقة، يتحدث بشغف عن أن إسرائيل تسعى لتدمير المصالحة الفلسطينية، وإفشال حكومة الوفاق.
    في الواقع فإن لائحة الأهداف التي تفكر الحكومة الإسرائيلية في تحقيقها باستخدام ذريعة قوية، هذه اللائحة تطول وتطول، ولكن المسؤولين لا يرغبون في الإفصاح عن محتوياتها حتى لا يشكل ذلك معياراً للمحاسبة.
    ثمة من يريد تدمير البنية التحتية لما يسمونه الإرهاب في الضفة وغزة، وعن تغيير في قواعد لعبة الأسر، وصفقات التبادل، وثمة من يرغب في "كي وعي" الفلسطينيين بأن إسرائيل هي الجهة الأقوى والسيدة التي تقرر قواعد اللعبة، الإسرائيليون على اختلافهم يضعون قوائم طويلة من الأهداف، ولكن ماذا عن وقت الحساب؟
    من الواضح أن الجهة الاستخبارية الإسرائيلية، لا تزال تحصد المزيد من الفشل فلا هي نجحت قبل ذلك في منع وقوع عملية اختفاء أو اختطاف المستوطنين ولا تمكنت من الحصول على معلومات عن وجودهم، لكي تعيدهم إلى البيت، وهي كانت تستنجد بالأجهزة الأمنية الفلسطينية لكي تحصل منها على المساعدة التي تمكنها من حل ألغاز العملية.
    الجيش الإسرائيلي قام بعملية اجتياح، تطاول عملية السور الواقي عام 2002 ولم يترك حجراً إلاّ قلبه بحثاً عن المستوطنين، غير أنه فشل في ذلك على نحو لا يقلل من خطورته، الإعلان عن وضع فلسطينيين اثنين من المحررين في "دائرة الاتهام" وتحت طائلة البحث.
    إذا كان لكل شيء حدود، فإن نتنياهو وضع نفسه وجيشه وأجهزته الأمنية في وضع صعب ومعقد، فهو لا يستطيع أن يمضي قدماً وأن يوسع حملته العسكرية الأمنية في الضفة، وأن يلحق المزيد من الأذى بالفلسطينيين، بدون أن يتوقع إدانات دولية، ومواجهات مع الشبان، وربما شكل من أشكال الانتفاضة، حتى لو أن الرئيس محمود عباس يحذر من اندلاعها، ويسعى لمنع ذلك.
    لا يستطيع نتنياهو تصعيد العملية في الضفة الغربية أكثر مما هو حاصل فعلياً، لأن ذلك قد يكون سبباً في إلحاق الفشل ببعض الأهداف التي يتوخى ويعمل على تحقيقها باستغلال ذريعة الاختطاف، فهو على الأقل لم ينجح في إقناع الإدارة الأميركية، برفض التكامل مع حكومة الوفاق الفلسطينية، ولا نجح في تحريض المجتمع الدولي ضد السلطة الفلسطينية.
    إذا كان نتنياهو لا يستطيع تصعيد عملياته في الضفة، فهو أيضاً لا يستطيع إنهاء هذه العمليات، والعودة إلى البيت لكي يواجه الأسئلة الصعبة من ذوي المختطفين ومن جماعات المستوطنين، ومن أحزاب المعارضة والموالاة، ومن الصحفيين، والكتاب. المجتمع كله سيثور في وجه نتنياهو إذا عاد خائب اليدين، بدون أن يعيد المخطوفين، وبعض الكرامة، والهيبة، للجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية.
    نعلم بأن الأمر مختلف في إسرائيل، وبأن المجازفات غير المحسوبة كالتي يمضي بها نتنياهو، وحلفاؤه في الحكومة، لا تمر بدون أثمان كبيرة ونتنياهو، كان قد وقف متحدياً الإدارة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، ويتحمل هو مسؤولية فشل المساعي الأميركية إزاء عملية السلام، وهو أيضاً من يتحمل المسؤولية عن الإهانات التي لحقت بسادة البيت الأبيض، على خلفية سياسات ومواقف من الحليف الأصغر.
    قائمة الحساب طويلة، التي نعتقد أن نتنياهو سيتعرض لها، وظهرت بعض أهم مؤشراتها، حين فشل في منع انتخاب الرئيس الإسرائيلي ريفلين، وقبلها حين أقصي عن قيادة الليكود، ولكن هل سيعود نتنياهو قريباً إلى البيت، وهل يستعجل الخضوع للمحاسبة؟
    من الواضح أن خروج الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، للعمل بقوة ووحشية ضد الفلسطينيين، سيطول نسبياً، فالمطلوب تأخير لحظة المحاسبة في إسرائيل. لهذا فإن التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، متدرج، ومحسوب، ويستهدف شراء رد فعل فلسطيني، آخر، يقدم الذريعة المناسبة، لتوسيع اطار الأعمال العدوانية على القطاع، إلى عملية واسعة النطاق، لن تعوز إسرائيل خلالها الشعارات أو الذرائع. بعض المحللين الإسرائيليين والكتّاب يتحدثون عن أن الظرف الآن مناسب جداً لإسرائيل لكي تقوم بالعمل ضد المقاومة في قطاع غزة، وضد حركة حماس والمصالحة.

    الوحش الإسرائيلي يلتهم نفسه ويخلق الدولة الواحدة
    بقلم: د. خالد الحروب – الايام
    على مدار عقود دأبت الاستراتيجية الإسرائيلية على السير في مسارات متوازية، منها خلق وقائع جديدة على الأرض يكون من الصعب تغييرها ويكون في مقدورها إزاحة قواعد الصراع بالاتجاه الذي ترغبه، ومنها تمزيق الأرض الفلسطينية بالاستيطان وانهاك الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا وعسكريا طبعا، وتتوازى مع ذلك خطة دعاية متواصلة تحمل الفلسطينيين مسؤولية عدم الوصول إلى تسوية سياسية لأنهم "إرهابيون ورفضويون".
    في ضوء الضعف الفلسطيني والعربي وتطاول القوة الإسرائيلية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة اشتغلت الاستراتيجية الإسرائيلية بنجاح، وأورثت صناع القرار الإسرائيلي نشوة بالغة بالقوة وغرورا الى درجة العماء السياسي، حققت إسرائيل كل أهدافها وتجاوزت نقطة الإشباع واتجهت الآن الى مرحلة التآكل الذاتي.
    خلال اكثر من عشرين سنة، هي عمر أوسلو الوليد المشوه والذي ازداد تشوها مع مرور السنوات، تمكنت إسرائيل من تخليق وضع فلسطيني كامل الفرادة في تاريخ الاحتلالات الاستعمارية، فعبر رسم هدف سرابي للفلسطينيين يحوم حول إمكانية إقامة دولة لهم (منقوصة السيادة ومنزوعة السلاح) أُخضع الفلسطينيون وقيادتهم إلى سلسلة اختبارات لانهائية مُذلة كي يثبتوا انهم يستحقون تلك الدولة، لكن بالتوازي من ذلك استمرت استراتيجية إسرائيل في خلق وقائع جديدة على الأرض، خاصة استيطانية، تأكل من الأرض الفلسطينية وتنهش لحم ذلك الهدف حتى غدا من شبه المستحيل الوصول إليه.
    إقليميا، تفاقم الضعف العربي وتُرك الفلسطينيون وحيدين في مواجهة الوحش الإسرائيلي المتغول، وفي أقصى لحظات التغول ذاك لم تؤد الظافرية الإسرائيلية الى غلبة التيار البراغماتي، الضعيف دوما في المعسكر الإسرائيلي، والذي يرى ضرورة استغلال الضعف العربي والفلسطيني والوصول الى تسوية تنتهي بشكل من أشكال الدولة للفلسطينيين وتكون في إطار خطة السلام العربية.
    قدمت هذه الخطة فرصة تاريخية وفريدة لإسرائيل تقوم على اعتراف كل الدول العربية بالدولة العبرية مقابل دولة فلسطينية على حدود 1967، ويُنقل عن الرئيس باراك اوباما وكثير من السياسيين الأميركيين اتهامهم الإسرائيليين بالغباء السياسي وقصر النظر بسبب عدم تبنيهم تلك الخطة، لأنها تقدم لإسرائيل ما كانت تحلم به طول عقود ويتمثل ذلك في علاقات طبيعية مع العالم العربي، لم يتم التقاط تلك المبادرة والتي لم يسمع بها اكثر من 60 في المائة من الإسرائيليين، وعوض ذلك ازدادت قوة وشراسة اليمين السياسي والديني وفي القلب منه دولة المستوطنين.
    على مدار سنوات أوسلو العقيمة تمكنت إسرائيل من تحويل السلطة الفلسطينية التي أمل الفلسطينيون ان تكون نواة دولتهم المستقبلية الى مجرد وكيل امني، يقوم عمليا بتنفيذ الأجندة الأمنية الإسرائيلية ويحمي امن المحتل، أدى ذلك، وكان من المحتم ان يؤدي، الى نتيجتين حتميتين لا مناص عنهما: الأولى تحطيم شرعية السلطة وقيادتها في نظر شعبها، والثانية تشتيت الجبهة الفلسطينية وتقسيمها، فالسلطة التي اتفق على ان تكون مؤقتة ونصت شهادة ميلادها الاوسلوية على ان عمرها لن يتجاوز الخمس سنوات أصبحت هي السقف الفلسطيني النهائي، وعليها وعلى حكومتها (فاقدة السيادة الحقيقية) يتنافس الفلسطينيون انتخابيا بل ويتقاتلون عسكريا كما حدث في غزة، وهدفها الرئيس والمزدوج هو إعفاء الاحتلال من مهماته المباشرة وعبء الاحتلال الإداري والمالي، والنيابة عنه أمنياً، وهذا ما حدث في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء ولو بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة.
    لكن الآن وبعد ذلك كله وصلت الأمور كلها إلى طريق مسدود. فالسلطة الفلسطينية فقدت كل معنى لوجودها بعد حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة والتصريحات المتتالية التي صدرت عن قيادتها، وما تقوم به الأجهزة الأمنية من دور في التنسيق مع المحتل، لكن الأهم من ذلك ان الاستراتيجية الإسرائيلية وقد حققت كل أهدافها في خلق الوقائع على الأرض وفي تشتيت وإضعاف الفلسطينيين قد وصلت هي الأخرى إلى طريق مسدود، فقد أنهت فكرة حل الدولتين وأنهت الاعتدال الفلسطيني وكشفت ظهر القيادة السياسية الفلسطينية التي آمنت بالتسوية السلمية وانخرطت فيها عمليا منذ نهاية عقد ثمانينيات القرن الماضي، وعلى الأرض مزقت الجغرافيا الفلسطينية بشكل صار فيه قيام كيان فلسطيني متواصل ومعقول شبه مستحيل بسبب الخريطة الاستيطانية المتغلغلة في كل أنحاء الضفة الغربية. لم تبق إسرائيل أمام الفلسطينيين أي حل سوى رمي كل المسؤولية في وجهها والتخلي عن فكرة الدولتين والمطالبة بالدولة الواحدة التي هي الواقع الوحيد على الأرض، وليتحول النضال الفلسطيني الى نضال باتجاه المساواة المواطنية والمدنية في كل ارض فلسطين، وعند ذلك لتطبق "الدولة اليهودية" كما يريدها نتنياهو ويمينه الاستيطاني كل أنواع العنصرية على نصف السكان الموجودين على الأرض.
    لن يتحمل عالم اليوم المعولم بإعلامه الكاشف واليومي واللحظي دولة عنصرية مفضوحة الممارسات على شاكلة جنوب إفريقيا. وعندما تُسحب من هذه الدولة كل المسوغات التي تستخدمها الآن للتغول في استراتيجيتها الوحشية، وخاصة مسوغ استخدام السلاح والتحول الى النضال الشعبي السلمي، فإنها ستفقد المبرر الذي تحوم به العالم للتحريض على الفلسطينيين وهو مبرر "مقاومة الإرهاب"!.
    لكن يحتاج كل ذلك الى قرارات فلسطينية شجاعة وعلى مستوى كل القيادات تتضمن التخلص من السلطة وإعادة تسليم ملف القضية للأمم المتحدة، وإعادة عبء الاحتلال إلى المحتل نفسه، والتوقف تماما عن العمل العسكري واستبداله بالمقاومة الشعبية السلمية الشاملة (التي أسقطت أنظمة حكم عتيدة في العالم العربي وغيره)، والاتفاق على ذلك كله ضمن استراتيجية موحدة.

    الانقسام والمصالحة وجهان لعملة واحدة
    بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
    لا يستطيع أحد أن يجزم حقاً أن ثمة مصالحة حقيقية موجودة رغم التوقيع على اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وتسلمها لمهامها المدنية في غزة. يشبه الأمر كثيراً الاعتقاد بأن ثمة سلاما جرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب التوقيع على اتفاق السلام في حدائق البيت الأبيض قبل أكثر من عقدين من الزمن. فالمصافحات الحارة والابتسامات العريضة وعبارات المجاملة، والحديث عن الماضي الأليم، ليست إلا جزءاً من بروتوكول قد أعد مسبقاً حتى تخرج الصورة حلوة. أما الحقيقة فعند قياسها على الأرض تكتشف بأنها شيء مغاير بالكامل. فبعيداً عن تلك الأجواء الاحتفالية فإن السلام لم يتحقق في الشرق الأوسط وظلت إسرائيل تعتدي بشكل صريح على الأرض والشعب، كما أن المصالحة لم تتحقق فعلياً على الأرض إذ ظلت الحكومة في رام الله في وادٍ وأجهزة حكومة حماس في غزة في وادٍ آخر.
    لم تتسلم الحكومة الجديدة إلا مكاتبها المدنية في غزة وهي مقرات أربع وزارات يداوم فيها وزراء حكومة الوفاق من غزة ولم يستلموا فعلياً مهامهم كما ينبغي. أما بقية الوزارات الأخرى والهيئات الحكومية التي يربو تعدادها على أربعين وزارة وهيئة فإنها ظلت تحت سيادة حكومة حماس. وأشك أن أحداً من الوزراء في رام الله يعرف ما يجري في وزارته في غزة أو أنه يهتم كثيراً لذلك، او يبذل جهداً في سبيل ذلك.
    أما الجزء الأهم من الحكومة والمتعلق بالأمن والسيادة فهو ما زال عالقا ينتظر اتفاقاً جديداً. فالحكومة، بعبارة أخرى، لا تحكم، أيضاً الحكومة لا تدير شؤون الناس وليست ذات صلاحيات للتدخل، ولا أظن أن أحداً يستطيع بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من عمل الحكومة أن يزعم عكس ذلك. كان مشهد رجال الشرطة وهم يعتدون على الموظفين الذين ذهبوا لتلقي رواتبهم من البنوك وإعلانهم إغلاق تلك البنوك عنوة، وعدم تلقيهم أوامر بذلك من وزيرهم الحقيقي السيد رئيس الوزراء إلا ترجمة لحقيقة أن هذه حكومة لا تحكم ووزير الداخلية لا يتدخل. هل كان هذا نقصا خطيرا في اتفاق المصالحة؟ ربما، لكن الحقيقة تقول إن النوايا أهم من كل الاتفاقيات، وهي إن توفرت تقضي على كل النواقص وتملأها. ما حدث عندنا هو العكس، إذ إن النوايا كانت اكثر خبثاً من الاتفاق.
    القضية الأخرى التي كشفت عورات الاتفاق كانت قضية موظفي حكومة غزة ورواتبهم. فالاتفاق لم يشر إلى دمجهم المباشر في كشف رواتب السلطة، إذ إن هذا يتحقق فقط بعد إجراء الانتخابات التشريعية العامة ويكون متروكاً بشكل كامل لحكومة ما بعد الانتخابات. فمهام حكومة الوفاق هي تسيير الأمور حتى الوصول إلى الانتخابات، وليس من مهام حكومة الوفاق حل كل المعضلات التي ترتبت على سنوات سوداء من الانقسام. وربما تكون تلك التوقعات العالية اكثر نقاط ضعف الحكومة، إذ إن أداءها سيكون متواضعاً أمام جسامة التحديات وعظمة التوقعات.
    أظن أن الخلل الذي نجم في قضية موظفي حكومة حماس في غزة هو استكمال لخلل أعمق وهو ان حكومة الوفاق ليست صاحبة سيادة كاملة، وأنها مثلاً ليست صاحبة رأي ولا أمر ولا نهي على نحو اكثر من نصف هؤلاء الموظفين، أقصد الأجهزة الأمنية. وأظن انه لو تم حل كافة القضايا لما وصلنا إلى تلك المعضلة. فكما ان المال عصب الحكم فإن الرجل على الحصان هو الذي يحدد هوية هذا الحكم. وفي حالة المصالحة الفلسطينية افترق العصب (المال) عن الرجل على الحصان. والنتيجة أن ثمة محاولات للوصول إلى مدركات منطقية من عملية غير منطقية، من باب أن الموظفين مسؤولية حكومة الوفاق. وهي مقولة منطقية لكنها مؤسسة على واقع غير منطقي يقول إن الحكومة ليست صاحبة ولاية على هؤلاء الموظفين. رغم ذلك تظل حقيقة أساسية لا يجب أن تغيب عن التحليل تقول إن مثل هذا النقاش أيضاً يعمق الأزمة ولا يحلها، وأن أزمة موظفي غزة يجب أن تجد لها حلاً ضمن إعادة صياغة لواقع المصالحة.
    المشهد يبدو كالتالي: الحكومة في رام الله تواصل الصرف على قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والحج والرياضة والبلديات و"بكدار"، وتواصل دفع رواتب موظفي السلطة الأساسيين من غزة، فيما تواصل الحكومة المقالة (رغم عدم وجودها رسمياً الآن) إدارة غزة خاصة في مجال الأمن وجباية الضرائب والتحصيل. لم يتغير شيء. فالحكومة في رام الله لم تتوقف منذ حزيران 2007 عن دفع كل تكاليف قطاعات الخدمات من صحة وتعليم وشؤون اجتماعية ورصف للشوارع وبناء للمدارس عبر "بكدار" والصرف على البلديات بجانب الإشراف على الحج والرياضة، وهو ما تواصل فعله بعد المصالحة. فيما الحكومة المقالة (الآن الجسم الإداري والأمني في غزة) تواصل عمل بقية الأشياء. إذا كان هذا هو ديدن العلاقة منذ حزيران 2007 فإن أي تغيير في هذه العلاقة يحتاج إلى تغيير في مكوناتها، وهو ما لم يحدث بالمطلق في اتفاق المصالحة.
    "حماس" أرادت المصالحة لكن أرادت في نفس الوقت أن تظل تحكم، أرادت أن تكون المعارضة والحزب الحاكم، المشّرع والمنتقد، كأنها أرادت أن تلبس طاقية الإخفاء وتقول إنها موجودة، أو أن تقف في وسط الناس وتقول أنا غير موجودة. المهمة المستحيلة بلغة أفلام توم كروز.
    أما الواقع الجديد فهو إعادة استنساخ لواقع الانقسام مع القول إن هذا الواقع الجديد اسمه مصالحة وليس انقساماً، بمعنى أن ما تم هو اتفاق اصطلاحي وليس سياسيا بأي حال من الأحوال. وفق هذا الاتفاق الاصطلاحي فإن الانقسام والمصالحة وجهان لعملة واحدة، وهما كلمتان تشيران لنفس الواقع. بالطبع علينا في مثل هذا الحال أن نضع عواطفنا ومواقفنا في الثلاجة لأنها لا تفيد كثيراً في تقييم الواقع الجديد.



    المصالحة الوطنية أولاً
    بقلم: سميح شبيب – الايام
    عادت لغة الخلاف والتباعد والانشقاق، تتصدر الخطاب السياسي الفلسطيني منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة. لم يقتصر ذلك على اتجاه أو فصيل بعينه دون سواه، للأسف، بل عادت تلك اللغة بأبعادها التراكمية منذ ما حل الانقلاب العسكري في غزة، وتجديداتها وأبعادها التخوينية والتشكيكية، وكأن ما تم الاتفاق عليه أصبح جزءاً من الماضي.
    المعركة السياسية الفلسطينية لا تزال قائمة، وما حدث في اختفاء المستوطنين وما تلاه من إجراءات إسرائيلية قمعية، وشبه اجتياحات للمدن الفلسطينية، لا يشكل في حقيقة الأمر، فاصلة في سجال طويل. صحيح أن ما حدث مؤلم وموجع، وصحيح أن ما ترافق معه من تصريحات رسمية وغير رسمية، جاءت متعددة، بل ومتضاربة، لكن ما حدث من تصدر لغة الخلاف مجدداً، ليست مبررة على الإطلاق.
    إسرائيل هي من تقوم بسجن الأسرى، وهي التي تتمنع عن إطلاق سراحهم، أو اعتبارهم أسرى حرب، وهي التي تسن القوانين "القراقوشية" وتنفذها، وفي المقدمة منها الاعتقال الإداري.
    وهي التي سبق لها وأن اجتاحت المدن الفلسطينية، بدباباتها، وهي التي قصفت مقرات السلطة وأزالتها فيزيائيا عن الوجود، وهي التي قامت بحصار الرئيس ياسر عرفات، ومن ثم سمه وهي .. وهي ..
    السلطة الوطنية الفلسطينية مستهدفة، ورأس السلطة مستهدف، وحكومة الوفاق الوطني مستهدفة، وهدف العدوان كله، الوفاق الوطني، وما تم الاتفاق...
    قضايا كثيرة، وأهمها الملف الأمني، هو من القضايا التي ستتم إعادة فتحها والتوافق على صيغ ترضي الجميع الفلسطيني. التنسيق الأمني، هو مفهوم غير واضح لشرائح واسعة من الشعب الفلسطيني، ويجب توضيحه للجميع، وهو من القضايا، التي سيتم تناولها في مجريات المصالحة الوطنية، وصولاً للانتخابات التشريعية والرئاسية في آن.
    على الفصائل كافة، خاصة تلك التي انخرطت في الخطاب المتعادي والمحرض خاصة على السلطة ومؤسساتها أن تعيد حساباتها مجدداً.
    ما تم إنجازه من حالة وفاق، وقيام حكومة الائتلاف الوطني، هو إنجاز ذات طبيعة استراتيجية، يمكن البناء عليه، وصولاً لتحرك سياسي مشترك، قوي ومتماسك، وبالتالي النظر لصغائر الأمور، على أنها صغائر، في مجريات العمل الاستراتيجي القائم على وحدة الصف، ووحدة الموقف ووحدة الأداة القيادية.
    القضايا كلها، ستكون موضع حوار داخل الإطار الفلسطيني الواحد. الملف الأمني، وملف "م.ت.ف"، وإعادة تفعيلها وهيكلتها، والتمهيد سياسياً لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
    ما حدث من اتفاق، وما جرى عملياً في قيام حكومة الائتلاف الوطني الفلسطيني، وما يجري عملياً من تحرك فلسطيني جاد، في مؤسسات العمل الدولي، هو أكبر بكثير مما جرى في الأسبوعين الفائتين!!!

    تغريدة الصباح - عضّة لويس سواريز
    بقلم: محمد علي طه – الحياة
    شنّت أجهزة الإعلام حملة شعواء على اللاعب لويس سواريز، لاعب منتخب الأورغواي وفريق ليفربول لأنّ التّصوير التّلفزيونيّ أظهره يعضّ منكب كيليني لاعب المنتخب الايطاليّ في أثناء مباراة الأورغواي – إيطاليا في مونديال البرازيل.
    ولويس سواريز – كما تعرفون – لاعب كرة قدم ماهر يخشاه خصومه في الفرق المنافسة ويحبّه مؤيّدوه، وقد أطاحت كراته السّريعة والدّقيقة واللولبيّة بمنتخب بريطانيا (أم كرة القدم) وساهمت في هزيمة منتخب إيطاليا العريق. وسواريز ذو أسبقيّات في عضّ اللاعبين من الفريق الخصم فقد عضّ قبل عام لاعباً من فريق تشيلسي، وقد يكون سواريز عضّاضاً أو عضوضاً. ونحن القرويّين الذين كنّا نلعب في الحارات وعلى البيادر لعبة "المباطحة" وهي لعبة المصارعة في لغة اليوم ندرك أنّ الخصم إذا تضايق ولم يحتمل الخسارة أو الهزيمة يلجأ إلى أسنانه فيعضّ خصمه. وكان اللاعب في أيام فتوّتنا يشترط على اللاعب المنافس "دون عضّ ودون شَرْكَلَة". ولعلّ الفعل الرباعيّ "شَرْكَلَ" نُحِتَ من الفعلين شرك وركل ومعناه أن يستعمل قدمه وساقه شركاً للخصم.
    تعرّض لويس سواريز لضربات موجعة على ساقيه وبطنه في أثناء المباراة ضد منتخب إيطاليا ما أفقده أعصابه وروحه الرّياضيّة فهجم بأسنانه على منكب كيليني ولم يره أحد من حكّام المباراة.
    لا أبرّر ما فعله سواريز ولا أقلّل من الخطأ ولكنّني أتساءل: منذ متى يُعاقب لاعب على ما نشاهده في التّلفاز ولو اعتبرنا صور التّلفاز شهوداً لأُلْغِيَتْ أهدافٌ واحتُسِبَت ضربات جزاء لم يرها الحكّام.
    حكمت محكمة الفيفا على سواريز بعقاب وخيم ولكنّ الحكم الأصعب والأقسى كان ما نشره عشّاق كرة القدم على صفحات التّواصل الاجتماعيّ فقد رسموه كلباً عضوضاً وطالب البعض بأن يرافقه طبيب بيطريّ. والغريب أنّ كلّ هذا حدث في أيّام عصيبة يعيشها أبناء شعبنا الفلسطينيّ في الضّفّة المحتلّة وبخاصّة في الخليل وقضائها والمخيّمات حيث استباح جنود الاحتلال البيوت وعاثوا بها خراباً وفساداً وأرعبوا وأرهبوا الأطفال والنّساء والشيوخ.
    وضع صحفيو إسرائيل (الذين يفخرون بحريّة الصّحافة) المهنة والأخلاق في الثّلاجة بل في المُجَمِّد وتجنّدوا للتّرويج لحملة عسكرهم الإرهابيّة التّخريبيّة على مئات الآلاف من أبناء الشّعب الفلسطينيّ وتلذّذوا وهم يصفون اقتحام البيوت وغرف النّوم ليلاً والبحث عن المخطوفين والخاطفين حتّى في البيض الذي في الثّلاجة وفي أصص الأزهار وفي أواني الكريستال وبلغت المهنيّة ذروتها عند مراسل موقع "واللا" في مدينة جنين حينما وصف مخيّم جنين بوكر ثعابين. وتفاخر مراسل آخر بأنّ زوجة طبيب إسرائيليّ يُعالج أطفالاً فلسطينيّين في المستشفى الذي يعمل فيه اقترحت على زوجها أن يكفّ عن إجراء العمليّات الجراحيّة لهؤلاء الأطفال.
    يكتب هؤلاء الصّحفيّون الاسرائيليّون ويتحدّثون عن عضّة سواريز ويصفونه بالكلب المسعور ولكن ما أسهل عضّة سواريز إذا ما قورنت بعضّات جنود الاحتلال، وما أهون عضّة سواريز إذا ما قورنت بعضّات هؤلاء الصّحفيّين فاقدي الحسّ الإنسانيّ.

    حياتنا - العراق بين نوريين وناريين
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
    من نوري السعيد الى نوري المالكي مسيرة دموية جعلت العراق يفقد الملايين من بنيه وبنيته وثرواته، فالعراق الآن انتقل من النوريين الى نارين، نار المالكي ونار داعش، من ينقذ العراق من هذا الجحيم الطائفي الذي زرع بذوره الاحتلال الاميركي وتعهده بالرعاية والعناية المركزة، وها هي القوات الاميركية تعود ثانية الى مكان الجريمة لادارة الفتنة الطائفية وليس لانهائها، وها هي ايران تتحالف مع الشيطان الاكبر، فعلى المدى المنظور يبدو ان واشنطن فقدت ثقتها بالمعسكر السني وانظمته خاصة بعد انهيار حصانها وهو حكم الاخوان في مصر واذا كانت واشنطن تتحالف سرا في العراق مع ايران فانها في النهاية ستتصالح مع النظام السوري وان سعت الادارة الاميركية الى تدبير نصف مليار دولار لدعم ما تسميه المعارضة المعتدلة في سوريا فان هذا مجرد رفع عتب لأن المعارضة كلها معتدلها ومتطرفها وداعشها ونصرتها واخوانها لم يفحلوا في اسقاط الاسد.
    عمليا هناك تفاهم ايراني اميركي في العراق، وهناك تفاهم اميركي اسرائيلي حول الاكراد، ففي زيارته للمنطقة القى الرئيس الاميركي باراك اوباما بنصيحة الى نتنياهو قبل سفره وقال له يجب ان تتصل باردوغان وتعتذر بطريقة ما، وتعيد العلاقات الى ما كانت عليه، واياك ان تدعم الثوار الاكراد الاتراك، لكن لا غضاضة من دعم الاكراد في العراق ليتمدد اقليم كردستان العراق الى شمال سوريا واقامة دولة كردية هناك.
    واشنطن تنقلب على عربها وحلفائها رويدا، ربما ستستعين بهم لمواجهة تسونامي داعش لكنها في النهاية ستعطي ثمار ذلك النصر لايران وتركيا واسرائيل كما هو الحال بعد حرب الخليج الاولى والثانية، لم يغنم العرب من تحالفهم ضد العراق بل غنمت اسرائيل وايران وتركيا. هذه السياسة الاميركية والحلف المتنامي في بغداد يذكرنا بحلف بغداد لنوري السعيد، ويجعل داعش حركة «شعبوية» رغم شراستها ضد الجميع، من صنع داعش واخواتها يريدها ان تكون الناطق الرسمي باسم العرب، في غياب اي ناطق رسمي عربي فهل تقزمت الامة العربية الى هذا الحضيض بحيث لم يعد احد يعيرها ادنى اهتمام. وهل منظومة الدول العربية الباقية على قيد الحياة استسلمت لقدرها وستسلم شعوبها لهذا المصير الاشبه بمصير بغداد تحت سنابك خيل هولاكو؟

    مدارات - نفتالي بينيت
    بقلم: عدلي صادق – الحياة
    حكاية نفتالي بينيت، وزير اقتصاد اسرائيل، الذي وصف الرئيس أبو مازن بـ "الإرهابي الخطير" تصلح مثالاً للبرهنة على أننا بصدد نمط من مخلوقات مشوّهة، تحكم في إسرائيل، وتتنفس كذباً وسموماً وعنصرية، وترمي كل صفاتها على غيرها. فلم يحدث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أن تجرأ سياسي عربي أو رجل دولة، على القول علانية إنه قتل بيده الكثير من اليهود دون أن يحدد إن كانوا محاربين أو مسالمين. لكن النفتالي هذا قالها بصراحة، يوم صفقة تبادل الأسرى بشاليط. صرح هذا الإرهابي الذي يريد أن يصدقه العالم، وهو يرمي الرئيس ابو مازن بهذه التهمة؛ إن هؤلاء المفرج عنهم، ينبغي رميهم بالرصاص، و"أنا في حياتي قتلت الكثير من العرب، ولم تكن هناك أية مشكلة في القيام بهذا العمل، فلم لا نفعله ونرتاح؟!".
    لو أن واحداً منا، انتشى ذات يوم، وقال إنه قتل الكثير من اليهود، دون حتى أن يكلف نفسه التمييز بين المحاربين منهم والمسالمين؛ لربما قامت قيامة الغرب ولم تقعد، وطالب بإحالة القائل الى محكمة جرائم الحرب. واللافت ضمن غرابة هذه المخلوقات، أن "بينيت" الذي يعترف مطمئناً تماماً الى أنه لن يُلاحق ولن يُعاقب؛ ينصّب نفسه قاضياً يحكم على الآخرين ويحسم أمرهم. وفي هذا المنطق يطرح نفسه متعففاً مستهجناً لصفة الإرهاب. فكيف يمكن إدخال هذا المنطق في الحاسوب ونضمن ألا ينفجر الجهاز: واحد يقتل بالجملة، ويتبجح، ويصرح مرتاحاً أنه قتل كثيرين من الناس، ثم يأنس في نفسه الجدارة والأحقية في تصنيف الآخرين وشيطنتهم؟
    إن مثل هذا المنطق، يطمئننا فعلاً، لأن قوة العالمين كلها، لو ساندت أمثال هؤلاء، فإنهم لن يفلحوا في النهاية ولن يغلبوا. فهؤلاء فاقدو عقل وفاقدو شرف، أعماهم الغرور بعد أن تورطوا مع الآثام، وهم يذهبون بأنفسهم الى بحر من "الدواعش" بتدرجات حسب الأحوال والظروف.
    نفتالي بينيت هذا ــ لمن لا يعرفه ــ واحد من أساطين البزنس الطفيلي. هكذا هم الفاسدون، يخوزقون أممهم فيهربون من إضباراتهم الى الأمام ويزاودون. وعندما يحل واحد من هذه الشاكلة، في موقع المسؤولية، نعلم يقيناً أن جوقته كلها جلابة خراب على نفسها وعلى الآخرين، وأن نهاياتها ستكون أكثر بذاءة من سياقاتها. هو ابن أسرة يهودية أميركية من أصل بولندي، لم تعرف بلادنا إلا في العام 1967. كان أبوه سمسار عقارات. لكنه هو شخصياً، دخل مع آخرين، في مشروع شركة أميركية لبرمجة الكمبيوتر، ذي طابع أمني. ولما باعوها بنحو مئة وخمسين مليون دولار، أصبح المذكور من أصحاب الملايين، وخاض في سوق تقنيات الهاتف الخلوية وتطويرها في أميركا، ولما عاد الى إسرائيل مستريحاً مادياً، بدأ يفتش لنفسه عن دور في الحياة العامة، ووجد فيه نتنياهو ضالته على صعيد الحملات الانتخابية والعلاقات العامة، للفوز بقيادة "الليكود" ولتوسيع دائرة اليمين المتطرف. ولما انتهت مهمته مع نتنياهو، ذهب بلغته المتطرفة وثرثراته العدائية ضد الشعب الفلسطيني والعرب، والتحق بـحزب "البيت اليهودي" وفاز برئاسته ودخل الانتخابات ورفع عدد مقاعد الحزب الى 12 ودخل حكومة نتنياهو كوزير للاقتصاد. وبسبب حقده على العنصر العربي، جعل من أولويات مهمته كوزير للاقتصاد، إنشاء مدارس مهنية للرجال والنساء الفلسطينيين، لتشغيلهم كطبقة عاملة رخيصة. وظلت نظرته للأراضي الفلسطينية المحتلة، نظرة استثمارات، يدعو لبناء الطرق السريعة والاستثمار فيها وتشغيل الفلسطينيين ضمن فكرة الحل الاقتصادي الذي تحدث عنه نتنياهو. منطق يتسم بالنازية التي تشطب أمنيات الشعوب وتنظر للبشر باعتبارهم مسامير في آله اقتصادية عسكرية. فكرته المعلنة، هو أن تتعايش إسرائيل مع الفلسطينيين دونما "جراحة" حسب تعبيره. والجراحة عنده، هي حل الدولتين. قال إن له صديقاً كان يعاني من ورم أو مرض في أحد أعضاء جسده، وقيل لصديقه نستأصل لك موضع المرض، لكنك ستصاب بإعاقة، فرفض وكان قراره التعايش مع الحالة!
    بهذا المنطق الإرهابي، يرى "الشاطر نفتالي" وضعية النزاع. لا يريد التسوية التي يسميها العالم "السلام" ويفاخر بأنه قتل الكثيرين من العرب، ويريد تحويل شعب الى جموع من العاملين بشقاء وشظف عيش، لمصلحة الآلة العسكرية الاقتصادية، وفوق كل هذا يتهم الرئيس ابو مازن بـ "الإرهاب". إنها مخلوقات عجيبة فعلاً، تتوهم أننا أمة ميتة، أو شعب لا ينبض!

    مع الحياة – في الطريق إلى المؤتمر السابع (2)
    بقلم: فتحي البس – الحياة
    مقدمة تاريخية
    قبل انطلاقة فتح على 1965، كان المؤسسون يلتقون سرا، يناقشون الأوضاع العربية والدولية وشعارات وبرامج وتجارب الأحزاب والقوى والدول التي تتحدث عن تحرير فلسطين، ويدرسون خطط العمل بجدية مطلقة، ولم تعتبر تلك اللقاءات مؤتمرات حركية على أهميتها إلى أن حصلت نكسة حزيران كما سمّاها الرئيس عبد الناصر، فعقدت فتح مؤتمرها الرسمي الأول في دمشق بتاريخ12/6/1967، بعد ان اتضح هول الهزيمة العسكرية والنفسية والسياسية، بحضور عدد لا يزيد عن 40 من كوادرها المؤسسين، ليعلن المؤتمر عن بدء "حرب العصابات"، الشكل المناسب آنذاك للكفاح المسلح. وشكلت الأطر القيادية وتولى الشهيد ياسر عرفات مسؤولية العمل العسكري في ظروف انهيار تام لمعنويات الشعوب العربية.
    وإثر معركة الكرامة المجيدة، وما تبع ذلك من تدفق الآلاف من الفلسطينيين والعرب للالتحاق بصفوفها، عقدت الحركة مؤتمرها الثاني في الزبداني قرب دمشق في تموز 1968، انتهى بتشكيل لجنة مركزية من عشرة أعضاء، وتأسيس المجلس الثوري للحركة ليكون رقيبا وموجها لعمل اللجنة المركزية، ولاستيعاب كوادر فتح في هيكل تنظيمي متوازن، دون التوقف أمام وجود لائحة داخلية توضح بدقة البرنامج والواجبات والحقوق وشروط العضوية إلى ان عقد المؤتمر الثالث في أيلول 1971 اثر قيادة فتح لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969، وظهور عدد من فصائل الثورة، مستقلة أو تابعة لأنظمة، واحداث ايلول 1970 ووفاة الرئيس عبد الناصر، وانتقال مركز القيادة إلى لبنان، دار فيه نقاش معمق حول ما حصل، انتهى الى اقرار اللائحة الداخلية للحركة. أما المؤتمر الرابع فعقد بعد تسع سنوات في دمشق في ايلول 1980، بعد احداث جسام، اهمها حرب تشرين المجيدة واضطرار الحركة لأن تخوض معركة الدفاع عن الثورة في لبنان ضد تحالف القوى اليمينية اللبنانية المدعومة من اسرائيل وقوى أخرى، ودخول القوات السورية الى لبنان، وزيادة حدة الاشتباك مع العدو وظهور بوادر استعداداته لشن حرب التصفية عام 1982، وظهور حركة ابو نضال التي اريد منها اضعاف الحركة بالتحالف مع قوى اقليمية ارادت السيطرة على القرار الفلسطيني، وتبني البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1978 وما تلاه من صراع سياسي.
    حضر هذا المؤتمر قرابة 500 عضو وانتخب في اللجنة المركزية أعضاء جدد، سميح أبو كويك ” قدري” وماجد أبو شرار ورفيق النتشة وسعد صايل، ولم يحدث أي تغيير معلن في برنامج الحركة السياسي، وعقد المؤتمر الخامس في تونس بعد الخروج من بيروت في شهر آب 1989، بحضور قرابة 1000 عضو، وصادق على قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشرة التي أعلن فيها قيام دولة فلسطين ووثيقة الاستقلال.
    مر عشرون عاما تقريبا قبل أن تعقد فتح مؤتمرها السادس في بيت لحم يوم 4 آب 2009 وبعد عمل اللجنة التحضيرية لقرابة 5 سنوات للاعداد للمؤتمر بعد تطورات عالمية واقليمية اعادت تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة خاصة بعد انطلاقة الانتفاضة الاولى، وغزو القوات الاميركية للعراق، وتوقيع اتفاقية اوسلو، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وبروز حركة حماس وانقلابها وسيطرتها على قطاع غزة، وتجاوز المدة المقررة لانجاز المفاوضات مع اسرائيل دون تحقيق أي تقدم، لا بل اعادة سيطرة اسرائيل الكاملة على الضفة الغربية وتدمير ما بنته السلطة كعقوبة على الفلسطينيين بعد الانتفاضة الثانية، وتزايد وتيرة الاستيطان ضمن انحياز تام من مكونات اسرائيل السياسية الى التطرف وأهم من ذلك كله رحيل رمز فتح والثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات وغياب عدد مؤثر من القيادة التاريخية للحركة بالاغتيال من ابرزهم الشهداء أبو جهاد وابو اياد وابو الهول.
    عقد المؤتمر السادس في ظل انقسام حاد حول مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية. وساد الانطباع ان فتح فقدت قدرتها على السيطرة على الأوضاع وأنها مأزومة ومهلهلة وأطرها القيادية لا تعمل بما يتناسب مع مهامها الجسام، وأن التأييد الشعبي لها قد التفت إلى مشاريع إقليمية أخرى، خطفت مشروع المقاومة. في ظل حديث متواتر عن فساد نهش جسد الحركة وأرهقها وأساء إلى سمعتها وتاريخها.
    مثّل المؤتمر السادس لأبناء فتح خشبة الخلاص. أرادوا منه إثبات قدرة الحركة على الاستمرار في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني وضخ دم جديد في أوصال أطرها القيادية، ومراجعة هيكلها التنظيمي وتأهيل كوادرها وتسليحهم بوعي يمكنهم من فهم مجريات الأمور وتطوراتها، وتسليحهم ببرنامج ورؤى سياسية تمكنهم من مواجهة النقد الحاد للحركة داخل الوطن والشتات، لعل الحركة تعيد إلى الوطن وحدته، جغرافيا وسياسيا وروحا معنوية.
    عقد المؤتمر السادس، وتعرضت مقدماته ومدخلاته ونتائجه إلى نقد، بعضه إيجابي، والكثير منه سلبي، ساتوقف أمامه، في المقال المقبل، تحضيرا للجواب على ما هو المطلوب من المؤتمر السابع الذي يأتي في وقته المقرر، ونحن على بعد قرابة شهر منه.

    واحد من الاصوات النادرة
    بقلم: خالد مسمار – الحياة
    هل هو قدري ان أنعي زملائي ورفاق دربي ؟! درب صوت العاصفة ..صوت فتح .. صوت الثورة الفلسطينية.
    يوم الخميس الماضي 26/6/2014.. كنت في جلسة حوار اعلامي مع اثنين من اصحاب الاصوات الاذاعية النادرة في عالمنا العربي هما الدكتور عبد الشكور التوتنجي والدكتور بركات زلوم، بحضور الاخ طارق الجابي المشرف على فضائية "عودة " وكان المتحّمس فينا لتطوير اعلام فلسطيني متميز هو الدكتور بركات زلوم.
    اتفقنا على لقاء آخر لاستكمال الحوار.
    ولكن مشيئة الله ارادت ان يسبقنا بركات الى ملكوته بعد اقل من يومين حيث دخل المستشفى صباح السبت 28/6 لاجراء عملية قسطرة.
    لمن لا يعرف بركات.. فهو من الاصوات القوية الهادرة والمتحمسّة دوماً.. وفي الوقت نفسه كان صوته من الاصوات الهادئة الرقيقة رقّة برنامجنا الاذاعي في ذلك الوقت " كلمات الى فلسطين .. الوطن والشعب" الذي كان متخصصاً في كتابته الاخ يحيى رباح.
    كان بركات فدائياً التحق بحركة فتح بعد هزيمة حزيران العام 1967م وتدرب في معسكرات الجيش المصري ثم التحق بإذاعة صوت العاصفة.
    كنت وإياه نسكن مدينة البعوث الاسلامية.. المدينة الجامعية لجامعة الازهر في القاهرة .. والتي خرجّت الكثير من ابطال وكوادر حركة فتح، امثال ابو امية شهيد معركة الكرامة الخالدة والكادر المقاتل ابو علي سعد ومذيعي صوت العاصفة .. الطيب عبد الرحيم، يحيى العمري، خالد مسمار، عبد الله حجازي. عندما تمّ اغلاق الاذاعة بسبب موقف حركة فتح من مبادرة روجرز توزعنا نحن المذيعين على عدة دول عربية.
    كان من نصيب بركات ان ذهب الى الجزائر هو والاخ يحيى رباح وهناك اكمل بركات دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية واصبح استاذاً جامعياً في احدى جامعاتها.
    ثم جاء الى الاردن حيث التحق بجامعة الزيتونة استاذاً للغة العربية فيها. الى ان وافاه الاجل السبت 28/6 وفي آخر يوم من شعبان.
    رحمك الله أخي بركات لتلتحق بركب صوت العاصفة في السماء .. فؤاد ياسين (ابو صخر) استاذنا ومعلمنا، ومحمد حسيب القاضي، وابو هشام المزين وصلاح الحسيني (ابو الصادق)، وعارف سليم، ويوسف القزاز، ويوسف احمد ومحمد ابوزهرة، ونعم فارس، و... كلنا على الدرب.
    "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
    نبض الحياة - اهداف جولة كيري الاخيرة
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    قام رئيس الدبلوماسية الاميركية ما بين 22 و27 حزيران الحالي بزيارة للمنطقة بدأها بالقاهرة مرورا ببغداد والرياض وعمان، وانهاها في اوروبا، وعقد سلسلة من اللقاءات مع زعماء الدول التي زارها ومع وزراء خارجيتها لمناقشة تداعيات التطورات الدراماتيكية في العراق، ورافق الزيارة إرسال اميركا (300) من عسكرييها لبغداد.
    جولة جون كيري للمنطقة لم تكن حرصا على وحدة العراق واراضيه، ولا رغبة من ادارته على تحالفاتها العربية، بل هدفت إلى تفعيل مخططها التقسيمي للعراق، الدي خاضت حربا عالمية عليه مطلع تسعينيات القرن الماضي، ثم قامت باحتلاله عام 2003، ومن خلاله تفعيل واعادة النظر بسيناريوهاتها التفتيتية لعموم الدول العربية، على امل تخطي انجازات ثورة الـ 30 من يونيو 2013 المصرية، التي اربكت المشروع الاميركي الاسرائيلي. واستعادة زمام الامور في المنطقة بما يتوافق ورؤيتها الاستراتيجية للمنطقة، ولم تكن إيران غائبة عن الزيارة الاميركية، لان الحوارات الاميركية الايرانية لم تتوقف في إطار اللقاءات حول الملف النووي الايراني تحت ما يسمى 5+1، اضف الى ذلك اللقاءات الثنائية، التي لم يعلن عنها صراحة.
    وكما يعلم القاصي والداني، اميركا انتجت مع دول المنطقة الاقليمية العديد من المنظمات التكفيرية ومنها "داعش" او "دولة الاسلام في العراق والشام"، لتؤصل للصراع الديني والطائفي والمذهبي والاثني، وفي ذات السياق، دعمت القوى الطائفية الشيعية، ونصبت نوري المالكي حليفها المشترك مع إيران لذات الغرض، الدي لعب دورا مهما جدا في تنفيذ الجزء الاكبر من مخططها في العراق، وساهم بسياساته الهوجاء ولكن المدروسة تعميق الصراع الطائفي بين السنة والشيعة العرب، وبين الاكراد والعرب.
    ومن يعود للتاريخ القريب زمن هنري كيسنجر، عندما كان وزيرا لخارجية اميركا في السبعينيات من القرن الماضي، عندما كاد يفشل المخطط الاميركي في إشعال فتيل الحرب الاهلية في لبنان نيسان 1975، ارسلت الادارة الاميركية آنذاك دين براون، مهندسها ومبعوثها لمتابعة الازمة، وتمكن وفق ما اعلن كيسنجر، من تجاوز العقبات، التي كادت تعطل المخطط الاميركي، وبالتالي نجح في إشعال الحرب الاهلية، التي استمرت حتى نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، والتي مازالت تداعياتها جاثمة على انفاس لبنان والمنطقة حتى الان. وللاسف نجح المشروع الاميركي الاسرائيلي من خلال دعم بعض العرب الرسميين.
    وبالعودة إلى العراق، فإن مجيء كيري، ومن ثم ارسال الاميركيين الـ300 الى العراق، إنما لترسيم عملية التقسيم له، الذي مهدت له حكومة نوري المالكي السابقة، واستغلال الاكراد للتطورات الجارية في الشمال والغرب العراقي مع انهيار قوات المالكي، فاعلن مسعود برزاني السيطرة على كركوك، وبالتالي اعلن إسقاط المادة 140 من الدستور العراقي، وفرض عمليا استقلال اقليم كردستان العراق عن الدولة العراقية، مستفيدا من تحالفه غير المعلن مع الجماعات السنية. كما أن تبوؤ الحركات التكفيرية وخاصة "داعش" وجيش محمد وجماعة الطريقة النقشبندية، التي جميعها تلبس العباءة السنية، وباسم الدفاع عن السنة في العراق، الدور الرئيسي في الموصل وتكريت والانبار، مستغلة صمت القوى الوطنية والقومية وخاصة البعث العراقي، التي ارتبطت بتحالفات مباشرة مع تلك القوى التكفيرية، الامر الدي سينجم عنه عمليا تقسيم العراق، لا سيما وان القوى الشيعية في ضوء التطورات الجارية، تراجعت عن معارضتها العلنية للمالكي، حتى امست من حيث تريد او لا تريد جزءا من مخطط ايران والمالكي بغض النظر ان بقي في رئاسة الحكومة او غادر الموقع، وبالتالي تمركزت في مناطق الجنوب وبغداد. وهكدا امسى العراق الموحد في خبر كان.
    الان مطلوب من القوى العربية والكردية والتركمانية المعنية بوحدة ونهوض العراق، النهوض والعمل بطريقة مختلفة لاقصاء كل القوى التقسيمية في العراق من شيعة وسنة واكراد وفرس واتراك وغيرهم، واستعادة زمام الامور قبل فوات الاوان. وعلى القوى القومية في الساحات العربية كلها دعم تلك القوى، لان تفتيت العراق لن يكون في مصلحة العرب جميعا.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. المقالات في الصحف المحلية 21/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:19 PM
  2. المقالات في الصحف المحلية 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:18 PM
  3. المقالات في الصحف المحلية 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  4. المقالات في الصحف المحلية 18/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:17 PM
  5. المقالات في الصحف المحلية 03/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى الصحافة المحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-12-18, 12:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •